الأقباط متحدون - ما بعد الضربه الأمريكية الصاروخية (2)
  • ٠٤:٢٨
  • الثلاثاء , ١٨ ابريل ٢٠١٧
English version

ما بعد الضربه الأمريكية الصاروخية (2)

مقالات مختارة | جهاد عودة

٣٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٨ ابريل ٢٠١٧

جهاد عودة
جهاد عودة

أثارت الضربات الصاروخية التى شنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ضد الجيش السورى، بعد مزاعم تورط الرئيس بشار الأسد فى الهجوم الكيماوى الذى استهدف منطقة خان شيخون بالقرب من حمص، الأسبوع الماضى، الكثير من ردود الفعل الداخلية فى الولايات المتحدة. ومن جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست إن هناك أسباب أخرى دفعت الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لشن ضربته الصاروخية ضد سوريا، بعيدا عن تلك الصور المروعة لأطفال قتلى جراء هجمات بغاز سام، يُعتقد أن الرئيس بشار الأسد وراءها. وأضافت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، السبت، أن مهما كان قلق ترامب بشأن شعب سوريا، البلد التى لن يتمكن لاجئوها من دخول الولايات المتحدة بموجب قرار حظر السفر الذى فرضه الرئيس الأمريكى، فإنه حريصا على إظهار انتصار واضح بعد أكثر من شهرين من إدارته الوليدة الصاخبة.

وتابعت أن من شأن الضربه الصاروخية ضد سوريا أن تساعد ترامب على إظهار استقلاله عن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، الذى تسببت جهوده المزعومة للتدخل فى سباق الرئاسة الأمريكية عام 2016 فى توترا كبيرا لإدارة ترامب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ترامب يرغب فى إظهار أنه زعيم أكثر صرامة وقوة من أوباما، الذى واجه انتقادات واسعة عندما رسم “خط أحمر” للأسد بشأن استخدامه الأسلحة الكيماوية ثم رفض التدخل عندما وقع هجوم الغوطة فى أغسطس 2013 وتم اتهام الأسد فى الوقوف وراءه أيضا.  وقال السيناتور الديمقراطى كريس مورفى، إن ترامب ليس لديه استراتيجية بشأن سوريا، مضيفا أنه قراره بالضربة الصاروخية هو رد فعل عاطفى للصور على شاشة التليفزيون، وهذا الأمر يجب أن يثير قلق الجميع بشأن الطبيعة الفضفاضة للسياسة الخارجية لهذه الإدارة واحتمال ازدراءها بسلطة الكونجرس. من جانبها أشارت محطة “سى.إن.إن” الأمريكية، إلى أنه على الرغم من أن قرار ترامب بضرب سوريا حظى بتأييد من أعضاء فى الكونجرس من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، لكنه أثار حذر بشأن إقدام الرئيس على شن حرب دون التشاور مع الكونجرس أولا. وقد دعا السيناتور الجمهورى الرفيع راند بول ترامب إلى التشاور مع الكونجرس بشأن سوريا. وقال “بينما ندين جميعا الفظائع فى سوريا، فإنه فى النهاية لم يتم وقوع هجوم على الولايات المتحدة حتى يقوم الرئيس بخطوته”.

وأضاف أن ترامب بحاجة إلى سماح من الكونجرس بشأن عمل عسكرى وذلك بموجب الدستور الأمريكى”.  هذا فيما قال مسئول رفيع فى الإدارة الأمريكية لمحطة “سى.إن.إن”، إن الضربه الصاروخية التى استهدفت قاعدة للجيش السورى لا يجب أن تفسر على أنها بداية حملة أوسع لإضعاف أو الإطاحة بالأسد، لكنها تهدف إلى التعامل مع ما هو غير مقبول بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد السوريين. وأضاف المسئول، الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الأوامر التى وجهها الرئيس الأمريكى لفريق الأمن القومى لوضع خطة لهزيمة تنظيم داعش، تظل أولوية للإدارة، مضيفا أن الاستراتيجية فى طريقها للاكتمال. وتزعم الولايات المتحدة وحلفائها فى الخليج وأوروبا أن الرئيس الأسد يقف وراء الهجوم الكيماوى فى خان شيخون، بينما تصر روسيا والحكومة السورية أن لا علاقة لهم بالضربة. جدير بالذكر أن الجيش السورى حقق خلال الأشهر القليلة الماضية انتصارات واسعة داخل حمص من خلال إعادة السيطرة على الكثير من المناطق التى تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، ذلك فى مقابل تراجع نفوذ تنظيم داعش بالداخل. ورأت صحيفة نيويورك تايمز أن تحرك ترامب سريعا ضد الأسد، يضع آمال الرئيس الأمريكى فى تحسين العلاقات مع روسيا فى خطر، حيث وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الخطوة بأنها “ضربة قوية” للعلاقات، كما علق الكرملين اتفاقية تنسيق الغارات الجوية فى المنطقة التى تم عقدها لمنع الصدام غير المقصود بين الطيران الحربى للبلدين. وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات التى يواجهها ترامب فى الداخل، لاسيما فى الليبراليين المناهضين للحرب، الذين أكدوا أنه انتهك الدستور والمحافظين الانعزاليين الذين وصفوا الخطوة بأنها خيانة للقيم التى انتخبوا ترامب على أساسها، وأضافت أن حتى أولئك الذين أيدوا التحرك ضد الأسد، مثل هيلارى كلينتون وصفت ترامب بأنه منافق لرثائه الأطفال السوريين فى حين أنه سعى إلى منع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة. فى الشأن ذاته نشرت الصحيفة أسماء أبرز المستشارين الذين اعتمد عليهم الرئيس الأمريكى فى اتخاذ قرار الضربات الصاروخية لسوريا ومن بينهم الجنرال ماكماستر، مساشر الأمن القومى ونائبته المصرية الأصل، دينا باول، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، بالإضافة إلى ستيف بانون، كبير المخططين الإستراتيجيين فى البيت الأبيض وجار كوهين، كبير المستشارين الاقتصاديين وجوزيف هاجين، نائب رئيس الأركان.


الضربة الأمريكية في سوريا
أثارت الضربات الصاروخية التى شنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ضد الجيش السورى، بعد مزاعم تورط الرئيس بشار الأسد فى الهجوم الكيماوى الذى استهدف منطقة خان شيخون بالقرب من حمص، الأسبوع الماضى، الكثير من ردود الفعل الداخلية فى الولايات المتحدة.  ومن جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست إن هناك أسباب أخرى دفعت الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لشن ضربته الصاروخية ضد سوريا، بعيدا عن تلك الصور المروعة لأطفال قتلى جراء هجمات بغاز سام، يُعتقد أن الرئيس بشار الأسد وراءها. وأضافت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، السبت، أن مهما كان قلق ترامب بشأن شعب سوريا، البلد التى لن يتمكن لاجئوها من دخول الولايات المتحدة بموجب قرار حظر السفر الذى فرضه الرئيس الأمريكى، فإنه حريصا على إظهار انتصار واضح بعد أكثر من شهرين من إدارته الوليدة الصاخبة. وتابعت أن من شأن الضربه الصاروخية ضد سوريا أن تساعد ترامب على إظهار استقلاله عن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، الذى تسببت جهوده المزعومة للتدخل فى سباق الرئاسة الأمريكية عام 2016 فى توترا كبيرا لإدارة ترامب.  وبالإضافة إلى ذلك، فإن ترامب يرغب فى إظهار أنه زعيم أكثر صرامة وقوة من أوباما، الذى واجه انتقادات واسعة عندما رسم “خط أحمر” للأسد بشأن استخدامه الأسلحة الكيماوية ثم رفض التدخل عندما وقع هجوم الغوطة فى أغسطس 2013 وتم اتهام الأسد فى الوقوف وراءه أيضا. وقال السيناتور الديمقراطى كريس مورفى، إن ترامب ليس لديه استراتيجية بشأن سوريا، مضيفا أنه قراره بالضربة الصاروخية هو رد فعل عاطفى للصور على شاشة التليفزيون، وهذا الأمر يجب أن يثير قلق الجميع بشأن الطبيعة الفضفاضة للسياسة الخارجية لهذه الإدارة واحتمال ازدراءها بسلطة الكونجرس. من جانبها أشارت محطة “سى.إن.إن” الأمريكية، إلى أنه على الرغم من أن قرار ترامب بضرب سوريا حظى بتأييد من أعضاء فى الكونجرس من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، لكنه أثار حذر بشأن إقدام الرئيس على شن حرب دون التشاور مع الكونجرس أولا. وقد دعا السيناتور الجمهورى الرفيع راند بول ترامب إلى التشاور مع الكونجرس بشأن سوريا. وقال “بينما ندين جميعا الفظائع فى سوريا، فإنه فى النهاية لم يتم وقوع هجوم على الولايات المتحدة حتى يقوم الرئيس بخطوته”. وأضاف أن ترامب بحاجة إلى سماح من الكونجرس بشأن عمل عسكرى وذلك بموجب الدستور الأمريكى”.

هذا فيما قال مسئول رفيع فى الإدارة الأمريكية لمحطة “سى.إن.إن”، إن الضربه الصاروخية التى استهدفت قاعدة للجيش السورى لا يجب أن تفسر على أنها بداية حملة أوسع لإضعاف أو الإطاحة بالأسد، لكنها تهدف إلى التعامل مع ما هو غير مقبول بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد السوريين. وأضاف المسئول، الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الأوامر التى وجهها الرئيس الأمريكى لفريق الأمن القومى لوضع خطة لهزيمة تنظيم داعش، تظل أولوية للإدارة، مضيفا أن الاستراتيجية فى طريقها للاكتمال. وتزعم الولايات المتحدة وحلفائها فى الخليج وأوروبا أن الرئيس الأسد يقف وراء الهجوم الكيماوى فى خان شيخون، بينما تصر روسيا والحكومة السورية أن لا علاقة لهم بالضربة. جدير بالذكر أن الجيش السورى حقق خلال الأشهر القليلة الماضية انتصارات واسعة داخل حمص من خلال إعادة السيطرة على الكثير من المناطق التى تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، ذلك فى مقابل تراجع نفوذ تنظيم داعش بالداخل. ورأت صحيفة نيويورك تايمز أن تحرك ترامب سريعا ضد الأسد، يضع آمال الرئيس الأمريكى فى تحسين العلاقات مع روسيا فى خطر، حيث وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الخطوة بأنها “ضربة قوية” للعلاقات، كما علق الكرملين اتفاقية تنسيق الغارات الجوية فى المنطقة التى تم عقدها لمنع الصدام غير المقصود بين الطيران الحربى للبلدين. وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات التى يواجهها ترامب فى الداخل، لاسيما فى الليبراليين المناهضين للحرب، الذين أكدوا أنه انتهك الدستور والمحافظين الانعزاليين الذين وصفوا الخطوة بأنها خيانة للقيم التى انتخبوا ترامب على أساسها، وأضافت أن حتى أولئك الذين أيدوا التحرك ضد الأسد، مثل هيلارى كلينتون وصفت ترامب بأنه منافق لرثائه الأطفال السوريين فى حين أنه سعى إلى منع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة. فى الشأن ذاته نشرت الصحيفة أسماء أبرز المستشارين الذين اعتمد عليهم الرئيس الأمريكى فى اتخاذ قرار الضربات الصاروخية لسوريا ومن بينهم الجنرال ماكماستر، مساشر الأمن القومى ونائبته المصرية الأصل، دينا باول، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، بالإضافة إلى ستيف بانون، كبير المخططين الإستراتيجيين فى البيت الأبيض وجار كوهين، كبير المستشارين الاقتصاديين وجوزيف هاجين، نائب رئيس الأركان.

اعتبر السيناتور الأمريكي ليندسي غرام أن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب من خلال استئناف التحليقات من قاعدة الشعيرات بأنه لا يكترث بضربات واشنطن على بلاده. وقال غرام خلال مقابلة مع قناة NBC: “أعتقد أن الأسد عن طريق استئناف التحليقات من هذه القاعدة يقول لترامب: إذهب إلى الجحيم”. وتابع: “برأيي يرتكب الأسد خطأ خطيرا، لأنه إذا كنت عدوا للولايات المتحدة ولا تهتم بماذا يمكن أن يفعله ترامب بك في أية لحظة، أنت مجنون”. يذكر أن الجيش الأمريكي أطلق، فجر يوم الجمعة الماضي، 59 صاروخا من طراز “توماهوك”، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات العسكري (طياس)، جنوب شرق مدينة حمص، وسط سوريا.  وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه أمر بقصف مطار الشعيرات، قائلا إن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية يوم 04/04/2017، حسب قوله. وتجدر الإشارة إلى أن الطائرات السورية استأنفت في اليوم التالي تنفيذ عمليات عسكرية انطلاقا من قاعدة الشعيرات. غرام: يجب إرسال 6000 عسكري أمريكي إلى سوريا لمحاربة “داعش” وتدريب المعارضة على “اصطياد الأسد”.  ودعا غرام، سلطات الولايات المتحدة إلى إرسال 6000 عسكري أمريكي إضافي إلى سوريا، لكنه شدد أن الغرض من هذه الخطوة يجب أن يكمن في “تسريع عملية القضاء على داعش وليس من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد”. واعتبر السيناتور الأمريكي، وهو من بين السياسيين الأمريكيين الداعمين لقرار الرئيس دونالد ترامب شن الضربات على قاعدة الشعيرات السورية، أن العسكريين الأمريكيين عليهم أيضا تدريب ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة على “اصطياد الأسد”.



وصف الرئيس الأميركي، الأربعاء 12 ابريل 2017، نظيره السوري بـ”الجزار”، وطالب بإنهاء الحرب وإعادة اللاجئين إلى بلدهم، مضيفاً: “حان الوقت لإنهاء الحرب الأهلية”. وكان دونالد ترامب وصف بشار الأسد بالحيوان. وشكر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعضاء حلف شمال الأطلسي؛ لدعمهم قراره الخميس الماضي بإطلاق 59 صاروخاً موجهاً على قاعدة جوية سورية رداً على هجوم بأسلحة كيماوية على مدنيين، وقال إن الوقت حان لإنهاء الحرب الأهلية هناك. وخلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، قال ترامب أيضاً إن الحلف لم يتجاوزه الزمن مثلما أعلن خلال حملته الانتخابية العام الماضي، لكنه قال إنه لا يزال يتعين على أعضاء الحلف تحمُّل نصيبهم العادل من تكلفة مظلة الأمن الأوروبية.  وقال: “قلت إنه (حلف الأطلسي) عفى عليه الزمن. لم يعد كذلك”، مضيفاً أن الحلف يتكيف مع المهمة الأوسع نطاقاً ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” والتي كان قد دعا إليها.  وأضاف: “علينا العمل معاً من أجل حلّ الكارثة الحاصلة حالياً في سوريا”، موجهاً الشكر إلى دول الحلف الأطلسي على إدانتها الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون في الرابع من الشهر الحالي.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن؛ لحماية الرئيس السوري بشار الأسد، حيث عرقلت مساعي غربية لإدانة هجوم مميت بالغاز في سوريا والضغط على الحكومة السورية للتعاون مع المحققين.  وامتنعت الصين عن التصويت الأربعاء، إلى جانب إثيوبيا وكازاخستان. وكانت الصين قد استخدمت حق النقض من قبلُ على 6 قرارات بشأن سوريا منذ بدء الحرب قبل 6 أعوام. وأيدت 10 دول مشروع القرار، في حين انضمت بوليفيا إلى روسيا في التصويت بالرفض. وللمرة الثامنة منذ اندلاع النزاع السوري، تلجأ موسكو إلى الفيتو (حق النقض) في مجلس الأمن الدولي لتعطيل أي قرار ضد حليفتها دمشق.

تكشفت الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة حول سوريا، الأربعاء، وفي شكل أوسع، المواجهة بينهما، إثر اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.  والتقى تيلرسون، في أول زيارة له لروسيا منذ توليه مهامه في فبراير/شباط، نظيره الروسي سيرغي لافروف، ساعاتٍ، ثم استقبله بوتين، ولم يكن الاجتماع مع الرئيس الروسي مقرراً في الأصل.  ولئن قالت موسكو وواشنطن إنهما على استعداد لتجاوز “مستوى الثقة المتدني” بينهما، خصوصاً لخوض “مكافحة بلا هوادة للإرهاب”، بحسب سيرغي لافروف، فإن الوزيرين أظهرا خصوصاً أنهما على خلاف تام بشأن مسؤولية السلطات السورية عن هجوم كيماوي مفترَض في خان شيخون بمحافظة إدلب في الرابع من أبريل، وأيضاً حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. ودعا تيلرسون إلى رحيل “منظم” للرئيس السوري، في حين شدد لافروف على حالات الفوضى السابقة التي نجمت عن رحيل حكام “مستبدين”.  بيد أن لافروف أكد أنه “رغم كل المشاكل القائمة، هناك آفاق مهمة للعمل معاً”، مشدداً على أن روسيا “منفتحة على الحوار في كل المجالات”.  وفي مؤشر نادر إلى التهدئة بعد هذه المباحثات، قال لافروف: “إن الرئيس بوتين أكد استعداده لإحياء” نظام تجنُّب الحوادث الجوية الذي كان سارياً في سوريا حتى الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة جوية سورية.  كما أكد تيلرسون أن موسكو وواشنطن ستشكِّلان “فرق عمل حول المشاكل الصغيرة؛ حتى يمكننا الاهتمام بالقضايا الأكثر جدية”.  وكان بوتين قال قبل ساعات من استقباله الوزير الأميركي، إن العلاقات بين موسكو وواشنطن تدهورت أكثر في عهد الرئيس دونالد ترامب.  وخاض البلدان في الأيام الأخيرة حرباً كلامية بشأن هجوم كيماوي مفترَض على خان شيخون بمحافظة إدلب السورية، وردت واشنطن عليه بهجوم صاروخي على قاعدة للجيش السوري، هو الأول منذ اندلاع النزاع قبل 6 سنوات. وفي حين تؤكد الإدارة الأميركية أن لا شك لديها في مسؤولية الجيش السوري عن الهجوم، فإن روسيا تؤكد أن ليس هناك أي دليل على مسؤولية النظام السوري عنه.

ويفترض أن تشكل زيارة تيلرسون لروسيا -وهي الأولى لمسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب- مناسبة لوضع أسس “تطبيع” العلاقات بين البلدين كما وعد ترامب أثناء حملته الانتخابية.  لكن الهجوم الكيماوي المفترَض في سوريا والهجوم الأميركي الذي تلاه، أديا إلى تصعيد التوتر مجدداً وأعادا أجواء الحرب البادرة بين القوتين وهيمنا على باقي الملفات. ولدى بدء اللقاء بين الوزيرين، قال لافروف إنه يريد معرفة “النوايا الحقيقية” لواشنطن في مجال السياسة الدولية؛ بهدف تفادي “تكرار” الهجوم الأميركي على سوريا والعمل لتشكيل “جبهة مشتركة لمواجهة الإرهاب”.

في هذا الوقت، قدمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جديداً يطالب بتعاون النظام السوري في التحقيق حول الهجوم بالأسلحة الكيماوية. لكن روسيا استخدمت الفيتو (حق النقض) ضد مشروع القرار، وذلك للمرة الثامنة منذ اندلاع النزاع السوري!  وقبل التصويت، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إن بلادها “على استعداد للمساهمة في وضع حد لهذا النزاع” بسوريا، في حين حضّ مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستافان دي ميستورا، موسكو وواشنطن على الاتفاق.  وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي قبل لقاء يعقده لافروف مع وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف نهاية الأسبوع في موسكو. وتختتم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة بزيارة تقوم بها في 24 أبريل لروسيا، هي الأولى.

قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، 11-4-2017 ، إن الثقة بين روسيا وأمريكا تمر بأسوأ مراحلها، مشددا على أن تحسين العلاقات بين بلاده وبين موسكو أمر ضروري. وأضاف تيـلرسون، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، أننا ” نؤمن بسوريا موحدة ومستقرة ولا مكان للإرهابيين فيها”، مؤكدا أنه” يجب أن نحسن سبل التنسيق بشأن سوريا”. وأكد تيلرسون أن قوات النظام السوري هي من نفّذت الهجوم الكيماوي على خان شيخون، مضيفا أن “اتهاماتنا للأسد جلبها هو على نفسه”. وتابع تيلرسون ” نؤكد بأنه لا دور للأسد في مستقبل سوريا ، وإننا نرى أن حكم عائلة الأسد قد وصل إلى نهايته”، موضحا أن “مغادرة الأسد للسلطة يجب أن يكون بشكل نظامي كي تبقى المؤسسات قائمة”. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن “احتمال إدانة الأسد بجرائم حرب أصبح أكبر”، مضيفا “لا معلومات لدينا إن كانت روسيا متورطة بالهجوم الكيماوي في خان شيخون”.  وقال تيـلرسون إن “القوتان النوويتان الرئيسيتان لا يمكن أن تجمعهما هكذا علاقة”.


فلادمير بوتين
وقبل وصول  وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون روسيا، نتقد قائلا إنها فشلت في منع الحكومة السورية من شن هجوم كيماوي على بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب.  وأضاف أن روسيا وافقت على ضمان تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، وأدى “فشلها” في ذلك إلى وقوع الهجوم. وأطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخا، على قاعدة جوية سورية ردا على الهجوم على خان شيخون.  ونفت سوريا استخدامها أية أسلحة كيماوية، وتقول روسيا إن الولايات المتحدة لم تقدم دليلا على أن دمشق لديها أسلحة كيماوية.  وتعد روسيا الحليف الرئيسي لسوريا، وساعدت على التوصل لاتفاقية عام 2013، تقضي بتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. وكان الهجوم على بلدة خان شيخون، شمالي سوريا، قد أسفر عن مقتل 89 شخصا. وفي تصريحات على قناة سي بي إس الأمريكية، قال تيلرسون إنه لا يوجد دليل يشير إلى أن روسيا شاركت في الهجوم.  وقال إنه “سواء كانت روسيا متواطئة أو غير مؤهلة أو خُدعت” من جانب الحكومة السورية، فإنها قد “فشلت في الوفاء بالتزاماتها إزاء المجتمع الدولي”. وأضاف تيلرسون أن روسيا وافقت على أن تكون “الضامن لتدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية، وأدى فشلهم في ذلك إلى قتل مزيد من الأطفال والأبرياء”.  ونفت روسيا أن تكون الحكومة السورية قد شنت هجوما كيماويا، قائلة إن المدنيين تعرضوا لغازات سامة، بعد أن قصفت طائرات حكومية سورية موقعا يستخدمه مسلحو المعارضة في إنتاج أسلحة كيماوية. ووصفت الحكومة السورية القصف الأمريكي بأنه “عمل أحمق وغير مسؤول”، بينما اتهمت روسيا الولايات المتحدة بارتكاب “عمل عدواني على دولة ذات سيادة، وانتهاك القانون الدولي تحت مزاعم كاذبة”.

عتقد صحيفة “جارديان”، أن التصرفات الخطيرة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والهجمات التي نفذها العسكريون الأمريكيون تحت ذريعة مكافحة  تنظيم “داعش” الإرهابي ألحقت أضرارا بالغة بمدنيين مسالمين في دول الشرق الأوسط.  وأشار الصحفي تريفور تيم في مقالته المنشورة  في صحيفة “الجارديان”، إلى أن القصف الأمريكي على سوريا جذب انتباه العالم بأسره، ولكن تصرفات إدارة ترامب الخطيرة في أجزاء أخرى من العالم باتت دون اهتمام المجتمع الدولي.  وأكد تيم، أن الرئيس الأمريكي يعترف بصراحة بأنه ليست لديه أي فكرة فيما يخص مستقبل سوريا، وأما الإدارة والكونجرس الأمريكي فليست لديهما أي خطة في حال تغيير النظام في دمشق. وعلاوة على ذلك، يبدو ألا أحد يقلق من أن الضربات الأمريكية على سوريا تضع الولايات المتحدة على حافة صراع عسكري مع روسيا، مشيرا إلى الارتفاع الكبير في عدد القتلى بين المدنيين جراء الحملات العسكرية غير المهنية لإدارة ترامب في الشرق الأوسط، خاصة في العراق واليمن (وأودت هذه الحملات بحياة زهاء ألف شخص خلال شهر مارس فقط). كما ألحقت الكثير من الغارات التي نفذها العسكريون الأمريكيون تحت ذريعة مكافحة تنظيم “داعش”، أضرارا بالغة بالمدنيين في هذه الدول، وفقا لما ذكرته قناة”روسيا اليوم” الإخبارية الروسية.  ونوه الصحفي بتزايد استخدام طائرات مسيرة لتوجيه الضربات أثناء حكم ترامب، حيث تشير معطيات مجلس العلاقات الدولية إلى أن الطائرات دون طيار التابعة للقوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربة كل يوم تقريبا خلال مارس الماضي (مقارنة بضربة واحدة كل 5 أيام تقريبا أثناء حكم أوباما). إضافة إلى ذلك ترد إدارة ترامب على البرنامج النووي لكوريا الشمالية بـ”اشهار السيوف” المتزايد، ما يؤكده إرسال المجموعة القتالية الأمريكية الضاربة إلى منطقة شبه الجزيرة الكورية.  وكانت وسائل إعلام أعلنت سابقا أن وزير الدفاع الأمريكي خطط منذ أسابيع عديدة لإجراء عملية خطيرة لاحتجاز سفن إيرانية في المياه الدولية. ويشير تيم إلى أن هذه العملية، التي يعتبرها عدوانية دون شك، أجلت بسبب تسريب المعلومات عنها إلى وسائل إعلام. 

وأشار تيم إلى أنه بالإضافة إلى التصرفات المجنونة هذه أعلن جنرال أمريكي رفيع المستوى أن الجيش يعتزم إرسال المزيد من القوات العسكرية إلى أفغانستان لإيجاد مخرج من المأزق القائم هناك، وذلك بعد مرور 16 عاما من بدء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. ومضى صاحب المقال قائلا: “إدارة ترامب كفت عن الكشف عن عدد الوحدات العسكرية الإضافية التي ترسلها في الخارج للقتال. ويعجز المجتمع الأمريكي الآن عن معرفة ما تفعله قواته العسكرية في هذه الدول بالتحديد”.  وأضاف الصحفي أن الفكرة القائلة إن إشعال حروب ضد كل من سوريا وإيران وكوريا الشمالية يؤدي إلى حل ما، تناقض ماجرى خلال الأعوام الـ15 الأخيرة حين أقدمت الولايات المتحدة خلالها على غزو دولة بعد أخرى، وأطاحت بزعمائها مخلفة الفوضى وتفاقم حجم الدمار وفقدان تريليونات الدولارات وملايين الأرواح.  وتوصل تريفور تيم إلى استنتاج أن سياسة إدارة ترامب الحالية تقود الولايات المتحدة والعالم بأسره إلى الكارثة، مضيفا أن السياسيين ووسائل الإعلام وجميع من يستطيع التأثير على الرئيس الأمريكي الجديد يتجاهلون ذلك.

 تناولت الصحف الروسية الصادرة اليوم، خبر وصول وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون الى روسيا بأول زيارة له إلى موسكو، حيث سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف.  وتحت عنوان “الأسد سيكون موضع مقايضة بين روسيا وأميركا”، كتبت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس”: “من المقرر أن يقوم وزير خارجية الولايات المتحدة يومي 11-12 ابريل  2017بأول زيارة له إلى موسكو، حيث سيلتقي نظيره الروسي. وتأتي هذه الزيارة بعد الضربة الصاروخية الأميركية إلى القاعدة الجوية السورية في محافظة حمص، ما تسبب في فتور كبير في العلاقات بين موسكو وواشنطن. كما أن هذه الضربة تزامنت مع زيارة الزعيم الصيني شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة، وهذا يدل على أن واشنطن تعمدت زرع الشقاق بين موسكو وبكين ومع الرئيس السوري بشار الأسد أيضاً”. وتباعت الصحيفة: “قد جاءت هذه الهجمة الصاروخية كرد فعل من ترامب على استخدام السلاح الكيميائي في إدلب، والتي حمَّل البيت الأبيض النظام السوري المسؤولية عنه، في حين تنفي موسكو مسؤوليته عنها. ومن الجيد أن تيلرسون لا يرى فيما حدث علاقة مباشرة لموسكو، حيث قال: “لم أر أي شيء يثبت علاقة روسيا المباشرة بالتخطيط لهذه الهجمة الكيميائية وتنفيذها”. لكنه أضاف أن “الكرملين مع ذلك كان باستطاعته تنفيذ التزاماته بشأن اتفاقية عام 2013 الخاصة بإتلاف السلاح الكيميائي لسوريا”.

من جهتها، قالت صحيفة “ذي صنداي تايمز” إن تيلرسون سيطلب من موسكو خلال هذه الزيارة التخلي عن دعم الأسد. ويوافق على هذا الافتراض كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة وكندا فلاديمير فاسيلييف: “إذا نظرنا إلى المزاج العام، فسنرى أن الوفد الأميركي يحمل تحذيرات مختلفة، منها الطلب من روسيا التخلي عن دعم الأسد. ومن المحتمل إعادة موسكو النظر في موقفها من الأزمة السورية ضمن إطار التسوية في الشرق الأوسط. والمهم حاليا تجنب وقوع مواجهة مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا”. وتوقع فاسيلييف أن “تناقش خلال الزيارة مشكلات أوكرانيا وكوريا الشمالية والمعارضة الروسية”. أما بشأن الصفقة المحتملة – “تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا مقابل التخلي عن دعم الأسد”، فإن هذه العقوبات كما هو معلوم، فُرضت بسبب الأزمة الأوكرانية، و “هنا لم تُظهر الإدارة الأميركية أي علامات تدل على استعدادها لتغيير موقفها حول الدونباس وشبه جزيرة القرم. لذلك أعتقد أن اللقاءات لن تتمخض عن أي شيء إيجابي. وأن الجانب الأميركي حالياً سيكتفي بإطلاق الوعود فقط: وإذا لم تغير روسيا موقفها من سوريا، فإن الضغط على روسيا سوف يزداد بعد عودة تيلرسون إلى الولايات المتحدة. وهذا السيناريو هو الأكثر احتمالا، وهو سيكون خطأ واشنطن الكبير. لأن لدى الجانب الروسي مبررات عديدة لعدم الرضوخ لضغط واشنطن. كما أن استعراض القوة لم يهيئ الظروف للتفاهم المتبادل”.  أما الخبير بالشؤون الأميركية الأستاذ المساعد في كرسي كلية السياسة الدولية لدى جامعة موسكو الحكومية أليكسي فينينكو فيرى أن ترامب تعمد وضع الزعيم الصيني شي جين بينغ في موقف محرج. ففي الوقت الذي كانت موسكو تندد فيه بالهجمة الصاروخية على سوريا، بدا الزعيم الصيني في هذا الأثناء في واشنطن وكأنه ضمن قائمة المؤيدين لمثل هذه الإجراءات القاسية. ومع ذلك يتفق فينينكو وخبراء آخرون على أن تفاقم الأوضاع في سوريا، لا ينبغي أن يضر بالعلاقات الروسية–الصينية. وبحسب الخبير في وزارة التجارة الصينية مي شينيو، فإن “الجانب الصيني سيبقى يدعم الأسد، الذي يحارب الاتجاهات الإسلاموية. وليس هناك ما يدعو الصين إلى السير خلف السياسة الأميركية”.

كشف مصدر دبلوماسي روسي حضر مباحثات وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في موسكو مؤخرا عن جانب من الانطباعات التي تركها تيليرسون لدى محادثيه.  وفي وصف الوزير الأمريكي، قال الدبلوماسي الروسي: “تيلرسون مفاوض لامع ويتمتع بقدر عال من الجاذبية، الأمر الذي يجعل سلفه جون كيري يبدو أضعف بكثير منه”.  وأضاف: “تيلرسيون يترك انطباعا قويا لدى محادثيه، لكنه لا يفضل الحديث للصحفيين وحوارهم، فيما يبلي بلاء حسنا في التفاوض بفضل الجاذبية التي يتمتع بها، حيث يجعل بذلك كيري ضعيفا جدا قياسا به”. وبصدد كيفية خوض تيلرسون المفاوضات مع مضيفه لافروف، أشار الدبلوماسي الروسي إلى “إلمام تيلرسون منقطع النظير بالقضايا التي بحثها مع الجانب الروسي في موسكو”، وكشف عن أن 99 في المئة من مباحثات تيليرسون لافرورف تمحورت حول الأزمة السورية.

نتذكر “لن نلتقى ثانية” .. كانت هذه آخر جملة قالها ميخائيل جورباتشوف السكرتير العام للحزب الشيوعى بالاتحاد السوفييتى السابق خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكى رونالد ريجان فى مدينة ريكيافيك الآيسلندية فى 11 أكتوبر 1986، وذلك بعد فشل التوصل إلى اتفاق حول نزع السلاح النووى بين القوتين العظميين خلال حقبة الحرب الباردة.  ومع حلول الذكرى الثلاثين لهذه القمة خلال الشهر الحالى بين ريجان وجورباتشوف، فإنه لا يمكن لكل من واشنطن وموسكو إنكار أن هذا اللقاء الأخير، كما قال الزعيم السوفييتى السابق، كان السبب فى توقيع اتفاقية حظر الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية، وأيضا اتفاقية «ستارت -1» التى حددت عدد الرؤوس النووية فى كل من البلدين بحوالى 6 آلاف رأس نووية فقط، وذلك بسبب أن الاتحاد السوفييتى وقتها كان مستعدا لتقديم تنازلات لمنع حرب نووية فى العالم، فى الوقت الذى رفض فيه ريجان التخلى عن برنامج مبادرة الدفاع الاستراتيجية، والذى كان سببا فى فشل لقاء «ريكيافيك».  وبعد 30 عاما من هذه الانفراجة التاريخية كما وصفها جورباتشوف، شهدت العلاقات بين الدولتين منذ 4 سنوات تحديدا، وبعد عودة الرئيس فلاديمير بوتين مجددا إلى الكرملين فى 7 مايو 2012، تدهورا يصل إلى مستويات جديدة مما يمكن وصفه بحرب باردة ثانية. بوتين أكد، خلال كلمة أمام منتدى «روسيا تنادي» 2016، إن بلاده قلقة بسبب تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، لكن هذا لم يكن اختيارا روسيا.

الرئيس الروسى يرى أن سياسات نظيره الأمريكى تقوم على سياسة «الإملاءات» و«الشروط» لا على الحوار القائم على البحث على حل وسط عملي، وبدأت مساحة الخلافات بين الدولتين تتسع مع مرور الوقت، سواء بسبب الأزمة السورية أو الدرع الصاروخية فى بولندا، وكذلك الأزمة فى أوكرانيا وصولا إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث اتهمت إدارة الرئيس باراك أوباما موسكو بالتدخل فى اختيار رئيس أمريكا القادم.  كما تحولت سوريا إلى أرضية لصراع لا ينتهى بين الدولتين، فلا يصمد اتفاق للهدنة، ولا يتم التوصل إلى اتفاق خلال ماراثون الاجتماعات بين وزيرى الخارجية الروسى سيرجى لافروف والأمريكى جون كيري، وتنفى روسيا أن يكون الهدف من تكثيف التدريبات العسكرية والتواجد الروسى فى الشرق الأوسط التحضير لأى حرب، وأكد وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو أن الغرب يروج لمقولة «حرب باردة جديدة». قامت روسيا باتخاذ عدد من الخطوات تعزيز قوتها ، التى فسرها الغرب بأنها تصعيدية، ومنها تأسيس قاعدة بحرية دائمة فى ميناء طرطوس السوري، وبدء مناورات عسكرية فى المنطقة، ونشر منظومة «إس 300» الصاروخية، لكن الحدث الأكبر كان تقريرا إعلاميا عن أن بوتين أصدر أمرا غير رسمي بعودة كبار المسئولين الروس وعائلاتهم المتواجدين فى الخارج إلى الوطن الأم، دون أن تقدم موسكو ردا على ذلك أو حتى توضيحا الأسبابه، فى الوقت الذى بدأ فيه الحديث عن اقتراب تصعيد عسكرى وحرب عالمية ثالثة على الأبواب حيث تم تدريب 40 مليون روسى على الاستعداد لحرب. ربما يكون ما حدث منذ 30 عاما فى «ريكيافيك» يقدم تفسيرا لما يحدث الآن. التعنت الأمريكى ما زال قائما، لكن الفرق أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة قبل انهيار الاتحاد السوفييتى اعترفت بأن هناك قوة عظمى ثانية أمام الولايات المتحدة، فى حين ترفض إدارة أوباما هذا الطرح، وتصمم على أنه لا يوجد سوى قوة عظمى واحدة فى العالم. جون سويرز رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية السابق حذر من أن العالم يواجه تهديدات تماثل مستويات حقبة الحرب الباردة، بسبب الحرب فى سوريا، وعدم إدراك التطور الذى أحرزته القوة العسكرية الروسية، وعدم إدراك الغرب أن ميزان القوى فى العالم تغير بسبب ازدياد القوة العسكرية الروسية وازدياد عزمها على استخدام هذه القوة.

وفى الوقت الذى ترى فيه واشنطن أن النظام العالمى الجديد يعنى تربعها على عرش العالم كقوة وحيدة، ترى موسكو أن النظام العالمى الجديد يعنى تعدد الأقطاب والقوى. وعلى الرغم من استمرار واشنطن على هذا النهج، واستخدامها حلفاءها فى الضغط على روسيا عبر فرض مزيد من العقوبات على روسيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية وضم القرم، تغلبت «لغة المصلحة» على الاتحاد الأوروبي، أقوى حلفاء الولايات المتحدة، حيث وضع 5 مبادىء أساسية لتطبيع العلاقات الثنائية الأسبوع الماضى تتضمن التطبيق الكامل لاتفاقيات مينسك كشرط أساسى لأى تغيير فى العلاقات مع موسكو. أما الشروط الأخرى فتتمثل فى دعم علاقات الاتحاد الأوروبى مع الشركاء فى شرق أوروبا وتعزيز الاستدامة، كما وافق على أن أى تعاون بين الجانبين يجب أن يكون قائما على المصالح الأوروبية.  وأخيرا تناول المبدأ الخامس الحديث عن الحاجة لدعم المجتمع المدنى فى روسيا ودعم الروابط بين الشعبين الأوروبى والروسي.  هل سوف تتجه إلى سياسة وفاق واعتراف بأن روسيا قوة عظمى فى عالم متعدد الأقطاب.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء 12-4-2017 إن مستوى الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجع منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه بينما استقبلت موسكو بشكل عدائي غير معتاد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون فيما يعكس مواجهة بين البلدين بشأن سوريا.  وتبدد في الأسبوع الماضي أي أمل لدى روسيا في أن تكون العلاقات مع إدارة ترامب أقل مجابهة بعد أن أطلق الرئيس الأمريكي الجديد صواريخ على سوريا حليفة روسيا لمعاقبتها على ما تعتقد واشنطن أنه استخدام لغاز سام.  وبدأ تيلرسون اجتماعه بالرئيس الروسي في الكرملين بعد أن أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف استمرت ثلاث ساعات.  وكان الكرملين رفض في وقت سابق تأكيد استقبال بوتين للوزير الأمريكي وهو ما يعكس التوتر بين البلدين بشأن الضربة الأمريكية في سوريا.  وفور جلوس تيلرسون إلى مائدة المحادثات انتقد مسؤول روسي بارز أسلوب الخطاب الأمريكي “الفج والفظ”، في إطار تراشق بالكلمات يبدو أن توقيته اختير لتعميق الحرج أثناء أول زيارة يقوم بها عضو من إدارة ترامب.  وقال بوتين في حديث تلفزيوني أذيع بعد لحظات من لقاء تيلرسون بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “يمكن القول إن درجة الثقة على مستوى العمل وخصوصا على المستوى العسكري لم تتحسن بل إنها تدهورت.”  وأكد بوتين تأييد روسيا للرئيس السوري بشار الأسد وكرر نفيه أن تكون حكومة الأسد وراء هجوم بالغاز الأسبوع الماضي مضيفا تصورا جديدا لما يمكن أن يكون قد حدث بقوله أن أعداء الأسد ربما اختلقوا الواقعة لتشويه صورة الحكومة السورية.  وقبل لحظات استقبل لافروف تيلرسون بعبارات باردة بشكل غير معتاد وشجب الضربة الصاروخية على سوريا باعتبارها غير مشروعة واتهم واشنطن بالتصرف بشكل لا يمكن التكهن به.

وقال لافروف “لن أخفي حقيقة أن لدينا الكثير من الشكوك، مع الأخذ في الاعتبار الأفكار الغامضة جدا والتي أحيانا ما تكون متناقضة التي جرى التعبير عنها في واشنطن فيما يتعلق بمختلف القضايا الثنائية والدولية.”  وأضاف قائلا “وناهيك، بالطبع، عن التصريحات، تابعنا في الفترة الأخيرة الأفعال المقلقة للغاية عندما نفذ هجوم غير مشروع على سوريا.”  وأشار لافروف أيضا إلى أن العديد من المناصب في وزارة الخارجية الأمريكية ما زالت شاغرة منذ تولت الإدارة الجديدة السلطة، وهي مسألة حساسة في واشنطن.  وتحدث أحد نواب لافروف بشكل أقل دبلوماسية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله للصحفيين “بشكل عام فإن الفجاجة والفظاظة من السمات الأساسية لأسلوب الخطاب الصادر حاليا من واشنطن. نأمل ألا يصبح هذا المكون الجوهري للسياسة الأمريكية.”  وأضاف قائلا “بشكل عام فإن موقف الإدارة (الأمريكية) من سوريا يبقى لغزا. عدم الاتساق هو ما يرد على الذهن قبل أي شيء.” لكن تيلرسون بدا أكثر تدقيقا في انتقاء كلماته قائلا إن هدفه هو “إلقاء المزيد من الضوء على الخلافات الحادة حتى نتمكن من أن نفهم بشكل أفضل سبب وجود هذه الخلافات وما هي احتمالات تضييق هوة تلك الخلافات.”

وأبلغ لافروف “أتطلع إلى حوار مفتوح وصريح وصادق لكي نتمكن من تحديد العلاقات الأمريكية الروسية بشكل أفضل من الآن فصاعدا.”  وبعد خروج الصحفيين من القاعة كتبت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم لافروف في صفحتها على فيسبوك تقول إن الصحفيين الأمريكيين المسافرين مع تيلرسون تصرفوا كما لو كانوا في “سوق” بصراخهم وهم يوجهون الأسئلة إلى لافروف.  ويمثل الطابع العدائي الذي تقابل به موسكو شخصيات من إدارة ترامب تغيرا كبيرا عن موقفها العام الماضي عندما أشاد بوتين بترامب باعتباره شخصية قوية وأغدق التلفزيون الروسي الرسمي في الإشادة به.  واتهم البيت الأبيض موسكو بمحاولة التغطية على استخدام الأسد لأسلحة كيماوية بعد أن قتل الهجوم في بلدة خان شيخون 87 شخصا الأسبوع الماضي. ورد ترامب على الهجوم بالغاز بإطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية سورية يوم الجمعة. وحذرت واشنطن موسكو والقوات الروسية الموجودة في القاعدة قبل الضربة. ووقفت روسيا في صف الأسد قائلة إن الغاز السام كان في مستودع سلاح تابع لمقاتلي المعارضة قصفته طائرات سورية أو أن المعارضين اختلقوا الواقعة للإساءة إلى الأسد وهو تفسير رفضته واشنطن. ووصل ترامب إلى السلطة بعد تعهدات بالسعي لإقامة علاقات أوثق مع روسيا والتعاون معها في قتال عدوهما المشترك في سوريا وهو تنظيم الدولة الإسلامية. وتيلرسون رئيس تنفيذي سابق لشركة نفطية منحه بوتين نوط الصداقة الروسي.  وأنهى الهجوم بالغاز السام الأسبوع الماضي ورد الولايات المتحدة عليه ما كان الكثيرون في موسكو يأملون بأن يكون تحولا في العلاقات بين البلدين التي بلغت أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عقوبات مالية على روسيا في 2014 بعد أن ضم بوتين شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.  وتقود واشنطن حملة جوية في سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وتدعم مقاتلين معارضين يقاتلون الأسد في الحرب الأهلية الدائرة منذ ست سنوات. لكن حتى الأسبوع الماضي كانت الولايات المتحدة تتجنب استهداف قوات الحكومة السورية بشكل مباشر.

وتدخلت روسيا في الحرب في صف الأسد في 2015 ولديها قوات على الأرض تقول أنها تقدم المشورة لقوات الحكومة. وتقول كل من واشنطن وموسكو إن عدوها الرئيسي هو تنظيم الدولة الإسلامية، رغم أن كل منها تدعم طرفا مختلفا في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 400 ألف شخص وأثار أسوأ أزمة لاجئين في العالم.  وقال ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس التلفزيونية إنه لم يكن يخطط لأن يأمر الجنود الأمريكيين بدخول سوريا ولكن كان يتعين عليه الرد على صور الأطفال الذين قتلوا في هجوم بالغاز.  وأضاف قائلا في مقتطفات من الحديث نشرت في الموقع الالكتروني للمحطة التلفزيونية “لن ندخل سوريا. لكن عندما أرى أشخاصا يستخدمون أسلحة كيماوية مروعة… وأرى هؤلاء الأطفال قتلى بين أذرع آبائهم أو أطفالا يكادون يختنقون… عندما رأيت ذلك، قمت على الفور باستدعاء (وزير الدفاع) الجنرال ماتيس.”  وسافر تيلرسون إلى موسكو حاملا رسالة مشتركة من القوى الغربية مفادها أن روسيا يجب أن توقف دعمها للأسد بعد اجتماع للدول الصناعية السبع الكبرى حضره ِأيضا حلفاء من الشرق الأوسط.  وكان بعض حلفاء واشنطن يشعرون بالقلق من ترامب الذي تحدث أثناء حملته الانتخابية عن السعي إلى علاقات أوثق مع موسكو وشكك في قيمة تأييد واشنطن لحلفائها التقليديين. لكن مهمة تيلرسون تعكس الدور القيادي التقليدي للإدارة الأمريكية كمتحدث باسم موقف غربي موحد. وأصبحت علاقة ترامب مع روسيا أيضا قضية داخلية فقد اتهمت أجهزة مخابرات أمريكية موسكو باستخدام عمليات تسلل الكترونية للتدخل في الانتخابات لدعم فوز ترامب. ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادي فيما إذا كانت شخصيات من حملة ترامب قد تواطأت مع موسكو وهو ما ينفيه البيت الأبيض.


لافروف
فيما جدَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للتعاون مع الإدارة الأمريكية، مشدِّدًا على ضرورة تطبيع العلاقات الثنائية والشروع في تطويرها على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة، وقع في نفس اليوم على وثيقة “رؤية السياسة الخارجية الروسية” في الأول من ديسمبر 2016. تطرَّقت “السياسة الخارجية” إلى مسألة العلاقات بين روسيا والناتو، وأكَّدت نية موسكو بناء هذه العلاقات، آخذةً بعين الاعتبار مدى جاهزية الحلف للشراكة المتكافئة معها، ولكنَّها في الوقت نفسه، أشارت إلى أنَّ روسيا تنظر نظرة سلبية إلى “توسُّع الناتو واقتراب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية وتفعيل نشاطاته العسكرية في مناطق متاخمة لروسيا، واعتبرت الوثيقة أنَّ موسكو ترى في هذه التصرفات انتهاكًا لمبدأ الأمن المتكافئ غير المجزأ وأمرًا يقود إلى تعميق الخطوط الفاصلة القديمة وظهور خطوط جديدة منها في أوروبا. وفيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، رأت الوثيقة أنَّ روسيا مهتمةٌ ببناء علاقات متبادلة المنفعة معها، مع الأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الخاصة التي تتحملها الدولتان عن الاستقرار الاستراتيجي العالمي وحالة الأمن الدولي عامة، وكذلك امتلاكهما قدرات كبيرة على التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والعلوم والتقنيات وغيرها من أنواع التعاون، وأنَّ “روسيا تنطلق من أنَّ التطور المتنامي والقابل للتنبؤ في الحوار مع الولايات المتحدة ممكن فقط على أساس المساواة واحترام المصالح المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وتتوافق هذه الرؤية مع ما ذكره بوتين في رسالته السنوية للجمعية الفيدرالية، حيث حذر من أن محاولات الإخلال بالتكافؤ الاستراتيجي خطيرة للغاية وقد تؤدي لكارثة عالمية، وكرَّر مشدِّدًا بالقول: “لا يجوز أن ننسى ذلك أبدًا ولو للحظة واحدة”، وأعرب عن أمله في إقامة تعاون مع واشنطن في محاربة الإرهاب في سوريا، وأضاف: “نأمل في توحيد جهودنا مع جهود الولايات المتحدة في محاربة خطر واقعي وغير وهمي وهو خطر الإرهاب الدولي”.

وذكَّرَ بأنَّ العسكريين الروس يعملون حاليًّا على تحقيق هذا الهدف، مؤكِّدًا أنَّ القوات الروسية كبَّدت الإرهابيين “خسائر ملموسة”، كما جدَّد استعداد روسيا للتعاون مع الإدارة الأمريكية في المجالات الأخرى، مشدِّدًا على ضرورة تطبيع العلاقات الثنائية والشروع في تطويرها على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة، وأكَّد أنَّ التعاون بين البلدين في حل القضايا العالمية والإقليمية يصب في مصلحة العالم برمته، وأوضَّح أنَّ روسيا والولايات المتحدة تتحملان المسؤولية المشتركة عن ضمان الأمن والاستقرار العالميين. وأوضَّحت الوثيقة موقف موسكو من التسوية في أفغانستان، حيث أكَّدت أنَّ الوضع غير المستقر هناك يشكِّل خطرًا على روسيا والدول الأخرى في رابطة الدول المستقلة وبخاصةً على خلفية انسحاب الجزء الأكبر من القوات العسكرية الدولية التي سبق أن كانت منتشرة في أفغانستان، وتعهَّدت بمواصلة بذل الجهود من أجل حل مشكلات أفغانستان في أقرب وقت ممكن، مع احترام حقوق كافة المجموعات الإثنية ومصالحها المشروعة وبغية إعادة إعمار أفغانستان في مرحلة ما بعد الصراع، كدولة محايدة ذات سيادة محبة للسلام تتميز باقتصاد ونظام سياسي مستقرين. ولفتت الوثيقة إلى أنَّ تنفيذ حزمة إجراءات متكاملة لمواجهة الخطر الإرهابي، يجب أن يصبح جزءًا من هذه الجهود، علمًا بأنَّ هذا الخطر موجه ضد دول أخرى، بما فيها جيران أفغانستان، ومن بين حزمة الإجراءات هذه خطوات للقضاء على الإنتاج غير الشرعي للمخدرات في أفغانستان والاتجار بها. أهم المبادئ التي تشملها العقيدة الجديدة للسياسة الخارجية الروسية:

 – أهم توجه في محاربة الإرهاب يجب أن يكون عبر إنشاء تحالف دولي واسع.

– المنافسة من أجل الهيمنة على العالم أصبحت الصفة الأساسية للمرحلة الراهنة من التطور العالمي

 – عدم وجود بديل لامم المتحده كمركز لتنظيم العلاقات الدولية وتنسيق السياسة.

– روسيا تعتبر العمل على تعزيز الشرعية الدولية أمرًا أولويًّا، وانعدام الاستقرار في أفغانستان يحمل تهديدًا لروسيا ورابطة الدول المستقلة وموسكو ستبذل جهودا للحل.

– روسيا مستمرة ببناء علاقات جوار حسنة مع اليابان.

– روسيا تتبع بثبات توجه تعزيز نظام عدم انتشار الأسلحة النووية.

– الاتحاد الأوروبي سيبقى شريكا هاما لروسيا، روسيا تتطلع إلى تعاون مستقر.

– روسيا ستواصل نهج التسوية السياسية.

– الدبلوماسية للنزاعات في الشرق الأوسط دون تدخل خارجي.

– روسيا ستعارض بشدة أي محاولة لنقل المواجهة والنزاع العسكري إلى القطب الشمالي.

– روسيا مستعدة لمناقشة تقليص القدرات النووية.

– روسيا ستعمل على توسيع وجودها في القارة القطبية الجنوبية.

– روسيا تنظر إلى تعزيز مكانتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ كاستراتيجية مهمة في سياستها الخارجية.

– روسيا تهتم في إقامة علاقات متبادلة المنفعة مع الولايات المتحدة، مع الأخذ بعين الاعتبار مسؤولية الدولتين الخاصة عن الأمن الدولي.

– روسيا ستستخدم تقنيات جديدة لتعزيز مكانة وسائل الإعلام الروسية في الخارج وحماية أمن المعلومات لديها.

– روسيا لا تعترف بتعميم الولايات المتحدة لتشريعاتها خارج أراضيها بتجاوز القانون الدولي.

– روسيا لا تقبل بمحاولات الضغط من قبل الولايات المتحدة، وتحتفظ بحق الرد بقوة على الإجراءات غير الودية بحقها.

هذا وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، 7 ابريل 2017 إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتمكن حتى الآن من صياغة سياسة خارجية ثابتة تجاه الشرق الأوسط وتحديدا على المسار السورى، وإن قصف قاعدة الشعيرات، استعراض من واشنطن ومجرد محاولة من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لإثبات نفسه فى ظروف الصراع السياسى الداخلى الشرس فى الولايات المتحدة.  ووصفت زاخاروفا، طبقا لقناة (روسيا اليوم)، عدم تحديد سياسة ثابتة من قبل واشنطن تجاه أوضاع الشرق الأوسط بأنها “مشكلة كبرى”، وقالت إن ضرب واشنطن لقاعدة الشعيرات الجوية السورية ليست له أية صلة بمحاولات الوصول إلى حقيقة الاستخدام المفترض للسلاح الكيميائى فى سوريا.  كانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت أن البنتاجون، والخارجية الأمريكية على حد سواء لم يقدما أى دلائل تثبت وجود أسلحة كيمياوية فى قاعدة الشعيرات السورية التى تعرضت لضربات الولايات المتحدة.

أعلن السيناتور الروسي قسطنطين كوساتشوف أن تصريحات السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة بشأن عدم إمكانية إيجاد حل سياسي في سوريا مع الأسد تقوض جهود المجتمع الدولي في هذا البلد. وكتب كوساتشوف، الذي يترأس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، في صفحته الشخصية على موقع فيسبوك: “إذا سمينا الأشياء بمسمياتها، فهذا (تصريحات نيكي هيلي) يقوض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى انطلاق عملية المفاوضات السياسية بين السلطات السورية والمعارضة. وهم (المعارضة السورية) سيسألون، بعد ذلك، هل هناك أي جدوى من المشاركة في مفاوضات أستانا، أو جنيف”؟  وأضاف المسؤول الروسي أن مسلحي المعارضة السورية قد يعودون إلى القتال مع القوات الحكومية السورية بعد هذه التصريحات الأمريكية.  وكانت نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أعلنت، في وقت سابق، أن مسألة إزاحة نظام الأسد من أولويات الإدارة الأمريكية.

اوصى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دول العالم الغربي بالقبول بحقيقة فقدانها التدريجي للريادة على الحلبة الدولية، رغم مرارة الأمر الواقع.  وقال لافروف، في كلمة ألقاها في حشد من الدبلوماسيين، اليوم، إن الدول الغربية تسعى بأي ثمن كان، للاحتفاظ بمواقعها الريادية في العالم التي اعتادت عليها لقرون من الزمن. وأضاف أنه من الصعوبة بمكان بالنسبة إليهم اليوم الاعتراف بأن العالم في تغير مستمر، ويشهد عملية حتمية تتمثل في نشوء نظام عالمي متعدد الأقطاب.  واختتم حديثه بالقول: “قبول هذا الواقع مرير للغاية بالنسبة لمن اعتادوا على اتخاذ القرارات الأحادية ونيابة عن الجميع”.

وفي مؤشر الى الخلافات التي ما زالت قائمة بين الغربيين والروس، استخدمت روسيا في الامم المتحدة الاربعاء حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يطالب بتحقيق في هذا الهجوم المفترض الذي وجهت بعده واشنطن ضربة صاروخية الى سوريا في السادس من نيسان/ابريل. وطوال حملته الانتخابية وفي بداية ولايته الرئاسية، شدد ترامب على ضرورة تحقيق تقارب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال في مؤتمر صحافي  12-4-2017 في البيت الابيض مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي “سيكون امرا رائعا إذا استطاع حلف شمال الاطلسي وبلادنا التفاهم مع روسيا. حالياً، لسنا متفاهمين مع روسيا اطلاقا، وبالنسبة لعلاقتنا بروسيا يُمكن ان نكون قد (تراجعنا) الى ادنى (مستوى) في التاريخ”. وكان الرئيس الاميركي يتحدث بعد زيارة سادها توتر شديد لوزير الخارجية ريكس تيلرسون الى موسكو حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف. في اجواء من الفتور، تكشفت الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة حول سوريا، غياب الثقة بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة. وعبر ريكس تيلرسون رئيس مجلس الادارة السابق لمجموعة اكسون موبيل الذي منحه بوتين وساما في 2013 عن اسفه “لتدني مستوى الثقة بين البلدين”.

وقال في مؤتمر صحافي مع لافروف تبادل خلاله الرجلان بالكاد النظرات ان “القوتين النوويتين العظميين لا يمكنهما اقامة هذا الشكل من العلاقات”. الا انهما دعوا الى “مكافحة الارهاب بلا هوادة”، في اشارة الى الحرب على الجهاديين. لكن روسيا والولايات المتحدة ما زالتا على طرفي نقيض بشأن الملف السوري. ويتعلق الخلاف خصوصا بمسؤولية دمشق في هجوم الرابع من ابريل في خان شيخون (87 قتيلا بينهم 31 طفلا) وبمصير الاسد.  وقال ترامب انه “حان الوقت لانهاء هذه الحرب الاهلية الوحشية، وهزيمة الارهابيين والسماح للاجئين بالعودة الى ديارهم”. واضاف “هناك أطفال صغار يموتون. هناك رضع يموتون. هناك آباء يحملون اطفالهم الاموات بين أذرعهم. هناك اطفال قتلى. ليس هناك اسوأ من رؤية هذا، وهذا امر لا يجوز السماح به. انه جزار. انه جزار. لهذا السبب علينا فعل امر ما بهذا الصدد”. وكان ترامب صرح في مقابلة مع قناة “فوكس بيزنس” بثت صباح الاربعاء “عندما يطلق (شخص) الغاز ويلقي قنابل او براميل متفجرات (…) وسط مجموعة من الناس (…) يكون حيوانا”. وفي مؤتمره الصحافي رأى ترامب ان “من الممكن” ان تكون روسيا قد علمت مسبقا بالهجوم الكيميائي. وقال “هذا حتما امر ممكن، انه مستبعد جدا، اعلم انهم (الروس) يحققون بهذا الشأن حاليا”. واضاف “اود لو كان بامكاني ان اقول انهم لم يكونوا يعلمون ولكن حتما كان من الممكن لهم ان يعلموا. هم كانوا هناك”، مشيرا الى ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) منكبة على البحث في هذه المسألة. وفي مؤشر نادر الى التهدئة بعد هذه المباحثات قال لافروف “ان الرئيس بوتين اكد استعداده لاحياء” نظام تجنب الحوادث الجوية الذي كان ساريا في سوريا حتى الهجوم الصاروخي الاميركي على قاعدة جوية سورية. واضاف “رغم كل المشاكل القائمة هناك آفاق مهمة للعمل معا” مشددا على ان روسيا “منفتحة على الحوار في كل المجالات”. كما اكد تيلرسون ان موسكو وواشنطن ستشكلان “فرق عمل حول المشاكل الصغيرة (..) حتى يمكننا الاهتمام بالقضايا الاكثر جدية”.

نضمت مجموعة الدول الصناعية الكبرى إلى المساعي الرامية للضغط على روسيا لقطع علاقاتها برئيس النظام السوري بشار الأسد.  وعقد وزراء خارجية دول المجموعة الصناعية الكبرى اجتماعاً مع نظرائهم في تركيا والسعودية والإمارات والأردن وقطر، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء لمناقشة الشأن السوري.  وشغل الملف السوري أولوية لدى أجندة المجموعة الصناعية الكبرى، الذين بدؤوا اجتماعهم السنوي، الاثنين 11-4-2017، ومن المتوقع أن يختتم الثلاثاء. وشهد الاجتماع، الذي يقام بمدينة لوكا الإيطالية، تحركات أمريكية بريطانية لمطالبة روسيا بوقف دعمها للأسد الذي شن مؤخراً هجوماً بالأسلحة الكيميائية على المدنيين.  وستمهد مناقشات وزراء خارجية الدول السبع الطريق لقمة زعماء المجموعة التي ستعقد في صقلية نهاية مايو/أيار المقبل، والتي من المتوقع أن تكون أول جولة خارجية لدونالد ترمب منذ أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة في يناير 2017. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اعتبرا أن هناك فرصة لإقناع روسيا بالتوقف عن دعم النظام السوري، في حين أعلن البيت الأبيض الإبقاء على احتمال شن مزيد من الضربات في سوريا. وقالت متحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن ماي وترمب اتفقا على أن هناك الآن “نافذة فرصة لإقناع روسيا بأن تحالفها مع بشار الأسد لم يعد في مصلحتها الاستراتيجية”.وأضافت المتحدثة أن ماي وترمب اعتبرا أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى روسيا، الثلاثاء: “تشكل فرصة لإحراز تقدم نحو حل يؤدي إلى تسوية سياسية دائمة”.  وجاء في البيان أن ماي وميركل عبرتا عن دعمهما للتحرك الأمريكي، واتفقتا مع ترامب “على أهمية تحميل الأسد المسؤولية” عن هجوم بالأسلحة الكيميائية أودى بحياة عشرات المدنيين في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب. والثلاثاء الماضي، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500، غالبيتهم من الأطفال، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على بلدة “خان شيخون” بريف إدلب، شمالي سوريا، وسط إدانات دولية واسعة.

ترك نبأ تصدي الجيش السوري للطائرات الهجومية الإسرائيلية في سماء سوريا أصداء مدوية وأفرز تحليلات صدر جلها عن عسكر وساسة تل أبيب حول أبعاد الحادث ومسار الصراع القادم في المنطقة.  قناة “20” التلفزيونية الإسرائيلية، نقلت عن الخبير العسكري نوعام أمير قوله في ما حدث، إن الصدام الذي وقع فجر أمس بين سلاح الجو الإسرائيلي والجيش السوري، كان تطورا دراماتيكيا يحتم على الجيش الإسرائيلي رسم مسار جديد له في ما يتعلق بأي حرب جديدة. وأضاف أن “جدية الحادث” أجبرت الجيش الإسرائيلي على إصدار بيان غير مسبوق، اعترف فيه بأنه هاجم أهدافا لم يذكرها في سوريا، وأن الدفاعات الجوية السورية تصدت لطائراته. وتابع: كسر السوريين المعادلة بهذا الشكل، قد يحد نشاط سلاح الجو والجيش الإسرائيلي في المنطقة ويزعزع قدرة إسرائيل على ضرب مواقع العدو وراء الحدود. وإن لم يستعد سلاح الجو الإسرائيلي تفوقه، فإن الأمر سينتهي بـ”تغير جذري في العلاقة بين الجيشين الإسرائيلي والسوري، حيث ما من أدنى شك في أن حادث أمس، قد أجج المواجهة”. “يديعوت أحرونوت” من جهتها وفي تغطيتها للحدث، نقلت عن الخبير الإسرائيلي رون بن يشاي، أن “الرئيس السوري بشار الأسد أطلق مستفيدا من الدعم الروسي، وللمرة الأولى صواريخ “SA 5” باتجاه الطائرات الإسرائيلية التي كانت تعتزم ضرب أسلحة استراتيجية تعود لحزب الله” في سوريا.  إذاعة صوت ألمانيا Deutsche Welle من جهتها لم تتجاهل الحادث، ونقلت عن إيال أليما المحلل السياسي والعسكري في إذاعة إسرائيل قوله إن تل أبيب “اضطرت هذه المرة للاعتراف بغارتها على الأراضي السورية لأنها تركت آثارا واضحة، حيث اشتغلت صفارات الإنذار الإسرائيلية آليا، وتصدت الدفاعات الإسرائيلية للصاروخ السوري الذي لاحق طائرات تل أبيب، حتى استيقظ الإسرائيليون على صوت هذه الصفارات”.  وأضاف: “في السنتين الأخيرتين شنت إسرائيل حوالي عشر غارات ضد أهداف سورية وتمكنت من التستر على ذلك أو تجاهله. أما هذه المرة، واستنادا إلى ما ذكرته، فقد اضطرت إسرائيل لتتحمل تبعات هذه العملية والمسؤولية عنها، رغم أن ذلك ليس في صالحها، حيث انتهكت المجال الجوي لدولة مجاورة واضطرت للاعتراف، ما يتيح لسوريا الشكوى لدى المنظمات الدولية”.

وفي تغطيتها، أضافت Deutsche Welle أن مراقبين إسرائيليين اعتبروا الرد السوري تحولا في سياسة الأسد، وساقت طرح كبير الباحثين في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي إساف آوريون في حديث لـ”فرانس برس”، الذي اعتبر أن “الرد السوري تحول كبير، فحتى الآن كان قصف إسرائيل لقوافل حزب الله في الأراضي السورية يمر عادة بلا رد، أو برد غير مهم من قبل الجانب السوري. وختم بالقول:”النظام السوري يحاول هذه المرة القول لإسرائيل إنه لا يمكنه تحمل أي هجوم بعد اليوم، وأن الاعتداءات من هذا القبيل لن تترك بلا رد من الآن فصاعدا”.

كشفت صحيفة “الجريدة” الكويتية أن الإيرانيين قاموا في الفترة الأخيرة بتغيير شيفرات أنظمة الدفاع الجوي السورية، ما أدى إلى تفعيلها وانطلاق صواريخها باتجاه الطائرات الإسرائيلية.  ونقلت الصحيفة الكويتية الثلاثاء 21 مارس عن “مصدر موثوق به في قسم الهندسة بوزارة الدفاع الإيرانية”، أن مهندسين عسكريين إيرانيين أرسلوا إلى سوريا بهدف تغيير شيفرات منظومات الدفاع الجوي الصاروخية لتفعيلها، وقد نجحوا الشهر الماضي في تغيير بعضها ما أسهم، بحسب المصدر، في تمكن المنظومة المعدّلة في رصد الطائرات الإسرائيلية المغيرة وانطلاق الصواريخ باتجاهها. ونقل مراسل الصحيفة عن المصدر الإيراني أن “الرادارات السورية كانت في السابق تتعامل مع الطائرات الإسرائيلية كطائرات صديقة”، ما يوحي بأن الإسرائيليين كانوا على علم بشيفراتها.  وقالت “الجريدة” الكويتية إن المنظومة السورية المضادة للجو المشكوك في فعاليتها، استطاعت، بحسب المصدر الإيراني، إعطاء فرصة لإخلاء الموقع المستهدف، فيما قام حزب الله بـ”إطلاق صاروخ باتجاه القاعدة التي انطلقت منها الطائرات”.  وأفاد المصدر العسكري الإيراني أن تكلفة تصنيع الصاروخ الذي أطلقه حزب الله نحو إسرائيل “تبلغ نحو ألفي دولار، في حين أن الصواريخ التي استعملتها إسرائيل لاعتراضه وتدميره تبلغ تكلفتها حوالي 3 ملايين دولار”.  وذكرت الصحيفة الكويتية نقلا عن المصدر الإيراني “أن الإيرانيين وسعوا معرفتهم التقنية أيضاً عندما بنوا منظومة (باور 373)، وهي نسخة إيرانية الصنع عن (إس 300) الروسية، وأرادوا ربط المنظومتين لتعملا بالتوازي”. وأوضح في هذا الصدد أن الإيرانيين “استطاعوا منذ 3 أسابيع فقط النفوذ إلى المنظومة وتغيير نظام شيفراتها خلال المناورات الأخيرة، وحصلوا على نتائج إيجابية بالنسبة إلى منظومة (إس 300)، لكن صواريخ (باور 373) لم تعمل بالتوازي مع المنظومة الروسية، مما دفعهم إلى تأجيل تجربتها إلى موعد آخر”.



قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لا يمكن تحميل الشعب الكرواتي مسؤولية أخطاء حكومات، بعد فضيحة السلاح الذي ذهب إلى واشنطن من كرواتيا، ثم إلى السعودية والأردن ليصل للإرهابيين. وفي حوار مع صحيفة “فيسرنجي لست” الكرواتية، نشرته وكالة الأنباء السورية “سانا”، الخميس 6 أبريل 2017 ، أكد الأسد أن الشعب الكرواتي شعب صديق لسوريا، والعلاقات بين البلدين تعود لعقود من الزمن، ومازالت مستمرة. وقال: “هناك إمكانية لعودة العلاقات السياسية والدبلوماسية بين سوريا وكرواتيا، وبالأخص الاقتصادية، فلكرواتيا مصالح كثيرة في سوريا”.  وتابع: “لكن هذا يرتبط بالتوجهات السياسية للحكومات الموجودة، فإذا كانت هناك أخطاء سياسية ارتكبتها حكومات رحلت، فمن السهل جدا على الحكومات القادمة أو التي أصبحت موجودة الآن في سدة الحكم أن تقوم بإصلاح تلك السياسات”. وأضاف: “ونحن لا نطلب من هذه الحكومات سوى أن تفكر أولا بمصالح شعبها، وثانيا بالقانون الدولي الذي يبتدئ بسيادة الدول الأخرى وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول”.  وأكد الأسد أن بلاده لم تقم قط منذ نشأت العلاقة بينها وبين كرواتيا حاليا ويوغسلافيا سابقا بأي عمل عدائي تجاه هذه الدول، متسائلا عن سبب قيام حكومة من الحكومات بإرسال سلاح للإرهابيين في سوريا ليقوموا بقتل الأبرياء. وأشار إلى أن صفقة السلاح التي وصلت إلى الإرهابيين كانت من إنجازات الحكومة السابقة في كرواتيا، ربما لمصالح مالية، ربما لمصالح سياسية من خلال الخضوع لضغوط دول غربية كبرى أخرى.

قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، إن “الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، والتي تسيطر عليها فصائل إسلامية “مفبرك مئة بالمئة”.  قال الرئيس السوري بشار الأسد  12-4-2017من دمشق، أن “الهجوم الكيميائي” على مدينة خان شيخون الذي أوقع عشرات القتلى “مفبرك” تماماً، بهدف استخدامه كـ”ذريعة” لتبرير الضربة الأمريكية على قاعدة للجيش، وأكد الأسد ذلك خلال حوار صحفي مع وكالة الأنباء الفرنسية. وفي أول مقابلة بعد الهجوم الذي اتهمت واشنطن دمشق بشنه، وتبعه تنفيذ الجيش الأمريكي ضربة صاروخية على قاعدة الشعيرات في حمص (وسط)، قال الأسد “بالنسبة لنا الأمر مفبرك مئة في المئة”، مضيفا “انطباعنا هو أن الغرب والولايات المتحدة بشكل رئيسي متواطئون مع الإرهابيين وقاموا بفبركة كل هذه القصة كي يكون لديهم ذريعة لشن الهجوم”.

وأثار الهجوم الكيميائي على خان شيخون في الرابع من الشهر الحالي تنديدا واسعا بعد تداول صورا مروعة للضحايا، وتسببه بمقتل 87 مدنيا بينهم 31 طفلا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.  وقال الأسد “المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة هي ما نشره فرع القاعدة” في إشارة إلى جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تسيطر مع فصائل إسلامية ومقاتلة على كافة محافظة إدلب. واتهمت واشنطن وعواصم غربية عدة القوات الحكومية السورية بشن الهجوم من خلال قصف جوي، ثم بادرت بعد يومين إلى إطلاق 59 صاروخا من طراز “توماهوك” من البحر على قاعدة الشعيرات، في أول ضربة أمريكية عسكرية ضد دمشق منذ بدء النزاع منتصف مارس 2011، فيما نفت دمشق بالمطلق أي علاقة لها بالهجوم. وقالت مع موسكو إن الطيران السوري قصف مستودع أسلحة لمقاتلي المعارضة كان يحوي مواد كيميائية. وقال الأسد “لا نمتلك أي أسلحة كيميائية” مضيفا “في العام 2013 تخلينا عن كل ترسانتنا (…) وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة، فما كنا لنستخدمها”. ووافقت الحكومة السورية في العام 2013 على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي-أمريكي أعقب هجوم بغاز السارين على منطقة الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق، تسبب بمقتل المئات. ووجهت أصابع الاتهام فيه إلى دمشق. وأبدى الأسد استعداده للقبول بتحقيق دولي حول الهجوم شرط أن يكون “غير منحاز”، مشيرا “بحثنا مع الروس.. في الأيام القليلة الماضية بعد الضربة (الأمريكية) أننا سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي. لكن ينبغي لهذا التحقيق أن يكون نزيهاً”. وتابع “يمكننا أن نسمح بأي تحقيق فقط عندما يكون غير منحاز، وعندما نتأكد أن دولاً محايدة ستشارك في هذا التحقيق كي نضمن أنها لن تستخدمه لأغراض سياسية”.

ناولت صحيفة “إيزفيستيا” العلاقات الأمريكية–المصرية في إطار زيارة الرئيس المصري الأخيرة إلى واشنطن؛ مشيرة إلى تغيير البيت الأبيض اتجاه سياسته في شمال إفريقيا والشرق الأوسط . جاء في المقال:  البيت الأبيض يغير اتجاه السياسة الخارجية في شمال إفريقيا. وأحد الأدلة على ذلك – اللقاء الأخير بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي. وكانت هذه أول زيارة يقوم الرئيس المصري إلى الولايات المتحدة خلال فترة السنوات الثماني الماضية. ويشير الترحيب الحار بالرئيس-المشير الركن في العاصمة الأمريكية إلى إعادة تشغيل سياسة الولايات المتحدة في هذا الاتجاه، ولا سيما أن دونالد ترامب يفضل الاعتماد على النظام العسكري العلماني، وليس على القوى الإسلاموية، كما كان عليه الحال مع الإدارة السابقة.  وقد أثارت المشاعر الدافئة والودية، التي أحاط بها الرئيس الامريكي ضيفه المصري، موجة من النقد من قبل النخبة السياسية الأمريكية وكذلك على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي على حد سواء. وحقيقة الأمر في أن الرئيس السيسي جاء إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري أطاح حكمَ “الإخوان المسلمين”، برئاسة محمد مرسي، الذي كان واحدا من أهم مشروعات إدارة باراك أوباما السابقة في شمال إفريقيا. واتهمت وسائل الإعلام اللبرالية والناشطون السياسيون السيسي بارتكاب انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان. وبعد مجيئه إلى السلطة، جمدت الولايات المتحدة المساعدات المالية بمليارات الدولارات لمصر، كما خفضت الولايات المتحدة مستوى العلاقات الدبلوماسية.

أما ترامب، الذي انتقد بحدة سياسة أوباما في الشرق الأوسط، فتبنى نهجا مختلفا تماما. وفي وقت مبكر، وفي أثناء حملته الانتخابية، أعرب ترامب عن إعجابه بالرئيس السيسي. وعشية اللقاء الأول الذي جمع الزعيمين في البيت الأبيض، قال ترامب إن الولايات المتحدة “تدعم بشدة مصر”، وأشاد بالسيسي شخصيا؛ مشيرا إلى أنه أنجز “عملا رائعا في وضع صعب للغاية”. ووعد الرئيس الأمريكي بأن واشنطن ستساعد مصر على مكافحة الإرهابيين. وبتعبير آخر أعاد سيد البيت الأبيض تشغيل علاقات بلاده مع مصر من جديد، ومحا تماما الإرث الذي خلفه أوباما في مسار العلاقات بين البلدين. وأكد المحلل السياسي الأميركي، مدير مركز التحليل السياسي-العسكري في معهد هدسون ريتشارد وايتس، في مقابلة مع الصحيفة، أن مهمة دونالد ترامب الرئيسة في المنطقة، هي-تحسين العلاقات مع عدد من الدول العربية في سياق مكافحة الإرهاب، وهنا، أنيط بمصر لعب دور خاص في هذا المخطط.  وتمشيا مع هذا المنطق، يلفت الانتباه عزم الرئيس دونالد ترامب على الاعتراف بأن حركة “الإخوان المسلمين”، التي نشأت تحديدا في مصر هي منظمة إرهابية، كما نقلت الصحيفة في وقت سابق عن مصدر رفيع المستوى. وفي وقت لاحق تم تأكيد هذه المعلومات من قبل المسؤولين في البيت الأبيض.  الرئيس الفخري لمجلس شؤون السياسة الخارجية والدفاعية، المحلل السياسي سيرغي كاراغانوف في حديث مع الصحيفة، أكد أن وجهة نظر دونالد ترامب تجاه مصر والرئيس السيسي تتوافق مع وجهة النظر الروسية، ما يمنح الأمل بالتعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب. وقال كاراغانوف إن “دونالد ترامب يسير وراء جنرالاته، وهو واقعي، ولا تهمه الأحاديث الليبرالية حول “حقوق الإنسان والديمقراطية”. والشيء الرئيس بالنسبة إليه هو – المصالح الأمريكية، وهذه بموجب فهمه تتطلب ردع الإرهاب الدولي بكل ما أوتي به من القساوة. الجنرالات الأمريكيون معجبون بشخصية الرئيس المصري، الذي هو أيضا رجل عسكري، والرئيس دونالد ترامب يستمع إلى رأيهم”، – كما قال الخبير كاراغانوف. أما تيودور كراسيك، المحلل السياسي الأمريكي والخبير البارز في مركز “غولف ستيت أناليتيكس – واشنطن” فلاحظ أن العسكريين الأمريكيين هم كذلك معجبون بسيد البيت الأبيض. وأشار كراسيك أيضا إلى أن ترامب يكره الإسلامويين الراديكاليين.   وقال كراسيك: “منذ البداية، كان واضحا أن دونالد ترامب سيعمل على تكثيف التعاون مع الجيش المصري على العكس من أوباما، الذي أيد “الإخوان المسلمين”. والآن ترامب يقوم بذلك، وعلى ما يبدو، فإنه سيعمل على تعزيز الأنظمة العربية في المنطقة. وتزويدها بالأسلحة، لكي تستطيع الوقوف أمام تهديدات الإسلامويين. كما قال للصحيفة الخبير الأمريكي كراسيك.    ومن الجدير بالذكر، أنه بعد بدء “الربيع العربي”، حدثت في مصر، بضعة انقلابات عسكرية.

ففي عام 2011، تم إسقاط الرئيس حسني مبارك، الذي كان على رأس السلطة في البلاد منذ عام 1981. ولاحقا، وفي عام 2012 جرت في مصر انتخابات رئاسية، وأعلن عن فوز الإسلامي وعضو حركة “الإخوان المسلمين” (المحظورة في روسيا) محمد مرسي. وقد دعمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما علنا حركة “الإخوان المسلمين”. ولكن، وبسبب النتائج الكارثية لفترة حكمهم القصيرة، حدث في عام 2013 انقلاب عسكري، أسفر عن استيلاء الجيش على الحكم في البلاد، وأدرج “الإخوان المسلمين” في مصر على قائمة التنظيمات الإرهابية.  هذا، وإن الموقف الإيجابي، الذي أبداه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء الرئيس السيسي – هو انعكاس للتغيرات الناشئة في السياسة الأمريكية في شمال إفريقيا وعلى نحو ــ أوسع ــ  في الشرق الأوسط.  وإن تعزيز التعاون بين الإدارة الأمريكية والجيش المصري والتراجع عن سياسة باراك أوباما، الذي دعم “الإخوان المسلمين”، من شأنه التأثير بشكل كبير في الوضع في المنطقة.  وبهذا المعنى، يمكننا الحديث عن ظهور أرضية مشتركة جديدة في مصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة وروسيا – فموسكو أيضا تدعم الرئيس السيسي، وتقف ضد الجماعات الإسلاموية المتطرفة.

قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد 9 أبريل 2017، إعلان حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة.  وجاء ذلك الإعلان في خطاب متلفز للسيسي عقب اجتماع لمجلس الدفاع الوطني لبحث الوضع، في أعقاب تفجيرين في كنيستين بمدينتي الإسكندرية وطنطا، أسفرا عن مقتل 44 وإصابة 126 آخرين، حسب وزارة الصحة المصرية. وأضاف السيسي، في خطابه، أنه “سيشكل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الذي سيعطيه كل الصلاحيات التي يمكن بموجبها مواجهة الإرهاب على مختلف الأصعدة”، دون مزيد من التفاصيل.  وتابع الرئيس المصري غاضباً: “نحن في مواجهة طويلة ومستمرة ومؤلمة، وسيقدم فيها ضحايا كثر من الجيش والشرطة والقضاء وأقباط مصر”. و”مجلس الدفاع الوطني” هو المجلس المكلف بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها.  ويضم المجلس في عضويته رئيس مجلس الوزراء، ورئيس البرلمان، ووزراء الدفاع والخارجية والمالية والداخلية، ورئيس المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية.

ويتعيّن على السيسي إرسال قراره إلى مجلس النواب خلال سبعة أيام للحصول على موافقته. وتوسّع حال الطوارئ سلطة الشرطة في توقيف المشتبه بهم ومراقبة المواطنين وتحدّ من الحريات العامة في التجمع.  وطبّقت حال الطوارئ في مصر لعقود، طوال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنّها ألغيت في أيار/مايو 2012 إبان حكم المجلس العسكري الذي خلف مبارك. وكان إلغاء حال الطوارئ مطلبا رئيسياً للناشطين الذين قادوا الثورة ضد مبارك. ويُشار إلى أنّ حال الطوارئ معلنة في شمال سيناء منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014 ويتم تمديد العمل بها كل ثلاثة أشهر.  ومساء الأحد تبنَّى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الهجومين، وكشف عن أسماء الشخصين اللذين نفَّذا هجومين على الكنيستين في الإسكندرية وطنطا، مشيراً إلى أنهما استخدما سُترتين ناسفتين.  وقالت وكالة “أعماق”، التابعة للتنظيم المتطرف في بيانٍ، إن أحد مقاتليها ويدعى “أبو البراء المصري” انطلق نحو الكنيسة المرقسية في الإسكندرية وفجَّر سترته الناسفة، وأضافت أن الانتحاري الثاني الذي نفَّذ تفجير كنيسة مارجرجس هو “أبو إسحاق المصري”، لافتةً إلى أنه استخدم أيضاً سترة ناسفة. وبحسب الوكالة فإن التفجيرين أدَّيا إلى مقتل 50 شخصاً وإصابة 140 آخرين.   وأعلنت مصر، الحداد 3 أيام على ضحايا التفجيرين، فيما أصدر وزير الداخلية مجدي عبد الغفار قراراً بإقالة اللواء حسام خليفة، مدير أمن الغربية، وتعيين اللواء طارق حسونه بدلاً منه.  ويأتي التفجيران اليوم، قبل نحو أسبوعين من زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس لمصر، يومي 28 و29 أبريل 2017، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2000؛ حيث أجرى آنذاك البابا يوحنا بولس الثاني زيارة إلى القاهرة.

دان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التفجيرين الإرهابيين اللذين هزا، الأحد، كنيسة مارجرجس في طنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية بمصر، مؤكدا دعمه لرئيس البلاد، عبد الفتاح السيسي. وقال ترامب، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، اليوم: “من المحزن جدا السماع عن الهجوم الإرهابي في مصر، إن الولايات المتحدة تدينه بشدة”. وتابع ترامب مشددا: “إنني على يقين تام بأن الرئيس السيسي سيتعامل مع الوضع كما ينبغي”.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن قتل ما لا يقل عن 43 شخصا، فيما أصيب حوالي 120 آخرين، جراء التفجيرين الإرهابيين اللذين ضربا كنيسة مارجرجس في طنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية. التفجير الأول، الذي نجم عن “جسم غريب” وصف لاحقا بالقنبلة، هز كنيسة مارجرجس بشارع النحاس في طنطا بمحافظة الغربية بدلتا النيل، على بعد 120 كيلومترا شمال القاهرة ، أودى، في الحصيلة الرسمية الأخيرة التي أكدتها وزارة الصحة والسكان المصرية، بحياة 27 شخصا وأسفر عن إصابة 78 آخرين. أما العملية الإرهابية الثانية فضربت محيط الكنيسة المرقسية في قسم العطارين بالإسكندرية، مما أدى، حسب الوزارة، إلى مقتل16 مواطنا، وإصابة 41 آخرين حتى الآن، فيما أعلنت وزارة الداخلية أن من بين القتلى 4 ضباط في الشرطة. وأعلن تنظيم “داعش”، المصنف إرهابيا على المستوى الدولي، مسؤوليته عن الهجومين. التفجيران اللذان استهدفا يوم الأحد كنيستين للأقباط في طنطا والإسكندرية بمصر، سبقتهما سلسلة من الاعتداءات الدامية ضد المسيحيين ودور عبادتهم في كل من مصر والعراق وسوريا.

في مصر:

01.01.2011 – 23 قتيلا و79 جريحا، معظمهم مسيحيون، بهجوم في الإسكندرية استهدف إحدى الكنائس القبطية بعد خدمة قداس رأس السنة الجديدة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، فيما نسبته السلطات المصرية إلى انتحاري تم تفجيره من الخارج. هجوم في الإسكندرية استهدف إحدى الكنائس القبطية في.  مقتل 4 أشخاص في هجوم استهدف كنيسة العذراء في القاهرة، هو الأول المرتكب في العاصمة المصرية ضد الأقباط منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي على يد الجيش، في 3 يوليو/تموز من العام ذاته. وعلى مدار أسبوعين مضت على قمع مظاهرتين حاشدتين لأنصار مرسي، تتعرض الأقلية القطبية في مصر لموجة من الاعتداءات من قبل المتشددين الإسلاميين الذين يتهمونها بدعم عزل الرئيس “الإخواني”. هجوم استهدف كنيسة العذراء في القاهرة في  قتيلا بتفجير انتحاري فى كنيسة القديسين بطرس وبولس داخل الكاثدرائية المرقسية بحي العباسية (القاهرة)، وتنظيم “داعش” يعلن مسؤوليته عن الهجوم.

في العراق:

31 -10-2010  – مقتل 44 من الرعية المسيحية (معظمهم أطفال ونساء) وكاهنين في هجوم استهدف كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك بالكرادة في بغداد أثناء أداء مراسيم القداس. ويعد الاعتداء هو الأكثر دموية ضد المسيحيين منذ الاجتياح الأمريكي للعراق في 2003، ويتسبب في فرار جماعي للمسيحيين العراقيين من العنف في بلادهم. هجوم كنيسة سيدة النجاة في الكرادة ببغداد: 25.12.2013 – مقتل 14 شخصا على الأقل جراء هجوم باستخدام سيارة مفخخة استهدف كنيسة في بغداد بعد انتهاء خدمة قداس عيد الميلاد المجيد.

في سوريا:

منذ بداية الأزمة السورية في 2011، تشهد البلاد حوادث عديدة لإلحاق أضرار بكنائس أو تدميرها بالكامل.  أكتوبر 2012 – مقتل 10 أشخاص على الأقل في هجوم بحي مسيحي في المدينة القديمة بدمشق.  كنيسة مستولى عليها من قبل مسلحي “داعش” في الرقة. 27.06.2013 – سقوط ما لا يقل عن 4 قتلى بهجوم استهدف الحي نفسه.  -تعرض الكاثدرائية المارونية في حلب لأضرار جسيمة جراء المعارك في المدينة، وانهيار غطائها تحت وابل من القذائف.  – في تدمر يقوم تنظيم “داعش” بتحويل إحدى الكنائس إلى مركز لتدريب مسلحيه.

تداول بعض الصحف والمواقع الإخبارية وجود اتفاق بين الجانبين “الروسي والمصري” على إنشاء قاعدة عسكرية، وهو ما ردَّت عليه الجهات الرسمية سريعًا بالنفي. يقول اللواء ممدوح عطية، الخبير العسكري: “هناك فرق بين السعي والتنفيذ، حيث إن أمريكا وروسيا يبحثان عن قواعد عسكرية في مصر لأننا دولة محورية، ونقع في قلب العالم”. وأضاف في تصريحاته لـ”التحرير”، أن السلطات المصرية ترفض وجود قواعد عسكرية في بلادنا، حتى لا نكون تابعين لأي دولة، كما أنها تهتم بأمنها القومي، مشيرًا إلى أن من مهام القوات المسلحة المصرية حماية الدول العربية الشقيقة.

اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الحادث المأساوي في العمل الإرهابي في طنطا.  وأكد الرئيس الروسي في برقية تعزية إلى أن “الجريمة التي ارتكبت في العطلة الدينية ضربت بقسوة، ومن الواضح أن الإرهابيين لم يسعون فقط إلى تخويف الشعب المصري، ولكن أيضا لزرع الشقاق بين ممثلي مختلف الطوائف.  وأضاف “بوتين” في برقيته، وفقا لوكالة “انترفاكس” الروسية، “أنا على ثقة من أن الإرهاب لن يتمكن من تحقيق أهدافه الإجرامية” مشيرا إلى أنه بالعمل مع أعضاء مسئولين في المجتمع الدولي، ستكون بلادنا قادرة على الرد القوي على الإرهاب والقضاء على أيديولوجيته البغيضة.

 وتمنى الرئيس الروسي الشفاء العاجل للمصابين، ونقل تعازيه لأسر وأصدقاء الضحايا.

خرجت وزارة الخارجية التركية عن هدوئها في التعامل مع الحليف الروسي ووجّه وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس 6 أبريل 2017 ، انتقاداً شديداً لدعم روسيا نظام بشار الأسد بعد يومين على هجوم يشتبه أنه كيميائي تتهم أنقرة دمشق بالوقوف وراءه.  وصرّح تشاوش أوغلو لشبكة “إن تي في” بأن “حماية روسيا لهذا النظام عمل خاطئ تماماً”، مضيفاً أن أحداً لا يمكنه “تأييد هذه الجريمة ضد الإنسانية”.  يذكر أن مدينة خان شيخون تعرضت قبل يومين إلى هجوم جوي بالسلاح الكيميائي، يعتقد أنه من تنفيذ النظام السوري، بينما تنفي الحكومة السورية استخدام أي سلاح کيميائي، قائلة إنها ليس لديها أي نوع من الأسلحة الكيميائية منذ تسليم ترسانتها الكيميائية من قبل. ووقع الهجوم في مدينة خان شيخون بريف إدلب، ما أدى إلى وقوع 100 قتيل معظمهم من الأطفال، ونحو 400 مصاب. وتتهم المعارضة السورية نظام بشار الأسد باستخدام غاز السارين في القصف، قائلة إن الأعراض التي يعاني منها المصابون ترجح ذلك، والتي تتمثل بخروج زبد أصفر من الفم وتشنج كامل.  ومن جهتها تؤكد وزارة الدفاع الروسية أن طائرات سلاح الجو السوري قصفت مستودعاً للذخائر يحتوي على أسلحة كيميائية ومعملاً لإنتاج قنابل تحتوي على مواد سامة. في حين رفضت فرنسا على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر الرواية الروسية.

كشفت مصادر سياسية في الأردن، أن عمليات أردنية أمريكية بريطانية مشتركة على وشك أن تنطلق للقضاء على تنظيمات “إرهابية” تتحرك على الحدود الشمالية مع سوريا، وعلى رأسها جيش خالد بن الوليد المحسوب على تنظيم الدولة.  يأتي ذلك في ظل الرصد المتكرر لتحركات جماعات “متطرفة” على بُعد نحو 20 كيلومتراً من منطقة الركبان الحدودية مع الأردن.  في حين أن الحرس الثوري الإيراني يتمركز على مسافة 70 كيلومتراً، وهو ما اعتبره العاهل الأردني عبدالله الثاني، في تصريحات صحفية، مؤخراً، بـ”الأخبار غير الجيدة”. المصادر السياسية ربطت العمليات المشتركة بزيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للعاصمة الأردنية، عمّان، منتصف الأسبوع الماضي، والتي تضمنت جولة شملت قيادة العمليات الخاصة الأردنية.  كما أن لقاء العاهل الأردني في واشنطن شخصيات في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، 6-4-2017 ، تضمّنت تفاصيل التنسيق الأمني المشترك بهذا الخصوص، وهو ما كان واضحاً في التصريحات التي أدلى بها الملك عبدالله وترامب، في المؤتمر الصحفي، بعد القمة التي جمعتهما في واشنطن.

وذكرت المصادر لصحيفة “الحياة” اللندنية، أن هناك دراسة جدية لتنفيذ عمليات عسكرية أردنية داخل الأراضي السورية، أو في منطقة الحدود، بعد رصد الأهداف، مستبعدةً أي وجود عسكري أردني داخل سوريا، باستثناء دخول حذر لتنفيذ عمليات. ويدعم ما سبق، ما جاء في حوار الملك عبدالله الثاني مع صحيفة “واشنطن بوست”، ورده على سؤال تناول استرجاع الرقة من “داعش”، عندما عبّر عن مخاوفه من أن الإرهابيين “سيضطرون إلى الحركة وسيتوجّهون جنوباً. إنه تحدٍّ، لكننا مستعدون لمواجهته، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا”. وفي حين تابع مراقبون التصريحات الرسمية الصادرة عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الإعلام محمد المومني حول دعم الضربة الأمريكية على قاعدة عسكرية سورية، كرد على استخدام دمشق الأسلحة الكيماوية في قصف خان شيخون، تمسك الأردن الرسمي بخيار “الحل السياسي”. وهو ما عبر عنه الصفدي، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” والتي جاء فيها: “لا حل عسكري للأزمة السورية، لا بد من حل سياسي”، مضيفاً: “نرى أن الضربة الأمريكية رد محدود على الهجوم الكيماوي، والمطلوب تفعيل جهود إنهاء الأزمة سياسياً”. ولا يُقر سياسيون بوجود استدارة أردنية حيال التعامل مع ملف الأزمة السورية، بالمقدار الذي عبّر فيه مراقبون عن “حذر” لدى عمّان. وفي مقابلة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” في 4 أبريل/نيسان، رجّح الملك عبدالله الثاني عدم تمسُّك روسيا بالأسد ضمن معادلة التسوية النهائية، ورسم خريطة الهواجس الأمنية حيال ما يحدث بالقرب من الحدود الشمالية للأردن، من حرب يخوضها الحرس الثوري الإيراني، وعصابات محسوبة على تنظيم داعش. لكن الملك عبد الله الثاني جدّد خلال الحوار تحذيره موسكو، من “أن مجيء لاعبين آخرين، من تنظيمات وغيرها، إلى حدودنا لن يتم التهاون معه”، مضيفاً: “وصلنا إلى تفاهم مع روسيا بهذا الخصوص”.

أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن القتال تجدد في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوب لبنان بين الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة فتح ومجموعات اسلامية متشددة يقودها السلفي بلال بدر.  يأتي تجدد القتال في المخيم بعد ساعات من توقف إطلاق النار بانتظار رد المجموعات الإسلامية على شروط حركة فتح لانهاء الأزمة والتي تتضمن تسليم بلال بدر للقوة الأمنية المشتركة. وأفادت الوكالة اللبنانية للاعلام أن الموفدين اللذين التقيا بلال بدر مساء اليوم، أبلغا القيادة السياسية الفلسطينية المشتركة، برد بلال بدر على شروط حركة فتح الذي يتضمن إخلاء حي الطيرة نهائيا وتفكيك مربعه الأمني ودخول القوة الفلسطينية المشتركة إلى حي الطيرة والشارع الفوقاني دون تسجيل اي اعتراض على ادائها، على أن يبقى مطاردا من قبل القوة المشتركة باعتباره مطلوبا. وذكر الوسطاء أن حركة “فتح” تحديدا، تصر على تسليم بلال بدر. ودارت معارك عنيفة، ليل السبت إلى الأحد، بين مجموعات محلية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، تسببت منذ اندلاعها مساء الجمعة بمقتل 5 أشخاص وإصابة 21 آخرين بجروح، وفق ما أوضحت مصادر طبية. وتمكنت قوات الأمن الوطني الفلسطيني من محاصرة مجموعة بلال بدر المتشددة في مربع أمني صغير عند المدخل الجنوبي لمخيم عين الحلوة جنوب لبنان

وتأتي هذه الاشتباكات بعد نحو ستة أسابيع من اندلاع مواجهات مماثلة، انتهت باتفاق القوى الفلسطينية الرئيسية على تشكيل قوة أمنية تتولى الإشراف على الوضع الأمني داخل المخيم.وتتجه الأمور نحو حسم عسكري مع الجماعات الأصولية في المخيم، وإنهاء حالة التسيب والفلتان، إذ أعلن أمين سر حركة فتح في لبنان، رفعت شناعة، أن مجموعة بلال بدر تواجه القرار الفلسطيني الموحد، وأكد في ما يشبه لهجة إنذار للمجموعات المتطرفة الأخرى أن هذا المجموعة ومثيلاتها لا تملك خياراً إلا تسليم نفسها للأمن الفلسطيني، معتبرا أن هكذا مجموعات منفلته من عقالها  تهدد الأمن الاجتماعي لمخيم عين الحلوة. وأعلن رئيس لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني، حسن منيمنة، أن مجموعة بلال بدر سعت دائما لإفشال الخطة الأمنية في عين الحلوة. وقال “للمرة الأولى نجد توافقا فلسطينيا للتصدي لمحاولات ضرب اللجنة الأمنية المشتركة في مخيم عين الحلوة، وإصرارا على ذلك”.

 وقال مصدر قيادي في حركة “فتح”، أبرز الفصائل الفلسطينية في المخيم، إن “اشتباكات عنيفة تدور في المخيم، الأحد، بعد اندلاعها مساء الجمعة في اللحظات الأولى من انتشار عسكري نفذته قوة أمنية تضم 100 عنصر من مختلف الفصائل الفلسطينية”. وأضاف: “خلال تمركزها في إحدى النقاط، تعرضت لإطلاق نار من حي تحت نفوذ جماعات إسلامية متطرفة، اعترضت على الخطة الأمنية للفصائل وخارطة انتشارها”. واتهمت الفصائل الفلسطينية مجموعة متشددة مرتبطة بالمدعو بلال بدر بالمبادرة إلى إطلاق النار على القوة المشتركة، بعدما اشترطت عدم شمول الخطة الأمنية مناطق نفوذها. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، عن القيادي في حركة فتح منير المقدح، تأكيده أن “القوة الأمنية ستنتشر في أرجاء المخيم لبسط الأمن فيه ولا حل غير ذلك”. وأدت المواجهات، وفق مصادر طبية، إلى مقتل شخصين وإصابة 21 آخرين بجروح معظمهم من المدنيين. ومن بين القتلى عنصر من القوة الأمنية. وقال مراسلون، متواجدون على أطراف المخيم، إن القتال يجري داخل الأحياء السكنية الضيقة ويتخلله استخدام أسلحة رشاشة متوسطة وقذائف صاروخية. ونقلوا عن شاهد في حي الطيري، أبرز نقاط المواجهات، أن سبعة منازل على الأقل اندلعت فيها النيران، فيما احتجزت عشرات العائلات داخل بيوتها بسبب شدة القتال. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، إجلاءها المرضى من مستشفى صيدا الحكومي القريب من المخيم وتوزيعهم إلى مستشفيات أخرى.

تتصاعد حدة القتال بين الفصائل الفلسطينية والجماعات الإسلامية في مخيم عين الحلوة بلبنان  وتوجد مجموعات عسكرية متعددة المرجعيات داخل المخيم الذي يعد أكثر المخيمات كثافة سكانية في لبنان وتتغلغل فيه مجموعات جهادية وخارجين عن القانون.  واندلعت، نهاية شهر فبراير/شباط الماضي، معارك عنيفة فيه، بعد أيام من تعليق حركة فتح مشاركتها في قيادة القوة الأمنية المشتركة بين الفصائل، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة تشكيل القوة الأمنية. ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق غير معلن بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتمارس الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات.  وغالباً، ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وتصفية حسابات بين مجموعات متنافسة على السلطة أو لخلافات سياسية أو غير ذلك، بالإضافة إلى مواجهات مسلحة بين الفصائل. ويعيش في مخيم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، من أصل 450 ألفاً في لبنان، انضم اليهم خلال الأعوام الماضية عشرات آلاف الفلسطينيين الفارين من أعمال العنف في سوريا.

 نقلا عن البلاغ

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع