الأقباط متحدون - حوار لم يتم مع البابا شنودة الثالث ..البابا شنودة يجاوب على تساؤلات أبنائه ومشاكلهم بعد أن يعرضها أمام الله
  • ٢٣:٣٤
  • الجمعة , ١٧ مارس ٢٠١٧
English version

حوار لم يتم مع البابا شنودة الثالث ..البابا شنودة يجاوب على تساؤلات أبنائه ومشاكلهم بعد أن يعرضها أمام الله

إيهاب رشدي

مساحة رأي

٤٢: ٠٥ م +02:00 EET

الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث

كتب- ايهاب رشدى
عاش البابا شنودة الثالث ابا حنونا يشعر بآلام أبنائه .. يتألم معهم .. يبكى فى ضيقاتهم ، يشارك القلوب الجريحة أحزانهم .

وقد تعلمت من قداسته ان النفوس العظيمة لا تموت بانتقالها من هذا العالم بل تظل تعمل فى السماء ايضا ، ومن خلال هذا الفكر كان لى معه هذا الحوار الخيالى بعد مرور خمسة اعوام على انتقاله من العالم ، لكى أتعرف على رأى الأب الذى أخذ أبنائه فى قلبه وفى فكره هم وآلامهم ومشاكلهم ليعرضها على الله ... وإلى نص الحوار
 
أبونا الحبيب قداسة  البابا شنودة الثالث ما هو رأى  قداستكم في  حلقات الاستشهاد التى بدات منذ سنوات فى كنيستنا القبطية ومستمرة حتى الان ، و كان آخرها شهداء العريش ومن قبلهم شهداء الكنيسة البطرسية ومن قبلهم العديد والعديد من الاحداث التى سقط فيها شهداء من ابناء الكنيسة

أريد أن أقول أن الاستشهاد لا يضعف الكنيسة بل يقويها فالكنيسة بنيت على الدم وعلى الصمود وليس مجرد حياة رعوية فقط .
والشهيد وضع نفسه عن إيمانه وبذلك يكون قدم أعظم حب ،  كل إنسان يجاهد ولكنه قد لا يصل للاستشهاد ، فالاستشهاد هو أقصى جهاد يمكن أن يصل إليه المؤمن.

وآباؤنا الشهداء كانوا  يستقبلون الاستشهاد، ليس فقط باحتمال ورضى، وإنما بالأكثر بفرح ، كانوا يرون الاستشهاد هو أقصر طريق يؤدى إلى أفراح السماء..  إنها مجرد لحظات وساعات، يكونون بعدها في أحضان آبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب، وفي مجمع القديسين..
وبعض الشهداء  كان يرى بنفسه الإكليل الذي ينتظره أو كان يرى أكاليل الذين استشهدوا من قبله ، ومن غير الرؤيا، كانوا يثقون بالإيمان بما أعده الرب لمحبي اسمه القدوس، الذين يقبلون الآلام لأجله. وكانوا يحبون الاستشهاد، لأنهم يوقنون من غربتهم في هذا العالم، ويحبون الأبدية حبًا ملك عليهم كل قلوبهم.  وما كانوا يرون الموت إلا انطلاقًا من سجن الجسد..

وما هو رأى قداستكم فى هؤلاء البشر الذين اتسموا بوحشية تفوق وحشية الحيوانات المفترسة مثل اولئك الذين ذبحوا عم يوسف لمعى فى الاسكندرية وغيره

أحب ان اقول ان طول اناة الله تقود إلى التوبة ، والله أطال أناته على خطاة كثيرين  واعطاهم فرصة لكى يتوبوا فيقول الكتاب "  عالمين ان طول اناة الله إنما تقود إلى التوبة " والله اطال اناته على  خطاة كثيرين واعطاهم فرصة لكى يتوبوا فيقول الكتاب " عالمين ان طول اناة الله إنما تقود الى التوبة " حتى ان لونجينوس الذى طعن المسيح بالحربة صار شهيدا فى المسيحية وله يوم فى السنكسار نذكره فيه ، واريانوس ايضا الذى كان اقسى ولاة مصر فى عهد دقلديانوس فقد كانوا عندما يحتارون فى شخص مسيحى يسلموه لاريانوس ، اريانوس هذا حدثت معه معجزة وصار شهيدا .
ولكن لا تعتقد أن الله عندما يطيل اناته ، أن عدله ليس موجود ، فهو يعاقب وتكون عقوبته شديدة جدا ، فطول أناة الله إما أن تقود إلى التوبة ، وإما أن تقود إلى الدينونة ، لأن عطف الله وحنانه لا يمنع عدله ، قال عن ايزابل أعطيتها زمانا لكى تتوب ولم تتب .

هناك متاعب كثيرة للأقباط فى مصر كيف تراها قداستكم
انا لازم أقول كلمة الحق وبصراحة . لا ينفع أن نقول باستمرار " كله تمام .... كله تمام " . ده يبقى استخفاف بعقول الناس
متاعب  الاقباط تتلخص فى كلمة واحدة " التهميش " الاقباط مهمشون تماما فى كل الوظائف العظمى وكل النقابات والجامعة . وكذلك هناك الاعتداءات .. الاعتداءات الكثيرة التى تعرضنا لها مثل الكشح والتى لم تحدث فيها ادانة لأحد ، اعتداءات أبو قرقاص ، الاعتداءات التى حدثت فى ديروط ، واعتداءات كنيسة القديسين ، والعمرانية وتم الاتهام بها  ظلما .

ونحن ننادى بالحق ،  كل إنسان له حقوق فى مقدمتها حق الحياة . جاء فى  سفر التكوين . سافك دم الإنسان بيد الإنسان  يسفك دمه . أعطى الله للقضاة حق الحكم بالاعدام على قاتلى النفس ، ومن حقوق الانسان أيضا ان تراعى سمعته وأن يراعى اسمه ، وكذلك العبادة بحيث يعبد الله حسبما يؤمن . فالحق اسم الله فى المسيحية والاسلام  .
 
وماذا تقول لأبنائك أهالى الشهداء فى كل تلك الأحداث
أقول لهم اطمئنوا ربنا سوف لا يترككم وسوف لا ينسى دماء شهدائكم واصابات المصابين منكم
فأولادنا هؤلاء محبوبون لنا ودمهم ليس رخيصا علينا . وهم من محبتهم لله ومن محبة الله لهم سمح أن يسبقونا إلى السماء ولعلهم الآن ينظرون الينا من فوق ويصلون من أجلنا .

اقول لشهداء ماسبيرو العزل الذين لم يحملوا سلاحا ان الله يرى كل شئ وسيعمل حسب مشيئته الصالحة الطوباوية
واقول لأهالى نجع حمادى أن مدينتكم قد دخلت التاريخ واصبحت مدينة شهداء ودمائهم قد قدست اراضيها ، نسميهم شهداء لأنهم قتلوا وهم فى الايمان ، وهم ابرياء كانوا مستعدين للقاء الله .

واقول لأهالى شهداء الاسكندرية اننى اشعر من اعماق قلبى بآلامهم ومتاعبهم ، وان الشهداء كانوا أبرياء من تلك الهجمة التى راح ضحيتها 20 نفس غير الاشلاء واكثر من 80 من الجرحى ، وكل هذا فى ليلة كان يبنغى ان يفرحوا فيها ولم يرتكبوا اى ذنب لكى يلاحقهم كل هذا التعب ، واقول لأسرهم ربنا يعزيكم ، والذين قتلوا صاروا شهداء فى الفردوس يقينا .

وماذا عن حق الشهداء ؟
المزمور يقول : الرب يحكم للمظلومين . قايين عندما قتل هابيل قال له الله " صوت هابيل أخيك صارخ إلى من الأرض .
الله يقول " لا أهملك ولا أتركك " يوسف الصديق عندما القى فى السجن واتهم فى بيت فوطيفار لم يتركه الله وأقامه فى الحكم على مصر .
اللى ميقدرش عليه البشر يقدر عليه ربنا . داود كان يطارده شاول من برية إلى برية وكان الله معه

وما هو تعليق  قداستكم على المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر حاليا
مصر أمنا جميعا ستظل باقية مشرقة قوية بجميع أبنائها  ، فتاريخ مصر يسجل فى  كل حين مواقف مشرفة وطنية للاقباط  إلى جوار أخوتهم المسلمين  ونود ان نحتفظ بهذا الحب على الدوام كما أرجو ان تظل مصر سالمة باستمرار هادئة باستمرار ، لها الوجه المشرق الذى نحبه لها فى كل حين ، ونحن نحب هذا الوطن . نحب ترابه وماءه وتاريخه وأمجاده وحاضره وماضيه ومستقبله المجيد باذن الله .
___________________________
( كل إجابات البابا مأخوذة بالنص من تصريحات سابقة لقداسته فى أحاديث تليفزيونية وعظات فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية )