الأقباط متحدون - هذا البابا
  • ٢٢:٢٦
  • السبت , ٢٩ ابريل ٢٠١٧
English version

هذا البابا

مقالات مختارة | بقلم نيوتن

٢٥: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٢٩ ابريل ٢٠١٧

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

طوال العمر كنت أنظر إلى بابا الفاتيكان كأنه غريب عنا. لا علاقة لنا به. كان هذا شعورى دائماً. حتى جاء البابا الأخير فرنسيس. بعدما استقال سلفه. ثم كانت انتخابات بابا آخر.

كان الرجل ينوى جدياً الاعتزال. فوجئ بانسحاب البابا الأخير. وبانتخابه مكانه حسب العرف الكاثوليكى. كان قد وصل إلى روما وأقام فى فندق صغير متواضع. بعد أن استقر عليه الاختيار عاد ليسدد فاتورة إقامته. ذهب بشخصه وسوّى الحساب. تصرف بتواضع أبهر العالم كله. نشروا صوره وهو يسدد فاتورته. ألوف من موظفيه كان يمكنهم ذلك.

هو لا يخاطب المؤمن المستقر. وجه خطابه إلى المؤمن الحائر. أراد أن يجمع ويحتضن الجميع. وكان له فى هذا كلام مأثور سأعطى منه بعض الأمثلة:

«ليس بالضرورة أن تذهب إلى الكنيسة. فأرض الله كلها كنيسة».

أرى هذا مقابل شيخ مشهور جداً لدينا يقول فى التليفزيون «من ترك الصلاة 3 أيام يستتاب ثم يُحل دمه». كلام مخيف. الاثنان يدعوان لنفس الشىء. أحدهم يدعو له بالتهريب والآخر يدعو بالترغيب.

«علينا أن نستعد للخير فى كل وقت. علينا ألا نعتاد على الشر. علينا أن ننتصر عليه بالخير».

«أيها الناس لا تكونوا رجالاً ونساءً حزانى. المؤمن لا يجب أن يحزن أبداً. لا يجب أن يشعر باليأس. وُلدنا لنسعد. لا بما نملك ولكن لأننا عرفنا الطريق إلى الله».

«لكى تكون مؤمناً مخلصاً يجب أن تكون مبتكراً مبدعاً. قادراً على التغير والتطور. لماذا؟ حتى ينسجم حالك مع متغيرات الوقت».

«المؤمن الصحيح يجب ألا يتحول إلى مدعٍ. الحق يدعوه إلى التواضع. هو لا يملك الحق ولكن يجب أن يكون الحق هو الذى يملكه».

هذه شذرات مما قال. لكن أهم كثيراً مما قال أنه جاء إلى مصر بالرغم مما جرى فيها من حوادث إرهابية. لم يفكر لحظة فى إلغاء زيارته. هذا دعم للحب ودعم للسلام.

أخيراً هذا فضل سنظل نذكره لهذا الرجل. ولمقام هذه الرسالة السامية التى يمثلها. والمستقرة فى قرآن المسلمين ووجدان كل مسلم.

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع