الأقباط متحدون - .. فى رثاء حال جامعة الأزهر!
  • ٠٠:٣٥
  • الأحد , ٧ مايو ٢٠١٧
English version

.. فى رثاء حال جامعة الأزهر!

مقالات مختارة | بقلم : أحمد الخطيب

٣٢: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ٧ مايو ٢٠١٧

أحمد الخطيب
أحمد الخطيب

 حال جامعة الأزهر يُرثى له خلال السنوات الأخيرة.. ولا أعرف من يتحمّل هذا الوزر، فالجامعة العريقة شغل موقع رئيسها خلال السنوات الماضية ما بين مُزوّر، وإخوانى وأخيراً تكفيرى، وإذا كان هذا هو حال من يشغل قيادة الجامعة، فماذا يُنتظر من الخريجين؟.. وبالتالى عندما يتحدث أحد عن سوء إدارة الأزهر، فلا يجب أن يخرج البعض ليُعطينا دروساً فى نزاهة د. أحمد الطيب، وعلمه وطيبته وسماحته، وهى أمور ليست محل نقاش أو تشكيك، لكن المشكلة تتمثّل فى سوء اختياراته، سواء وكيله عباس شومان، أو مستشاره القانونى محمد عبدالسلام، أو مستشاره الجزائرى محمد سليمانى، وكذلك محمد عمارة، وحسن الشافعى، ورؤساء الجامعة، وغيرهم. الخلاف مع «الطيب» إدارى، وليس دينياً، لكننا جميعاً ندفع ثمن سوء اختيارات الشيخ، بداية من رئاسة الجمهورية التى تتمنّع فيها عن إحراج «الطيب» وطلاب ودارسى الجامعة، الذين يعلم الجميع مستوى الخريجين، بعد هذه الاختيارات المتدنية، ويكفى أن الجامعة تعمل دون رئيس لها، ويقودها قائم بالأعمال خلال عامين، كما أن الشعب سيدفع ثمن هذه الاختيارات، وسمعة مصر التى أصبحت على كل لسان بعد فتوى رئيس جامعة الأزهر بتكفير الباحث إسلام البحيرى، بينما كان د. أحمد الطيب قبلها بأيام يتحدث عن سماحة الإسلام فى مؤتمر عالمى للسلام مع بابا الفاتيكان!. يتندّر الكثير لعدم تكفير الأزهر الدواعش والإخوان، بينما رئيس جامعته الذى أصدر الطيب قراراً منفرداً بتعيينه يُكفّر باحثاً مسلماً اجتهد، رغم أننى كتبت فى 30 يونيو 2016 حول «فساد الأزهر»، وتحديداً فى ملف رئاسة الجامعة، حذّرت من سيطرة «عبدالسلام» على الاختيارات وإعمال مبدأ الولاء على الكفاءة، لكن لم ينتبه أحد ولم يحاسبه أحد، بل ذهبوا لرفع قضايا فى المحاكم باسم الأزهر، والأخطر أن جريدة «الوطن» نشرت تقريراً فى 24 فبراير الماضى، تحت عنوان «تجاوزات جديدة فى أزمة رئاسة جامعة الأزهر»، بعد تصعيد د. أحمد حسنى نائب رئيس الجامعة، الذى بلغ سن المعاش أول فبراير، بالمخالفة الصريحة للقانون، كما كشفت «الوطن» -وقتها- عن أزمة داخل مجلس الجامعة، بسبب اختيار «حسنى»، رغم رفض الحاضرين تمرير قرار «الطيب»، ومخالفة الدستور والقانون، وقد حاول د.«المحرصاوى» الذى جاء به «الطيب» قائماً بالأعمال الآن عقب إقالة «حسنى»، تخطى الأزمة داخل مجلس الجامعة آنذاك، بمطالبة المجلس بإصدار بيان لتأييد «الطيب» فى معركته المزعومة ضدى وضد من وصفوهم بالمهاجمين للأزهر.

 
هذا معناه أن من قاد معركة تنصيب التكفيرى أحمد حسنى داخل مجلس الجامعة، قام الإمام الطيب مجدداً باختيار أحدهما لخلافته ورئاسة الجامعة فى الفترة المقبلة، وهو «المحرصاوى»، ولكم أن تتوقعوا الأداء، وعليه فإن اختيار «المحرصاوى» تم بالطريقة نفسها، وهى تغليب الولاء على الكفاءة مجدداً، ولكم أن تعرفوا أن المشيخة حتى الآن لم تحاسب رئيس الجامعة المزور عبدالحى عزب، رغم أن إقالته كانت قبل عامين، كما لن تحاسب أحمد حسنى على فتواه، بل عاد «عزب» أستاذاً فى الجامعة ليُدرّس للطلاب كما سيعود «حسنى»!.
 
ما يحدث فى الأزهر هو صراع بين أجهزة الدولة وشيخ الأزهر، بينما رئاسة الجمهورية تتمنّع عن الحسم، ومصر والطلاب يدفعون الثمن، فالشيخ رشح 4 رؤساء للجامعة رفضتهم الدولة، إما بسبب أنهم إخوان أو فاشلون فتجمد القرار، فقام الشيخ بالانحياز لاختيارات «عبدالسلام» وتعيين قائم بالأعمال مرة واثنتين، وفى كل مرة يثبت فشل الاختيار وصحة وجهة نظر الدولة؟
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع