الأقباط متحدون - كفاح أمريكا
  • ١٧:١٩
  • السبت , ١٤ يناير ٢٠١٧
English version

كفاح أمريكا

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ١٤ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
بين بكاء أوباما في خطبة الوداع، واستهانة ترامب بأوباما في مؤتمرهالصحفي، فترة انتقالية لا تتمثل في تلك الأيام المتبقية إلى لحظة إقامة ترامب بالبيت الأبيض ولكنها من لحظة اعلان فوز ترامب إلى إقامته بالبيت الأبيض، في هذه الفترة تسير أمريكا بإدارة عرجاء وبرئيس منتخب خارج البيت الأبيض، ويزيد عليها اليوم شعب شبه منقسم بين عنصرية ترامب وتأييدهم له.

يرى أوباما أن أمريكا بلد كبرى، وهي كذلك، ويبكي تأثراً لزوجته التي ساندته وأسرته التي أيدته وله الحق، لكنني كنت أتمنى أن يبكي ندماً على ما اقترفه في حق الإنسانية حين أسس داعش ودعمها، يقلق أوباما ويرفض العنصرية ضد مسلمي أمريكا وله الحق ولنا الحق أن نرفضأيضاً العنصرية ضد أي شخص لكن أوباما الذي مارس شتى أنواع العنصرية ضد أعداء الإخوان أصدقائهالحقيقيين طوال ثمان سنوات من أسوء سنوات العالم بسببه.

أما أهم ما قاله أوباما ويستحق الاحتفاء من جانبنا ذلك التقرير الذي قدمه أوباما في أربع كلمات حين قال "كافحت أمريكا لاحتضان الجميع"!!! وضعت علامات التعجب خارج الأقواس لأؤكد على أنها من عنديانا لأني كنت أرى أن القول هكذا غير مستقيم واستقامته الحقيقية تكون كافحت أمريكا لاحتضان كل من لها مصلحة معه، ولو أراد أوباما الدقة واستخدام ألفاظ قليلة لتعبر عن أهم ما بعبارته من حقيقة يمكنه القول وهو مطمئن، أن بلاده كافحت لاحتضان كل الإرهابيين بدءاً من الإخوان مروراً بكل فروعها ومسمياتها الجانبية وإنتهاءًبداعش صنيعة الأمريكان وطفلهم المدللة التي صرفتأمريكاالمليارات لصناعتها ولادعاء مقاومتها من تشكيل حلف دولي لم يقلص سنتيمتر من قدرات داعش بل ضاعفها كثيراً عندما أخطأ عدة مرات في عمليات إسقاط السلاح بشكل متعمد بدلاً من توجيهه لقوات ما فينزله للداعشيين إخوانه.

الكفاح الأمريكي بات واضحاً أنه كفاح مسلح لحماية داعش عندما قضت عليهم روسيا منفردة في عمليات جادة قامت بها بدعم من الجيش السوري في حين أن التحالف الدولي كله لم يفلح في أن يفعل ما فعله الروس والسوريين.

كفاح أمريكا كفاح ضد الشعوب المستقلة لكي يبيدها تحت حكم إرهابي إخواني فاشي يريح ضمير أوباما أنه راحل وترك وراءه ما لن ينسينا إياه بآثار تدميرية وعمليات تخريبية يبدو أنها ستبقى آثارها مستمرة وممتدة لسنوات طويلة، كفاح أمريكا الذي كان قديماً في سبيل الحريات بات في الحقيقة ستاراً لحريات الإرهابيينوانطلاق عنانهم في شتى بقاع العالم، لذا يبكي أوباما، أنه لم ينجح في تأسيس دول إرهابية في الشرق الأوسط على غرار داعش، بكاء أوباما أن كفاحه لتأسيس داعش راح أدراج الريح حين قضت عليها روسيا للأسف.

المختصر المفيد من هو بلا ضمير فليرحل.