الأقباط متحدون - 2- تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
  • ٠٢:٢٥
  • الاثنين , ١٠ ابريل ٢٠١٧
English version

2- تأملات في رحلة الأسبوع الأخير

أوليفر

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ ابريل ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يوم إثنين البصخة -  أسرار التينة والأسئلة ألأخيرة

Oliver كتبها

فلنبدأ أسبوع الآلام من أوله.منذ سقط آدم بدأ أسبوع آلامنا.مع سقوط أبوينا سقطت المحبة و كل ثمار الروح.تعرت الشجرة المثمرة.أكلها الفساد و ما بقي فيها غير الأوراق غذاءاً للدود . إستحقت الموت.و الموت لعنة.لذلك حين جاءها المسيح وجدها على حالها ميتة.لم يكن بها سوى أوراق لا تستر.فلعنها.لئلا يظن الناس أن أوراق التين تستر.لعنها ليكشف الخديعة التي يتوارى خلفها المراؤون.فلا التدين الشكلي يستر و لا إعتلاء المنابر يستر و لا رتب الكهنوت العالية تستر.اليوم ينكشف ورق التين و تظهر الحقيقة أن من يحمل أوراق التين يحمل اللعنة.من يتغطي بأوراق التين يرفض
الذبيحة.لذلك لعن السيد تلك الأوراق الزائفة.هنا كشف الأوراق .مر 11: 12- 24
ليكن لكم إيمان بالله
لما رأي بطرس التينة اليابسة تعجب و هو لم يدرك الرمز بعد خلف هذه اللعنة.فالذى له سلطان أن يلعن, له سلطان أن يحمل اللعنة عنا وقتما يشاء.لذلك أجاب الرب عن تعجب بطرس إجابة ليست عن التينة بل عن الإيمان بشخص المسيح له المجد قائلاً له ( ليكن لك إيمان بالله) فبالإيمان ندرك قوة المسيح و قدراته و سلطانه علي الموت(اللعنة) و على الحياة(القيامة).

و من له سلطان على اللعنة يستطيع أن ينقل جبل اللعنات .و يطرحه في بحر النسيان.كانت اللعنة جبل أعلى من قدرات البشر و كان و ما يزال يلزمنا إيمان بشخص المسيح لنخلص. لينقل جبل اللعنة إلى العدم.و كل من يثق في قدرة المسيح على هذا الجبل يثق في قدرته على تلال اللعنة الشخصية التي تطمر فينا النعمة أحياناً. هنا يعطنا المسيح أداة تهدم اللعنة.الإيمان بشخصه و الصلاة بإسمه المبارك

لابسى أوراق التين اللصوص مر 11:11-19, يو12: 13- 17
 دخل إلى الهيكل ليكشف لابسى تلك الأوراق.دخل الهيكل حين ينبغى أن يجد لابسى الناموس و حاملى التعليم الإلهي و كهنة رب الهيكل.فإذا الكل لصوص.و اللصوص دوما يرتدون ما لا يكشفهم لكن الرب يكشفهم اليوم فاليوم يوم التطهير.

أخرج أولاً الذين يبيعون و يشترون فهؤلاء صبية اللصوص الكبار.لعلهم ضحاياهم أيضاً.أو مشتركين معهم لجهلهم.فأخرجهم إذ ليس بينه و بينهم خصومة لأنه تعامل معهم كضحايا.و سوف يموت عن كل الجهلاء الضحايا.

موائد الصيارفة: كان بالهيكل عشرة موائد متفرقة  خمسة منها  موضوعة على كل جانب من  جوانب الهيكل 2أخ4 .أخذها الصيارفة من أماكنها المقدسة المخصصة لخبز الوجوه. كانت الموائد ليوضع عليها خبزاً ساخناً تقدمة للرب.1صم21: 6 و كانت الموائد جميعها مكسوة بالذهب و الفضة.سرقها الصيارفة أيضاً و صنعوا منها شواقل للبيع ووضعوا عليها عملات الهيكل المسروقة (شاقل الهيكل) لشراء الذبائح.و إعتبروا أن ما يصنعونه تماماً كالعبادة.سرقوا الموائد و إرتدوا ثياب العابدين متغطين بأوراق التين.كشفهم المسيح.ناداهم يا لصوص الهيكل موائدى كانت لخبز الوجوه؟و إذ تنجست الموائد قلبها لأنه لا حاجة لأى خبز آخر فالخبز الساخن مستعد للتسمر على الصليب وستسويها  نار الآلام المتقدة في قلوب المتآمرين اللصوص..

رواق الكراسي كان رواق القضاء 1مل7. أخذ باعة الحمام مكان القضاء.و تبخر العدل من الهيكل. أخذ باعة الحمام  الكراسى و جلسوا يبيعون إذ لا قضاء بعد في الهيكل بل تجارة.سرقوا الكراسي فقلب السيد الرب الكراسي الزائفة. لأن الجالسين عليها لابسين ورق التين يدعون القضاء و هم تجار حمام.سارقين الكراسي و سارقي العدل متغطين بأوراق التين.فكشفهم مخلصنا و ناداهم بحقيقتهم أنهم لصوص.قلب كراسيهم لأن الرب سيصعد على كرسيه مسمراً.

كان اللصوص يتسترون وراء أوراق تين كبيرة تسمي رؤساء الكهنة و الكتبة .كان الفساد من أخمص القدم إلى هامة الرأس لذلك لما جاء الصباح و ظهر لهم الأمر في نور المسيح وجدوا أن التينة قد يبست من أصلها.
.

أسئلة بلا إجابة مت 21 : 23- 27
المسيح طهر الهيكل من التجارة.و صار السؤال الأشهر الذى أجابه الرب يسوع لا بالكلام بل بالفعل.كان السؤال  الأول بأي سلطان تفعل هذا؟ و من أعطاك هذا السلطان؟ المؤامرة مكشوفة و الإجابة معروفة. لكنهم يريدون أن يصطادوا المسيح مبكراً قبل أن يؤسس سر العشاء المهم لخلاصنا.فلم يعطهم الفرصة.لأنهم لو إستطاعوا أن يقاوموه و هو يطرد الباعة من الهيكل ما سكتوا أبداً.فسلطانه غلبهم.لذلك السؤال عن سلطانه هو سؤال غير دقيق فالأولي بهم أن يسألوه :لماذا لم نقدر أن نواجهك أو نمنعك من طردنا من الهيكل؟ ما هذه القوة التي تمنعنا عنك؟ من أعطاك هذه القوة التي أوقفتنا عاجزين؟ كانت هذه هي الأسئلة الحقيقية لكنهم مراؤون لا يعترفون بالعجز. حتى اسئلتهم كانت تتخفى وراء أسئلة أخرى وهمية.كانت أوراق التين اشهر عملات العهد القديم.فالرياء في كل شيء سائد.في التعليم و الطقوس و القرابين و المسيح لكي يكشف عجزهم و رياءهم هذا سألهم سؤالاً مضاداً.معمودية يوحنا من السماء أم من الناس؟ فلو كانت من السماء إذن شهادة الآب عن المسيح أنه إبنه تجيب علي سؤال من أعطاك هذا السلطان.و إن كانت من السماء فروح الله الحال فيه يجعل قوته سمائية روحية لا تحتاج إلى إذن أرضي من أي سلطة.و لو قالوا أن معمودية يوحنا من الناس يكذبون و يهيج عليهم الشعب الذى يشهد بأكمله أن يوحنا هو النبي العظيم و أن شهادته عن حمل الله شهادة صادقة سماوية.لذا لن يدعهم الشعب أحياء لو شككوا في يوحنا المعمدان و أعماله  و أعظمها معمودية المسيح.فصمتوا عاجزين و إنسحبوا مهزومين.و المسيح لم يعلن سلطانه قدامهم لكي لا يعوق الصلب الذى رتبه لخلاصنا.

السؤال الثانى يو8: 51-59
ثم جاء أوان سؤالاً آخر: ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم؟  من تجعل نفسك؟ يريدون أن يضعوا المسيح في مقارنة مع أحد عبيده الأبرار إبراهيم.و منذ متي يجد الآب نفسه منافساً لإبنه.إنهم يريدون أن يصطادوه مجدداً.ليصطدم بشخصية مركزية في الإيمان اليهودي أي إبراهيم أب الآباء.لكنه بحكمة و وداعة أجاب عن أزليته و ليس عن مقارنة مع إبراهيم.قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن.أنا الذى هو منذ البدء.لذلك فالخلاص الذى أقدمه هو خلاص أزلى من نفس صفاتي.و بهذا أجاب أيضا عن سؤال من تجعل نفسك؟ لأنه أزلي لم يجعل نفسه و لم يجعله أحد.هو كما هو أمس و اليوم و إلي الأبد.لم يجعل أحد الله.الله منذ الأزل موجوداً بذاته بأقانيمه ليس من سبقه ليجعل منه إلهاً.كانت الإجابة ملتحفة ببعض الغموض لأناس لا يريدون أن يفهموا أو يؤمنوا بل يتصيدوا و يتربصوا لشخص الرب يسوع.ها هو المسيح يزيح أوراق التين عن العقل البشرى.و عن الإيمان اليهودى و عن الشخصيات الورقية المسيطرة على الهيكل.لكي نستحسن لأنفسنا هيكلاً حياً هو جسده.حيث ليس سلطان لأحد عليه سوى المسيح بشخصه المبارك.لا يوجد في داخله غرباء.لا يوجد مراؤون.لا توجد أوراق تين.بل توجد الحقيقة كاملة.الحياة الأبدية كامنة.الخلاص حاضر و مجانى.

اليوم تحرق أوراق التين
يا مخلصنا.حينما تجتاز كنيستك و تتفقد شعبك دقق في ملامحى.أزل كل ستار زائف.أعدنى إلى أصلى فيك.أحرق أوراق التين العالقة بالفكر.فالحيل البشرية تينة مخادعة.أما الحاجة فهي لحكمتك الروحية.حين تمر وسطنا إلعن ما يضرنا لا تتأخر.كل قوة مضادة و كل أعمال فاسدة و كل أفكار لا تبني إلعنها لتظهر يابسة و لا ننخدع بها أو نخدع بها أحداً.

خذ اسئلتنا و إعطنا أسئلتك لكي نتعلم كيف نسأل دون تصيد.كيف نطلب ما هو نافع.كيف نوقرك في أسئلتنا.نسألك لكي نتتلمذ و نتعلم و ننمو في معرفتك الأبدية.إذا مررت بالكنيسة فإحرق كل تدين ظاهرى.و إكشف الحقيقة لكل أحد فلا يظن في نفسه شيئاً.إذا مررت في كل خدمة فإكشف اين الورق و اين الثمر لنتفرغ للثمر و ننكر الأوراق الكاذبة.لئلا تكون خدمتنا باطلة و نقضى العمر في الزيف.أدخل قلوبنا و إحرق المشاعر الزائفة.لكي يبق فينا حب من حبك عميق ثابت لا يسقط.أدخل بيوتنا فإذا رأيت أوراق تين فيها فإقطعها.لئلا تكون إنشغالاتنا هي عنك و ليست لأجلك.و يكون إجتهادنا يابس لا يثمر.

علمنا أن نفحص ذواتنا دون شفقة.لكي نكون مستعدين ليدك و هي تستأصل الصلوات الباطلة و الأصوام المرفوضة و الكلمات المكروهة.حين تمر علينا توقف عندنا كثيراً .فنحن في حاجة إلى تهذيب .لنكن قابلين تأديبك كبنين. و نخلص من لعنة شجرة التين حتي يكون لنا فيك نصيب بركات جبل الزيتون.