الأقباط متحدون - مرصد أيام الرئيس ترامب في الحكم (18)
  • ١٥:١٠
  • السبت , ١٥ ابريل ٢٠١٧
English version

مرصد أيام الرئيس ترامب في الحكم (18)

مقالات مختارة | جهاد عودة

٢٤: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٥ ابريل ٢٠١٧

جهاد عودة
جهاد عودة

جهاد عودة
خلال نحو شهرين من عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تباينت ردود الأفعال في العالم تجاه ما قدمه، حيث عاشت الولايات المتحدة خلال تلك الفترة على وقع وعود انتخابية قطعها خلال حملته الرئاسية، وحالت “عوائق عدة” دون تحقيقها. ففي تغريدة على حسابه على تويتر وعد دونالد ترامب في حال  فوزه بتحقيق الكثير من الانتصارات، قائلا: “سننتصر كثيرا وسنصاب بالتعب والمرض جراء النصر”. لكن النصر الذي تحدّث عنه قد يكون شبيها بالتغيير الذي وعد به للأيام الـ100 الأولى، وهو نصر يقاس بمعايير القدرة على إبرام الصفقات أكثر من ذلك الذي يتطلبه فن القيادة.  الرئيس الأميركي هاجم بشدة خلال حملته الرئاسية وبعد توليه السلطة مشروع الرعاية الصحية “أوباما كير”، وقال آنذاك: “سندع مشروع أوباما كير ينفجر وحده. سترون. وسننتقل إلى العمل على قوانين أخرى”.  إلا أنه خلال الساعات الماضية، وجه الكونغرس صفعة قوية لوعود الرئيس ترامب برفضه التصويت على قانون استبدال نظام الرعاية الصحية المعروف بأوباما كير. وخلال أول شهرين من إدارة ترامب، سيطرت على إدارته خلافات تتراوح بين إقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين وتغريدات اتهم من خلالها سلفه، باراك أوباما، بالتنصت على برج ترامب، وهو الاتهام، الذي أعلن مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، جيمس كومي، أنه بلا أساس.  من جانب آخر، تراجعت نسب تأييد ترامب إلى 37 في المئة، وفقا لاستطلاع أجراه معهد غالوب، لكن الرئيس الأميركي يتحدث دائما أنه اتخذ خطوات لتعزيز الحدود الأميركية مع المكسيك وأنه يتطلع إلى بدء إصلاح ضريبي والسعي وراء اتفاق لتمويل البنية التحتية.

ومع القضاء لم تكن معركة ترامب أقل وطأة، إذ خرج منها سيد البيت الأبيض خالي الوفاض بعدما علق قاض فيدرالي من ولاية هاواي تطبيق قراره التنفيذي المعدل بشأن الهجرة، فيما لا تزال الإدارة ولأول مرة في تاريخها تشهد شغورا في 500 منصب رئيسي على الرغم من مرور 65 يوما على تسلم ترامب السلطة. وقال ترامب، معلقا على الستين يوما التي أمضاها في منصبه: الشعب الأميركي أعطانا تعليمات واضحة. حان الوقت للانهماك في العمل والانخراط في العمل وإنجاز المهمة”. وأشار ترامب خلال كلمته إلى خلاف لا يزال قائما وهو محاولاته لمنع مواطني دول يغلب على سكانها المسلمون من السفر إلى الولايات المتحدة بشكل مؤقت. من جانب آخر، قال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب سيحضر قمة لزعماء دول حلف شمال الأطلسي في 25  مايو ببروكسل، وستكون زيارة ترامب فرصة للتأكيد على موقفه بأن دولا كثيرة بالحلف بحاجة لزيادة الإنفاق الدفاعي للمساعدة في تقاسم تكلفة الأمن. ويثير ترامب قلق الحلفاء الأوروبيين بطلبه زيادة الإنفاق الدفاعي وحديثه عن تشكيل تحالف مع روسيا لمواجهة متشددي تنظيم داعش.

وقد حمّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري المسؤولية المباشرة عن أقسى هزيمة تعرض لها منذ انتخابه، وذلك بعد إخفاقه في إلغاء النظام الصحي الحالي المعروف بـ” أوباما كير”. وعبر تويتر غرد ترامب “الديموقراطيون يبتسمون في واشنطن لأن فريدوم كوكاس بمساعدة كلوب فور غروث وهريتايج قد أنقذوا جمعية تنظيم الأسرة وأوباماكير”، ويشير ترامب في تغريدته إلى ثلاث منظمات جمهورية نافذة في واشنطن. وتعرض ترامب إلى انتكاسة كبيرة السبت، بعدما سحب زعماء الجمهورين في مجلس النواب الأميركي تشريعا يهدف لتعديل نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة من المناقشات بسبب عدم حشد أصوات كافية لدعمه. وكان مقررا أن يصوت أعضاء مجلس النواب الـ430 على مشروع قانون ترامب، لكن عدد الجمهوريين الذين أعلنوا معارضتهم له فاق 30 من بين 137. ويسلط هجوم ترامب المنظمات الجمهورية الثلاث الضوء على الخلافات التي يبدو أنها ستتصاعد بين الطرفين مع توجه ترامب نحو أولويات أساسية مثل الإصلاحات الضريبية والوعد بالإنفاق على البنية التحتية.  واتخذت بعض المنظمات الجمهورية مواقف معارضة لسياسات ترامب مثل زيادة الضرائب، وترددت أحاديث عن أن واحدة منها مولت حملة إعلانية بنصف مليار دولار لحث النواب الجمهوريين على معارضة القانون الصحي الذي قدمه الحزب الجمهوري. وطالت انتقادات الرئيس الأميركي “جمعية تنظيم الأسرة” وهي الجمعية الأكبر في البلاد التي تقدم خدمات الاجهاض.

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب 29-3-2017  بتفكيك إرث باراك أوباما في مجال البيئة، مؤكدا رغبته في “انهاء الحرب على الفحم”، وذلك في كلمة القاها لم يذكر خلالها مطلقا مسالة التغير المناخي. وفي مقر وكالة حماية البيئة على بعد مئات الأمتار من البيت الأبيض، وقع الرئيس الأميركي “قرار الاستقلال في مجال الطاقة” الذي يطلب مراجعة الاجراء الابرز لسلفه الديموقراطي: “خطة الطاقة النظيفة” التي تفرض على محطات الكهرباء خفض انبعاثاتها من ثاني اوكسيد الكربون.  وقال الرئيس الجمهوري الذي طالما ابدى شكوكا في الماضي حيال حقيقة الاحتباس الحراري ودور الأنشطة البشرية في ذلك “سيسمح هذا للوكالة بالتركيز على مهامها الرئيسية: حماية الماء والهواء”.  وباعلانه عن “عهد جديد” في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، أكد ترامب الحاجة الملحة لالغاء العديد من الأنظمة البيئية التي “لا لزوم لها وتقضي على فرص العمل”.  وقال “نحن نحب عمال مناجم الفحم، انهم رائعون” ووعدهم ب”العودة إلى العمل”. واضاف “سننتج فحما في الولايات المتحدة لتشغيل الصناعات الأميركية”. وقال مسؤول في البيت الأبيض أن هذا المرسوم سيساهم في ضمان طاقة “متدنية الثمن ونظيفة” من أجل “تشجيع النمو الاقتصادي واستحداث الوظائف” . وينص المرسوم الرامي إلى الحد من “العقبات غير المفيدة” في هذا القطاع من خلال إعادة النظر في عدد من التنظيمات، على مراجعة “خطة الطاقة النظيفة”، أبرز إنجاز لأوباما على صعيد البيئة.  وتفرض هذه الخطة على المحطات الحرارية تخفيض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 32% بحلول 2030، بالمقارنة مع العام 2005. وفي حال تطبيق هذا الإجراء، فهو سيؤدي إلى إغلاق العديد من المحطات العاملة على الفحم، وهي الأقدم والأكثر تسببا للتلوث. غير أن الخطة مجمدة في الوقت الحاضر بامر من القضاء بعد تلقيه شكاوى من ثلاثين ولاية هي بغالبيتها ولايات جمهورية.

 وبالرغم من تسجيل الفحم تراجعا في الولايات المتحدة، إلا أنه يبقى عنصرا أساسيا في قطاع الطاقة الأميركي. وثمة مئات المحطات العاملة على الفحم موزعة على مختلف أنحاء الولايات المتحدة، تنتج حوالى ثلث الكهرباء في هذا البلد، بالتساوي مع الغاز الطبيعي، ومتقدمة على النووي و الطاقة الكهرمائية.  رأى الاستاذ في جامعة ويست فرجينيا جيمس فان نوستراند أنه “لن يكون لذلك أي وطأة عملية”، مشيرا إلى أن تراجع الفحم ناجم بصورة أساسية عن ارتفاع أسعار استغلال (الفحم) ومنافسة الغاز الطبيعي المتزايدة موارد الطاقة المتجددة. وأكد أن “تفكيك الوكالة الأميركية لحماية البيئة (إي بي إيه) والتخلص من التشريعات لن يؤديا إلى إحياء صناعة الفحم”.  وذكرت الوزارة ان عدد الوظائف في هذا القطاع تراجع من 88 الفا في 2008 الى 66 الفا في 2015.  والمرسوم الذي يفترض ان يوقعه ترامب يلغي حوالى ستة قرارات لاوباما تتعلق بالمناخ كقرار حظر استثمارات جديدة للفحم الحجري على اراض فدرالية.  رحبت غرفة التجارة الأميركية بإعلان إعادة النظر في “خطة الطاقة النظيفة”، معتبرة أنها “ليست غير قانونية فحسب، بل هي سيئة للعائلات والشركات الأميركية”. ويرى مجلس “ناتشرال ريسورسز دفنس كاونسل” ان هذه المبادرة “خيانة لمصالحنا الوطنية”. واضافت المنظمة غير الحكومية “انها هجوم منسق على التدابير الحمائية التي نحتاج اليها لتفادي كارثة مناخية”.  ويردد رئيس وكالة حماية البيئة سكوت برويت أنه عازم على الابتعاد عن سياسة الإدارة السابقة التي كانت تعتمد على حد قوله “استراتيجية معادية بقوة للطاقات الأحفورية”.  وبعدما أكد برويت مؤخرا أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ليست من الأسباب الرئيسية لارتفاع حرارة الأرض، مخالفا بذلك إجماع العلماء في العالم بأسره، جدد انتقاداته لاتفاقية باريس حول المناخ. وقال “فرضنا على أنفسنا عقوبات مع خسارة وظائف، في حين أن الصين والهند لم تتخذا إجراءات للتصدي للمشكلة”، متجاهلا الالتزامات التي قطعها البلدان. وأضاف “إن باريس بنظري كانت بكل بساطة اتفاقية سيئة”.  ولم تبت إدارة ترامب حتى الآن في الموقف الذي أعلنت أنها ستتخذه بشأن هذا الاتفاق الهام الموقع بين أكثر من 190 دولة في نهاية 2015 في العاصمة الفرنسية. وقال مسؤول في الإدارة مساء الاثنين طالبا عدم ذكر اسمه إن “المسألة قيد النقاش”.

أعلن البيت الأبيض الإثنين 27 مارس 2017 أن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه سيمثل أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في سياق تحقيقها في قضية تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية.  وكان كوشنر (36 عاماً) الوسيط الرئيسي بين ترامب والحكومات الأجنبية خلال الحملة الانتخابية في 2016، ويلعب حالياً هذا الدور في البيت الأبيض. ورتب كوشنر اجتماعات لترامب مع عدد من قادة العالم مثل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس المكسيكي أنريكي بينيا نييتو.  لكن اتصالاته مع روسيا هي التي تخضع للتحقيق حالياً وسط معلومات عن تواطؤ بين فريق حملة ترامب والكرملين.  والثلاثاء 28 مارس 2017 وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اللقاءات التي جرت بين كوشنر ورئيس بنك التنمية الروسي بأنها ضمن اللقاءات الروتينية التي تعقدها المؤسسات والشركات. وقال بيسكوف “عقدت عشرات اللقاءات بينها مع شركة كوشنر ومعه شخصياً. هذا ضمن الممارسات الاعتيادية للشركات”.  وأضاف أن الكرملين لم يطلع حينها على هذه الاتصالات “لأنه عمل روتيني (…) من صلاحية إدارة البنك”. وأكد ترامب على تويتر أن “قصة ترامب وروسيا خدعة”، داعياً أعضاء الكونغرس إلى التركيز بدلاً من ذلك على منافسته الديمقراطية في الانتخابات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وخلصت الاستخبارات الأميركية إلى أن روسيا نفذت حملة واسعة هدفها مساعدة ترامب على الفوز بالرئاسة. وإلى جانب التحقيقات في مجلسي النواب والشيوخ، يواجه الرئيس الأميركي المزيد من الضغط بشأن أي ارتباطات له مع روسيا، مع إجراء مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) تحقيقا حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، بما في ذلك إمكانية حدوث تواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب. وقال مسؤول في البيت الأبيض “طوال فترة الحملة الانتخابية والمرحلة الانتقالية، عمل جاريد كوشنر كنقطة الاتصال الرسمية الأساسية مع الحكومات والمسؤولين الأجانب”. وتابع “نظراً لهذا الدور، تطوّع للتحدث مع لجنة بور لكنه لم يتلق تأكيداً حتى الآن”، في إشارة إلى السناتور عن نورث كارولينا ريتشارد بور الذي يترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.  قال بور في بيان مشترك مع شريكه الديمقراطي السناتور مارك وورنر إن قرار كوشنر المثول أمام اللجنة يدل على استقلاليتها. وأضاف “منذ بداية هذا التحقيق، التزمنا متابعة الحقائق أينما توصلنا”.

 وتابع أن “كوشنر لن يكون بالتأكيد آخر شخص تستدعيه اللجنة للإدلاء بإفادته، لكننا نتوقع منه أن يكون قادراً على إعطاء أجوبة عن أسئلة جوهرية طرحت في سياق تحقيقنا”. ويأتي ذلك بينما تطرح تساؤلات حول حياد تحقيق آخر تجريه لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. ويقود هذه اللجنة ديفن نونيس الذي يتعرض لانتقادات لإطلاعه ترامب على مسائل متعلقة بالتحقيق. وكشف نونيس الأسبوع الماضي أن اتصالات ترامب قد تكون تعرضت للتنصت في سياق جمع أجهزة الاستخبارات معلومات عن أشخاص يشتبه بأنهم عملاء أجانب. وقال لدى لقائه ترامب في البيت الأبيض “هناك الكثير من المعلومات في التقارير التي اطلعت عليها تقودني إلى الاعتقاد أن الإدارة السابقة وعدداً من الوكالات كانت لديها فكرة واضحة جداً عما كان الرئيس المنتخب ترامب يقوم به”. وأضاف “وجدت أنه من المهم للرئيس أن يعلم بذلك”. وعمل نونيس في فريق ترامب الانتقالي ويقود الآن التحقيق في مجلس النواب حول وجود علاقات محتملة بين فريق الحملة وروسيا.  ودعت نانسي بيلوسي زعيمة كتلة الديمقراطيين في مجلس النواب إلى إقالة نونيس من رئاسة لجنة التحقيق. وانضم إلى موقفها نظيرها في مجلس الشيوخ تشاك شومر وكذلك رئيس الديمقراطيين في لجنة التحقيق التابعة لمجلس النواب آدم شيف. وقال شومر في مجلس الشيوخ إن “الرئيس نونيس أخفق في العمل ويبدو أنه مهتم بحماية الرئيس أكثر من البحث عن الحقيقة”. وأضاف “لا يمكن أن يتولى شخص رئاسة تحقيق محايد إذا كان منحازاً لأحد الطرفين”. وانتقدت بيلوسي سلوك نونيس معتبرة أنه “لا يتمتع بالمصداقية”. وقالت في بيان إنه “على الرئيس (بول) راين الإصرار على أن ينسحب الرئيس نونيس من التحقيق حول ترامب وروسيا فوراً”.

دأت الشعبوية تكتسب مزيداً من القوّة. فحول العالم، يتنامى العجز الاقتصادي والقلق من العولمة، وتتصاعد معدّلات الهجرة، في حين تدفع النخب هذه الحركات إلى موقع السلطة، ويتبعها أمواج هادرة من الدعم الجماهيري للأحزاب والقادة السياسيين، الذين بات يُنظر إليهم باعتبارهم قادرين على السيطرة على قوى التغيير الثقافية والاجتماعية. ففي أوروبا، سيطرت الأحزاب الشعبوية على البرلمانات في اليونان، والمجر ‘هنغاريا’، وإيطاليا، وبولندا، وسلوفاكيا، وسويسرا، وأصحبت جزءاً من الحكومات الائتلافيّة في فنلندا، والنرويج، وليتوانيا. أما في جنوب شرق آسيا، فيبدو أنّ الرجل القويّ في الفلبين رودريغو دوتيرتي يسعى إلى متابعة أجندته الشعبوية. وأخيراً فقد تم انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. إنّ أهداف الشعبويين المعاصرين ليست جديدة. فمثل غالب أسلافهم التاريخيين في أميركا اللاتينية وأوروبا، تمجّد الأحزاب الشعبوية المعاصرة قيم القيادة القوية والحازمة، وتتعامل بازدراء مع المؤسسات القائمة، كما تعبّر عن حالة من عدم الثقة في الخبراء والنخب التقليديّة. ولكن التكتيكات التي يستعملها الشعبويين اليوم لتنفيذ رؤيتهم للحكم الحازم قد تطورت. فبدلاً من عمل قطيعة حاسمة ومفاجئة مع الديمقراطية، وهو ما يمكن أن يستبب باستياء وإدانة محلّية وعالميّة، تعلّم الشعبويون من الرجال الأقوياء الذين أججوا شعبيتهم باستمرار كهوغو تشافيز في فنزويلا، وفلاديمير بوتين في روسيا، ورجب طيب إردوغان في تركيا. في أعقاب حقبة الحرب الباردة، انتهج الشعبويون أمثال تشافيز وبوتين وإردوغان نهجاً ثابتاً وبطيئاً لتفكيك الديمقراطية. وصل هؤلاء القادة إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، ثمّ استغلوا الاستياء والسخط الشعبي الواسع لإضعاف القيود المؤسسية المفروضة على حكمهم بالتدريج، فقاموا بتهميش المعارضة، وإضعاف المجتمع المدني. انتهج الشعبويّون قواعد لعب متماسكة ومباشرة: تنصيب الموالين لهم في مناصب مركزية (خاصة في أجهزة القضاء والخدمات الأمنية)، وتحييد الإعلام إما عبر شرائه، أو عبر سنّ التشريعات القانونيّة وفرض الرقابة عليه. في خطّة من هذا النوع يصعب تحديد اللحظة التي يتمّ القطع فيها مع الديمقراطية، إلا أنّ مكر هذه الخطط ومراوغتها يمثّل التهديد الأبرز للديمقراطية في القرن الواحد والعشرين. يعدّ التفكيك المضطرد للمعايير الديمقراطية من قبل قادة منتخبين ديمقراطياً، وهو ما نطلق عليه ‘إعادة إنتاج السلطويّة’، تغيّراً مهمّاً في الطرق التي تسقط بها الديمقراطيات تاريخياً. فحتى وقت قريب، كانت الإحصائيات تُشير إلى أنّ الإنقلابات هي التهديد الأكبر للديمقراطيات.

فما بين عاميّ 1946 إلى 1999، كانت الإنقلابات هي السبب في انهيار 64% من الديمقراطيات. أما في العقد الاخير، فقد شهدنا تصاعد ‘إعادة إنتاج السلطويّة’ المدعومة شعبياً، متسببةً بفشل 40% من الديمقراطيات ما بين عاميّ 2000 و 2010 وهي ذات النسبة لفشل الديمقراطيات بسبب الإنقلابات في تلك الفترة الزمنيّة. وإذا استمر المنحنى بالتصاعد، فسيصبح  هذا النهج هو الطريق المعبّد لعودة الأوتوقراطية.  ما يجعل الأمر أكثر صعوبة وإحباطاً، هو أنّ الطبيعة البطيئة والتدريجية لانحدار الديمقراطيّة على يد الشعبويين تجعل من مواجهتها أمراً صعباً. فبحكم سيرورتها الناعمة والتدريجية، لا تولّد هذه المسارات لحظة عارمة من المقاومة الجماعيّة، كما إنّها لا تشكّل نقطة محورية focal point تستطيع فيها المعارضة أن تلتحم. وفي الحالات التي تظهر فيها الانتقادات، يستطيع القادة الشعبويون وضع معارضيهم في خانة ‘الطابور الخامس’، ووصف المعارضين بأنّهم ‘عملاء للمؤسسات القديمة’، أو بأنّهم محرضون يسعون لزعزعة استقرار النظام. إنّ التآكل التدريجي للديمقراطيّة غالبا ما يجعل المقاومة لها متجزّئة ومتشظّية. علاوة على ذلك، فبسبب الشعبيّة الكبيرة لهؤلاء القادة، فإنّهم غالباً ما يحصدون تأييداً واسعاً للكثير من التغيرات التي يطرحونها. ففي الأرجنتين على سبيل المثال، تم انتخاب خوان بيرون للرئاسة في 1946، واستثمر شعبيّته في تعزيز سيطرته على النظام السياسي. ومؤخراً، حقق أردوغان وحزب العدالة والتنمية فوزاً ساحقاً بالانتخابات المحلية في 2002، وتابع سلسلة نجاحاته الانتخابيّة بجلب المزيد من الأصوات في انتخابات عاميّ 2007 و 2011. يوفّر مثل هذا الدعم الجماهيري ‘التفويض’ لقائد مثل أردوغان للحكم. ولأنّ الحزب قد تمّ انتخابه بناء على سعيه لإقامة مشروع إصلاحيّ، فقد تمّ تجاهل الجهود المبكرة التي قام بها لتوسيع سيطرته باعتبارها ضرورةً لتنفيذ إصلاحاته الطموحة. لا تكمن المشكلة وحسب في صعوبة هزيمة مشروع ‘إعادة إنتاج السلطويّة’ المدعوم شعبيّاً، بل تكمن المشكلة في أنّ هذه المشاريع باتت تقود بشكل متزايد إلى صعود ‘ديكتاتوريات شخصيّة’، وهي نوع خاص من الأوتوقراطية؛ التي تتمركز فيها السلطة بيد فرد واحد. تشير الاحصاءات إلى أن أقل من نصف حالات إعادة إنتاج السلطويّة (44% من الحالات ما بين عاميّ 1946و 1999) قد أدت إلى صعود ديكتاتوريات شخصية. ارتفعت هذه النسبة ما بين عاميّ 2000 و2010، إلى 75%. في معظم الحالات، صعد القادة الشعبويون إلى السلطة بدعم من أحزابهم السياسيّة، ومن ثمّ بدؤوا بإزاحة خصومهم ومعارضيهم داخل الحزب. لا ينطبق هذا على روسيا وتركيا وفنزويلا وحسب، بل ينطبق أيضاً على حالة أيضا ألبرتو فوجيموري في البيرو، ودانييل أورتيغا في نيكاراغوا، ورفاييل كوريا في الإكوادور. وحتى في الدول التي تهدد فيها الشعبويّة الديمقراطية دون أن تصل بعد إلى حدّ الأتوقراطية، مثل المجر وبولندا، فإنّ القادة المسيطرين كفيكتور أوربان و ياروسلاف كاتشينسكي يتمتعون بحصّة غير عادلة من السلطة.

إنّ صعود الديكتاتوريات الشخصية قضية مثيرة للقلق البالغ. إذ إنّ العديد من الأبحاث في العلوم السياسية تؤكّد بأن نظام كهذا يميل إلى إنتاج أسوء النتائج الممكنة لأي نظام سياسي: فعادة ما تكون السياسات الخارجيّة لهذه الدول عدائية وكثيرة التقلّب، كما إنّها تميل إلى اعتناق مشاعر الرُهاب والكراهية تجاه الأجانب والغرباء والأقليات، كما إنّ هذه الدول غالباً ما تكون هي الأكثر اساءة لاستعمال المعونات الاجنبية، وتؤكّد الأبحاث على أنّ الدول التي شهدت صعود ديكتاتوريات شخصيّة تكون إمكانيّة تحوّلها إلى الديمقراطيّة بعد انهيار الأنظمة الحاكمة فيها أقلّ من غيرها. إنّ الحركات الشعبوية اليوم، قد تكون الوقود لأكثر أشكال أنظمة العالم إشكالية. أخيراً، فإنّ إعادة إنتاج السلطويّة المدعومة شعبيّاً قد يهدد الديمقراطيات الراسخة. فقد أكدت الدراسات الحديثة في العلوم السياسية أن تدعيم وتمكين الديمقراطيات الجديدة يتحقق بعد مرور ما بين 17 و 20 عام على تأسيسها. وتظهر الأبحاث بأن تراجع احتمال الانقلابات بمرور هذه المدّة هو العامل الرئيسي الذي يقلل من احتمالّية الفشل الديمقراطي. على أنّ خطر ‘إعادة إنتاج السلطويّة’ لا يختفي بمرور الوقت كما يبدو. تعدّ فنزويلا حالة نموذجيّة في هذا الصدد. فحين تم انتخاب تشافير في عام 2002، كانت فنزويلا ثالث أقدم ديمقراطية خارج حدود الغرب الصناعي. كما إنّ الديمقراطيات في هنغاريا وبولندا كانت تعتبر راسخة، إلا أنّها شهدت انخفاضاً ملحوظاً في احترام الأسس والمعايير الديمقراطية مؤخّراً. لا يبدو أنّ القوى التي تغذّي الشعبوية ستغادر في القريب. إذا لم يحدث شئ، فإنّ العجز الاقتصادي، والاستياء من الفساد، وعدم الرضا عن أداء الحكومات سيبقى مؤججاً لنار الشعبوية حول العالم. ولهذا لا ينبغي الاستخفاف بتهديد الشعبوية للتطور الديمقراطي.

صحيح أنّ الضرر اللاحق بالديمقراطية من قبل المدّ الشعبوي في أوروبا لا يزال محدوداً حتى الآن بالمجر وبولندا، وربما يعود ذلك إلى وجود قيم ديمقراطية راسخة في أوروبا ، بالإضافة إلى مؤسسات قوية وخبرة طويلة مع الديمقراطية تقف حاجزاً حتى الآن في مواجهة المدّ الشعبويّ المضرّ بالديمقراطية. فغالباً ما تتأثّر الديمقراطيات الأقلّ تطوّراً بهذا النوع من المخاطر. في هذا الوقت، تمكّن دوتيرتي من ترويج تكتيكاته القيادية وخطاباته الحماسيّة باعتبارها حلّاً لخيبة أمل الشعب بخصوص قضايا الجريمة والفقر والفساد. ولكن، منذ أن تمّ تنصيبه في يوليو، تحرك دوتيرتي سريعاً لقمع منافسيه وتوسيع سيطرته ونفوذه الشخصي، بالتزامن مع وعوده بإعادة موضعة وتوجيه سياسات دولته الخارجيّة باتجاه بعيد عن الولايات المتحدة وقريب من الصين وروسيا.  يتطلّب التخفيف من خطر الشعبوية على المعايير والممارسات الديمقراطية يقظة وتنسيقاً بين الشرائح الواسعة في المجتمعات المهددة بخطر الشعبويّة. إنّ إدراك التكتيكات والمُقاربات التي يتبعها القادة اليوم لتوسيع سيطرتهم هو خطوة أولى مهمّة لتطوير استراتيجيات فعالة لمقاومة هذه الاتجاهات. لا شكّ بأنّ الديمقراطيات الهشة هي الأكثر عرضةً للخطر، إلا أنّ الديمقراطيات الراسخة عالمياً غير مُستثناة بالطبع. فعلى المواطنين في أوروبا والولايات المتحدة أن يكونوا حذرين قبل أن يفترضوا بأنّهم محصّنون من ارتدادات شعبوية محتملة. ربما تكون تكتيكات الشعبويين ناعمة اليوم، ولكن إن سُمح لها بالانفلات عن الحدود فإنّ ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الديمقراطية العالمية.

فالرئيس الأميركي المنتخب؛ دونالد ترامب، يريد ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. بينما يرغب الحزب الشعبوي الإسباني ‘بوديموس’ بإعطاء المهاجرين حق الانتخاب. في الوقت نفسه، يُطالب السياسي الهولندي الشعبوي خيرت فيلدرز بإلغاء قوانين ‘خطاب الكراهية’. ويسعى ياروسلاف كاتشينسكي، السياسي الشعبوي البولندي، للسماح باستخدام عبارة ‘معسكرات الموت البولندية’ قانونياً. أما رئيس بوليفيا الشعبوي، إيفو موراليس، فإنّه يريد توسيع نطاق حقوق المزارعين الأصليين في زراعة الكوكا. في حين أصدر رودريغو دوتيرتي، الرئيس الشعبوي الفليبيني، أمراً للشرطة بإعدام تجار المخدرات المشتبه بهم. قد يكون الشعبويون عسكريين، دعاة سلام، أو من المعجبين بتشي غيفارا أو آين راند؛ قد يكونون معارضين لأنصار البيئة أو مناهضين للتغيرات المناخية. والسؤال هنا: ما الذي يجعل منهم جميعاً شعبويين؟. ما الذي تعنيه هذه الكلمة في الحقيقة؟.

يعود الانتشار الواسع لمصطلح ‘الشعبوية’ إلى عام 1890. حين حرضت الحركة الشعبوية في أميركا سكان الريف والحزب الديموقراطي ضد الجمهوريين الأكثر تحضراً؛ (واستخدمت أيضاً للإشارة إلى حركة النارودنكس الروسية في القرن التاسع عشر، والتي كانت تتألف في معظمها من المثقفين الكارهين لأنفسهم والمعجبين بالفلاحين). في عام 1950 بدأ الأكاديميون والصحافيون استعمال هذه المفردة بشكل أوسع لوصف كلّ من الحركات الفاشية والشيوعية في أوروبا ومكافحة الشيوعية المكارثية في أميركا، والحركة البيرونيّة في الأرجنتين. كما وضّح بينجامين بوفيت في كتابه ‘الصعود العالمي للشعبوية’، ففي اجتماع في كلية لندن للاقتصاد في عام 1967 تمّ الاتفاق على أنّ هذا المصطلح، على الرغم من كونه مفيداً، فإنّه عاطفي وفضفاض أكثر من أن يعتبر توصيفاً موحّداً. ربط بعض العلماء المصطلح بظاهرة الإحباط من الحالة القائمة والرفاه غير المتحقق، بينما ربط البعض الآخر بينه وبين النوستالجيا القوميّة. بينما اعتبر البعض بأنّ الشعبويّة هي استراتيجيّة سياسيّة؛ حيث يُناشد رئيس كاريزماتي الجماهير بينما يتجاهل المؤسسات (على الرغم من حقيقة أنّ بعض الحركات الشعبويّة لم يكن لها قائد). على الرغم من ضبابيّة وغموض المصطلح، فقد تزايد استعماله بشكل ملحوظ.  في عام 2004، قدّم أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورجيا، كاس مودى، تعريفاً تصاعد تأثيره بشكل متزايد.

من وجهة نظره، فإنّ الشعبوية هي ‘أيديولوجيا رقيقة’، كلّ ما تفعله هي أنّها تشكّل إطاراً: البشر البسطاء في مواجهة النخب الفاسدة. (يضع مودى التعددية في مقابل الشعبويّة باعتبارها نوعاً من القبول بشرعيّة المجموعات المختلفة الكثيرة). يمكن لهذه الأيدولوجيا الرقيقة أن ترتبط بجميع أنواع الأيدولوجيات ‘السميكة’ بطريقة مرنة، كالاشتراكيّة، والقوميّة، ومناهضة الإمبرياليّة أو العنصريّة، وكل ذلك في سبيل تفسير العالم وتبرير أجندة معيّنة. لقد طالب البولندي كاكزينسكي، القومي الدينيّ، بسيطرة الكاثوليكيّة على مؤسسات بلده من النخبة العلمانيّة الليبراليّة. في حين طالب القومي العلماني الشعبوي الهولندي ويلدرز بحملة على الإسلام (للدفاع عن حقوق المثليين) وشتم مراراً النخبة الداعية لتعدد الثقافات. أما الحزب الإسباني الأناركي الاشتراكي الشعبوي؛ بوديموس، فقد طالب بالاستيلاء على الأبنية الخالية المملوكة للبنوك ومنحها للفقراء، في الوقت الذي هاجم فيه طبقة النخبة. يبدو تعريف الشعبويّة بأنّها ‘ أيدولوجيا رقيقة’ مناسباً في بريطانيا، حيث شجب المطالبون بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي النخبة لأنّهم يتعاملون مع أنفسهم على أنّهم ‘الشعب’ وتباهوا بأنّهم قد ‘حطّموا النخبة’. بالطبع، فإنّ انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى ‘أيدولوجيا سميكة’ موحّدة: يمتلك المطالبون بالانفصال عن الاتحاد الاوروبي مواقف مختلفة من التجارة، والعنصريّة، والإنفاق الحكومي وكلّ القضايا الأخرى. ولكنّ بعض العلماء يرون بأنّ تعريف الشعبويّة باعتبارها ‘أيدولوجيا رقيقة’ يفشل في الإمساك ببعض أبعادها. يرى جان فيرنر مولر، عالم السياسة في جامعة برينستون، بأنّ الشعبويّين هم من يعتقدون أنّهم وحدهم من يمثّلون الشعب، وأنّ الآخرين ليس لهم حقّ في هذا الادّعاء. كما إنّ هناك تمييزاً مهمّاً داخل هذه المقولة، كالتمييز بين الأنواع الحصريّة والشاملة منها. فالشعبويّة الحصريّة تركّز على استبعاد المجموعات الأخرى ‘كالمهاجرين مثلاً’، وهي أكثر شيوعاً في أوروبا. بينما تُطالب الشعبويّة الشاملة بفتح السياسات على المجموعات المستبعدة ‘الفقراء والأقليات’، وهي أكثر شيوعاً في أميركا اللاتينيّة. ويحاجج مودى بأنه بينما يستنكر معظم الكتّاب الشعبويّة، فإنّ جانبها الإيجابي يكمن في إجبارها النخب على نقاش القضايا التي يفضّلون تجاهلها. ولكنّ اعتقاد الشعبويّة أنّ الشعب دوماً على حقّ هو خبر سيء لعنصرين أساسيين في الديمقراطيّات الليبراليّة: حقوق الأقليات وحكم القانون.

انتخاب الجمهوريين ‘سيسرّع من تدهور أميركا’، هكذا قال البروفيسور يوهان جالتونغ المرشّح لجائزة نوبل.  حذّر عالم الاجتماع، الذي تنبأ بسقوط الاتحاد السوفيتي، من أنّ القوّة العالميّة للولايات المتحدة دخلت طور الانهيار المتسارع تحت قيادة دونالد ترامب؛ وستنحدر قوّتها أكثر وأكثر طالما لا يزال قطب العقارات في البيت الأبيض. يُعرف البروفيسور النرويجي، يوهان جالتونغ باعتباره، ‘الأب المؤسس’ لدراسات السلام، كحقل علمي، وقد اشتهر جالتونغ بعدّة نبوءات تاريخيّة صائبة، منها تنبؤه بمظاهرات ساحة تيانانمن في الصين وهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وقد أثارت تصريحاته الكثير من الجدل في عام 2000، عندما تحدّث عن أنّ القوّة العالميّة للولايات المتحدة ستنهار بحلول عام 2025.لم يقم دونالد ترامب بالعديد من المؤتمرات الصحفيّة. ولكن، عندما فعل، كما حصل في الحادي عشر من يناير – لأوّل مرّة منذ شهر يوليو – فإنّ مؤتمره الصحفيّ كان مختلفاً ومُغايراً تماماً عن أيّ مؤتمر صحفيّ قام به أيّ من الرؤساء الأميركيين.  ولكنّه، عدّل من نبوءته أثناء إدارة بوش ليحدد التاريخ للعام 2020.

والآن، يقول جالتونغ إنّ هذه الحقيقة باتت ملموسة بعد انتخاب الملياردير المنمّق.  يتوافق انتخاب ترامب على خلفيّة برنامجه المعادي للمهاجرين مع المرحلة الأخيرة من الانحدار، التي تنبّأ بها عالم الاجتماع في كتابه (الصادر 2009)، ‘سقوط الإمبراطوريّة الأميركيّة؛ ماذا بعد ذلك؟’، حيث تنبّأ بصعود الفاشيّة في أميركا قبل انحسار سلطتها العالميّة. فقد تعهّد الرئيس ترامب بطرد ثلاثة ملايين مهاجر غير شرعي فور وصوله إلى المكتب البيضاوي، كما تعهّد ببناء جدار فاصل على الحدود الأميركية- المكسيكيّة. تحدّث جالتونغ إلى موقع Motherboard  قائلًا إنّ انتخاب ترامب ‘يسرّع من الانهيار’، على أنّه تحرّز عن إصدار حكم قطعي قائلاً ‘لا شكّ، أنّ علينا أن ننتظر لنرى ما سيفعله فعلاً’.  وأضاف جالتونغ أنّ موقف ترامب المنتقد للناتو، يُشير أيضاً إلى أنّ الولايات المتحدة ستكفّ عن أن تكون قوّة عظمى.  وقد أشار الرئيس الجمهوري سابقاً إلى أنّ الولايات المتحدة قد لا تقدّم المساعدة إلى حلفائها الذي يفشلون في تحمّل نفقات الدفاع المحددة.  ‘لهذا الانهيار وجهان’، هكذا صرّح جالتونغ لموقع ‘tech News‘، وأضاف ‘ترفض بعض البلدان أن تكون حليفة جيّدة، وسيكون على الولايات المتحدة أن تقوم بالقتل بنفسها، عبر بقصف القنابل من ارتفاعات عالية، وبالقتل عبر الطائرات بدون طيار التي يتحكّم بها جنود من مكاتبهم، وعبر قوّات خاصّة تمارس القتل في كلّ مكان’. زتابع ‘كلا الوجهين يحدثان اليوم، باستثناء بلدان شمال أوروبا، التي تدعم هذه الحروب، حتى الآن. وهو الأمر الذي قد لا يستمرّ بعد 2020، إنني ما زلت متمسّكاً بهذا التاريخ’.  ولكن، زينا ويكيت، مديرة قسم دراسات الولايات المتحدة والأميركيتين في مركز ‘تشاتام هاوس’ صرّحت لـ’إندبندنت’ أنّه من ‘غير الواقعيّ على الإطلاق’ أن نعتقد أن الولايات المتحدة ستتوقّف عن كونها قوّة عالميّة بحلول 2020.  وقالت إنّ ‘الولايات المتحدة قوّة عالميّة لأسباب عدّة. إنّها تمتلك القوّة العسكريّة الأقوى في العالم، كما إنّها تمتلك القوّة الناعمة الأكبر في جامعاتها وشركاتها ومؤسساتها الإعلاميّة. كما أنها لا تزال الاقتصاد الأكبر في العالم. والقول إنّ كلّ ذلك على وشك التبدّل في السنوات الأربعة القادمة هو أمرٌ غير واقعي’.

يصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى العاصمة التركية أنقرة، اليوم الخميس 30-3-2017 ، في مستهل زيارة يبحث خلالها الوزير الأمريكي مع القادة الأتراك عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.  وقالت وزارة الخارجية الأمريكية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صباح اليوم، إن زيارة تيلرسون تهدف إلى مواصلة «التعاون رفيع المستوى» مع تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي وكذلك بحث سبل مكافحة تنظيم داعش. وذكرت الخارجية التركية في بيان، أوردته وكالة الأناضول الرسمية أمس الأربعاء، أن الجانبين سيبحثان «العلاقات الثنائية بكافة أوجهها، ويتبادلان وجهات النظر حيال قضايا إقليمية ودولية». وتأتي زيارة تيلرسون إلى أنقرة بعدما أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري حظر حمل ركاب 9 شركات طيران تسير رحلات من 10 مطارات، وتشمل الخطوط الجوية التركية، أجهزة الكمبيوتر المحمولة واللوحية.  ومن جهتها تطالب تركيا واشنطن بتسليم الداعية المقيم بالولايات المتحدة فتح الله جولن وإعادته إليها، حيث تتهم تركيا جولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في منتصف تموز/يوليو الماضي. ويقيم جولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسلمه، من أجل المثول أمام المحاكم.

وفي ضوء الجدل حول علاقات ترامب الروسية، تشير الصحيفة إلى أنه في عام 2013، تفاخر ترامب في برنامج «ريل إستيت ويكلي»، وقال «لدي علاقة كبيرة مع العديد من الروس، وكلهم تقريباً كانوا في الغرفة»، مشيراً إلى أن الروس حققوا ثروات عندما بيعت مؤسسات الدولة السوفييتية السابقة لمستثمرين من القطاع الخاص، وتضيف الصحيفة في هذا السياق أن ابن ترامب قبل خمس سنوات، قال في موسكو لوسائل إعلام روسية إن «الروس يشكلون مقطعاً عرضياً غير متناسب جداً مع الكثير من أصولنا». ومع ذلك قالت شركة «دوللي لينز» للعقارات في مدينة نيويورك، إنها باعت حوالي 65 شقة سكنية في «ترامب ورلد» في مانهاتن للمستثمرين الروس، والكثير منهم سعى لعقد لقاءات شخصية مع ترامب لخبرته في مجال الأعمال. وأضافت لينز، إن العديد من هذه اللقاءات جرت في مكتب ترامب في البرج الذي يحمل اسمه». وتشير الصحيفة إلى أن الكثير من الأثرياء يشتبه فيهم عموماً في ممارسات فاسدة نتيجة للعلاقات المترابطة بين نخبة رجال الأعمال الروس والأجهزة الأمنية الحكومية والعصابات الإجرامية وفقاً لما ذكره المدعي الأمريكي السابق كين مكاليون، وستيفن هول، وهو رئيس سابق للعمليات الروسية في وكالة المخابرات المركزية. وتقول الصحيفة، إن العدد الكبير من الروس الذين اشتروا الشقق في أبراج ترامب، يثير تساؤلات مقارنة بالسرية التي أحيطت بها إمبراطوريته العقارية.  فجر تحقيق استقصائي لصحيفة «يو اس ايه توداي» قنبلة من العيار الثقيل، عندما خلص إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وضمن سعيه لتوسيع إمبراطوريته العقارية على مر السنين كانت شركته مع شركائه في عديد من المرات من الأثرياء الروس، وقلة من الجمهوريات السوفيتية السابقة، وكان العديد منهم يرتبط بالجريمة المنظمة، وفقاً لقضايا المحاكم والوثائق الحكومية والقانونية ومقابلة مع المدعي العام الاتحادي السابق. خلص التقرير إلى أن ترامب ارتبط بصفقات ضخمة مع ما لا يقل عن 10 من رجال الأعمال السوفييت السابقين، الذين لديهم علاقات مزعومة بمنظمات إجرامية أو غسل الأموال، ومن بينهم عضو في الشركة، التي عمل على فندق ترامب سوهو في نيويورك تمت إدانته بمرتين بالسجن، كما اتهمت السلطات البلجيكية مستثمراً آخر في مشروع سوهو في عام 2011 بمخطط لغسل الأموال بمبلغ 55 مليون دولار، واتهم أيضاً ثلاثة من مالكي الشقق في أبراج ترامب في ولاية فلوريدا ومانهاتن بنيويورك في لوائح اتهام اتحادية بالانتماء إلى مجموعة روسية أمريكية منظمة للجريمة، كما اتهم عمدة سابق من كازاخستان في دعوى قضائية اتحادية رفعت في لوس انجليس في عام 2014 بإخفاء ملايين الدولارات نهبت من مدينته أنفق بعضها على ثلاث وحدات في برج ترامب في سوهو، إضافة إلى مالك أوكراني لشقتين في أبراج ترامب في فلوريدا في خطة لغسل الأموال شملت رئيس وزراء سابق لأوكرانيا.

قالت مجلة “فورين بوليسى” الأمريكية إن الغارات الجوية فى اليمن تعكس اتجاها أكبر باختيار إدارة الرئيس دونالد ترامب لمزيد من العمل العسكرى ضد المسلحين الإسلاميين. أنه بعد أسبوع من الضربات الجوية العقابية ضد القاعدة فى اليمن والتى  أشعلت النيران فى نحو 40 هدفا، حصل الطيارون الأمريكيون على راحة على مدار الليلتين الماضيتين، فالمداهمات التى استمرت أسبوعا فى اليمن تجاوزت مجموع القصف الذى حدث فى أى عام خلال رئاسة باراك أوباما، ففى عهد الإدارة السابقة، كانت الموافقة على الضربات تأتى بعد مناقشات سياسية بطيئة،  مع ضرورة توقيع كبار المسئولين على أى تحرك من هذا القبيل، لكن تبين أن إدارة ترامب أكثر سرعة فى إعطاء الضوء الأخضر لمثل هذه الهجمات.  وبدرجة أكبر، فإن اتساع حملة القصف فى اليمن تشير إلى استخدام أكثر قوة للقوى العسكرية من قبل إدارة ترامب ضد المسلحين الإسلاميين من سوريا إلى افغانستان، فقد وافق البيت الأبيض بالفعل على نشر قوات المارينز والقوات الخاصة إلى سوريا وعملية كوماندو واسعة فى اليمن، واقترح قائد عسكرى أمريكى أمس، الخميس، إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان.  وأشارت الصحيفة إلى أن استعداد ترامب للأمر بعمل عسكرى يختلف عما كان عليه الحال مع أوباما، فعندما كانت مستشارة الأمن القومى السابقة سوزان رايس تدير عملية اتخاذ القرار كانت الأمور تبدو متحجرة فى مجلس الأمن القومى، الأمر الذى تسبب فى إحباط المخططين العسكريين بالقيادة المركزية الأمريكية، حسبما أفاد مسئول دفاعى سابق رفض الكشف عن هويته.

نفى البيت الأبيض أن يكون تعليق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اداء الولايات المتحدة في العراق، يحمل أي إشارة لمشاركة قوات برية أمريكية في مهام قتالية في هذا البلد. وقال ترامب، الثلاثاء، خلال استقباله أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وزوجاتهم في البيت الأبيض 29-3-2017  “نحن نبلي حسناً جداً في العراق، وجنودنا يقاتلون بشكل غير مسبوق”، بحسب ما أوردت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، خلال الموجز الصحفي الأربعاء، أن ترامب لم يقصد اشتراك الجيش الأمريكي في معارك ضد “داعش” بالعراق. وأشار إلى أن ترامب سعيد “بالتقدم الهائل” الذي يحرزه العراق في حربه ضد “داعش”. وأضاف “أعتقد أن هنالك تقدما في الموصل، على وجه التحديد، والطريقة التي تم استعادة هذه المدينة بها، وأعتقد أنه لمدة طويلة كان هناك الكثير من القلق بسبب تحرك إيران وسيطرتها على بعض الأجزاء”. واستطرد “بفضل مشورة ودعم الجيش الأمريكي، قد حصل تقدم هائل نقل العراق إلى حيز من الاستقرار ولازلنا نرى القوات هناك في العراق تعتمد على نفسها (في محاربة داعش دون دعم إيراني)”. ولفت إلى أن ترامب “سعيد جداً بالعمل الذي يؤديه (وزير الدفاع) الجنرال (جيمس) ماتيس ومقاتلينا وبحارتنا وطيارينا ومشاة بحريتنا هناك”. وشدد على أن “التقدم الحاصل في العراق في الحرب ضد داعش يسير بشكل حسن بطريقة غير عادية وهو فخور بذلك”. وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، بشن غارات جوية وتقديم المشورة العسكرية، إلى جانب عمليات تدريب للقوات العراقية، غير أنها ترفض الانخراط في معارك برية.

لم تسفر الغارة الأمريكية الاخيرة على مجمع لتنظيم « القاعدة « في اليمن التى ذهب ضحيتها العديد من المدنيين اضافة إلى احد الجنود الأمريكيين عن أى نجاحات استخبارية. واعترف مسؤولون أمريكيون بأنهم لم يحصلوا على معلومات مفيدة من عملية 29 يناير والتى قتل خلالها جندى البحرية ريان اوينز اضافة إلى 30 مدنيا. وتتناقض هذه الانباء التى كشفها مسؤول بارز في الكونغرس لقناة « ان بي سي نيوز» المزاعم التى روجها العديد من مسؤولي وزارة الدفاع بان المهمة المثيرة للجدل قد انتجت « معلومات أستخبارية « حول تنظيم القاعدة في اليمن، وقال هذا المصدر بان ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تفسر للكونغرس سر الاستخدام النادر لقوة برية كبيرة من القوات الأمريكية في اليمن.  واتضح، ايضا، بأنه لم يكن هناك أى تهديد جديد من جماعة « القاعدة في شبه جزيرة العرب « والتى كانت مستهدفة في العملية وانما كان الهدف من الغارة الفاشلة اعتقال او قتل العديد من المتشددين وهو شئ لم يعترف به الجيش الأمريكي حتى الان. واصر مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية على تسمية الحملة بمهمة استغلال موقع بهدف جمع المعلومات الاستخبارية ولكن العديد من المسؤولين لم يروا أدلة تدعم مزاعم الادارة في نجاح الغارة. وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض شون سبيسر في وقت سابق بأن وزارة الدفاع تقوم باجراء مراجعة « ثلاثية الابعاد « في وفاة اوينز، واضاف « لا استطيع ان اتخيل ما يعنيه فقدان الابن « وذلك ردا على سؤال حول انتقادات من والد أوينز حول الحادث. واكد بأنه يستطيع القول نيابة عن ترامب بأن ابنه مات بطلا وان المعلومات التى جمعها قد ساعدت في الغارة مشيرا إلى ان مهمته ستساعد على انقاذ حياة الأمريكيين مشيرا إلى ان البعثة قد نجحت في المساعدة على منع وقوع اعتداء او هجمات في المستقبل ضد الولايات المتحدة في حين قال والد الجندي القتيل بأن الحكومة الأمريكية تدين لابنه بتحقيق. وقالت القيادة المركزية الأمريكية انها قتلت 14 من نشطاء « القاعدة في شبه جزيرة العرب « خلال الحملة التى اصيب خلالها، ايضا، ستة من افراد القوات الأمريكية إلى جانب ريان أوينز في حين اكد مكتب الصحافة  الاستقصائية في الولايات المتحدة ان 25 مدنيا على الاقل لقوا حتفهم في الغارة، من بينهم تسعة اطفال تحت سن 13.  وقد رفض بيل أوينز والد الجندي القتيل في اليمن الالتقاء مع ترامب عندما جاء إلى قاعدة دوفر الجوية لاستقبال النعش الذى يحمل جثة ابنه رغم رغبة الرئيس الأمريكي القاء معه، وقال بأنه ما زال يشعر بالانزعاج من هجوم سابق لترامب ضد عائلة جندى أمريكي مسلم توفي في العراق.

أكدت منظمة العفو الدولية  أن مئات من المدنيين العراقيين قتلوا في الموصل في الأشهر الأخيرة بعد أن أبلغتهم السلطات المحلية بالبقاء في منازلهم رغم الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم داعش الإرهابي بالمدينة، مشيرة إلى أن تلك الغارات ربما تشكل انتهاكاً للقانون الدولي.  وأفادت المنظمة أن تلك التعليمات الصادرة عن السلطات العراقية تعني أنه كان ينبغي على قوات التحالف أن تعلم أن عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين قد يسقط جراء أي ضربات جوية. وقالت دوناتيلا روفيرا كبير مستشاري الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية: “تشير الأدلة التي تم جمعها على الأرض في شرق الموصل إلى نمط مثير للانزعاج من الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتي دمرت منازل كاملة وبداخلها عائلات بأكملها”.  وأردفت أن “عدد القتلى المدنيين الكبير يشير إلى أن قوات التحالف التي تقود الهجوم في الموصل فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنع وفيات المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي”، وذكرت المنظمة أنه في غارة جوية يوم 17 مارس قتل ما لا يقل عن 150 مدنياً في حي الجديدة بالموصل.  بدوره، أفاد المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف روبرت كولفيل أن 307 مدنيين قتلوا فيما أصيب 273 آخرون في غرب الموصل بين 17 فبراير و22 مارس، مضيفاً أن هذه المعلومات تحققت منها الأمم المتحدة التي لا تنسب هؤلاء القتلى لأي من أطراف النزاع.  وقد أعلنت السلطات الأميركية والعراقية في نهاية الأسبوع أنها تحقق في هذا الحادث وغيره من الحوادث. ونفى متحدث باسم الجيش الأمريكي ادعاءات بأن التحالف خفف من قواعد الاشتباك فيما يتعلق بالضربات التي استهدفت “داعش” بالعراق وسورية. وقال مسؤول في إدارة الدفاع المدني بالمدينة الجمعة إن أكثر من ثلاثة آلاف مدني قتلوا في الموصل منذ 19 فبراير عندما بدأت قوات الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة هجوماً لطرد مقاتلي داعش من الجانب الغربي من المدينة.  من جهة أخرى، أفاد مصدر محلي في محافظة  نينوى العراقية أمس أن تنظيم “داعش” ذبح قاضيه الشرعي لـ”ولاية دجلة” أمام الأهالي، بعد رفضه المشاركة في عملية انغماسية ضد القوات الأمنية في الموصل”. وأشار موقع “السومرية نيوز” إلى أن هذه الخطوة ضمن استراتيجية جديدة للتنظيم تجبر خلالها القيادات للمشاركة بالقتال لتشجيع السكان المحليين على القتال في معركة الموصل.

 

أقر قائد القوات الأميركية بالعراق اليوم الثلاثاء باحتمال وجود دور للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في انفجارات بالموصل أودت بحياة مدنيين في الشهر  مارس 2017 وقال إن التحقيقات جارية وإن تنظيم الدولة الإسلامية قد يكون مسؤولاً أيضاً.  وقال اللفتنانت جنرال ستيف تاونسند في إفادة صحفية بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من العراق “تقييمي الأولي هو أنه ربما كان لنا دور في هذه الخسائر البشرية. الآن هذا ما لا أعلمه. ما لا أعلمه هو هل جمعهم العدو هناك؟ لا نزال نحتاج لإجراء بعض التقييمات.” وظهرت روايات متضاربة منذ انفجار يوم 17 مارس في حي الجديدة بغرب الموصل حيث تخوض القوات العراقية مدعومة بضربات جوية أميركية قتالاً لإخراج التنظيم من ثاني أكبر مدينة بالبلاد.  ويوجد محققون في المدينة لتحديد ما إذا كان الانفجار نجم عن ضربة جوية للتحالف أم متفجرات تخصُّ تنظيم الدولة الإسلامية. ودمر الانفجار مباني وربما تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص.  وقال تاونسند “انطباعي الأولي هو أن العدو له يد في ذلك. وأيضاً يوجد احتمال أن تكون للضربة التي وجهناها دور.”  ومضى يقول “أعتقد أنه سيكون نوعاً من التداخل على الأرجح ولكن.. لا أستطيع حقاً أن أقطع بذلك وعلينا فقط الانتظار لحين انتهاء التحقيق.”

علن البيت الأبيض، الأربعاء 15 مارس 2017 ، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستقترح الخميس ميزانية للعام 2018، تقضي بزيادة حوالي 10% في نفقات البنتاغون. وستخفض الميزانية جزءا كبيرا من أموال وزارة الخارجية يصل إلى 28%. علما أن الميزانية الحالية للوزارة تبلغ حوالي 50 مليار دولار.  تقلص تكاليف الإنفاق على المساعدات الدولية، وحماية البيئة والبرامج الاجتماعية. إضافة إلى خفض في موارد معظم الوزارات والوكالات الفدرالية الأخرى.  بالمقابل فإن الميزانية ستزيد نفقات الدفاع بشكل كبير يبلغ 54 مليار دولار. منها 52 مليارا ستذهب إلى وزارة الدفاع الأمريكية، والباقي سينفق على برامج الدفاع في الوزارات الأخرى. واقترح جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن يخصص مبلغ 640 مليار دولار سنويا من أجل زيادة التسلح والدفاع.  وتشمل خطة الميزانية التوسع في مكافحة الإرهاب، وبناء سفن جديدة للبحرية والحصول على طائرات إضافية من طراز إف 35.  أما الميزانية المتوقعة للإنفاق على الأمن الداخلي للبلاد فترتفع بنسبة 7% تقريبا على أن يخصص 1.5 مليار دولار هذا العام لتشييد الجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك، الذي وعد ترامب ببنائه، و2.6 مليار دولار في السنة المالية القادمة. ومن المقرر إنفاق 12 مليار دولار لحالات الطوارئ في الخارج، بما في ذلك المتعلقة بالعمليات العسكرية في أفغانستان والعراق وسوريا. أما بشأن ميزانية وزارة حماية البيئة فمن المقرر تقليصها بنسبة 31%، أو 2.6 مليار دولار. فضلا عن تسريح أكثر من 3 ملايين موظف، أي 19% من العاملين. وكذلك خفض ميزانية وزارة الزراعة الأمريكية بنسبة 21%. وميزانية وكالة الفضاء “ناسا” بنسبة أقل من 1% إلى 19 مليار دولار.

حظيت نيكي هالي، سفيرة أمريكا للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء  27 – 3- 2017، على ترحيب غير مسبوق خلال ظهورها أمام جمهور المؤتمر السنوي، للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، أقوى لوبي يهودي في أمريكا، واشتد التصفيق للسفيرة بعد إعلانها في خطاب أن أيام “مناطحة” إسرائيل في الأمم المتحدة.  وقد توّج اليهود المجتمعون في المؤتمر، في يومه الأخيرة، هالي بأنها حامية إسرائيل الأكبر في الأمم المتحدة. وأعلنت السفيرة في المؤتمر أن هنالك “عمدة” جديد في المدنية، موضحة أن عصر الانحياز ضد إسرائيل ولّى.  وكانت هالي، وهي ابنة لمهاجرين هنديين، قد أعربت عن دعمها القوي لإسرائيل بعد تعيينها على يد رئيس الولايات المتحدة الجديد، وهي من داعمي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وصرّحت في الأمم المتحدة أنها ستواجه التحيز المنهجي ضد إسرائيل في الأمم المتحدة بكل قوة.  وفي واحدة من مواقفها اللافتة، خرجت السفيرة من جلسة لمجلس الأمن بخصوص شؤون الشرق الأوسط، احتجاجا على تسليط الضوء على إسرائيل وانتقاد سياستها، بدل التطرق إلى الأمور الملحة الخطيرة في الشرق الأوسط، حسب قولها، مثل حزب الله في لبنان، وتمويل إيران للإرهاب وبعد.

فتتحت  26-3-2017 لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) أعمال مؤتمرها السنوي، وهي إحدى منظمات اللوبي اليهودي الأقوى في أمريكا والعالم. بمناسبة المؤتمر السنوي الذي يشارك فيه سياسيون أمريكيون كبار، إسرائيليون، وسياسيون آخرون في العالم، جمعنا لكم بعض الحقائق الهامة عن المنظمة القوية:

- أقيمت منظمة أيباك، American Israel Public Affairs Committee‏ منذ عام 1959، وهذا هو العقد السادس الذي تعمل فيه منذ إقامتها.

2- هناك تقارير عن 18.000 مشارك على الأقل في المؤتمر السنوي لأيباك. يدفع معظم المشاركين نحو $600 للمشاركة في المؤتمر، لا يشمل السفر جوا إلى واشنطن والمكوث فيها.

3- أيباك هو اللوبي المدني الثاني من حيث حجمه في الكونغرس الأمريكي. يترأس في العقد الحالي مجلس إدارة أيباك خمسون شخصا ذوو تأثير في السياسة الأمريكية، من الحزب الجمهوري والديمقراطي من أنحاء أمريكا. من بينهم سناتورات سابقا.

4- تصل ميزانية أيباك من متبرعين خصوصيين، ومن أموال العضوية التي يدفعها الأعضاء. لا تحصل المنظمة على أي دعم من الإدارة الأمريكية أو حكومة إسرائيل. رغم ذلك فقد ازدادت ميزانيتها منذ الثمانينات. إذ تحولت خلال سنوات قليلة من ملايين الدولارات القليلة إلى عشرات ملايين الدولارات، وازداد عدد أعضائها ووصل إلى عشرات الآلاف أيضا.

5- لكن لا يتبرع الأفراد لأيباك دون سبب. فقد حققت المنظمة إنجازات كثيرة مقارنة بأهدافها. مثلا، نجحت في أن تحظى دولة إسرائيل على مساعدة خارجية وصلت عام 2008 إلى 2.42 مليار دولار. كذلك كان أيباك مسؤولا عن سن قوانين لتمويل مبادرة مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل حول الطاقة البديلة. منع أيباك من حكومة حماس في غزة من الحصول على اعتراف بها وميزانيات من أمريكا لأنها لم تعترف بوجود دولة إسرائيل.

بعد صدور قرارات الحظر الأميركية والبريطانية المتعلقة بمنع حمل الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة على متن الرحلات المتجهة إلى أراضيها، قامت شركات خطوط الطيران التي شملها الحظر بدراسة تهدف إلى اتخاذ خطوات عملية من أجل الحد من النقص في أعداد مسافريها جراء هذا القرار. وفي هذا الشأن، أجرت الخطوط الجوية التركية، التي حققت دخلاً قيمته واحد مليار دولار في سنة واحدة جراء الرحلات الخارجية، دراسة تهدف من خلالها إلى إيجاد سبل أخرى لتسْلية المسافرين على متن رحلاتها. وقد أعلنت خطوط الطيران الإماراتية اعتماد خطوات مماثلة، بحسب ما ذكرت صحيفة “صباح” التركية.  وبحسب تقرير الصحيفة التركية، فإن شركات الطيران تتجه نحو تطوير قسم تسلية المسافرين على متن الطائرات، عن طريق تقديم خدمة الاتصال بشبكة الإنترنت اللاسلكي بشكل مجاني على متن رحلاتها، بعد أن كان يتم تقديم هذه الخدمة في مقاعد الدرجة الاقتصادية بمقابل مادي للرد على القرار الأميركي الذي شمل 10 مطارات، وتبعه قرار بريطاني مماثل.  وفي هذا الشأن، قال مسؤول في الشركة التركية: “يبلغ ثمن الإنترنت اللاسلكي في المقاعد الاقتصادية داخل الطائرة حوالي 9.99 دولار في الساعة الواحدة و14.99 دولار طوال 24 ساعة. ونحن الآن بصدد دراسة إمكانية تقديم هذه الخدمة لجميع المسافرين بشكل مجاني. إن ما يهم في هذه المسألة هو توفير خدمة إنترنت بجودة عالية، وإذا حصل جميع المسافرين على هذه الخدمة وقاموا بالاتصال بالإنترنت بلا انقطاع ودون مشاكل خلال رحلاتهم، فسترتفع أعداد مسافري الخطوط الجوية التركية”. فضلاً عن ذلك، توجد هناك خطة أخرى للخطوط الجوية التركية ضد قرارات الحظر الأميركية والبريطانية، تتمثل في تقديم أجهزة لوحية للمسافرين على متن رحلاتها. والجدير بالذكر أن هذه الأجهزة كانت لا تُقدّم سابقاً سوى لمسافري درجة رجال الأعمال، التي لا تتواجد فيها شاشات عرض شخصية على غرار طائرات “إيرباص إيه 320 وبوينغ 737”. وعلى خلفية التطورات الأخيرة، تخطط إدارة الخطوط التركية لتقديم الأجهزة اللوحية لجميع المسافرين على متن رحلاتها. وبهذا الشكل، سيتمكن جميع المسافرين من القيام بجميع الأعمال التي يرغبون بها باستخدام تلك الأجهزة المتصلة بالإنترنت.

في المقابل، للمضي قدماً في هذه الخطة، يتوجب أولاً على إدارة الخطوط التركية اجتياز قرارات الحظر الأميركية والبريطانية، ولذلك يُنتظر أن يجري مسؤولو شركة الطيران الاتصالات اللازمة مع الجهات المختصة من أجل النظر في هذا الخصوص.  علاوة على ذلك، ستقوم شركات الطيران التي شملها الحظر كالخُطوط التركية، وخطوط الطيران الإماراتية، التي تأثرت بسبب القرارات البريطانية والأميركية، بخسارة حصتها في قطاع الطيران، بعدما تم تفضيل استخدام طائرات حديثة ذات خدمات مميزة. من جهة أخرى، سيتم تطوير قسم تسلية المسافرين على متن طائراتها، بهدف الحد من تأثير تلك القرارات على مكانتها في قطاع الطيران.  وفي هذا الشأن، ستقوم الخطوط التركية كخطوة أولى بزيادة أعداد الأفلام، والمقاطع الموسيقية، والقنوات التلفزية، وخاصة القنوات الموجهة للأطفال، المتوفرة داخل طائراتها. كما أنها ستقُوم باستحداث ألعاب جديدة على متن رحلاتها بهدف جذب المزيد من المسافرين. والجدير بالذكر أن الخطوط الجوية التركية بدأت بتقديم خدمة الإنترنت اللاسلكي للمرة الأولى سنة 2012، وذلك من أجل توفير خط اتصال فعال لجميع المسافرين. وفي مرحلة تجربة تلك الخدمة، تم تقديمها بشكل مجاني لجميع المسافرين، حيث تمكن الجميع من الوصول إلى شبكة الإنترنت عبر الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية. ومن ثم تم تقديم تلك الخدمة لمقاعد الدرجة السياحية على متن الطائرة بشكل مجاني بينما قُدّمت لمقاعد الدرجة الاقتصادية بمقابل مادي.

فضلاً عن ذلك، تعتبر الخطوط الجوية التركية أول شركة طيران في العالم توفر خدمة شاشات “التلفاز المباشرة” خلال الرحلات القارية، إذ قامت بتفعيل تلك الخدمة على متن رحلتها “بوينغ 777-300 إي آر” بتاريخ 23 سبتمبر سنة 2011. من ناحية أخرى، أفاد وزير النقل التركي، أحمد أرسلان فيما يتعلق بقرارات الحظر الأميركية والبريطانية المتعلقة بحمل الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرة أنه يعتزم تقديم القرار إلى منظمة الطيران المدني الدولي، والتصدي له.  وفي سؤاله عن الغاية الأمنية وراء وضع الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية ضمن الأمتعة وعدم إدخالها إلى الطائرة، أجاب أرسلان أنه يتمنى أن لا يكون هذا القرار موجهاً نحو وضع العراقيل أمام النمو الذي تحققه شركات الطيران التركية”. وتابع قائلاً: “نحن نضع تلك الأهداف نصب أعيننا، وسنتّخذ الخطوات اللازمة المتعلقة بذلك. كما أننا سنُقيّم هذا القرار على الصعيد الأمني، كما خاصة خلال الرحلات التي تحمل مسافرين من خارج تركيا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا. علاوة على ذلك، نحن نتخذ التدابير الأمنية اللازمة ضمن إطار قوانين منظمة الطيران المدني الدولي، نظراً لأن المنطقة التي نتواجد فيها والأحداث التي نعيشها، تجبرنا على فعل ذلك”. وأضاف أرسلان أن قرار الحظر الأميركي والبريطاني الذي يهدف إلى منع حمل الأجهزة الإلكترونية على غرار الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة سيضر برفاهية المسافرين على متن الرحلات. ومن أجل ذلك، ستقوم شركات الطيران التركية بدراسة الخطوات اللازمة للحيلولة دون ذلك.
نقلا عن البلاغ
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع