الأقباط متحدون - فى الذكرى الخامسة لرحيله لقاء السحاب بين البابا شنودة والأب متى المسكين
  • ١٨:٠٩
  • الخميس , ١٦ مارس ٢٠١٧
English version

فى الذكرى الخامسة لرحيله لقاء السحاب بين البابا شنودة والأب متى المسكين

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٤٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الخميس ١٦ مارس ٢٠١٧

البابا شنودة والأب متى المسكين
البابا شنودة والأب متى المسكين

 د.ماجد عزت إسرائيل

     يحتل آباء الكنيسة مكانة متميزة فى كل جيل لأن تعاليمهم هى الكرازة بالمسيح وبالإنجيل،وكرازتهم هى الصوت الحى الباقى الممتد لصوت السيد المسيح والرسل، متصوراً ومصاغاً بلغة الجيل المعاصر،لأن الكنيسة فى كل زمان وجيل تستلم وتسلم تعاليم الآباء مضافاً إليها خبرة الحياة وممارسة للإنجيل وشهادة الإيمان بالمسيح، كل جيل بجيله، هكذا لا ينسى شعب الكنيسة معلميه من الآباء، وخاصة من تركوا بصمة على حياتهم،فكان المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث علامة فارقة فى تاريخ الكنيسة القبطية، ولذلك أطلق عليه شعب الكنيسة معلم الأجيان،أما الأب المتنيح متى المسكين فهو صاحب حركة تجديد الفكر اللاهوتي الفلسفي في الكنيسة القبطية،ولذلك جاء لقاء السحاب بينهما درس من دروس المحبة العملية لعظماء الآباء فى كنيستنا القبطية. 
 
    لايمكن أن ينسى التاريخ زيارة المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث،البطريرك رقم (117)(1971-2012م) لدير أنبا مقـار ببرية شيهيات بمنطقة وادى النطرون،فى يــوم الأحـد الموافق 3 نوفمبر 1996م، وكان يتزامن ذلك الحدث مع اليوبيـل الفضى لجـلوس قـداستة على كرسيه بطريريكا للكرازة المرقسية.
     فى هــذا اليوم التاريخى رفع الدير درجة الاستعــداد، حيث خرج جميع الرهبان، وعلى رأسهم الأب "متى المسكين"، وبتواضعه المعروف عنه أعطى له مطانية(سجده) وقام بتقبيل يده، وقام البابا شنودة الثالث باحتضانه فى محبة كبيرة،بعدها تحرك موكب البطريرك من الباب الرئيسى للدير،ثم عبر قوس النصر الشهير بالدير،وتوجه بعدها مباشرة لكنيسة القديس أنبا مقار.
 
   وفور دخول قداسة البابا شنودة الثالث، لكنيسة القديس أنبا مقار قام رهبان  الدير ومن معهم والعديد من الأساقفة مرددين لحن يقال عند استقبال الأساقفة أو كبيرهم   "البــطريرك"، ثم بدأت الصلاة الربانية المعتادة.
 
    وبعد الصلاة الربانية بدأ كل أفراد هذا الجمع الكريم فى الجلوس بمكانة ، وبدأ الأب متى المسكين فى ألقاء كلماته فقال "حينما نجتمع معا باسم ربنا يسوع المسيح مع رئيس الكنيسة،فإنه لقاء منظور فى الأرض وفى السماء،إنها شهادة أردت أن أتكلم بها أمامكم، لأنه حينما ينفعل قلب الإنسان بالروح لابد أن نعلن فرحتنا اليوم العظيمة لأنها إجابة من السماء طالما طلبناها
 
أن يزورنا رئيس الكنيسة ويبارك هذا المكان الطاهر،عندما يأتى بابا الأسكندرية ويزور ديرا من أديرة شيهيت،فإنه حدث تاريخى يعتبرعيدا فى البرية كلها......".
 
  وفى محبة اللقاء التاريخى رد المتنيح قداسة البابا شنودة على كلمة المتنيح الأب متى المسكين قائلاً": " أشكر كلمة المحبة التى ألقاها قدس القمص متى المسكين أب رهبان هــــذا الدير،فى عاطفة عميقة وقـوية، وفى الواقع يا إخوتى إنه لم يزوركم اليوم بابا الإسكندرية، إنما زاركم راهــــب من الرهبــــان جئت ألتمس بركة الدير،وبركـة رهبـانة وبركة الآبــــاء الذين تخصصوا فى الصلاة والــــتأمل وأصبحت حــــياتكم كلها صلاة  وأنا سعـــــيد لأنى أزور هـــذا بعد مدة طويلة زرتكم منذ 18 سنة،(يقـــصد زيارة عام 1973م) وأحب أن أرى الله فيكم،وأرى عمل الله فى حياتكم وأراكــم باستمرار فى محبة،فى فرح ،فى ســلام، افرحـــوا فى الرب كل حين، وأشكركـــــم على حسن استقبالكم،وأشكر محبتكم،وأشكر البركة التى أخذتها من دخول هذا الدير،ومن رهبـــانة، وأشكر كلمات المحبة التى سمعتها.
 
على أية حال، بعدها تم ختام هذا اللقاء التاريخى بصلاة الشكر، ومصافحة بعض الرهبان قداسة البابا ومرافقيه من الآباء الأساقفة، وبدأ الجمع فى الخروج من كنيسة أنبا مقار وهـم فى محبة بالغة، وتم أخذ بعض الصور التذكارية،وودع الأب متى المسكين قداسة البابا شنودة الثالث على باب الدير الرئيسى على أمل لقاء محبة قادم، ولكن لم يتم اللقاء بينهما بعد ذلك لأن الأب متى المسكين تنيح فى 8 يونيو 2006 م،والبابا شنودة الثالث تنيح فى 17 مارس 2012م،ولكن ربما يكون اللقاء فى مكان آخر يتمناه أى إنسان بعد نياحته!