الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم.. مظاهرات الطلاب فى فرنسا
  • ٠٢:١٩
  • السبت , ٦ مايو ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم.. مظاهرات الطلاب فى فرنسا

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٩: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٦ مايو ٢٠١٧

مظاهرات الطلاب فى فرنسا
مظاهرات الطلاب فى فرنسا

في مثل هذا اليوم 6 من مايو 1968م ..
آلاف الطلبة الفرنسيين قاموا بمظاهرات ضخمة، أدت إلى مواجهات مع قوى الأمن واسفرت عن سقوط مئات الجرحى، وتعرف هذه المظاهرات بـ "ثورة الطلبة" حيث شهد عام 1968 مظاهرات طلابية في عدد من دول العالم...

انفجرت احداث مايو ١٩٦٨ كنتيجة لتراكمات فرضتها ظروف محلية ودولية مهمة على المستويين السياسي والاقتصادي منذ بداية الستينيات...فعلى المستوى السياسي كانت حالة من الحنق الشعبي تسود البلاد بسبب تقييدالحريات من قبل نظام الجنرال ديغول والتضييق على المفكرين واهل الادب والسياسة بحجةالأمن وحماية الجمهورية ومبادئها، وكان الشرخ كبيرا في النظرة الى الجندية ووضع المستعمرات الفرنسية في الخارج خاصة الاوضاع في الجزائر وما شهدته من مجازر قبل منحها استقلالها عام ١٩٦٢ وعودة مليوني فرنسي كانوا يعيشون فيها بعدما كانت فرنسا قد عاشت حتى هزيمة »ديان بيان فو « في ١٩٥٤ .لم تتمكن الدولة ولا اجهزتها من اسكات المفكرين او الصحافة رغم الضغوط وعمليات المنع التي واجهت الكثير من المؤلفات والمسرحيات، وحرص المفكرون على إصدار بيانات ونداءات اشهرها بيان ال «١٢١ المناهض"..للمشاركة في الحروب والذي يحرض على عصيان الدولة

وعدم الذهاب للجندية، وقد صاغ هذا البيان »موريس بلانشو « ووقعه أعلام كثر كان بينهم جان بول سارتر.

الحزب الشيوعي الفرنسي، وكما في اغلب الدول في تلك الحقبة، كان تحت سيطرة "الستالينيين" في زمن كانت الشيوعية تشهد فيه انقسامات عديدة، ومن ابرز العوامل المؤثرة فيها الخلاف الصيني السوفيتي المستمر و خلاف الستالينيين والتروتسكيين المتجذر، وتحولت مؤسساته،خاصة تلك التابعة للحزب الشيوعي الى مؤسسات تقليدية تهادن السلطة وتطالب بالحد الأدنى من انقلاب ضمني على مبادئ الثورة الماركسيةاللينينيه التي تؤكد على حتمية المواجهة، البروليتاريا ضد البورجوازية.

وانطلاقا من هذا الواقع كانت المؤسسات النقابية والاتحادات التابعة للشيوعيين تسير على النهج نفسه. وعلى المستوى الاقتصادي شكل عام ١٩٦٨ نقطة تحويلية في مسار الاقتصاد الفرنسي الذي انتقل من مرحلة النمو إلى مرحلة ركود بدأت تلقي بظلالها على العمال ومستوى المعيشة والبطالة.

لكن المفاجأة كانت أن التمرد لم ينطلق في صفوف العمال بل من قبل الطلاب، وبدأ على أساس المطالبة بالحريات وخاصة شعاري "منع الممنوع " و "لا تعطي حريتي سأتولى الأمر بنفسي "! ثم رفع الشعارات الاقتصادية لاحقا...

لم تكن أحداث انتفاضة مايو١٩٦٨ في فرنسا مجرد مرحلةتاريخية عابرة علا فيها صوت الشباب الثائر ضد القيود التي تكبله فحطمها، بل كانت محطة مهمة و »انتفاضة « غيرت وجه البلد تماما ولاتزال اثارها وتداعياتها ممتدة الى اليوم، والدليل ما صرح به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فى 2007 بعد اكثر من ثلاثين عاما من الانتفاضة في بداية عهده عندما قال إن من اهدافه القضاء على ميراث حركة مايو ١٩٦٨ ، لانه - وكما كل اليمين في فرنسا - يعتبران تلك الحركة شكلت تهديدا للسلطة شوه المعايير السلوكية لدى المواطنين ودفعهم الى الاستخفاف بقيمة العمل في الوقت الذي يراه فيه خصومهم النقطة التي سمحت بالتأسيس لفرنسا جديدة عنوانها الحريةوالعدالة الاجتماعية....!!