الأقباط متحدون - الشيخ ميزو.. الضحية
  • ١٦:٢٧
  • الخميس , ٤ مايو ٢٠١٧
English version

الشيخ ميزو.. الضحية

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٠: ٠٩ م +02:00 EET

الخميس ٤ مايو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

للأسف لن يجد الشيخ محمد عبدالله نصر من يدافع عنه أو يقف بجانبه أو يطلب له عفواً رئاسياً، حد يدافع عن شيخ اسمه «ميزو»؟!

فى سجنه وحيداً مقطوع من شجرة، فلا هو محسوب على الأزهريين، يتبرأون منه، بل ودعوا وسعوا إلى سجنه، ولا محسوب على التنويريين، هو فيه تنويرى يبقى معمم واسمه «ميزو»، ولا على الثوريين، لم يخطب فيهم من على منصة التحرير، ولا على العاديين، يعرفونه جيداً، أليس هذا الرجل من ادعى أنه المهدى المنتظر، وطالبوا بإدخاله مستشفى الأمراض العقلية.

كان الله فى عونه، صاده الصائدون فى برارى القتل، وحملوه بضاعة ليشبعوا جوعة كواسر شبقية متلمظة للحم طرى، سجنه أصحاب الفضيلة بتقاريرهم الفقهية المعتمدة، وأهمله الفضائيون الذى هللوا يوما لأفكاره، وبضعوه بضاعة، ولم ينل حتى تعاطف المستنيرين، خشية أن يحسب عليهم ويبلل ملابسهم، وتناساه الفيسبوكيون، لم يكن كائناً فيسبوكياً ولا يملك قائمة من الأصدقاء والمتابعين، كان يغدو ويروح وحيداً بلا غطاء يستره.

أسفى على ميزو أنه سعى إلى حتفه مختاراً، وياما حذرته، وتمادى، وندهته النداهة الفضائية، فصار يقول ليس حذراً بما لا يحمد عقباه، ميزو سقط من حالق فى بئر ما لها قرار.

ولأنه ليس صاحب عمود أو شيخ رواق، وليس له شلة يتدثر بها من حرور البلاغات المعلبة بازدراء الأديان، ولأنه لا يملك مالاً يوفر له غطاء قانونياً معتبراً، وليس ذا حيثية مجتمعية أو سياسية أو نضالية أو ثورية أو من النشطاء المرموقين لم يهرع لنجدته كائن من كان إلا ثلة من المحامين المتطوعين، ولم يحضر جلسات محاكمته رهط من الرموز، وأهملته منظمات حقوقية ما فتئت تندد بكل الأحكام التى تصدر عن القتلة السفاحين.

ميزو لم يكن مكفراتياً قط، ولم يقع فى فخ التكفير، المكفراتية فى أمن وأمان ويكفرون حتى الطير فى السما، ولم يكن تنويرياً معتمداً، صحيح كان يتحدث مثلهم ولكن ليس منهم، لم يحظ بالشرف الرفيع، ولم يكن دولجياً من أنصار الدولة العميقة وشيوخها المعتمدين فى الفضائيات المعتمدة.

مثل نبت برى، شاب أزهرى معمم غرته بالأمانى الغرور، وطفق يحدث الناس دون علم كاف بالأصول المرعية، ولا دراسة واعية بما يحيط بخاصرته من بلاغات مفخخة، يعزف منفرداً أو قل نشازاً، يعزف بمقطوعات معزوفة سلفاً، ولكن العزف المعتمد له أصوله وله أصحابه ووفق قواعده، وأولها وآخرها، اجرح ولا تذبح ولا تهرق دماء، ميزو كان مثل بوحة الجزار، سلخ الخروف صاحى ففضحه بثغاء بلغ عنان السماء.

الشهرة مقبرة، مثل ميزو كثير ممن تستهويهم الشهرة، ويدفعون لقاءها ثمناً فادحاً، وتستثمرهم فضائيات الليل وآخره كفقرة مثيرة تحقق نسب مشاهدة، وتجمع عليه المكفراتية من كل حدب وصوب، لتجعل منه ضحية، ولا يدرى من أمره شيئا، ويخرج بإحساس المجدد المجتهد المستنير، ويضحكون منه وهو فى جد من أمره، ويسبح مختلاً حتى الغريق، تصيده أمواج التكفير غير مأسوف عليه.

لا تعليق على الحكم، فالحكم عنوان الحقيقة، ولكن حزنى عليه وقد حكم عليه بالسجن طويلا، وتنتظره طائفة أخرى من الأحكام، أنه كان حسن النية، تخيل أن الطريق سالكة إلى الشهرة، وأن الغابة تخلو من الصيادين، رشح نفسه صيداً سهلاً ببلاغ، وكأنه بلاغ لمن يخرج عن النص، واللبيب بالإشارة يفهم، هل من متطوع خبير بشؤون الازدراء يوفر للشيخ محمد عبدالله نصر فرصة أخيرة أمام القضاء العادل.. طوبى للمتطوعين.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع