الأقباط متحدون - يحدث في عام المرأة
  • ١٣:٢١
  • السبت , ٢٨ يناير ٢٠١٧
English version

يحدث في عام المرأة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ٢٨ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
-هل سبق لكِ وتم ضربك؟
-
إيه إللي أنت بتقوله؟ ده  سؤال يتسأل لأمرأة!؟
يداري حرجه بالتمادي في الحوار بهذه الطريقة، مصراً على معرفة إجابته،
-
شكلك إتضربتي قبل كده؟
تتلعثم –لا ما حدِش يسأل ست الكلام ده، دي إهانة كبيرة.
-لا إحنا الست عندنا تتضرب وتزغرد.....

لم نخط الكثير من الخطوات داخل عام المرأة، ونجد النيابة تحفظ التحقيق في قضية تعرية سيدة الكرم، ثم نشاهد هذا الحوار المبتزل بين إعلامي مفترض أنه محترم وله قدره، ومطربة لبنانية محترمة بالفعل، يدور هذا الحوار وأنا مش مصدق مندهش كيف هذا؟ هل أنا أحلم؟ شاهدته على واحدة من الفضائيات التي يعتبرها الرئيس إعلامها إعلام محترم ويقوم بمداخلات عليها، بل يتداخل مع ذلك الإعلامي الذي يقول عن نساء مصر أنهن حين يضربن يزغردن!!!

هل هذا هو الإعلام الذي تريده سيادة الرئيس؟ إعلام يشهر بالمرأة المصرية التي طالما شكرتها، وطالما أيدتك ودعمتك وساندتك، سيادة الرئيس كيف تتداخل مع ذلك الإعلامي، ولا تتدخل لوقف برنامجه، يبدو أنك سيادة الرئيس ليس لك في وقف البرامج، وهذا حسن، فنترك إذن تلك المهمة للسيد الدكتور علي عبد العال الذي يرفضها كلاماً وينفذها عملاً.

للأسف، أنا لا أدعو لوقف برنامج الأستاذ عمرو أديب لأنهأدار هذا الحوار مع المطربة اللبنانية نوال الزغبي، ولن أجرؤ يوم على المطالبة بوقف أي برنامج حتى ولو كان برنامج أحمد موسى، لكني أندهش من أن يصمت الجميع هكذا على ما قاله أديب في حق كل نساء مصر، ومتى في بواكير عام المرأة.

يبدو أن عام المرأة سيقدم للمرأة نفس ما قدمه عام الشباب للشباب، ما ينذر وللأسف بسجون واعتقالات وممارسات قمعية وإساءات وإهانات، وفي الآخر مؤتمرات واجتماعات وصور سلفي، وسلم لي على الإعلام المصري وهو يهين المرأة المصرية، ويدعي عليها ما ليس فيها، بأنها تزغرد لما تتضرب، وحتى لو كانت تفعل هكذا، فهل نقول عنها علناً هذا، ما بالنا ونحن ندعي عليها بما ليس فيها، وادعاء ليس كاذب فظ ولكنه مهين، والأكثر آسف أنه ليس مهين لها فحسب ولكن أيضاً للرجال الذين يضربن المرأة، والذين هم آباء وأخوة لتلك المرأة التي تفرح لإهانتها وضربها، أي رجولة هذه التي تقبل أن نعلن عن نصف مجتمعنا أنه يفرح لإهانته، وأي رجولة هذه التي تقبل بإهانته أصلاً.

سيادة الرئيس السيسي، يحدث هذا في بواكير عام المرأة، فهل تسكت عليه؟ فهل ستتداخل مرة أخرى معه إن أردت تداخل؟ وقل له هذا لا يليق أن يُقال عن نساء مصر من أيدوك ودعموك وأحبوك، بغض النظر عن الغضب الكامن في صدورهن بسبب الغلاء، لكن لا يصل الأمر للبلاء بادعاء كاذب مهين كهذا الادعاء.

المختصر المفيد المرأة نصف المجتمع يلد ويربي النصف الآخر.