الأقباط متحدون - الأنبا مكاريوس: جمعة ختام الصوم هي بداية وختام
  • ١٣:١٥
  • الجمعة , ٧ ابريل ٢٠١٧
English version

الأنبا مكاريوس: جمعة ختام الصوم هي بداية وختام

محرر المنيا

أقباط مصر

٠٥: ١٢ م +02:00 EET

الجمعة ٧ ابريل ٢٠١٧

الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

محرر المنيا
قال نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام لايبارشية المنيا وابوقرقاص ختام الصوم جمعة ختام الصوم هي ختام وبداية، ختام لرحلة الصوم وبداية لرحلة الآلام المخلِّصة، إنه يوم حصاد، ماذا تشعر الآن؟ هل سُرِرت بأن انتهى الصوم، أم سُرِرت بأنك جزت الصوم بخشوع ونسك كما يليق بنا؟ هل تخاطب نفسك: هكذا مرّ الصوم سريعًا، أم أخيرًا انتهينا منه؟!.

الكنيسة اليوم تقيم صلاة سر مسحة المرضى "القنديل"، فمن المحتمل أن يكون البعض قد تعرضوا لإعياء شديد نتيجة الصوم، كما أن الكنيسة تهتم بعمل ذلك قبل الدخول في أسبوع الآلام حيث لا يجوز عمل أيّ من هذه الطقوس أثنائه، ومثله الجناز العام بعد غد الأحد، لأنها ستتفرغ للاحتفال بآلام الرب. والكنيسة تسلمت هذا السر من الرب نفسه والذي أمر تلاميذه بأن يشفوا المرضى، وهم بدورهم جاء عنهم (في مرقس ٦) أنهم دهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم.

تهديد هيرودس: كان هيرودس في منطقة الجليل أو بيرية في الشمال، كان قد سمع بأعماله، فقال: «هذا هو يوحَنا الّذي قَطَعتُ أنا رأسَهُ. إنَّهُ قامَ مِنَ الأمواتِ!» (مرقس٦: ١٦)، ولما طلب أن يراه لاحقًا تمنى أن يصنع آية أمامه فرفض المسيح لأن الآيات لها ضرورة وليست للتباهي، ومن ثَمّ أعاده إلى بيلاطس حتى لا يلوّث يديه بقتله كما فعل مع يوحنا. وهنا إذا كان صادقًا فهو يريد أن يهدده لينصرف دون أن يحدث شغبًا، ولكن الرب استخف الرب بتهديد هيرودس، فقد اتخذ قراره بأن يسلّم نفسه للموت ولذلك فأيامه معدودة، لقد قرر أن يخلصنا بموته «أمّا يَسوعُ... إذ كانَ قد أحَبَّ خاصَّتَهُ الّذينَ في العالَمِ، أحَبَّهُمْ إلَى المُنتَهَى» (يوحنا١٣: ١). فماذا يعني تهديد هيرودس؟ رد الرب بأنه لابد أن يكمل «أشفي اليومَ وغَدًا، وفي اليومِ الثّالِثِ أُكَمَّلُ» (لوقا١٣: ٣٢)، ويقصد أن أيامي معدودة.

تحذير أورشليم: «يا أورشليم يا أورشليم»، مثل مناداته: سمعان سمعان، مرثا مرثا، شاول شاول... الخ، فهو ينادي كل نفس باسمها.. وتُسمّى هذه "مرثية أورشليم" وهي بكاء الحب، إنهم لا يشعرون بمحبته، أو يحتقرون تلك المحبة، وعندما يقول «كم من مرة...» فهو يعني أنه ألحّ في التنبيه ولكنهم لم ينتبهوا، وفرد جناحيه لهم ليحتموا بها ويختبئوا من الشرور، ويبيتوا في ظلّ العليّ، ولكنهم رفضوا، وأكملوا مشورتهم... إن الله هنا لم يرفع يده عليهم، كلا! بل يرفع يده عنهم، وما دام هذا رأيهم فالنتيجة الحتمية هي خراب أورشليم.

مبارك الآتي باسم الرب: المقصود هنا ليس أن يُقال هذا في دخول الرب أورشليم بعد يومين فقط، وإنما في كل مرة يرجع فيها شخص يهودي إلى الرب.