الأقباط متحدون - قمة على روح الميت
  • ١١:٤٤
  • السبت , ١ ابريل ٢٠١٧
English version

قمة على روح الميت

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٣: ١١ م +02:00 EET

الجمعة ٣١ مارس ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
الميت ليس بحراً يجتمع العرب على شطآنه، لكنه وطن يَدعي البعض وجوده، يتمنى البعض أحياؤه، ينتظر الكثيرون بعثه، يجتمع زعماؤه ليتناقشوا ويتجادلوا، لذا سألت نفسي، لماذا لا توفر الدول العربية المستضيفة لتلك القمم مصاريف استضافتها وتأمينها أمنياً؟ لماذا لا يتفق القادة العرب أن يلقي كل واحد منهم وفي بلده خطابه دون أن يكلف نفسه عناء ومشقة السفر للدولة المستضيفة وخاصةً أننا في عصر وسائل الإعلام المتقدمة، يمكن أن يلتقي

الجميع بالفيديو كونفرانس أو يبث الخطاب على الترتيب من خلال إحدى القنوات الفضائية أو كلها في آن واحد، ويجتمع حينها الإعلام العربي على بث الزعماء، سألت سؤالي هذا، وجاءني الرد من نفسي حين وجدت الإعلام المصري يهيج على صورة تذكارية التقطها الرئيس السيسي مع ملك السعودية سلمان وأمير قطر تميم فيعوا الصلح بين الثلاثة ثم يقوم السيسي ويغادر القاعة بعد بدء تميم في إلقاء كلمة بلاده فيهيج الإعلام ذاته الذي كان يهلل للصلح من نصف ساعة، ويعلق على الصفعة التي تلقاها تميم وعلى الجفاء والفجوة بين البلدين، فإذا ما تم تنفيذ اقتراحي هذا لن يمكن للزعماء التقاط الصور التذكارية، ولا سيتأتى لأحدهم عقد الاجتماعات الثنائية على هامش القمة التي هي في الأصل هامشية للعالم كله، ولن يتأتى لأى أحد أن يترك القاعة للآخر أثناء إلقائه كلمته ويغادر ليطبل الإعلام لأي من هذه الحالات الثلاثة السابقة، وبتطبيق فكرتي هذه لن يأكل الإعلام المطبلاتي عيش للأسف.

لم يسأل الإعلام نفسه، لماذا التقطوا الصورة التذكارية التي على حسها ظنوا أن ثمة صلحاً يلوح في الأفق؟ ولم يسأل أحد نفسه السؤال الأهم، ماذا قال أمير قطر في كلمته؟ ولماذا يستمر في دعمه للإخوان علناً وتعجبه من أن تعتبر بعض الجماعات إرهابية لأنها عارضت مع أنها ليست هكذا إرهابية؟ لماذا نهلل فقط، على العموم القمة كلها على بعضها لا جدوى لها إلا في صورها التذكارية وفي لقاء الزعماء بعضهم لبعض خاصةً هؤلاء الذين لا يلتقون بشكل ثنائي في أيام العام السابق للقمة، وهي فرصة للمكايدة ويا ليتها حتى مكايدة سياسية، ولكنها مكايدة من نوع آخر للأسف سواء بإهمال المتكلم والنوم على صدى كلماته أو بالردح أثناء الكلمة والهجوم على أشقاء أو بتوجيه اللوم على المتداخلين في شئون الدول العربية، وكله في الآخر لا علاقة به بالسياسة، ولكنه يكاد يكون سرادق كبير على روح الميت.
المختصر المفيد مافيش فايدة.