الأقباط متحدون - هل وزارة الإعلام عورة؟
  • ٠٤:٤١
  • الثلاثاء , ٢١ مارس ٢٠١٧
English version

هل وزارة الإعلام عورة؟

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ مارس ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 لا أفهم سر الأرتيكاريا التى أصابتنا بعد ثورة يناير من الحديث عن وزارة للإعلام؟!، وافقنا على كل الوزارات ومسمياتها إلا الإعلام، لم نتعقب فى الدستور إلا وزارة الإعلام، وكأنها الجمل الأجرب، قيل فى الكواليس إننا لا نريد تكرار تجربة صفوت الشريف، السؤال: ما دامت كراهية صفوت الشريف هى السبب الخفى وراء كراهيتنا لوزارة الإعلام، فلماذا كراهيتنا لبطرس غالى مثلاً لم تجعلنا نلغى وزارة المالية؟!،

ولماذا كراهيتنا لحبيب العادلى لم تجعلنا نطالب بشطب وزارة الداخلية؟!، ما سر هذا الهلع والفزع والتربّص بوزارة الإعلام بالذات، حتى باتت سيرتها تُذكرنى بالهستيريا التى تتلبس الفنان فؤاد المهندس فى فيلم «انت اللى قتلت بابايا»؟!!، هل وزارة الإعلام عورة لا بد من سترها؟!، الدولة تحس أنها وقعت فى بئر عميقة بلا قرار بإلغائها وزارة الإعلام، وتحاول الآن إنشاء هيئات بديلة كالهيئة الوطنية للإعلام وغيرها للصحافة ونقابة إعلاميين.. إلخ، طريقة «ودنك منين يا جحا»، مما يذكرنى بشخص اسمه عبده الجربان قرّر تغيير اسمه، فذهب إلى الأحوال المدنية وكتب اسمه الجديد سيد الجربان!!، التفاف غير مفهوم، ولعبة استغماية عجيبة وغريبة، وكأنك تفعل فاحشة فى الظلام!!، ما دامت الدولة تحس بأهمية كيان ينظم الإعلام كأى كيان ينظم المالية أو التموين أو السياحة أو الاستثمار، واسمه فى القانون وزارة، فلماذا وزارة الإعلام دوناً عن كل الوزارات هى التى تلغى وتشطب؟!،

صار ماسبيرو خرابة، فرئيس الاتحاد هناك تائه لا يعرف هل هو وزير أم «غفير»؟!، وصارت القنوات الخاصة لا تعرف لها ميثاق شرف أو لائحة تنظيم، بل تعرف جيداً المكالمات الليلية قبل برامج التوك شو للاطمئنان على عدم استضافة المشاغبين الوحشين!!، أعطيكم مثالاً بسيطاً، هل يحضر رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون اجتماعات مجلس الوزراء؟، بالطبع لا، لكن وزير الإعلام يحضر، ليس لكى يأخذ التوجيهات والأوامر، لكن على الأقل لكى يعرف البلد ماشية إزاى؟، حال التموين، خطة الأمن القومى.. إلخ، ينظر نظرة طائر محلق عارف ومتفهم للمانشيتات والأمور العامة والمسار الدولى وموقفنا من القضايا الخارجية.. إلخ، وزير قريب من المطبخ السياسى، أو بالأصح داخل المطبخ السياسى، يجب أن نتخلص من عقدة صفوت الشريف وكوابيس اليقظة التى تتلبس عقولنا وتجعلنا نتحرك كالمنومين مغناطيسياً، أسرى بديهيات معلبة مصمتة خرسانية لا تتزعزع، لا بد من بعض المرونة، ولنُسمِ الأشياء بمسمياتها وكفاية شعارات جوفاء وحنجورية زائفة، الإعلام يحتاج إلى التنظيم، لا تأميم ولا تكميم ولا تقليم، وليس على رأسه أى ريشة، ولا على ذراعه وشم، وأيضاً ليست على رأسه بطحة، إشمعنى الثقافة لم يعترض الحنجوريون على وزارتها؟، نحن نحتاج إلى وزير إعلام وليس متحدثاً إعلامياً للرئيس أو مجلس الوزراء، نحن نحتاج إلى نموذج المفكر طه حسين، والإدارى منصور حسن، والفنان سيد بدير، والخبير سعد لبيب، لا نحتاج فى الإعلام إلى الشاويش عطية، أو حضرة العصفورة، أو صانع الفضائح صاحب الاسم الحركى موافى!!، نحتاج إلى وزير إعلام بجد لإعلامنا اللى مابقاش بجد، إعلامنا الذى صار شبه الإعلام، وانبطح راكعاً لصنم الإعلان.

نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع