الأقباط متحدون - يوم الشعانين ..يوم الدعوة للسلام..أم يوم الشهداء؟
  • ٠٣:٣٢
  • الاثنين , ١٠ ابريل ٢٠١٧
English version

يوم الشعانين ..يوم الدعوة للسلام..أم يوم الشهداء؟

ميشيل حنا حاج

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ ابريل ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مبشيل حنا الحاج

الأربعون شهيدا أو أكثر الذين سقطوا في كنيسة مار جرجس في طنطا، وقرب الكنيسة المرقسية في الاسكندرية، هم الشهداء الحقيقيون وليسوا مفجري القنبلتين، فهؤلاء هم مجرمون.

وانا منذ أسبوعين او أكثر  وقبل وقوع هذين التفجيرين، بدأت اعمل على كتاب جديد لي  هو السادس منذ تقاعدت وعنوانه:  "الانتحاريون..شهداء ام مجرمون"   وأحاول الآن الحصول على قائمة تضم العدد الأكبر من التفجيرات الانتحارية  التي نفذتها داعش أو النصرة، وأكون شاكرا لمن كان لديه معلومات دقيقة  وتاريخ مؤكد  مما نشر عن عمليات كهذه، أن يتكرم ويزودني بها، علما انني توجهت بطلب مماثل لمركز حقوق الانسان المعارض المتواجد في بريطانيا لتزويدي بقائمة كهذه، ولكني لا اتوقع منه ان يفعل لكونه بمعارضته، يتعاطف الأعمال المسلحة في سوريا التي تقتل الأبرياء. 

وأنا أعجب لمبررات الدولة الاسلامية بالعمليات الانتحارية هذه. فقد قتلت الكثير من الأبرياء لا لشيء الا لكونهم يخالفونهم في الدين أو في الطائفة. فقد قتلوا الآفا من المسيحيين العراقيين في الأعوام الثلاثة الماضية، كما قتلوا الآلاف من الشيعة. ويكفي ان نذكر مذبحة قاعدة "سبايكر" عندما تم تنفيذ حكم الاعدام قتلا  في أكثر من 1700 جندي عراقي  لا لشيء الا لكونهم  شيعة او مسيحيين  او ازيديين، ولكن أكثريتهم كانوا من الشيعة. لقد  قتلوا أيضا العشرات من الأزيديين  والأزيديات، وأحلوا لأنفسهم اغتصاب الأزيديات وبيعهن رقيقا في سوق العبيد.  

 والآن، بل منذ عامين أو ثلاثة، وضعوا نصب أعينهم  تفجير كنائس المسيحيين في مصر الحبيبة للعرب وللعروبيين، علما بأنه بات يحلو لهم التفجير في كل مواقع العبادة، الا مواقع العبادة اليهودية (وانا لا اقول ذلك رغبة مني في مشاهدة تفجير لموقع عبادة يهودي، فأنا استنكر التعرض لكل المذاهب الدينية: المسيحية، الشيعية، الأزيدية واليهودية بل والبوذية أيضا). فالمعروف عنهم أنهم قد فجروا الكثير من الحسينيات الشيعية في العراق، ومرة في الكويت، ومرات في شرق السعودية حيث الكثافة الشيعية والكثير من الحسينيات. كما فعلوا الشيء المماثل في الكنائس المسيحبية في العراق، وفي مواقع العبادة الأزيدية، متناسين  قول الرسول (ص) المحذر من التعرض للقسيسين او لأناس  يصلون  ويتعبدون في صوامعهم.  فهذا الجزء من أقوال الرسول (ص)   قد تناساه اصحاب الدولة الاسلامية، مما يجعلني أتساءل ان كان العلم الأسود  هو رمز للسنة أم لقلوبهم السوداء ضد جميع من يخالفهم في الرأي والعقيدة.

امر آخر  يتضح تدريجيا للمراقبين، وهو اعتقادهم بأن الله  هو اله المسلمين...ليس كل المسلمين، بل السنة منهم فحسب، وبهذا يبررون تفجيرهم للكنائس والحسينيات ومعابد الآخرين (باستثناء اليهودي منها)، متناسين بأن أولئك المتعبدين في الحسينيات المفجرة ، أو الكنائس أو معابد الأزيديين المفجرة، او في أي من بيوت العبادة التي جميعها بيوت الله.. لما فيها من أناس يتعبدون الى الله تعالى ، الاله الواحد الأحد الذي تؤمن به كل الديانات الموحدة، ولا يقتصر الايمان به على طائفة السنة. فهو بالتالي اله العالمين وليس  اله المسلمين وحدهم، علما بأنني لا أقصد كل الأخوة السنة، فالكثيرون منهم يؤمنون بالاسلام   العادل والمعتدل، الذي يعترف بالآخر  ويتقبله ، بل ويقدر بأن الله هو اله العالمين وليس اله المسلمين وحدهم.

فهل بعد ذلك يمكن القول أن  اللانتحاريين مفجري الكنائس والحسينيات  ومواقع العبادة الأخرى، هم   شهداء وأن تفجيرهم لأنفسهم وضعهم في الطريق الى الجنة حيث الحوريات. أنا أعتقد أن طريقم هي الى النار الملتهبة...الى الجحيم حيث لا حوريات ولا ما يحزنون.  أما الشهداء الحقيقيون فهم أولئك الذين قضوا في تلك التفجيرات سواء كانت تفحيرات في كنائس ، أو في حسينيات، أو في أي مواقع عبادة أخرى هي مواقع عبادة للاله الواحد الأحد الذي هو اله كل العالمين وليس اله  المسلمين وحدهم.

نصيحة أخرى أود توجيهها للجماعات التي تعد نفسها لتنفيذ عمليات انتحارية قادمة: لا تتوقعوا الذهاب الى الجنة، وأود أن أطمئنكم بأن الجنة لا تحتوي على حوريات بانتظاركم لتحقيق رغباتكم الجنسية الأرضية والدنيئة، فتلك من ظواهر الحياة البشرية على الأرض. أما الجنة فهي الجنة ،أي مكان للعبادة والتعبد الى الله ... الاله الواحد الأحد والذي لا شريك له، وليس موقعا لتحقيق رغباتكم تلك مع سبعين حورية او أكثر لا وجود لهن في الجنة، وان وجدن، فهن لسن متعطشات للجنس كما يوهمونكم، بل جل همهن التعبد الى  الله تعالى، فهن ملائكة ولسن حوريات ذوا ت رغبات شبيهة بالأرضية  بالمعنى الذي يصفونه لكم عنهن.  

ملاحظة  أخيرة أود اضافتها كي لا يذهب ذهن البعض لكوني معاد لطائفة  السنة بشكل عام، فأنا لست متدينا أو طائفيا  أو متحيزا لطائفة ضد أخرى. فان الذين أقصدهم من طائفة السنة (أو هكذا يسمون أنفسهم) هم الدواعش منهم وليس عموم طائفة السنة الذين أكثريتهم من المعتدلين في تفسير الآيات القرآنية الكريمة واحاديث الرسول (ص).  فهم من المعتدلين جدا والمتقبلين للتعامل مع الآخر، وليسوا كالدواعش الرافضين له ولوجوده.