الأقباط متحدون - العريش تَعَرّتْ .. فعارعليكي يامصر ..!! !
  • ٠٧:٥٢
  • الخميس , ٢ مارس ٢٠١٧
English version

العريش تَعَرّتْ .. فعارعليكي يامصر ..!! !

نبيل المقدس

مساحة رأي

٤٣: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢ مارس ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
نبيل المقدس  
    بعد تهجير المؤقت لمسيحيي العريش كما تدعي الحكومة, من بلدتهم والتي تُعتبر موطنهم منذ عشرات السنين .. و مع أنني لا أعترف بكلمة تهجير لأنها تعني الخروج من الوطن بلا رجوع أو الطرد منها إلي الأبد , تعرّت مصر وصارت مدينتها العريش التي تم خروج أقباط مصر منها بلدة إسلامية فقط , بغض النظر ان المسلمين المتبقيين وسطيون كما يدعون أو متطرفون  , وتصبح بلدة متاحة أن تكون اول مركز دولي للخلافة الإسلامية , وهذا علي ما أعتقد مُني ومرام وأمل كل متطرف إسلامي إرهابي , وهنا نستطيع أن نقول أن ما يُطلق عليه إرهاب هو ما إلا تخطيط دولي إسلامي "وهابي" أو علي الأقل هوتخطيط عربي من المتطرفين والسلفيين  للقضاء علي مسيحي العرب وطردهم من اوطانهم " وهنا من الخطأ أيضا أن نطلق عليهم مسيحيو العرب , لأنهم في الأصل هم مِنْ ذوي أصول أشورية وكلدانية وسريانية وقبطية مصرية , حيث هم أصحاب البلاد الأصليين.. فالعراق أصلهم من أرض ما بين الرافدين  ..  وسوريا و لبنان من أراضي الشام .. ومصر ابناء مصر القديمة والمشهورين بأبناء الفراعنة !
     في سفر يوحنا 5 : 13  يقول الرب للمؤمنين" أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ."
     في هذا المثل يدعو السيد المسيح المؤمنين للذوبان في المجتمع، فالطبيعة البشرية فسدت وفقدت نكهتها بسبب سوء فهم كما يدعون أحباؤنا الذين يشاركوننا في الوطن و التي تتمثل في كثير من أقوال وفكر كتبهم . فعلى المؤمنين المسيحيين أن يعيشوا بحياتهم النقية (بيضاء كالملح) وسط هذا المجتمع الذي يتباين معه في الفكر أو الديانة. والمسيحييون  قادرون بالمسيح الذي فيهم أن يؤثروا فيمن حولهم ويكونوا قدوة. ولكن في نفس الوقت على المسيحيين أن يذوبوا في حياة الآخرين بإعتدال , فلا يفقدوهم شخصياتهم ومواهبهم (مثلما يضع كمية كبيرة من الملح في الطعام فتفسده). أما لو فسد الملح لصار خطرًا على مَنْ يستخدمه، فيطرح خارجا ويداس مِنْ الناس .  
 
    وفي نفس السفر متي 5 : 13 " طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. "
 
المقصود بالمطرودين من أجل البر هم أبناء الله ( المسيحيين) المتحدين بالإبن البكر يسوع المسيح , ينالهم ما ناله المسيح  من كراهية وبغض ففي  يو15: 18 " إنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. "، فكما يطارد الشيطان المسيح الذي نعرفه وليس عيسي الذي يعرفوه سيطارد المؤمنين، فالإرهابيون يبغضون المسيح أي يبغضون البر، وبالتالي يبغضون كل من يطلب البر ويحرمونه من الحياة الأرضية بالقتل والذبح والرجم والإغتصاب والسرقة وسبي النساء . 
      هناك سيناريو متداول بين الجالسين علي القهاوي , وفي الأعمال , وفي كل مجتمع , وأنا منهم أتفق معهم .. أن سبب تصميم الإرهابيين علي تشديد الحرب علي شمال سيناء وبالتحديد منطقة المثلث أركانه العريش والشيخ زويد ورفح .. وهي من أجمل المناطق في سيناء ,هو إحتلال هذه المنطقة  بواسطة " أنصار بيت المقدس " الجناح العسكري لحركة حماس , ويصبح وجودها في هذه المنطقة أمر واقع لصالح عصابة حماس , وتصير هذه المنطقة وطنا للغزاويين . وهكذا تكون إسرائيل تنتهي من أكبر مشكلة  تسبب لهم قلق ومنغصات في حياتهم مِنْ هؤلاء الغزاويين الذين يعيشون في بقعة ارض صغيرة لا تتناسب مع تزايد نسلهم , فأنسب مكان لهم هو هذا المثلث المقطوع من الأرض سيناء , 
 
      يرفض تماما المصريون أن تُقطع جزء من أرض اجداده  .. ولا يقبل ان تتخذ منه حبة رمل من أرض أسلافه . وهذه مهمة في منتهي الصعوبة علي الشعب المصري وجيشه . لكن وقع المسئولون ( الجيش والشرطة) في غلطة جسيمة كلفت وماتزال تكلف مصر الكثير من أبنائها , وذلك بتساهلها وعدم الإهتمام في فرز مَنْ هم العرايشة الأصليين وهؤلاء الذين جاءوا بعد أحداث التي يُقال عنها ثورة 25 يناير .. مرورا بوقت حكم الإخوان .. ففي هذه الفترة تُركت الحدود بيننا وبين غزة التي يحتمي فيها هؤلاء الخونة من أنصار بيت المقدس الذراع العسكري للأرهابيين .. ورتبوا أنفسهم علي المعيشة في منطقة المثلث , بالمصاهرة مع شعوب هذه المنطقة .. ومن هنا أخذوا يحفرون الخنادق والأنفاق تحت الأرض ليشحنوا فيها جميع أنواع الأسلحة والمواد المتفجرة .. وبدءوا يفعلون فعلتهم الخبيثة  في قتل ابنائنا الواقفين علي الحدود في شمال سيناء .. 
 
     وعندما فشلوا في تحقيق السيطرة علي هذه البقعة من سيناء .. وخصوصا بعد إنهيار مخازنهم في جبل الحلال , بدءوا يتوجهون إلي تنفيذ أقذر السبل , وهي إلزام أقباط مصر العرايشة علي الخروج من هذه البقعة المنشودة .. ويؤسفني نجحوا في هذه الخطوة تماما .. فتم طرد الأقباط من العريش بقتل أفراد منهم , ونزوح الباقي خوفا من المصير المحتوم .. ونلاحظ هنا أن كل حدث إرهابي كبير يكون الأقباط  هم الذين يتحملون الصدمة الأولي دائما في وجود عدم حيلة للجيش او الشرطة .. أي تحت نظرهم وكأن شيئا لم يحدث .. فقد كان رد فعلهم هو الرد الفعلي السلبي  " بالخروج المؤقت للأقباط " . هذا اليوم قد تم حفره في تاريخ الأمة , بان مصر الأم لم تستطيع حماية الأقباط المصريّين ...... 
 
     لم يتخذ المسئولون خراب كل من العراق وسوريا درسا .. فقد بدأ الإرهاب بقتل المسيحيين أولا وطردهم وتشريدهم , ثم بدأوا يركزون علي المدن الهامة حتي أستولوا عليها .... إرجعوا يا سادة لأول احداث سقوط العراق وسوريا ..!! 
 
       خسارتك يا مصــــــــــر...ّ فقد تم تعريتك من بعض صعاليك العرب وذلك بتجريد العريش من أقباطهــــــــا ..!!