الأقباط متحدون - عمرو أديب
  • ٢٢:٤٤
  • الجمعة , ١٧ مارس ٢٠١٧
English version

عمرو أديب

مقالات مختارة | خالد منتصر

٣٤: ٠٢ م +02:00 EET

الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

فى الليلة الظلماء يُفتقد البدر، وفى الغياب نعرف قيمة الحضور، هكذا أحسست كمشاهد عندما غاب عمرو أديب عن برنامجه اليومى، تتفق أو تختلف مع عمرو أديب إلا أنه مذيع مثقف له مذاق وكاريزما وحضور طاغ، بدأ من أول درجات السلم الصحفى فتعلم الدأب والفضول الصحفى الفعال والقلق الإيجابى، وعرف معنى السبق الصحفى بالشكل المهنى وليس بالشكل المتربص الذى يصعد على جثة المصدر ويضحى به فى سبيل النجومية، عمرو أديب إعلامى يذاكر موضوعاته وضيوفه جيداً، اختلاطه بالمجتمع الفنى من خلال والده السيناريست الكبير عبدالحى أديب أتاح له فرصة ذهبية قلما تتوفر لإعلامى، صارت فى خلاياه ونخاعه ووجدانه نفحة الفن السحرية، حكّاء مدهش ومشخصاتى بارع وسيناريست ماهر، يعرف كيف يخفى معلومة ويضعها فى ترتيبها الحكواتى المدهش، يستطيع أن يتحدث مع الوزير والغفير، الفنان والسياسى، الطباخ والأمير، كل هذا التنوع بنفس درجة المهارة والتمكن، خفة الدم بالنسبة لى شخصياً ترمومتر لقياس درجة ذكاء من أتحدث معه أو أشاهده، وخفة الدم شىء مختلف عن الاستظراف، وهذا فخ يقع فيه الكثير من الإعلاميين الذين يخلطون بين خفة الدم والاستظراف فيظهرون بثقل ظل لا تحتمله الكاميرا ولا يحتمله أيضاً المشاهد، عمرو أديب يملك خفة دم ابن البلد المصرى اللى بجد وليس المصرى التايوانى المضروب، إحساس السخرية لديه نابع من التناقض المصرى الكوميدى الصادم، لكن روح السخرية لا تحمل التحقير أو الفجاجة أو غلظة الحس.

تستطيع أن تطلق على ما تشاهده فى مقدمة البرنامج من ورق مبعثر على مائدة الحوار وكلام فى السماعة مع المعدين ومتابعة ماتش مهم والتعليق عليه فى وسط متابعة حدث سياسى، كل هذا ممكن أن تسميه العشوائية المنظمة المرتبة إن جاز التعبير، إنها ليست مدرسة «نمشى بالبركة» ولكنها جرعة محسوبة بمعيار المعمل، أهم ما يميز عمرو أديب راداره اللاقط للشخصيات المؤثرة التى تستطيع أن تضيف فى مناطق بكر جديدة ومساحات إعلامية مؤثرة، خير مثال على ذلك د. سعد هلالى الذى جعل من فقرته مصدراً للمانشيتات الصحفية والمعارك الفكرية، من ضمن المميزات التى نادراً ما تتوفر فى قبيلة التوك شو إعداد حلقة برنامج الغد أو بعد الغد ووضع تصور سريع لها وكروكى إعداد لخطوطها العامة وهو على الهواء اليوم، فجأة يخطر له الخاطر والذى يكون صحيحاً وناجحاً كما توقع مثلما حدث فى حلقة سعد هلالى وإسلام بحيرى التى جاءت فكرتها وهو على الهواء قبلها بأيام وبدون ترتيب مسبق!

عمرو أديب محتشد 24 ساعة فى اليوم لبرنامجه، جندى فى كتيبة اسمها «كل يوم»، يتابع التفاصيل ولا يترك سنتيمتراً للصدفة، يعرف جيداً أن نجاح البرنامج هو خليط وكوكتيل من بعض الديمقراطية وقليل من الديكتاتورية، أن تكون ديمقراطياً مع فريق البرنامج قبل الحلقة وديكتاتورياً على الهواء، خلطة عمرو أديب السحرية هى ضبط بوصلتك على اهتمامات الناس، أن تخدم الناس لا أن تستخدمهم، دعواتنا بالشفاء العاجل لإعلامى مصرى شاطر ومجتهد ومؤثر ووطنى اسمه عمرو أديب.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع