الأقباط متحدون - الأسطورة مع الأسطورة
  • ٠١:٣٦
  • الجمعة , ٢٤ فبراير ٢٠١٧
English version

الأسطورة مع الأسطورة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٧: ٠٣ م +02:00 EET

الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٧

ميسي
ميسي

د. مينا ملاك عازر
كنت أظن أن ميسي هو الذي يدفع لنا المال لكي  يأتي عليه اليوم ويكتب اسمه بالليزر بجوار اسم مصر، وعلى ماذا؟ على الهرم أحد أهم عجائب الدنيا السبعة والعجيبة الوحيدة تقريباً الباقية من تلك العجائب، أما ومقتضيات التسويق اقتضت أن ندفع له نحن، فلا مانع، ولكن علينا أن نتأمل لماذا نحن الذين  ندفع؟ ولماذا هو الذي يأخذ؟

هل ميسي أكبر من  مصر؟ لا طبعاً، هل ميسي أهم من الهرم؟ لا بالتأكيد، لكن ميسي عمل لنفسه ولأجلها واهتم بها، وأعطاها ما يستحقها من اهتمام ودعم مادي ومعنوي وصحي لكي يصبح أسطورة كروية في نظر الجميع، وهو كذلك فعلاً، خاصةً وإذا عرفت أنه كان مرفوض كروياً، وكان الجميع يقول عنه أنه لا يليق للعب الكرة، لكن إصراره دفعه لأن يستمر ويصل لما هو عليه الآن.

أما نحن، فكان الكل يتنبأ لنا بمستقبل باهر، لأننا أصحاب تاريخ مبهر وحضارة رائعة ومبهرة وضاربة في عمق الزمان، لكننا ارتكنا على هذا التاريخ، واكتفينا به، ولم نسعى لتسويقه وتنميته والاهتمام به، ولخلق حاضر ومستقبل يواكبان ويتوازنان ويناسبان هذا التاريخ، فكان علينا أن ندفع لميسي، وكان لميسي أن يأخذ منا.

أعود وأؤكد أنني أتفهم مقتضيات التسويق والدعاية والإعلان والإعلام التي قضت أن ندفع لأننا المحتاجين لترويج لسياحتنا ولعلاجنا، حسناً ولتكن هذه الخطوة التي خطوناها هي باكورة خطواتنا الجادة حيال الوصول لما كنا عليه  يوماً دون النظر لترهات وإفتكاسات البعض من نظريات المؤامرة فعلى مدار الزمان تآمر علينا الكثيرين، لكننا متى كنا أقوياء أسقطناهم، ومتى كنا ضعفاء أسقطونا، فلا متآمر أسقطنا أفضل من أنفسنا، فهل نستمر في خطوات التسويق الجيد لكل ما على أرضنا من ثروات، وهل سنخطو نحو تنمية حاضرنا ومستقبلنا بجد؟ أم سنبق نحتاج للآخرين ليأخذوا منا مال ليسوقوا لنا ما صنعه الآباء والأجداد!؟.

كل ما سبق أمر هام لا جدال، لكن دعوني أصف لكم ما رأيته في  حفل ميسي من منطلق فهمي لتاريخنا التليد وأمجاد أجدادنا، رأيت أسطورة كروية تقفز فوق الزمان لتلتقط لنفسها صورة إلى جوار أسطورة صنعها أساطير في العمل والجد والبذل لأجل بلادهم، قفزت الأسطورة الكروية عبر الأيام والقرون لتتلامس مع عبق التاريخ المصري بقفزة كلفت أحفاد الفراعنة مليون يورو، فهل نقفز نحن بأساطيرنا لحاضرنا ونحييها، ونبث في أنفسنا الأمل في الغد؟ هل ننتج ميسي ولو في كرة القدم؟ بلاش نبني الهرم، كفاية علينا العاصمة الإدارية، وهروب الشركات العالمية  منها، لكن من السهل أعتقد أن نخرج للعالم بميسي مصري يبهر العالم، هل هذا وارد!؟

المختصر المفيد كم حصل أسطورة الغناء الغربي خوليو أجلاسيوس ليغني في سبعينات القرن المنصرم تحت سفح الهرم!؟