الأقباط متحدون - رسالة إلى من يهمه الأمر
  • ٠٦:٢٠
  • الأحد , ٢٦ فبراير ٢٠١٧
English version

رسالة إلى من يهمه الأمر

مدحت بشاي

بشائيات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٧

مدحت بشاي
مدحت بشاي
إذا كان أحداً لايزال يهمه الأمر !!
كتب: مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
في تغريدة للمواطنة " بسمة حسن طعيمة " انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي كتبت " كيف يكون هناك فائدة و40 أسرة قبطية يتم تهجيرها قسراً لكنائس الإسماعيلية وبنفس الوقت تسمح الدولة بجنازة مهيبة لأمير الإرهاب الأول عمر عبد الرحمن !!! إن دولة داعش تتمدد وتتسع بالعقول والأفكارسواء أردنا أو رفضنا ... الأفكار يا سادة ... الأفكار التي نُشرت على مدى عقود وعقود من التطرف الوهابي .. لله الأمر .."..
 
نعم ، فدلالات خروج الجنازة على هذا النحو هي بمثابة شهادات فشل مؤسفة لمنظومات إدارات العديد من منظماتنا ، ومفاجأة من العيار الثقيل لبيان حالة الانفصام والتباعد بين شعب صوت بأعداد هائلة على دستور تم وضعه بعد أن ثار على نظام إرهابي بغطاء تدييني وهمي كاذب ومخادع ، فأسقط حكم جماعة باغية متطرفة فاسدة  ، والتي ظلت تفسد كل محاولات شعبنا القفز إلى مربعات النمو والتقدم واللحاق بركب التقدم العالمي منذ وجودها على أرض المحروسة عام 1928 وحتى سقوط زمن نجم الملهاة البشعة التي امتد عرضها سنة كاملة ، وتوالى عرض فصولها الساخرة المبكية ببطولة " مرسي " زعيم الحزب الإخواني والنجم الأوحد الكوميديان الفريد في مفردات لغاته الخاصة جداً وصاحب وصلات التنكيت الفريدة الجاهلة المباغتة في تشكيلها للمفارقات الكوميدية الزاعقة التي باتت على مدى تواصل العرض تستدعي قهقهات الشعب المصري والعربي بكل تركيباته الطبقية والثقافية في عز الإحساس بمرارة تذوق طعم ثمن بشاعة الاختيار ...    
 
 بالتأكيد كنا نظن أن الفُرجة على العرض الدامي الرذيل والمعايشة اليومية لمشاهد القهر الديكتاتورية قد ترك في وجدان الناس ومشاعرهم عقب التشابك مع سلبيات نظام  حكم " المرشد " وجماعته قد أكد أن هؤلاء وكل أهل التأسلم السياسي بكل درجات ألوانهم و قناعات ثقافاتهم وممارساتهم الطائفية والإرهابية استطاعوا في النهاية تشكيل وترسيخ حالة من الكراهية والعداء لدى المواطن المصري ، ولكن مفاجأة التظاهرة الهائلة وماتردد في الشارع المصري على ألسنة أهالينا البسطاء عبر الخروج الحاشد للمجموعات السلفية للمشاركة في جنازة ذلك الإرهابي العتيد تكشف أن المشوار لم يبدأ بعد لتغيير قناعات من تم غسيل أدمغتهم بأفكار المدرسة الإرهابية التي من الواضح أننا ورغم ادعاء الدخول في حرب مع أفكارها قد اكتفينا بسجن بعض أصحابها أو حتى تصفية بعض رموزها ولكن ظلت الأفكار تجد من يحمل لواء النضال من أجل ثباتها بل والمزيد من انتشارها ... 
 
قال الرئيس السيسي أول أمس  أن مصر عادت دولة ولن تسمح بالبلطجة ، نعم هناك حالة استقرار نسبي وأمن في الشارع إلى حد ما في تطور إيجابي ملحوظ ، ولكن يا ريس مايحدث في سينا ضد الأقباط هو بلطجة بكل معاني وأبعاد التوصيف ، وياريس أنت قلت أن جيشنا وشرطتنا يحاربون بالنيابة عنكم و نحن ريسنا المحبوب ندعو لهم بالمزيد من التوفيق وندرك مدى عظم تضحياتهم ، ولكن ماذا عن أقباط مصر في المناطق الملتهبة وقد أصبحوا هدفا بالنيابة عن الشعب المصري أيضاً وعندما يقذف بهم الإرهاب خارج سيناء لا يجدون سوى الكنائس لاحتواء أسرهم في ظل الدولة التي عادت .. ولولا حالة الغضب عبر وسائل الاتصال المختلفة ياريس ما تقدمت أجهزة الدولة لدعم الجهود الإنسانية من قبل المجتمع المدني ، ياريسنا لقد  تحركت قواتنا لضرب أوكار الإرهاب خارج الوطن في ليبيا في رد فعل لزعيم وطني نبيل أثلج الصدور والان المواجهة في سينا مع البلطجة ونحن في الانتظار ريسنا لإغاثة ودعم الأسر المسيحية المبعدة قهراً عن وطنهم الصغير ..
 
 الاستهداف كان على الهوية الدينية بإعلان واضح وتنفيذ أشد وضوحاً من قبل بيانات وتصريحات قيادات داعش  .. حرق رجل أمام ابوه المسن حيا ثم قتل الاب وحواديت قمة في البشاعة ولا أحد يعلق ويعرف ويعلن ابعاد ما حدث... ألا تنطلق على  تلك الأعمال الإجرامية  المجنونة بلطجة أم هي مجرد خناقة في شارع .. 
 
منذ ثورة 30 يونيو وجميعنا مع السيسي ومع نجاحاته وإنجازاته ولكن المواطنة كانت تتطلب حلولا عاجلة ووقفة ومساندة تؤكد على استمرار العمل نحو إقامة دولة مدنية بعد أن ساد في الشارع مفاهيم مغلوطة وأحيل قارئ موقعنا الرائع إلى البوست الذي جاء في صدر مقالي ..
 
الرئيس الذي واجه بصدره جماعة الإخوان ونظام حكمهم ، والذي ضرب داعش في وكرهم في ليبيا بضربة هي الأروع لا يمكن أن يكون كسابقيه ، وإذا كنا نعاتبه فلأننا نثق في إدراك الرئيس بعظم مأساة ما يحدث وكل أبعاد مخطط الخونة أعداء السلام ، والباقي عليه وليس بالتباكي وبمعلقات الحزن ولكن بوضع الأمور في قدرها وبطرح شفاف حتى تكون المعالجات موضوعية ولا يستفيد هؤلاء الخونة من حدوث حالة انقسام نرفضها جميعا ونشجبها بكل روح التواد للاسرة الواحدة الوطنية ..