الأقباط متحدون - ومنه لله اللى كان السبب! حدث فى كفر الجبل
  • ١٥:١٧
  • الجمعة , ٢٦ مايو ٢٠١٧
English version

ومنه لله اللى كان السبب! حدث فى كفر الجبل

مقالات مختارة | بقلم حمدي رزق

٥٧: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٦ مايو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

جمعية خيرية معتبرة اجتماعياً، ذائعة فضائياً، تعمل فى الملايين، ذهب فريق من شبابها إلى «كفر الجبل» من قرى الهرم، طفقوا يوزعون شنط رمضان

للأسف كانت مثل حسنة يتبعها أذى، اصطف الشحاذون والمعوزون أمام كاميرات الجمعية، وقبل شكر الجمعية ورسالتها فى إغاثة المنكوبين، سجلت الجمعية أقبح الصور وأفحش الأقوال فى وصف الحال والأحوال.

من حدثنى عما تفعله هذه الجمعية فى الأحياء الفقيرة وعملها فى جمع هذه الشهادات المحزنة حذرنى بجد من وصول هذه الشهادات إلى قنوات الإخوان، وقد سمع طرفاً منها، ويشك الرجل المحترم أن هؤلاء لا يوزعون شنط رمضان

مجاناً، رغم أنها من تبرعات المصريين، ولكنهم يعملون سياسياً على التخليص على الرئيس بإشاعة هذه الشهادات التى يصورونها مع غلابة تجمعوا من كل حدب وصوب، يحلمون بشنطة رمضان

ويقولون فى هجاء الرئيس أكثر مما يطلبه منهم هؤلاء، الفقراء لا يعرفون رئيس الحكومة.. يعرفون فقط السيسى!.

الغيور على وطنه مفجوع فى رسالة هذه الجمعية، لماذا يجمعون هذه الشهادات من غلابة لا يفقهون شيئاً سوى الحصول على شنطة رمضانية، ولا يسوؤهم ما يقولون، هو الكلام عليه جمرك، ولربما تحصل على شنطتين إذا دعا بشأفة رأسه على الرئيس وعلى الحكومة وعلى الكل كليلة.

من حق الجمعية أن تسجل قائمة أعمالها لتعود بها إلى المتبرعين ولتثبت نجاعة، ولتطلب المزيد، ولكن ما حاجتها لتسجيل صور البؤس والفقر وهذه الشهادات من ذوى الحاجات، وإلى أين تذهب هذه الشهادات بعد تسجيلها؟

رسم المجتمع المصرى أنه شعب من الشحاذين والمعوزين والعراة الحفاة المشعثين المغبرين، اللى تجوز عليهم الصدقة، أقبح صورة لشعب عُرف عنه أنه شعب من المتعففين، تحسبهم أغنياء من التعفف.

للأسف، تحول رمضانالكريم من الجود والكرم إلى موسم الشحاذة والتسول باسم الفقراء، وإحصاء ملايين الشنط التى تملأ الإعلانات يرسم الشعب بأنه شعب من الشحاتين، وهذا ما تتقنه ماكينات ترويجية قذرة تمولها ملايين التبرعات لجلب المزيد، الجنيه إعلانياً يجلب عشرة وأكثر بحسب براعة مصممى إعلانات التسول فى تجسيد حالة البؤس والفقر والعوز، يرسمون لوحة محزنة للشعب المصرى وكأنه شعب من العاهات، ومنه لله اللى كان السبب، وتصب اللعنات مدراراً على دماغ الرئيس.

لا أثق بالكلية فى أهداف جمعيات التسول التى تنشط فى رمضان ولا أعرف من ذا الذى يسمح لهذه الجمعيات بجمع التبرعات فضائياً وإلكترونياً وبالتليفونات وإرسال المندوبين إلى أبواب الشقق، «التبرعات بقت ديليفرى»، مطاردة لحوحة وأحياناً عقورة.

ولا أفهم أن تنفق جمعية على إعلانات التسول ملايين ثم تطلب بها ملايين أكثر، ولا أستوعب أن يكون «مهرجان التسول» هذا بلا حسيب ولا رقيب، لا على جمع التبرعات ولا على الإعلانات ولا على الحصاد ولا أوجه إنفاقه، إنهم ينفقون على إعلانات التسول إنفاق من لا يخشى الفقر.

والحصيلة فى الأخير، مجتمعياً، صورة قاتمة محزنة مأساوية لشعب كريم، وسياسياً دمغ النظام بإفقار الفقراء، والرسالة وصلت إلى هدفها، من ذا الذى صمم هذه الرسالة الحزينة ليتلقفها كل من فى قلبه مرض؟!، خلاصتها هذه مصر فى عهد السيسى، هل هذه مصر فعلاً فى رمضانأم مصر التى يرسمونها فى جمعياتهم الممسوسة إخوانياً؟

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع