الأقباط متحدون - إذا كان الكلاب ولغن فيه!!
  • ١٣:٣٠
  • الخميس , ١٦ مارس ٢٠١٧
English version

إذا كان الكلاب ولغن فيه!!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٤٠: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ١٦ مارس ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

لعله يفهم، لم نستحل سيرة وأصل وفصل وزير الصحة الدكتور أحمد عماد فى معرض رفضنا لتقولاته على عصر عبدالناصر. القضية ليست فى شخصه، لا يفرق كثيرا إن مدح ناصر أو قدح، ولكن فى سياساته الطبية المجافية لمصالح الغلابة الذين كانوا محل عناية ناصر ومحور برنامجه الوطنى. هذا الوزير ضد الغلابة، بيكره الفقراء، وأعتقد توزيره جاء على سبيل الخطأ السياسى الذى يستوجب إصلاحا رئاسيا عاجلا.

تعليقا على مقال «وزير الاستثمار الطبى» تلقيت رسالتين معتبرتين، الأولى سطرها الدكتور يحيى نور الدين طراف، ونصا يقول:

«أراك أفردت مقالاً تكبح به جماح المتطاول على عبدالناصر، فهل كان يطمع فى شرف أكبر من ذلك، أن تفرد له عمودك مقروناً فيه باسم الزعيم الخالد!. صديقى العزيز إن كثيراً من محدثى السياسة اليوم ومن محدثى النعمة ليحسبون أنه من تمام السمت والوجاهة السياسية ألا يذكروا عبدالناصر بخيرٍ أبداً وألا يردوا إليه فضلاً، بل هم يحمّلونه مسؤولية تردى أوضاعنا اليوم رغم أنه رحل عنا منذ أكثر من ست وأربعين سنة.

فهل تعلم لماذا؟ لأن عبدالناصر كان نصير (الغلابة) وحبيبهم، لذا يعمد الواحد منهم إلى النيل باستمرار من ناصر ليوحى بأنه ينحدر من أسرة كانت معارضة له أو أُوذيت فى مالها أو أرضها، وحتى لا يُظن به أنه من الغلابة، رغم أن فدادين عبدالناصر الخمسة قد تكون هى التى انتشلت أهله من الحضيض الأسفل، ومجانيته هى التى خرّجته وإخوته وربما كذلك أبوه من جامعات، ما كانوا ليدخلوها حتى يلج الجمل فى سم الخياط.

الكثير من هؤلاء يا سيدى اتخذ من ثلب الزعيم الخالد وسيلة للتواجه اجتماعياً، فلعل السامع أن يحسبه من نبلاء العهد البائد أو من وجهائه. وللحق فإن الذى يشتم عبدالناصر من هؤلاء قلة، ومعظمهم لا يخوض اليوم فى سيرته، ترفعاً عن مشاركة من يفعل ذلك من أرباب مجانية التعليم والصحة، عملاً بقول الشاعر:

إذا وقع الذباب على طعامٍ.. رفعت يدى ونفسى تشتهيه

وتأبى السباع ورود ماء.. إذا كان الكلاب ولغن فيه

وكثير آخر منهم يثلبون الزعيم حقداً عليه وكرهاً له، لم تزدهم سابقة إحسانه إليهم وإكرامه لهم إلا حقداً وكرهاً، فهم اللئام الذين إذا ما أُكرموا تمردوا. هؤلاء لا نرد عليهم إذا ما بسطوا ألسنتهم فى عبدالناصر، لأن مذمته إذا جاءت من أمثالهم فهى الشهادة الدامغة له بأنه كامل.

وأحب أن أروى لك واقعة- أترك لك التعليق عليها- شاهدتها على إحدى الفضائيات خلال فترة رئاسة الإخوانى مرسى، صاحب المقولة المشهورة (والستينيات وما أدراك ما الستينيات!)، إذ ذهبت كاميراتها إلى أخ له يزرع أرضاً فى الشرقية، وسأله المذيع: لماذا لا تعمل بالسياسة كأخيك؟ قال: أحب أن أزرع أرض أسرتى. فلما سأله: أو تملك أسرتك أرضاً؟ قال: نعم، خمسة فدادين من الإصلاح الزراعى تقسيم جمال عبدالناصر!!!».

والرسالة الثانية، بعفويتها ونكهتها فى الاتجاه المعاكس تماماً، تقول السيدة أميرة نوير: «أولاً كل رئيس له ما له وعليه ما عليه، بس أنا شخصيا شايفة إن عصر عبدالناصر هو السبب فى كل البلاوى اللى احنا فيها، ومجانية التعليم برضه هى سبب مشاكل كتير. تفتيت الأرض كان من أسوأ قراراته واللى بسببها الفلاح دلوقتى بيبنى على أرضه مش بيزرعها ويراعيها.

مش كل واحد ينتقد رئيس نطلع نشرّحه، ورأى الوزير رأى ناس كتير جدا شايفين إن عبدالناصر ما كانش ناجح فى حاجات كتير، وأولها خسارة كل الحروب اللى دخل فيها، وضياع أرض سيناء. من حق أى واحد يقول رأيه وبحرية، ما الناس هارية حسنى مبارك ما حدش بيدافع عنه ليه؟!!».
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع