الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..وزير الخارجية النمساوي الأمير كليمنص فون ميترنيخ يغادر بلاده بعد ثورة شعبية ضده
  • ٠١:٤٢
  • الاثنين , ١٣ مارس ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم..وزير الخارجية النمساوي الأمير كليمنص فون ميترنيخ يغادر بلاده بعد ثورة شعبية ضده

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠١: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٣ مارس ٢٠١٧

وزير الخارجية النمساوي الأمير كليمنص فون ميترنيخ
وزير الخارجية النمساوي الأمير كليمنص فون ميترنيخ

 فى مثل هذا اليوم 13مارس 1848م..

سامح جميل
وزير الخارجية النمساوي الأمير كليمنص فون ميترنيخ (1773 - 1859) يغادر بلاده بعد ثورة شعبية ضده بسبب نهجه الاستبدادي. نجح في جعل النمسا قوة مهمة أوروبا.
 
الأمير كليمنس فينزل مترنيش (15 مايو 1773 - 11 يونيو 1859) سياسى ورجل دوله نمساوى ومن أهم شخصيات القرن التاسع عشر. ينسب إليه وضع قواعد العمل السياسى التي سارت عليها القوى الكبرى في أوروبا طوال الأربعين عاما التي أعقبت هزيمة نابليون بونابرت. شكلت مبادئ مترنيش، والتي تبلورت خلال مفاوضات مؤتمر فيينا، مجرى الأحداث السياسية الأوروبية الأساسية. يعتبرالبعض مترنيش خير من طبق مبادئ الميكيافيلليه السياسية بصورتها الكلاسيكية.
 
الواقع أن البرنس مترنيش كان الدعامة الرئيسية للنظام السياسى في أوروبا القرن التاسع عشر والقائم على مبدأى رفض التغيير والمحافظة على توازنات القوى في أوروبا. وعلى الرغم من رسوخ صورة تقليديه للبرنس مترنيش في ذاكرة أجيال عده باعتباره سياسيا رجعيا قد قاوم بشده مبدأ حق الشعب في الحكم ومبدأ الثورة على النظام القائم، هناك رأى آخر يقول أنه كان رافضا لتلك المبادئ الثوريه لتيقنه من أنه لو تراخى في مواجهة الثورات الشعبية لأدى ذلك لتقوية المشاعر الوطنية للقوميات العديدة في أوروبا مما يؤدى في النهاية لتفكك الإمبراطوريات القديمة وشيوع الفوضى والحرب في أنحاء أوروبا...
 
عمل مترنيش وزيرا لخارجية الإمبراطورية النمساوية في الفترة من عام 1809 وحتى العام 1848. وعلى مدى الأربعين عاما التي قضاها في هذا المنصب كان مدركا تماما للمخاطر التي واجهتها النمسا خصوصا بعد أن تغير وضعها وفقدت مركزها كقوة أوروبية عظمى في أعقاب الهزيمه من نابليون وتوقيع اتفاقية شونبرون. توصل مترنيش إلى قناعة مفاداها أن أمن الامبراطورية النمسوية (أو بالأحرى ما تبقى منها) يعتمد بالدرجة الأولى على منع حدوث تقارب بين روسيا وفرنسا. وعلى الرغم من تعامله مع الدولتين كعدوتين محتملتين للنمسا إلا أنه كان معجبا بفرنسا بصورة خاصه، لذلك فقد رحب بطلب نابليون ليد الأرشيدوقه مارى لويز ابنة الامبراطور فرانز الأول وسافر معها في موكب الزفاف الامبراطورى إلى باريس في 13 مارس 1810. وعلى الرغم من أن المكاسب التي تحققت للنمسا من وراء هذا الزواج كانت متواضعه ألا أن مترنيش حقق مكسبا مهما من نابليون الذي سمح للنمسا بحرية الحركة سياسيا على الساحة الأوروبية. عاد مترنيش بعد ذلك إلى فيينا في الوقت المناسب لكى يحول دون عقد تحالف بين النمسا وروسيا كان أنصار روسيا في البلاط النمسوى يعملون على إقناع الامبراطور به. كان مترنيش مؤمنا أنه إذا ما حافظ على مسافة متساويه من كلا من روسيا وفرنسا فإن ذلك سوف يمنحه قدرا كافيا من حرية الحركة والمناورة للحفاظ على المصالح النمسوية.
 
مع تصاعد العداء بين فرنسا وروسيا خلال الشهور التي سبقت غزو نابليون لروسيا في 1812، باتت سياسة مترنيش المعتمده على المحافظة على نوعا من الحياد بالنسبة للقوتين المتصارعتين شبه مستحيله إلا أنه ومع ذلك حاول الاستمرار في نفس السياسة حتى وقت اندلاع الحرب. فعلى الرغم من عقده لاتفاق تحالف مع نابليون وعده فيه بالمساعدة في 14 مارس 1812، فأنه سرعان ما أرسل تطمينات سرية لروسيا بأن القوات الامبراطورية النمسويه ستبقى محايده خلال الحرب وستدافع فقط عن أراضى الامبراطورية. لمح مترنيش لروسيا أيضا بإمكانية عقد تحالف معها في المستقبل.
 
بعد ما أصبحت هزيمة نابليون مؤكده إثر النتائج الكارثية لحملته على روسيا، تشجع مترنيش وأعلن نقض اتفاقه مع فرنسا والتزام النمسا بالحياد الذي كان يأمل من وراءه أن يؤهل النمسا للعب دور الحكم بين فرنسا وروسيا عقب انتهاء القتال. أثارت هذه السياسات غضب نابليون الذي أنهى لقاء له مع مترنيش في يونيو 1812 قائلا "سوف نتقابل في فيينا". كان هذا بمثابة إعلان للحرب على النمسا التي باتت، مثل روسيا، عدوا لفرنسا. بعدها سارع مترنيش في الانضمام إلى ما عرف بالتحالف السادس والذي ضم كل من بريطانيا وروسيا والسويد وبروسيا والبرتغال بالإضافة للنمسا وتمكن هذا التحالف في النهاية من هزيمة نابليون وإنهاء حقبة الحروب النابليونية. خلال السنوات التي أعقبت الحرب تركزت جهود مترنيش حول المحافظة على توازن القوى في أوروبا بحيث لا يميل إلى مصلحة أى من دول التحالف خصوصا روسيا وبروسيا. ترسخ هذا المبدأ كركيزة أساسية للنظام السياسي الأوروبى طوال القرن التاسع عشر.
 
أدى اندلاع ثورة 1848 في كل أنحاء أوروبا تقريبا إلى العديد من التغيرات في الملكيات القديمة والتي وإن احتفظت بعروشها إضطرت إلى تقديم تنازلات لشعوبها لتحجيم خطر الثورة. وفى فيينا احتشد ألاف المتظاهرين أمام مقر الحكومة الامبراطورية مطالبين بعزل الإمبراطور وعزل المستشار مترنيش. وفعلا تنازل الإمبراطور فرديناند الأول عن عرشه وإضطر مترنيش عندها إلى الهرب من فيينا متخفيا حرصا على سلامته. وفى 13 مارس 1848 أعلن الامبراطور الجديد فرانز جوزيف قبول استقالة المستشار مترنيش الذي اختار بريطانيا كمنفى إختيارى له وانتقل إليها مع عائلته حيث عاش بين بريستول ولندن معتزلا الحياة السياسية حتى أكتوبر 1849. انتقل بعد ذلك إلى بلجيكا وعاش بها حتى خريف عام 1851 حين عاد في سبتمبرإلى فيينا بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات. ظل مترنيش بفيينا حتى وفاته يوم 11 يونيو عام 1859.!!