الأقباط متحدون - اللواء عرفان ورجاله!
  • ٠٤:٢٨
  • الجمعة , ١٧ مارس ٢٠١٧
English version

اللواء عرفان ورجاله!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٢: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

نادراً ما يتحدث اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، ولكنه حاضر بقوة ورجاله في المشهد المصرى، بعمليات نوعية في عمق الدولة المصرية، «عرفان» يكافح الفساد، لا يتحدث بأرقام الفساد، يُوقِع بالفاسدين، لا يبغى إسقاط الدولة المصرية، يخدم تحت عَلَم الدولة المصرية ليس تحت عَلَم جماعة.

اللواء عرفان خلية صاحية وليس خلية نايمة في جسد الدولة المصرية، لم يدَّعِ أنه محارب للفساد، ولكنه المحارب الحقيقى للفساد، لم يطلب شعبوية سياسية زائفة، ولكنه يقوم بواجبه الوطنى دون ضجة صحفية ولا جلبة فضائية، وفيما حوار فضائى وحيد لا يتحدث كثيراً، شعاره «أفعال لا أقوال».

لا يمر يوم إلا ورجال الرقابة الإدارية يُسقطون شبكات ورموز الفساد في مواقع شتى، وضرباتهم مؤثرة في مواقع مؤثرة، الرقابة الإدارية صارت شبحاً مُخيفاً لمافيا الفساد، لا يحُول بينها وبين الفاسدين منصب كبير أو موقع حساس، وما يُنشر من عمليات ناجحة للرقابة الإدارية أقل القليل من حجم القضايا التي تم تحرِّيها وضبط فاسديها.

سقوط محافظ حلوان السابق برشوة سيارة مرسيدس على أيدى رجال الرقابة الإدارية أخيراً مؤشر على سطوة الفساد وخطورته، وصعوبة المهمة التي تقوم بها الرقابة الإدارية، الفساد طال عصب الدولة، رمزية سقوط محافظ حلوان تقول: لا أحد فوق الحساب، حاليا أو سابقا، مسؤولا أو وزيرا، السمكة تفسد من رأسها، الرقابة الإدارية تصيد الحيتان!

عشنا زمنا نحارب الفساد بحوارات فضائية وصحفية، كالأسطوانة المشروخة، لم يكن الهدف حرب الفساد ولكن الهدف وصم الدولة بالفساد، وكان إصدار التقارير الفاسدة دورياً تأكيداً على فساد الدولة، ولكن مَن كان يحارب الفساد؟.. لا أحد.

نسمع ضجيجاً بلا طحن، ونرى صوراً بلا مضمون، ونسمع أقوالاً مرسلة بلا اتهامات محددة، فارق كبير أن تتحدث عن حرب الفساد في المنتديات وأن تحارب الفساد وتُسقطه من فوق، كالثمرة الفاسدة، في حِجْر السلطات القضائية لتلف القانون على رقاب الفاسدين.

أن ترسم نفسك في عيون إخوانك محارباً للفساد، وتمضى تضرب في أساسات الدولة المُنهَكة اقتصادياً، وترسم صورة لفسادها أمام المؤسسات الاقتصادية الدولية بهدف خفى خدمة لمشروع ساقط، فارق وطنى بين مَن يحارب الفساد على الأرض ومَن يحاربه فضائيا، وكما يحارب البواسل الإرهاب على الأرض، يحارب البواسل الفساد على الأرض، الإرهاب والفساد صنوان، للأسف اهتبلنا بعضهم بحديث الفساد تبريراً للإرهاب، ونفذوا عمليات إرهابية ممنهجة بتقارير فاسدة للتصدير، للتصيد، لإشانة سمعة الدولة المصرية باعتبارها دولة فاسدة، فاشلة، لا سبيل أن تقوم قيامتها.

ضربات الرقابة الإدارية الأخيرة- ونشاطها بطول البلاد وعرضها- تبرهن على أن حرب الفساد ليست وهماً أو لذر الرماد في العيون، بل عزم أكيد على حرب حتماً ستطول، ولكنها تمضى واثقة الخطى لضرب معاقل الفساد، وليس سراً أن الرقابة الإدارية صارت حاضرة في توقيع كل العقود والمناقصات والمزايدات، وتوقيع محاضر تسلُّم الأعمال والإنشاءات، ولا يمر عقد حكومى دون توقيع من رجال الرقابة الإدارية بأوامر رئاسية صارمة.

الرقابة الإدارية تحررت من ربقة العجز، وتمتعت بثقة القيادة السياسية، وصارت حاضرة بشخص رئيسها اللواء عرفان في جميع الاجتماعات الرئاسية، ما يُمكِّنها من دورها في الرقابة على المال العام.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع