الأقباط متحدون - مرصد أيام الرئيس ترامب في الحكم (3)
  • ٠٣:٠٥
  • الثلاثاء , ٢١ فبراير ٢٠١٧
English version

مرصد أيام الرئيس ترامب في الحكم (3)

مقالات مختارة | د.جهاد عودة

٣٣: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧

د.جهاد عودة
د.جهاد عودة

قدم مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي مايكل فلين الاثنين 14- 2-2017 استقالته بعد أربعة أيام على صدور معلومات صحافية بشأن إجرائه اتصالات حساسة في أواخر رئاسة باراك أوباما مع روسيا التي أكدت ان القضية “قضية داخلية أميركية”.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء، إن إستقالة فلين “قضية داخلية اميركية” مؤكدا “هذا ليس شأننا (…) لا نرغب في التعليق على هذه القضية بأي شكل”.

وفي رسالة الاستقالة أقر فلين الذي ترأس الإستخبارات العسكرية سابقا بأنه “ضلل بغير قصد” نائب الرئيس (المنتخب آنذاك) مايك بنس وأشخاصا آخرين باطلاعهم على “معلومات منقوصة” بشأن اتصالاته الهاتفية مع السفير الروسي. وأعلن البيت الأبيض مساء الاثنين قبول استقالة فلين بعد أقل من شهر على تنصيب ترامب رسميا في البيت الأبيض وشكلت ضربة كبرى وسابقة في الإدارات الأميركية.

كما أعلن البيت الابيض أن ترامب عين الجنرال المتقاعد جوزف كيلوغ المحارب القديم الذي نال اوسمة في حرب فيتنام وكان مديرا لمكتب فلين لتولي منصب مستشار الأمن القومي بالوكالة. وذكرت وسائل إعلام الاثنين أن عددا من كبار مستشاري الرئيس تلقوا تحذيرات بشأن اتصالات فلين مع الروس في وقت سابق هذا العام. وتطرح تساؤلات حاليا حول من كان يعلم بشأن تلك الاتصالات ولماذا لم يتحرك ترامب في وقت سابق لاستبدال فلين.

أكد البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين استقال على خلفية تقارير أفادت بأنه ضلل نائب الرئيس مايك بنس ومسؤولين آخرين بشأن اتصالاته مع روسيا.

قدم مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي مايكل فلين استقالته وسط جدل حول اتصالاته مع الحكومة الروسية، بعد أقل من أربعة أيام على كشف الصحافة عن هذه المحادثات الحساسة التي أجراها فيما كان باراك أوباما لا يزال رئيساً.

وتشكل هذه الاستقالة أول مغادرة مفاجئة لشخصية من الدائرة المقربة للرئيس دونالد ترامب بعد أقل من شهر على تنصيبه رئيسا وسط معلومات مفادها أن فلين بحث إستراتيجية العقوبات الأميركية مع السفير الروسي في واشنطن قبل تسلمه مهامه.

وأقر فلين في رسالة استقالته بأنه خلال الفترة الانتقالية السابقة لتنصيب ترامب رسمياً “قمت عن غير قصد بإطلاع نائب الرئيس المنتخب (مايك بنس) وأشخاص آخرين على معلومات مجتزأة تتعلق باتصالاتي الهاتفية مع السفير الروسي”.

وكانت إدارة أوباما قد فرضت في 29 ديسمبر عقوبات على أربعة مواطنين من روسيا وخمسة كيانات وطردت 35 دبلوماسيا عقاباً لروسيا بسبب تدخلها المفترض في الانتخابات الأميركية.

وبحسب صحيفتي “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” اللتين كشفتا الجمعة عن هذه المعلومات، فان مثل هذه المحادثات تعتبر غير مشروعة.  وقالت الصحافة الأميركية الاثنين أيضاً أن وزارة العدل الأميركية حذرت البيت الأبيض من أن هذا الخطأ الذي ارتكبه فلين يمكن أن يجعله عرضة لمحاولات ابتزاز روسية.

وعين البيت الأبيض على الفور الجنرال المتقاعد جوزف كيلوغ لتولي هذا المنصب الاستراتيجي بالوكالة.  وكان الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر، قال في وقت سابق الاثنين: إن “الرئيس يقيم الوضع ويتحدث مع نائب الرئيس وعدة أشخاص آخرين” فيما صبت الصحافة انتقاداتها على فلين.

وخلال محادثاته الهاتفية مع السفير الروسي في ديسمبر كان مايكل فلين معينا في هذا المنصب المهم في وضع السياسة الخارجية والأمنية للرئيس المقبل، لكن فريق ترامب كان لا يزال في المرحلة الانتقالية قبل ثلاثة أسابيع من تولي مقاليد السلطة رسمياً.

وفي رد على سؤال عما إذا كان الرئيس ترامب على علم بأن فلين بحث مسالة العقوبات مع السفير الروسي، نفى شون سبايسر بشكل قاطع ذلك ، قائلاً “على الإطلاق لا” .

وبرزت أهمية فلين، وهو ليفتنانت جنرال متقاعد، قبل أيام من استقالته، حينما كان مع الرئيس ترامب في مقره في فلوريدا، وهو يستضيف رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أول قائد أجنبي يلتقي به في ذلك المقر. وقد اشتكى فلين في الماضي من طرده من منصبه من وكالة استخبارات الدفاع في 2014 بعد عامين فقط من كلامه بصراحة – كما يقول – عن التطرف الإسلامي. ويعتقد فلين أن الولايات المتحدة تخسر حربا عالمية على التطرف الإسلامي قد تستمر أجيالا. غير أن بعض العاملين داخل المؤسسة العسكرية يقولون إن خروجه من الوكالة ربما يكون له صلة بعدم شعبية التغيير الذي أدخله على الوكالة.

ووصفه مسؤولون أمريكيون سابقون عملوا معه عن قرب بأنه شخص مهذب، لكنه ليس مديرا جيدا. وظل فلين – وهو أب لابنين – أحد أكثر منتقدى إدارة أوباما السابقة بشدة، بالرغم من أنه كان ديمقراطيا طوال حياته. ولكنه تخلى عن الحزب الديمقراطي الذي كان يؤيده، وقرر التحالف مع ترامب، الذي رأي فيه رجلا يماثله، كما أنه من خارج الإدارة مثله. وكان فلين مناصرا متحمسا لترامب.

وعقّب على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة قائلا “لقد بدأنا ثورة. هذه أكبر انتخابات في تاريخ أمتنا، منذ مجيء جورج واشنطن عندما قرر ألا يكون ملكا.” ويشارك فلين ترامب كثيرا من وجهات النظر، من أهمها فائدة العلاقات الوثيقة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. ووصف فلين غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بأنه خطأ استراتيجي فادح، كما فعل ترامب. وهو يماثل ترامب أيضا في إثارة الجدل. فلين كان ديمقراطيا لكنه تحول إلى دعم ترامب وكان من مستشاريه وقد أثار ظهوره في العام الماضي في حفل عشاء عقد على شرف الحكومة الروسية، حيث جلس فلين على بعد مقعدين فقط من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكثير من الأسئلة، وأقلق اتجاهه الحميم نحو موسكو بعض خبراء الأمن القومي.

وكانت وجهة نظره بالنسبة إلى الإسلام مثار جدل آخر. فقد كتب تغريدة في فبراير  2016 يقول فيها إن “الخوف من المسلمين أمر منطقي”، وقال لصحيفة نيويورك بوست في يوليو  إن “العالم الإسلامي يمثل فشلا ذريعا”، وهو يحاول الترويج لخطته لمكافحة التشدد. وفي أغسطس خطابا في دالاس أمام مجموعة مناوئة للمسلمين وصف فيه الإسلام بأنه “إيدولوجية سياسية، تتستر وراء الدين”. وعبر البعض عن القلق من التأثير الكبير الذي قد يحدثه فلين في الرئيس ترامب الذي يفتقد إلى الخبرة الدولية.   وبالرغم من جميع منتقديه، كان هناك من وقف وراءه، باعتباره رجلا حاز على سمعة كبيرة كداهية استخبارات محترف خلال عمله في الجيش الأمريكي على مدى 30 عاما.

وفي نص الاستقالة، بدأ فلين رسالته قائلا: “خلال أدائي لمهامي كمستشار قادم للأمن القومي الأميركي، أجريت عدة اتصالات بنظراء ووزراء وسفراء أجانب. هذه المكالمات كانت لتسريع انتقال سلس، والشروع في بناء العلاقات الضرورية بين الرئيس ومستشاريه وبين القادة الأجانب. ومثل هذه الاتصالات تقليد متبع في أي عملية انتقال بهذه الضخامة”. وبعد اعترافه شرع فلين في تقديم الاعتذار: “للأسف، وبسبب تسارع وتيرة الأحداث، فقد أخطرت نائب الرئيس المنتخب وآخرين دون قصد بمعلومات غير كاملة فيما يتعلق باتصالاتي الهاتفية مع السفير الروسي.

واعتذرت للرئيس ولنائب الرئيس وقبلا اعتذاري”. ثم أكد فلين على أن استقالته لا تعني إخلالا أو تقصيرا في أداء مهامه، وكتب: “خلال خدمتي العسكرية المشرّفة على مدى 30 عاما، وفترة عملي كمستشار للأمن القومي، أديت واجبي على النحو الأكمل وبأمانة للمسؤولين الذين عملت معهم، ومن بينهم الرئيس الأميركي”. وتابع: “أتقدم باستقالتي، وأتشرف بأنني خدمت أمتي والشعب الأميركي بطريقة مميزة. أيضا أتشرف للغاية بأنني عملت مع الرئيس الأميركي الذي استطاع خلال 3 أسابيع إعادة توجيه السياسة الخارجية الأميركية على نحو جذري ليعيد أميركا إلى قيادة العالم مرة أخرى”.  ووجه فلين الشكر للرئيس الأميركي، وكل الأشخاص الذين عمل معهم وجمعته الصداقة بهم خلال المعركة الانتخابية القاسية والفترة الانتقالية الصعبة والأيام الأولى من الفترة الرئاسية. وتابع فلين رسالة استقالته التي جاءت قوية في صياغتها: “أوقن أنه مع القيادة الحازمة للرئيس دونالد ترمب ونائبه مايك بنس، والفريق الرائع اللذين توليا اختياره، فإن هذه الرئاسة ستدخل التاريخ باعتبارها الأعظم في تاريخ أميركا”. وختم بقوله: “الشعب الأميركي يستحق أن يُخدم على نحو أفضل، وسيعمل الجميع على أن تكون أميركا عظيمة مرة أخرى”

فى هذا السياق جاء خبر تعيين دونالد ترامپ صهره مستشاراً أعلى للرئاسة  غير صادم الكثيرين، إذ إن جارِد كوشنر بات الشخص الأقرب إليه منذ انخراطه في الحملة الانتخابية.،   يُقال إنّ الأثرياء لا يثقون إلا بأفراد عائلتهم الضيقة (الدائرة الصغيرة) فيأتمنونهم على أغلى ما عندهم: مصدر ثروتهم.  ثروة دونالد ترامب التي باتت أغلى من أمواله هو المنصب الذي انتزعه أخيراً بأصوات الأميركيين، رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. والشخص الذي قرر ترامپ ائتمانه عليها منذ الحملة الانتخابية هو زوج ابنته «المفضلة»، صهره، جارِد كوشنر. لقّبه البعض بـ«راسپوتين» المرشّح ــ القيصر يرافقه «كظلّه» وآخرون سمّوه «مدير الحملة بالأمر الواقع» و«الرجل الثاني الأكثر نفوذاً بعد دونالد نفسه» و«ترامپ mini me» (أو ترامپ على مصغّر)… تلك عيّنة من أسماء وصفات أطلقت على صهر الرئيس الأميركي منذ بدأ الشاب يظهر في قلب الحملة الانتخابية التي شغلت العالم كمحرّكها الرئيسي، حتى تعيينه أخيراً مستشاراً أعلى للرئيس.

جارِد (٣٦ سنة) هو زوج ابنة ترامب البكر إيڤانكا، وهو، كزوجته، ولد وفي فمه ملعقة ذهب ولم يعمل أبداً في السياسة من قبل وهو كحماه ورث عن والده إمبراطورية تجارية ضخمة وبات رجل أعمال ثرياً في سنّ مبكرة.من عائلة يهودية أرثوذكسية متديّنة، لم يتنازل كوشنر عن شرطه بأن تغيّر إيڤانكا دينها وتعتنق اليهودية قبل أن يتزوجها، فكان له ذلك. مؤمن وملتزم بتعاليم ديانته وطقوسها ويربّي ولديه على أساسها. جَدّا جارِد ناجيان من محرقة بولندا هاجرا وحطّا في بروكلين، والده تشارلي هو الذي أسس إمبراطورية «كوشنر» العقارية في الثمانينيات وجمع ثروة طائلة وانضمّ الى نادي رجال الأعمال المؤثرين والنافذين في نيوجيرسي. لوالدَي جارِد أيضاً مؤسسات طبية وتعليمية ومساهمات خيرية عديدة، حتى إن الكاتب دانيال غولدن ذكر في كتابه أن دخول جارِد إلى جامعة هارڤرد «كان نتيجة لمساهمات مالية ضخمة قدمها والده للمؤسسة التعليمية».

بدأ جارِد العمل في تجارة العقارات وهو على مقاعد الدراسة، فتاجر بعقارات مساكن الطلاب وغيرها وحقق أرباحاً طائلة. تخرّج جارِد في هارڤرد بشهادة علوم اجتماعية، ثم تخصص في إدارة الأعمال في جامعة نيويورك (لوالده أيضاً مساهمات مالية ضخمة فيها). لكن حياة جارِد شهدت منعطفاً هاماً بعد تخرّجه مباشرة، إذ سُجن والده بتهم فساد وتهرّب ضريبي وتهشّمت صورة العائلة واسم «كوشنر» إعلامياً واجتماعياً وفي مجال «البزنس». خاض الشاب العشريني امتحانه الأصعب وتحمّل مسؤولية الحفاظ على ثروة والده وأعماله وعلى العائلة وعلى إعادة تبييض صورة شركات «كوشنر» واستعادة الثقة بها. يقول بعض المحيطين بجارِد إنه كدّ في العمل طوال فترة سجن والده وظلّ يزوره أسبوعياً واستطاع إنقاذ الأعمال العائلية ونسج علاقات واسعة «مع كل من احتاج إلى نصيحة منه»، ومن أبرز ملهميه وناصحيه حينها رجل الأعمال وصاحب إمبراطورية الإعلام روبرت موردوخ الذي جمعته به علاقة وطيدة.

من أبرز إنجازات الشاب العشريني شراء جريدة «نيويورك أوبزيرڤر» الأسبوعية التي تعدّ من أشهر المطبوعات في الولاية، وقد ساهم في توسيع انتشارها على الإنترنت وزيادة أرباحها. لكن إنقاذ الصحيفة مالياً جاء «مقابل فقدان جمهورها النيويوركي النخبوي» كما يشير البعض، وخصوصاً بعد استقالة رئيس تحريرها بسبب خلافاته مع جارِد، «هذا الشاب لا يعرف ما لا يعرفه» قال رئيس التحرير عن مالك الصحيفة الجديد. الشاب الذي نجح في إنقاذ إمبراطورية والده ووسّع أعماله وامتلك صحيفة نخبوية ونسج علاقات جيدة مع نافذين وصُنّف بالدرجة ٢٥ على لائحة «فورتشن ماغازين» لأكثر الشباب المؤثرين في مجال الأعمال عام ٢٠١٥، بدأ يشعر بطعم النجاح باكراً و«بات يعدّ نفسه مختلفاً عن الآخرين يملك لمسة سحرية» تحوّل التراب ذهباً وتجعل من كل مغامرة نجاحاً. «دونالد ترامپ على الخطّ» قالت له السكرتيرة في أحد أيام العمل في عزّ صعود نجمه في نيويورك، ابتسم جارِد طويلاً وقال لها «أخبريه أني سأعاود الاتصال به»، يروي أحد العاملين معه في الشركة.

دونالد ترامپ لا يشبه جارِد لناحية أسلوب العيش الصاخب والإطلالات الإعلامية المثيرة والنبرة العالية في الكلام… ربما لكل ذلك انجذب الشاب المحافظ و«اللطيف جداً في تعامله مع الآخرين» الى رجل الأعمال الناجح صاحب إمبراطورية ترامپ. لكن الانجذاب ذاك تحوّل إلى إعجاب بعدما دخل جارِد إلى حلقة ترامپ العائلية الضيقة وتزوج ابنته «المفضّلة» والإعجاب بات دعماً مطلقاً خلال الحملة الانتخابية.

يقول البعض إن جارِد «آمن بنجاح ترامپ بالوصول إلى البيت الأبيض»، فيما يرى آخرون أن ترامپ وصهره «تجمعهما مصالح مشتركة وطموح جامح». والنتيجة: دونالد رئيساً وجارِد مستشاره الأعلى في البيت الأبيض.  فرض جارِد نفسه في قلب الحملة الانتخابية وتحوّل سريعاً من مسؤول عن الإعلام الإلكتروني للحملة الى مساهم في كتابة خطابات ترامپ، فمستشار يقترح عليه أفكاراً ومشاريع ويعقد له لقاءات مع شخصيات نافذة حتى بات الممر الإلزامي للوصول الى المرشّح. كسب جارِد ثقة دونالد وامتنانه ربما، وخصوصاً أن عائلة كوشنر ووالده تحديداً يموّل ويدعم تاريخياً مرشّحين ديموقراطيين، حتى إن أحد أشقّاء جارِد دعم حملة هيلاري كلينتون في السباق الرئاسي الأخير.

ثم جاء موقف الصهر الحاسم عندما دافع بشراسة عن والد زوجته الذي اتهم بمعاداة السامية، فردّ كوشنر من موقعه كيهودي ملتزم جميع التهم عن ترامپ بحنكة وحزم. بات جارِد الكلمة المسموعة في أذن ترامپ، حتى إن البعض يحسمون دوره الأساسي باستبعاد القاضي المقرّب من ترامپ حاكم نيوجيرسي كريس كريستي عن منصب نائب الرئيس، إذ إن كريستي هو الذي حكم على والد جارِد وسجنه قبل حوالى عشر سنوات.  قرر ترامپ إبقاء جارِد بجانبه بعد وصوله الى البيت الأبيض، فنصّبه مستشاراً أعلى وسلّمه أيضاً ملف المحادثات الإسرائيلية ــ الفلسطينية وهو من أصعب ملفات السياسة الخارجية. ترامپ قال إنه «واثق من أن جارِد سيساعده بأن يكون الرئيس الذي يحقق السلام»، لكن المراقبين يشككون في ذلك وخصوصاً أن عائلة كوشنر تدعم بناء المستوطنات غير الشرعية في فلسطين المحتلة من خلال تمويل إحدى المؤسسات الإسرائيلية المتطرفة، وجارِد شخصياً مقرّب جداً من محيط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل من بناء مستوطنات جديدة، قائلا إن الأمر “قد لا يكون مفيدًا” بالنسبة لجهود السلام في الشرق الأوسط، وذلك في تحول نحو موقف أكثر صرامة تجاه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال البيت الأبيض في بيان صدر أمس الخميس وفقًا لـ “سكاي نيوز”: “بينما لا نعتقد أن وجود المستوطنات يمثل عقبة في طريق السلام، نرى أن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة إلى ما وراء حدودها الحالية قد لا يكون مفيدًا في تحقيق ذلك الهدف”. غير أن البيت الأبيض أوضح أن إدارة ترامب “لم تتخذ موقفًا رسميًا إزاء النشاط الاستيطاني”، في تناقض مع الإدارات السابقة، التي اعتبرت المستوطنات غير شرعية. ويعد ترامب من المتعاطفين مع المستوطنات، وقبيل توليه المنصب انتقد بشدة إدارة سلفه باراك أوباما لعدم استخدامه حق النقض (فيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي ينص على إدانة المستوطنات. وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس ينوي مناقشة المسألة مع نتنياهو عندما يزور الأخير واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري. ومن المقرر أن يلتقي ترامب ونتنياهو في الخامس عشر من فبراير الجاري. ويأتي بيان البيت الأبيض بعد ساعات من تعهد نتنياهو بإقامة أولى المستوطنات الجديدة بالضفة الغربية منذ أكثر من عقدين “وفي أقرب وقت ممكن”، وبتعويض إزالة بؤرة استيطانية بموجب قرار محكمة.  وتعد هذه الخطوة الأحدث من جانب نتنياهو لتوسيع البناء الاستيطاني الإسرائيلي في أعقاب تنصيب ترامب.

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس “دونالد ترامب” وعددًا من المحيطين به، كانوا من الممولين لمستوطنة “بيت إيل” المقامة على أراضي المواطنين بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة. وأضافت الصحيفة – في تقرير لها – أن علاقة “ترامب” بالنشاط الاستيطاني ربما تُنهي السياسة التي ظلت الولايات المتحدة تتعامل بها مع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي عقودًا. وأوضحت أن مستوطني “بيت إيل” فرحون بتولي “ترامب” منصب الرئاسة، وبدؤوا حاليًا يَنشطون في تطوير مستوطنتهم التي تأسست عام 1977؛ لافتةً إلى أنهم افتتحوا هذا الشهر مدرسة دينية رغم النزاع حول أي بناء جديد في المستوطنة. وقال التقرير إن أغلب المجتمع الدولي يعتبر المستوطنة التي تقع في عمق الضفة الغربية “غير قانونية”، لكنها تحصل على الدعم من مساندين ذوي نفوذ كبير مثل “الجالس حاليًا على رأس البيت الأبيض (في إشارة إلى ترامب)”.

وأشار إلى أن العديد من المقربين من “ترامب” لديهم علاقات وثيقة باليمين المتطرف في “إسرائيل”؛ من بين هؤلاء اليهودي “ديفيد فريدمان” الذي اختاره “ترامب” سفيرًا لدى “إسرائيل”. “فريدمان” هو رئيس “أصدقاء مؤسسات بيت إيل الأميركيين”، والتي تجمع من التبرعات سنويًا نحو مليوني دولار لهذه المستوطنة، بحسب الصحيفة الأمريكية. ويقول الموقع الرسمي للجمعية إنها ساعدت في انتقال كثير من الأزواج الشباب إلى المستوطنة، وإنها تعمل حاليًا على “خلق واقع على الأرض”؛ لمنع المحاولات الدولية لاجتثاثها. الصحيفة الأمريكية تقول أيضًا إن “جاريد كوشنر” – صهر ترامب ومستشاره – سبق أن تبرع بآلاف الدولارات للمستوطنة، كما أن “ترامب” نفسه تبرع عام 2003 بعشرة آلاف دولار. وتابعت: “علاقات ترامب بنشاط المستوطنين تسمح لهم بالمزيد من الحرية للبناء دون اعتراض من الولايات المتحدة التي كانت تعتبر مستوطنات الضفة غير قانونية”. وأضافت أن المؤشرات الأولى على هذا التغيير في السياسة الأمريكية، هي إعلان “إسرائيل الجريء” الاعلان فى لاسبوع الثانى من عهد ترامب   ، أنها ستبني 2500 وحدة استيطانية جديدة، بما في ذلك 20 وحدة ببيت إيل؛ لافتةً إلى أن إدارة “ترامب” تحاشت إدانة هذه الخطوة. وتضمن التقرير تعريفًا بالسفير “فريدمان” يفيد بأنه ابن حبر يهودي أرثوذكسي، وليست لديه خبرة في العمل الدبلوماسي، وسبق له أن صرح علنًا بأن حل الدولتين يجب أن ينتهي، كما أنه مساند متطرف للمستوطنات، وأعلن عن أمله في العمل من القدس.

اعربت المكسيك عن أسفها وصدمتها بعد ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقرار دونالد ترامب بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. وذلك بعد أن عبر نتانياهو على تويتر عن تأييده الشديد لقرار ترامب بناء الجدار بين البلدين. أعربت المكسيك عن أسفها للتأييد الذي أبداه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لقرارالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بناء جدار على الحدود مع المكسيك. وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان إنها تعرب عن “صدمتها العميقة ورفضها وخيبة أملها” من التغريدة التي نشرها نتانياهو في وقت سابق السبت وأيد فيها بقوة قرار ترامب بناء جدار على الحدود مع المكسيك. وأضاف البيان مخاطبا الإسرائيليين أن “المكسيك صديقة لإسرائيل ويجب على رئيس وزرائكم أن يعاملها كذلك”.

والأربعاء وقع ترامب مرسوما تنفيذيا يأمر المسؤولين بالبدء في “تخطيط وتصميم وبناء جدار فعلي” على طول الحدود مع المكسيك البالغة 3200 كلم، وفاء لوعده الانتخابي.  وقال نتانياهو في تغريدة باللغة الإنكليزية “الرئيس ترامب على صواب. لقد بنيت الجدار على طول حدود إسرائيل الجنوبية. وأوقف الجدار جميع المهاجرين غير الشرعيين. نجاح عظيم. فكرة عظيمة”، وأضاف العلمين الإسرائيلي والأمريكي إلى تغريدته.  ولم يخف نتانياهو، الذي يترأس أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل، إعجابه بالرئيس الأمريكي الجديد.  وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية الخميس استشهد ترامب بإسرائيل لتبرير قراره، وقال إن الجدار “أوقف 99,9%” من الهجرة غير الشرعية. وكان ترامب يشير إلى الجدار الذي بنته إسرائيل على طول حدودها مع مصر (240 كلم) والذي اكتمل بناؤه في 2014. وكان العديد من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين يمرون عبر هذه الحدود.

فجرت قضية الجدار العازل، الذي يعتزم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بناءه مع المكسيك، أزمة غير متوقعة ولم تكن بحسبان الأمريكيين، الذين سيتجرعون على ما يبدو التأثيرات السلبية لقرار إنشاء ذلك الجدار أكثر من المكسيكيين أنفسهم.  ويتوقع كثير من الأمريكيين أن يفقدوا مكونًا غذائيًا هامًا جدًا في حياتهم، خاصة وأنه الفاكهة المفضلة لهم على مائدة الإفطار، بل وإنها تعتبر “فاكهة أمريكا المفضلة” كما يطلقون عليها في الولايات المتحدة.  فبعد إصدارالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار بناء الجدار الحدودي واقتراحه فرض ضريبة تقدر نسبتها بـ 20% على واردات المكسيك، ارتفعت حدة التوتر على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” بسبب احتمالية ارتفاع أسعار “الأفوكادو” الذي يتم استيراده من المكسيك.  ويفوق الطلب على “الأفوكادو” معدل الإمداد، حيث أكدت دراسة أصدرتها “مؤسسة المجلس الأطلسي” أن المكسيك تصدر أكثر من 80% من إنتاجها من ثمرة “الأفوكادو” للولايات المتحدة الأمريكية.  وبينما تواصل المكسيك رفضها تمويل بناء الجدار الحدودي الذي تقدّر تكلفته بـ 15 مليار دولار، قال ترامب إن الضريبة التي سيتم فرضها ستخصص لبناء الجدار، لكن وزير الخارجية المكسيكي صرّح بأن هذه الضريبة ستؤثر سلبيًا على الأمريكيين الذين يستهلكون البضائع المكسيكية لأن سعرها سيرتفع.  وعلّق وزير الخارجية، وفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، على قرار ترامب قائلًا: “أنت بذلك سترفع أسعار العديد من المنتجات مثل الأفوكادو والأجهزة وشاشات التلفاز”.

وأحد أبرز المعارضين لفرض هذه الضريبة هو السيناتور الجمهوري ليندس غراهام، حيث قال إن “هذه الخطة ستجعل الأمريكيين يحزنون”، مضيفًا في تغريدة له: “نعم لتأمين الحدود، لكن لا نريد التعرفات الجمركية، لأن المكسيك ثالث أكبر شريك تجاري، وأي ضريبة قد تكون حاجزًا ضد النمو الاقتصادي”، وتابع: “ببساطة.. أي سياسة من شأنها رفع أسعار الكورونا والتاكيلا والمارغريتا ستكون فكرة سيئة في هذا الوقت”. والأمريكيون قد يشعرون بالذعر إذا ما ارتفعت أسعار فاكهة “الأفوكادو“، والتي تعتبر المكسيك من أكبر مصدريها، حيث يعتبرها الأمريكيون فطورهم المفضل. وعلّق أحد مستخدمي تويتر متحسّرًا: “عندما سمعت أن أسعار الأفوكادو سترتفع بسبب قرار ترامب أُعيدت لدي ذكرى يوم الانتخابات”، في حين ادعى أحد مستخدمي “تويتر” أن تلك الضريبة تُثبت كُره ترامب لسلطة “الأفوكادو”.

وأشار آخرون إلى أن ارتفاع أسعار “الأفوكادو” قد يدفع الأمريكيين إلى الاحتجاج ضد ترامب، وكتب أحد المغردين: “لا يمكنني الانتظار لبدء مسيرة أخرى يكون سببها اختفاء الأفوكادو من على موائد إفطارنا”. وبعد موجة الهجوم التي تعرض لها هذا القرار على “تويتر” تراجع شون سبيسر السكرتير الصحفي للبيت الأبيض عن تصريحاته السابقة، وقال إن “الضريبة كانت أحد الأفكار التي تم طرحها لتمويل بناء الجدار وهي خطة لا تزال في مراحلها المبكرة، كانت هذه أحد الاقتراحات لتمويل بناء الجدار وليست قرارًا نهائيًا”.

وأضاف: “لقد تم سؤالنا مرارًا وتكرارًا عن كيفية تمويل بناء هذا الجدار، وكانت هذه إحدى طرق التمويل المحتملة”. ويعتبر تراجع سبيسر عن تصريحاته السابقة أمرًا لا بأس به، وذلك لأنها جعلت اقتراح الضرائب تلك يبدو كأنه قرار نهائي.  لكن هذه الخطة من شأنها تحميل عبء بناء الجدار الحدودي على المستهلكين الأمريكيين الذين يشترون بضائع من المكسيك أكثر مما تشتريه المكسيك منهم، ويبلغ حجم هذا الفارق في الميزان التجاري حوالي 61 مليار دولار.  وقال بول راين رئيس مجلس النواب الأمريكي، إن الكونغرس يعتزم تخصيص أموال بناء الجدار الحدودي من قانون الاعتمادات الخاصة، مضيفًا: “نحن سنبدأ في مراجعة قانون بناء الجدار الأمني، وهو عبارة عن حاجز مادي على الحدود”.

وعلّق النائب الجمهوري عن ولاية ويسكونسن قائلًا: “نحن سننتظر لنرى ما الذي ستفعله الإدارة بشأن هذا القرار”.  وكان ترامب قد وقّع أمرًا تنفيذيًا يقضي ببناء جدار حدودي يفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، وأن المكسيك ستسدد تكلفة بناء هذا الجدار للولايات المتحدة بشكل أو بآخر، لكن الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو أشار سابقًا إلى أن بلاده لن تدفع تكلفة بناء الجدار بغض النظر عما يقوله ترامب.  وكان ترامب قال في تصريحات سابقة “نحن في طريقنا لبدء هذه المفاوضات قريبًا، وستسدد المكسيك التكلفة بأي شكل من الأشكال، وأن الجدار لن يكلّف الأمريكيين شيئًا، وعلّق ترامب على اعتراض رئيس المكسيك قائلًا: “عليه أن يقول ذلك، لكنني أقول لكم إنهم سيدفعون التكلفة”.  وكان من المخطط أن يلتقي ترامب ورئيس المكسيك في اجتماع بالبيت الأبيض الأسبوع المقبل، لكن  تم إلغاؤه، وعلّق ترامب على إلغاء هذا الاجتماع  قائلًا: “إذا لم تتعامل المكسيك مع الولايات المتحدة باحترام، فلن يكون هناك ثمرة لهذا الاجتماع، وسأتخذ طريقًا مختلفًا لأننا لا نملك خيارًا آخر”.  وادعى الرئيس المكسيكي في تغريدة له على تويتر، وقبل تصريحات ترامب، أن حكومته هي من ألغى هذا الاجتماع، وورد في تغريدة الرئيس المكسيكي: “هذا الصباح أخبرنا البيت الأبيض أننا لن نحضر الاجتماع المخطط له”.

وعدت المدن الأميركية التي تشكل ملاذات للمهاجرين بأن تواصل حماية سكانها الذين لا يحملون أوراقا ثبوتية، وألا تبلغ السلطات الفدرالية عنهم، وذلك رغم تهديد الرئيس دونالد ترمب بحرمانها من مليارات الدولارات. وكان ترمب أصدر مرسوما يلزم المدن بالإبلاغ عن المهاجرين غير النظاميين، وينص على حرمانها من مخصصات فدرالية إذا لم تستجب لذلك.

كما أصدر الرئيس الأميركي الجديد مرسوما يقضي ببناء جدار على حدود المكسيك لوقف الهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة. وردا على هذه الخطوة، أكد رئيس بلدية نيويورك الديمقراطي بيل دي بلازيو، أنه سيتصدى للاقتطاعات في الميزانية التي أعلن ترمب أنه سيفرضها. وقال “إذا قطعت أموال، فإن مدينة نيويورك ستلجأ فورا إلى القضاء”. وتابع أنه إذا تم تطبيق المرسوم “فسيهاجَم ليس في القضاء فحسب، بل سيواجه مقاومة واسعة في البلاد”.

بدوره، قال رئيس بلدية لوس أنجلوس إريك غارسيتي -وهو ينتمي أيضا للحزب الديمقراطي- “نحن نتعاون بانتظام مع سلطات الهجرة، وخصوصا حول الحالات المتعلقة بجرائم خطيرة”.  وأضاف “لا نطلب من الشرطة المحلية تطبيق قوانين الهجرة وهي سياسة متبعة منذ أربعين عاما، وذلك من أجل خير الجميع”. من جانبه، قال رئيس بلدية سان دييغو، كيفن فولكنر، إن التجارة عبر الحدود تخلق وظائف، مضيفا “وأدعم بشكل كامل اقتصادنا وثقافتنا المزدوجة”.

وتكتسي تصريحات فولكنر أهمية لكونه ينتمي للحزب الجمهوري -مثل الرئيس ترمب- ولكون هذه المدينة تقع على الحدود مع المكسيك. واعتبر العضو الديمقراطي في المجلس البلدي لسان دييغو، كريس وورد، أن تنظيم دوريات في المدن الحدودية مع آلاف العناصر المسلحة “يعرض حياتنا للخطر وسيحول مجتمعاتنا إلى مناطق عسكرية”. ورأت عضو مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا الديمقراطية كامالا هاريس، أن عدم توفير فرص التعليم والخدمات للأطفال لن يؤدي إلى ضمان أمن المجتمع الأميركي. واشنطن العاصمة ومدن أخرى شهدت احتجاجات واسعة ضد سياسات ترمب (الأوروبية).

وقال رئيس بلدية أوكلاند (ديمقراطي) ليبي شاف إن خليج سان فرانسيسكو “يتحد ضد الإفلاس الاخلاقي الذي يمثله سياسيو البيت الأبيض، والذي يشق عائلات ويجعلنا نتجاهل مهاجرين محتاجين للمساعدة”. وأضاف أن هذه السياسة من شأنها هدر جهود حوالي مليون شاب منتج “هم على طريق الحصول على المواطنة وتثبيت أوضاعهم”.

أما رئيس بلدية شيكاغو (ديمقراطي) رام إيمانويل، فخاطب المهاجرين قائلا “سواء كنتم من بولندا أو باكستان أو الهند أو إيرلندا أو إسرائيل أو المكسيك أو مولدافيا التي يتحدر منها جدي، فأنتم موضع ترحيب في شيكاغو”. وقال الوزير الديمقراطي بولاية نيويورك أريك شينادرمان إن “الرئيس ليست لديه سلطة دستورية لقطع أموال عن ولايات ومدن لمجرد أنها تصرفت بشكل شرعي لحماية عائلات مهاجرين”. وأضاف “أشجع الرئيس ترمب على سحب مرسومه فورا، وإذا لم يقم بذلك فسأفعل كل ما بوسعي للتصدي له”.

وكذلك توعد بعض قيادات المهاجرين بتحدي سياسات ترمب، وأكدوا استعدادهم للمواجهة من أجل عيش الحلم الأميركي.  لكن رئيس لجنة الأمن الوطني في الكونغرس مايكل مكول أبدى دعمه لأن تؤدي واشنطن العاصمة عملها وأن تضمن الحدود. وقال إن ترمب اتخذ إجراءات جريئة من “شأنها أن بقي المجرمين والمخدرات والإرهابيين المحتملين خارج بلادنا”.  وأشاد وزير العدل في ولاية لويزيانا جيف لاندري (جمهوري) بسياسات ترمب تجاه المهاجرين، وطالب الكونغرس باتخاذ إجراءات عقابية ضد المدن التي تدعم الأنشطة غير المشروعة، على حد قوله.

قد يؤدي مرسوم وقع عليه الرئيس دونالد ترامب بشأن وقف دعم المدن التي ترفض ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى تجريد ميزانية 10 مدن أميركية من حوالي 2.27 مليار دولار، وفق دراسة لوكالة رويترز الخميس.  وأوضح تقرير الوكالة أن قرار الإدارة الأميركية التنفيذي الذي صدر الأربعاء قد يمنع 460 مليون دولار من مغادرة الحكومة الفيدرالية لدعم برامج رياض الأطفال في تلك المدن.  وتتضمن الميزانية المهددة أيضا 238 مليون دولار تخصص للبلديات بهدف تطوير المطارات، إضافة إلى 153 مليون دولار للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (إيدز) وخدمات إغاثية.

وانتقدت السلطات المحلية ورؤساء بلديات المدن المستهدفة هذا القرار. وتعد نيويورك، وشيكاغو، ولوس أنجليس، وفيلادلفيا، وديترويت، وسياتل، وسان فرانسيسكو، وبوسطن، ودنفر، والعاصمة واشنطن أبزر المدن المهددة بوقف الدعم، حسب رويترز. وكان عمدة مدينة شيكاغو، التي تعتبر إحدى الملاذات الآمنة للمهاجرين غير الشرعيين، قد صرح بعد إقرار ترامب لمرسوم وقف الدعم أن سياسات مدينته ستبقى كما هي. هذا بدأ عدد من الشركات العالمية في اتخاذ اجراءات قانونية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب قانون حظر سفر مواطني عدد من الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وأوردت مجلة بزنيس انسايدر الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين أن 97 شركة من بينها آبل وفيسبوك واوبر وجوجل وإنتل بدأت في رفع دعوى قضائية في محاكم بولايتي مينسوتا وواشنطن ضد حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأمريكي على 7 دول اسلامية . مشيرة إلى أن هذا يعتبر تحديا قانونيا جديدا لقرار الحظر الذي فرضه ترامب.

وتقدمت الشركات بموجز احاطة قانونية والذي يرفع من قبل الأطراف التي لها مصلحة قوية في القضية ولكنها غير ضالعة بشكل مباشر في القضية.. حيث يحدد الموجز أهمية المهاجرين للاقتصاد الأمريكي.  وجاء في نص الموجز “إن المهاجرين قاموا بالعديد من أعظم الاكتشافات في البلاد، وأسسوا بعض الشركات الأكثر ابتكارا وشهرة في البلاد. وأمريكا أدركت منذ فترة طويلة أهمية حماية مواطنيها ضد أولئك الذين يريدون إلحاق الأذى بهم. ولكنها فعلت ذلك مع الحفاظ على الالتزام الأساسي بالترحيب بالمهاجرين من خلال زيادة تحريات وغيرها من الضوابط على الناس الذين يسعون إلى دخول بلادنا”.

ومن بين الشركات الأخرى التي تشارك في رفع هذه القضية نيتفليكس وليفت وسبوتيفي ولينكدإن. وتابعت المجلة أن شركة أمازون ليست من بين الشركات المدرجة على قائمة موجز الاحاطة القانونية، ولكن المديرين التنفيذيين بالشركة قدموا وثائق قانونية في وقت سابق من هذا الأسبوع تقر بأن موظفيها سيتأثرون بشكل مباشر بقرار الحظر. وشركة تسلا ليست ضمن القائمة . والرئيس التنفيذي أيلون موسك هو ضمن مجلس الأعمال الإستشاري للرئيس ترامب، والذي عقد أول اجتماع له يوم 1 فبرير 2017 ولم يكن الاجتماع عاما ولكن موسك غرد في وقت لاحق عقب الاجتماع قائلا  أنه وضع مسألة الهجرة على رأس جدول أعمال المجلس.
نقلا عن البلاغ

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع