الأقباط متحدون - بالفيديو.. أقباط العريش يروون مأساتهم مع التهجير والإرهاب.. سيدة: النار كلت ابني ومقدرتش أعمل حاجة.. ونازح: ذنبي أني مسيحي
  • ١٠:٢٦
  • السبت , ٢٥ فبراير ٢٠١٧
English version

بالفيديو.. أقباط العريش يروون مأساتهم مع التهجير والإرهاب.. سيدة: "النار كلت ابني ومقدرتش أعمل حاجة".. ونازح: "ذنبي أني مسيحي"

١٣: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
أحد المهجرين: "مش طايقينا ميتين ولا حيين .. بيولعوا فينا ميتين".. وسيدة: "سيبنا العريش علشان هيموتوا عيالنا"
كتب- نعيم يوسف
 
جلسوا في مدخل الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية يلتقطون أنفاسهم اللاهثة من الخوف والرعب والتعب في آن واحد.. وضعوا ملابسهم ومتعلقاتهم الشخصية التي جمعوها سريعًا في حقائب و"شكاير" على الأرض وجلسوا فوقها يستريحون من تعب السفر تاركين منازلهم ومحلاتهم في العريش، آملين في حياة أكثر أمنًا في المحافظات التي تم تهجيرهم قسرًا إليها، ومن بينها الإسماعيلية. 
 
"مش طايقينا ميتين ولا حيين .. بيولعوا فينا ميتين.. وبيرفضوا دفن جثثنا".. تلك الجمل القصيرة التي قالها أحد المُهجرين لـ"الأقباط متحدون" لخصت قصص الرعب التي ترويها عيون الكبار المذعورة، وملامح الأطفال المنهكة. 
 
مأساة قتل وحرق قبطيين
تروي السيدة نبيلة فوزي حنا، زوجة أحد ضحايا التنظيم الإرهابي، وأم لضحية آخر، مأساتها التي رأتها بعينيها، حيث كانت "واقفة حافية سقعانة مش قادرة تعمل حاجة"، بينما "النار أكلت" ابنها أمامها -حسب قولها-. 
توضح السيدة الملكومة في زوجها وابنها، "الساعة 10 ونص يوم التلات الباب خبط جامد.. ابني مدحت عنده 45 سنة طلع يفتح.. دخلوا معاه لغاية أوضة النوم وضربوه برصاصة في جبهته... ومسكوني من أيدي وطلعوني برا ودخلوا لجوزي". 
وتضيف: سمعتهم يسألون زوجي الكثير من الأسئلة، وهو كان يقول لهم: "أنا غلبان مبعملش حاجة.. ولا بقدر أروح للشغل.. راحوا ضربوه رصاصتين واحدة وروا ودنه والتانية في راسه". 
 
قتل على الهوية
تتابع السيدة حكايتها: "طلعولي قالولي أنتوا مسيحيين.. قلتلهم أه.. كانوا أربعة أتنين دخاوا علينا واتنين في العربية.. وبعد ما سرقوا البيت ولعوا فيه النار.. وكان جوزي وابني في البيت.. والنار كلت أبني.. ومكنتش قادرة أعمل حاجة.. واقفة حافية مش قادرة أعمل حاجة". 
 
طلب من الرئيس
أما عن أمنيتها التي تريد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحقيقها لها فتقول: "يا سيادة الرئيس عايزة سكن وأعيش في مكان فيه سلام". 
 
سبب التهجير
من بين المهجرين، سيدة جلست تلتقط أنفاسها على الأرض، تقول عن سبب تهجيرها: "سيبنا العريش علشان هيموتوا عيالنا... ابني هربته على الصعيد في الفجر.. يدخلونا علينا يموتونا.. إحنا منعرفهمش". 
 
تركوا كل شيء
يحكي أحد الأقباط، الذين تركو كل شيء ورائهم، ولم يخرجوا من العريش سوى بحياتهم ومتعلقاتهم الشخصية، أنهم ظلوا طوال الليل يحرسون بعضهم البعض "علشان نطلع بهدومنا بس من غير أي حاجة تاني". 
ويوضح: "سبعة قتلهم في أسبوع واحد.. ذنبي أنا علشان مسيحي.. تروح للمسؤولين يقولوا الدنيا زي الفل.. عم جمال اتضرب بالنار الساعة عشرة الصبح في قلب السوق".
 
فريسة للإرهاب
يؤكد مُهجر آخر أن أقباط العريش تُركوا فريسة للإرهاب فلا الأمن استطاع حمايتهم، ولا الكنيسة وقفت إلى جوارهم، موضحًا: "الأنبا قزمان (أسقف سيناء الشمالية) سابنا 3 مرات.. والمرة الأخيرة دي قالنا اللي عايز يمشي يمشي". 
ويتابع: "الأمن بيقولنا أمشوا.. مش قادر يحمي نفسه.. مات 17 شخص مسيحي في شهر.. "مش طايقينا ميتين ولا حيين .. بيولعوا فينا ميتين.. وبيرفضوا دفن جثثنا.. وأخدوا المقابر مننا.. حتى اللي ماتوا دفنوا في الإسماعيلية وليس في شمال سيناء".
 
التهجير الثالث
وتعرض الأقباط في شمال سيناء خلال السنوات الماضية، للاستهداف عدة مرات، وتُعتبر هذه هي الموجة الثالثة من هجرتهم، حيث كانت الموجة الأولى التهجير القسري الذي تعرضت له عشرات الأسر القبطية في سبتمبر عام 2012، بعد هجوم إرهابيين ملثمين على محال وبيوت مملوكة للأقباط فى رفح، وتوزيع منشور تحذيرى يمهلهم 48 ساعة للرحيل عن المدينة، وكانت المرة الثانية عام 2013، إثر استهداف مواطنين أقباط ورجال دين في حوادث متفرقة، وهذه هي المرة الثالثة التي يترك فيها أقباط منازلهم وبيوتهم في شمال سيناء نازحين إلى محافظات أخرى بحثا عن حياة آمنة.