الأقباط متحدون - دمياط بين «أبوالمعاطى» و«أبوفاشا»
  • ٠٢:٢٤
  • الاربعاء , ٢٤ مايو ٢٠١٧
English version

دمياط بين «أبوالمعاطى» و«أبوفاشا»

مقالات مختارة | بقلم:خالد منتصر

٣٢: ١٠ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٤ مايو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 كنت أتمنى من جميع الفضائيات المصرية عند زيارة الرئيس لدمياط أن تذيع أغنية «على دمياط»، تلك الأغنية الرائعة التى كتبها الشاعر الدمياطى الكبير طاهر أبوفاشا ولحنها سيد مكاوى، استمتاعنا بتلك الأغنية لن يكون مجرد استمتاع بأغنية عابرة، لكنه سيكون استمتاعاً بدمياط التى كانت، استعادة لدمياط التى لم تعرف الإرهاب ولا التطرف يوماً، لم تعرف إلا العمل والعرق والإنتاج، للأسف دمياط التى كانت ذات مزاج تنويرى متحرر متسامح مستوعب محتضن، صارت ذات مزاج سلفى وهابى متزمت، لاحظت هذا التغير منذ سنوات ورصدته لكنى لم أتخيل أن أرى بلد آبائى وأجدادى يوماً على صفحات الجرائد ونشرات الأخبار تنمو فيها خلايا الإرهاب السلفية التكفيرية بهذا الشكل السرطانى، ومعها فى قريتى خصوصاً تجارة المخدرات!، يعنى بين شقى الرحى، مخدر دينى ومخدر تحشيشى ترامادولى، وأنا الذى شاهدتها فى السبعينات عروساً متحررة الضفائر تغنى للبحر والنيل وتحلم بالبهجة والانطلاق، لم أكن أتخيل يوماً أن البلد الذى أنجب أبوفاشا يخرج نائبه «أبوالمعاطى» ليطالب بمحاكمة نجيب محفوظ لأنه يحرض على الفسق، لذلك كنت أتمنى أن ننعش ذاكرة الدمايطة من خلال تلك الأغنية ونذكرهم بهذا العملاق الدمياطى «أبوفاشا» أستاذ فاروق شوشة الذى أثرى وجداننا بـ800 حلقة من «ألف ليلة وليلة» معظمها ليس من الكتاب الأصلى بل من نسج خياله الخصب، نذكرهم بمن كتب أغنيات فيلم رابعة العدوية التى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم وما زالت تعيش خالدة فى الذاكرة حتى هذه اللحظة، أسعدنى الحظ وقابلته عدة مرات فى أروقة الإذاعة وعرفت أنه كتب نحو 2000 عمل فنى للإذاعة التى كان يعشقها، هو نموذج لا بد أن نقدمه لشباب مصر لا لشباب الدمايطة فقط، فهو المزيج المصرى خفيف الدم اللماح الفنان الذى تعلم فى معهد الزقازيق الدينى، ولكن هذا التعليم الدينى لم يجعله متجهماً كئيباً، بل على العكس كان محباً للحياة والفن ولم يطرح يوماً أى سؤال أو مجرد شك فى أن الفن حرام!، تملك منه الحزن وانطفأت الابتسامة بعد رحيل زوجته وابنه الأكبر، فبدأ يدخل مرحلة اكتئاب حتى رحل عن دنيانا فى مثل هذا الشهر 1989، وأختتم ببعض كلمات تلك الأغنية أو الأوبريت الذى أرجو أن يصور تليفزيونياً لنراه جميعاً ونتذكر دمياط التى احتضنت «أبوفاشا» ولم تلفظ نجيب محفوظ، تقول الأغنية:

 
قالوا منين البلد أنا قلت دمياطى
 
وأبوالمعاطى نزيل أرضى ودمياطى
 
وأولادها عمال لهم آمال صنايعية
 
وأسطوات يا ولد ما يحطوهاش واطى
 
على دمياط هلى ها الله على دمياط هلى ها الله
 
على دمياط وهات لى العود أحييها بلحن جديد
 
د يوم دمياط هنا الموعـود ولما يعود يجيـنا العـيد
 
وأقول للنوتى ما تيللا م طاب الريح وقال يللا
 
على دمياط هلى ها الله
 
من الشرباصى للبركة وشى لله يا متبولى
 
وسوق الحسبة داله حسبة نسيتـها لما قولتو لـى
 
روايح الخمـس أهى هالله ونـور الفجر قام صـلى
 
على دمياط هلى ها الله
 
أنا عطشان بقى لى زمـان وهى فى الدلال سايقة
 
على دمياط
 
وترضى إزاى أبات عطشان وفيها الشيــخ على السقا
 
على دمياط
 
نظرة يا سيدى على السقا نظرة يا سيدى على السقا
 
على دمياط هلى هـا الله على دمياط هلى هالله
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع