الأقباط متحدون - معالم العقيدة الإستراتيجية التركية الجديدة
  • ١٧:٢٨
  • السبت , ١٥ ابريل ٢٠١٧
English version

معالم العقيدة الإستراتيجية التركية الجديدة

مقالات مختارة | جهاد عودة

٢٦: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٥ ابريل ٢٠١٧

جهاد عودة
جهاد عودة

جهاد عودة
تعيش تركيا لحظة دولية مهمة حيث تعبر إلى إعادة تجديد عناصر قوتها الاستراتيجية، وتجديد القوة الاستراتيجية هى العملية الجيواستراتجية الطويلة التى تعيد خلق تأسيس علاقات الدولة والمجتمع إقليميا وعالميا.

وفى قول آخر، هى عملية مجتمعية معقدة لبناء قومية جديده تسمح ببزوغ لاعب إقليمى دولى، والعناصر الرئيسة الأولية للقوة التركية الجديدة يمكن تلخيصها فى التالى:

1- يبدو أن أنقرة تتبع إستراتيجية تخطيط دفاع مزدوج المسار، وذلك بالإبقاء على دورها الرئيس فى جهود الدفاع الصاروخى الباليستى فى منظمة حلف شمال الأطلسى من خلال وجود رادار إكس باند فى مدينة كوريجيك التركية، وفى الوقت نفسه تدير أجندة وطنية بخيارات أكثر مرونة لنقل التكنولوجيا.

2- مجلس التركى، هو منظمة دولية تضم الدول التركية وتم تأسيسها فى 3 أكتوبر 2009، وكانت تلك الدول فى الأصل: أذربيجان وتركيا وكازاخستان وقيرغيزيا، وكان الرئيس الكازاخى نزار باييف، أول من طرح هذه الفكرة عام 2006، لتشكيل كيان يوحد الدول الناطقة بالتركية على غرار تكتلات دولية مثل الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية، وحالياً يوجد أكبر تجمع للدول والشعوب التركية فى منطقة وسط آسيا: كازاخستان وقيرغيزستان وتركمانستان وأوزبكستان وأذربيجان بالإضافة إلى تركيا.

وبالإضافة إلى ذلك توجد الشعوب التركية كأقليات ضمن أقاليم دول أخرى مثال: شبه جزيرة القرم فى أوكرانيا وتركستان الشرقية أو ما يطلق عليها شينجيانغ فى الصين، وشمال العراق وإيران وإسرائيل وروسيا وأفغانستان وقبرص والبلقان ومولدافيا وبلغاريا ورومانيا وسابقاً فى يوغوسلافيا.

أيضاً للجالية الكبيرة للأتراك المهاجرين فى القرن العشرين من تركيا إلى كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وطالب أخيرا الرئيس التركى رجب طيب أوردوغان بتأسيس، لوبى تركى أمريكى مع صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

3- «القوس الهلالى الأفريقى» ويهدف إلى تحقيق نفوذ عسكرى أمنى وتجارى وتمويلي، يشمل الصومال والسودان ومصر وليبيا على وجه الخصوص.

ولم تكد تركيا تعود إلى الساحة الليبية لإعادة بناء نفوذها من خلال إعادة فتح سفاراتها المقفلة فى طرابلس منذ سنتين ونصف السنة، فى يناير 2017، وتلميع هويتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية كنموذج يمكن من خلاله التوسع داخل إفريقيا.

واستغلال الدعم البريطانى الدبلوماسى والعسكرى لسبق روسيا فى ترسيخ النفوذ وإغلاق المجال أمامها، كون الطرفين «تركيا وبريطانيا» لهما قواعد عسكرية فى قبرص الواقعة فى حوض شرق البحر المتوسط.

ولإكمال القوس سعت أنقرة للتقارب السياسى والأمنى من الحكومة الصومالية، وبناء قاعدة عسكرية فى الصومال تمثل النفوذ الأمنى القريب من «باب المندب» والسويس، واتفاقية تجارية بمميزات جيدة تمثل النفوذ التجارى هناك، إن النفوذ التركى التجارى والأمنى على أحد أهم الطرق التجارية العالمية يمثل عقبة أمام روسيا وإيران والدول الأوروبية وإسرائيل ودول الخليج المناهضة لاتساع نطاق النفوذ التركي.

4- منذ عام 2005، الذى يعتبر «عام إفريقيا فى تركيا»، وبالتزامن مع سياسة الانفتاح التركية تجاه القارة السمراء، ازداد الارتباط مع الدول الإفريقية حتى أصبحت أنقرة شريكًا مهمًّا فى التنمية والتجارة والاستثمار فى إفريقيا، وفى عام 2013، احتلت تركيا المرتبة الثالثة فى العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فى مجال المساعدات الإنسانية، والمرتبة الأولى من حيث نسبة المساعدات التنموية بالمقارنة مع ناتجها المحلى الإجمالي.

وبالعودة إلى الوراء، وتحديدًا فى أغسطس 2008، احتضنت إسطنبول قمة تركيا/ إفريقيا بمشاركة 49 دولة إفريقية وممثلى 11 منظمة إقليمية ودولية من ضمنها الاتحاد الإفريقي، وتعزَّزَ فيها التعاون بين الجانبين فى شتى المجالات، ونجحت فى تعزيز تلك العلاقات خاصة بعدما أصبحت تركيا «شريكًا استراتيجيًّا» للاتحاد الإفريقي.

ولا شك فى أن القمة الإفريقية-التركية العالمية فى إسطنبول، التى تم عقدها فى 30 سبتمبر 2016 إلى 2 أكتوبر 2016، تعطى نفَسًا اقتصاديًّا قويًّا لرؤية تركيا للقارة الإفريقية.

إذ تشارك فى هذه القمة 48 دولة إفريقية وأكثر من خمسة آلاف من رجال الأعمال الأفارقة والأتراك، وذلك تحت رعاية رسمية تركية، وبمبادرة من جمعية رجال الأعمال الأفروتركية.

5- نتائج تحريات أجهزة الاستخبارات وجدت مؤشرات قوية على سعى تركيا لامتلاك القنبلة النووية.

يذكر أن تركيا وقعت عام 2011 اتفاقا مع شركة روس أتوم الروسية لبناء مفاعل نووى كبير على بعد 300 كيلومتر من المدينة الساحلية أنطاليا بقيمة 15 مليار دولار، وألحقته باتفاق آخر قيمته 17 مليار يورو مع شركة يابانية فرنسية.

ويبدو أن محتوى الاتفاقيات هو ما يثير الشك، إذ تنازلت تركيا عن الشرط المعتاد فى مثل هذه الصفقات ولم تلزم الشركات المتعاقدة معها بالتخلص من قضبان الوقود النووى المستخدمة، وهى عادة ما تحتوى على 90٪ من النفايات النووية و9 % من اليورانيوم غير النقى و1 % من البلوتونيوم غير النقي.

ومن المحتمل أن يكون عبدالقادر خان، «أبو القنبلة النووية الباكستانية» زود تركيا بخطط بناء القنبلة النووية كما فعل مع كل من إيران وليبيا وكوريا الشمالية.

6- تحاول الحكومة التركية مع تزايد اهتمامها بالأمن السيبرانى فى 2017، تجنيد الآلاف من الشباب للتدريب فى الشئون السيبرانية، وفى هذا السياق، نظّم مركز التدخل الوطنى لمكافحة الهجمات السيبرانية «أوسوم» مسابقة أطلق عليها اسم «سايبر ستار» اجتذبت 27 ألف شاب، فى عام 2016.

وكانت المؤسسات العامة قد تعرضت فى عام 2014 لـ209 هجمة إلكترونية، زادت فى عام 2016 إلى 8560 هجمة، وتم إنشاء مركز «أوسوم» لمكافحة الهجمات السيبرانية، وتعزيز الأمن، وتحديد مرتكبى تلك الهجمات، وإعلام المؤسسات العامة بها. وينشط نحو 400 فرع لهذا المركز فى جميع أنحاء البلاد.

نقلا عن الاهرام

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع