الأقباط متحدون - الترامبية : كاشفة ومنشأة لنظام دولي جديد
  • ٠٢:١٥
  • الاثنين , ١٤ نوفمبر ٢٠١٦
English version

الترامبية : كاشفة ومنشأة لنظام دولي جديد

سليمان شفيق

حالة

١٥: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١٦

ترامب والسيسي والبابا تواضروس
ترامب والسيسي والبابا تواضروس

سليمان شفيق
كان فوز الجمهوري ترامب كاشف ومنشأ في نفس الوقت  لسقوط العالم "احادي القطبية" وتشكل نظام دولي جديد "متعدد الاقطاب" بزعامة الولايات المتحدة ـ سواء قتل ترامب او عاش ـ  وفي حالة استمرارة علي قيد الحياة فسوف تتشكل "اممية دينية مسيحية" جديدة ، وبداية لابد ان نعرف ان "الترامبية" هي محصلة : تكتل الطبقة الوسطي الامريكية من مهنيين ورجال صناعة والذين عرضتهم سياسات الديمقراطيين للافلاس وتردي الاوضاع ، واتحاد رؤساء الكنائس الامريكية (مشيخيين وكاثوليك وروم ارثوزكس ) علي شخصة متجاوزين خلافاتهم العقيدية من أجل مصالحهم ، ووصل الامر الي دعاية القساوسة والكهنة لترامب في الكنائس والمنازل ، كون ترامب رافض للمثلية والاجهاض وكل ما يحفز اليمين المسيحي نحو عودة المثل الامريكية الاخلاقية التي يرونها تضمحل في حكم الديمقراطيين ، ولا ننسي "العنصريين البيض" وتأييدهم المطلق لترامب .

كل هؤلاء كانوا خارج حسابات النخب الاعلامية والهوليودية وقطاعات من وول ستريت ، والذين صدمتهم النتيجة وزلزلت كيانهم بطريقة جعلت بعض المحللين يهمسون بأحتمالات أغتيال ترامب علي غرار جون كيندي خاصة وان رياح الكاثوليك دفعت سفينة ترامب في اتجاة البيت الابيض ، ولا ننسي ان الشعوب حينما تشعر بالخطر تختار الاقوي ، وبالطبع تحالفات هيلاري والديمقراطيين مع الاخوان وداعش خدشت حياء الاخلاق الامبريالية للشعب الامريكي .

لم يتوقف الامر علي الداخل الامريكي بل ألقى فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" بالرئاسة الأمريكية بظلاله على العديد من دول العالم،فأنقسم العالم مابين مؤيد ومعارض .

باستثناء بريطانيا وروسيا والاحزاب اليمينية الاوربية ، بقية دول الاتحاد الاوربي قلقة ، حيث قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه هنأ ترامب على فوزه، ولكنه اضاف ان ذلك الفوز يؤذن"لبدء مرحلة من عدم اليقين وانة ينبغي لفرنسا ان تكون اقوي ولاوربا ان تتوحد حول القضايا الدولية في المقابل ،"مارين لوبان" علي العكس رئيسة الحزب اليميني الفرنسي ماري لوبان ،قالت عن فوز ترامب :"حدث ثوري في السياسة الدولية"، نائب ميركل"سيجمار جبرائيل" :  "  ترامب خطر علي الديمقراطية ومؤشر للحكم الشمولي" ومن شرق اسيا الكوريتان يتحدان لاول مرة في القلق من ترامب  حول موقف ترامب ، التنين الاصفر الصيني يتحسس الخطر فيما يتعلق بالسوق الامريكي خاصة في السيارات  ، من جهة اخري هنأت رئيسة الحكومة البريطانية "تريزا ماي" ترامب وقالت :" ان بريطانيا والولايات المتحدة ستبقيان شريكتين في كافة الميادينالتجارية والامنية والسياسية ، مؤكدة علي عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين ،في اسرائيل وصف نتنياهو ترامب بأنة صديق حميم لاسرائيل ،وزير التعليم الاسرائيلي"نفيتالي بينيت" زعيم حزب البيت اليهودي اليميني قال "انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة يعني عمليا نهاية فكرة الدولةالفلسطينية"، بينما دعت وزيرة

 العدل"ايليت شاكيد "ترامب الى تنفيذ وعده ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس،واعتبرت ان فوز ترامب يمثل تسونامي في العلاقات الدولية ،من جانبه، قال رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم إن صفحة جديدة ستفتح في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة اذا قامت الاخيرة بتسليم رجل الدين فتح الله غولن الى تركيا!!

والسعودية في مأزق ، والحلف (السعودي التركي القطري) انتهي عمرة الافتراضي ، واصبحت المنطقة رهنا بالولايات المتحدة وروسيا ومصر، الامر الذي دعا بوتين ترامب" للتعاون من اجل ترميم العلاقات الروسية الامريكية المأزومة " "  واكد رئيس الدوما " فيسلاف نيكونوف" ان ترامب سوف يفك كحلف الاطلنطي وسيتقارب مع روسيا في مواجهة الارهاب " ، امام كل ذلك تقول موجاريني مسئولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوربي : " السياسة في الاتحاد الاوربي لاتضعها امريكا وروسيا والمعاهدة مع ايران معاهدة دولية ولا يمكن ان تنسحب منها الولايات المتحدة منفردة "

ورفض البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إبداء حكم شخصى على الرئيس الأمريكى المنتخب «دونالد ترامب» فى مقابلة مع صحيفة إيطالية الجمعة الماضية ، وقال إن كل ما يشغله هو تأثير قرارات الساسة على الفقراء.ردا على سؤال من صحيفة «لاريبوبليكا» عن رأيه فى قطب العقارات الذى فاز بالانتخابات الأمريكية التى جرت الثلاثاء، قال البابا الأرجنتينى الأصل: «لا أصدر أحكاما على الناس ورجال السياسة.. أريد فقط أن أعرف المعاناةالتى يسببها سلوكهم للفقراء والمهمشين».

وأضاف البابا أن أكثر ما يقلقه فى هذه اللحظة هو اللاجئون والمهاجرون، وأكد «يجب أن نهدم الجدران التى تسبب الفرقة".

وفى وقت سابق من العام، قال البابا تعليقا على موقف ترامب من الهجرة الذى تضمن تعهده فى الحملة الانتخابية ببناء سور على الحدود الأمريكية-المكسيكية لإبعاد المهاجرين غير الشرعيين إنه «ليس مسيحيا».

وقال السيسي  علي ترامب بعد ان جلس معة  اثناء زيارتة الاخيرة للولايات المتحدة :"قائد قوي" strong leader)) ، وتواكب مع ذلك ان صوتت مصر مع قرار مجلس الامن الشهير الذي اغضب الشقيقة السعودية ، واكدت علي موقفها بأن الحل السلمي للمشكلة السورية هو الحل الوحيد، وحينما راقبت انتخابات الرئاسة اللبنانية ووجدت السفير المصري في لبنان يزور عون قبلها بثلاثة ايام زاد يقيني ان ترامب سينجح وان هناك زلزال في العلاقات الدولية .. ولكن بعيدا عن تحليلات "المظليين الفضائيين" والتي حولوا المصريين الي اولتراس ترامب في مواجهة اولتراس هيلاري ، تري ماهي الفرص والتحديات امامنا لعالم ما بعد الزلزال ؟ لمعرفة ذلك لابد ان نقرأ المشهد الدولي والاقليمي جيدا .

نحن اذن امام نظام دولي جديد متعدد القطبية : روسيا وحلفائها (ربما يتم احياء حلف وارسو)، والولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل،وماتبقي من الاتحاد الاوربي سيرمم حلف الاطلنطي، علي الجانب دول جنوب شرق اسيا سوف تتجمع حول نفسها ،الصين سوف تعتمد علي "اللوبي"الصيني في الولايات المتحدة ،خاصة وان لهم علاقات اقتصادية مع رجال الاعمال المتضررين من الضرائب ، روسيا ايضا سوف تعتمد ايضا علي كنائسها البيضاء السابقة والتي اسست مجلس الكنائس العالمي الذي تأسس 1945، وغالبية البيض الذين قادوا حملة ترامب والمتأثرين بالخطاب العنصري ، واغلب رؤساء الكنائس الامريكية الذين دائما ما يشجعون اليمين الديني .

فرص مصر كثيرة وفي مقدمتها المناورة علي كل تلك الاقطاب ، والاستفادة من اتفاقات السلام مع اسرائيل ، وملء الفراغ "السني السعودي ـ التركي" في المنطقة خاصة في لبنان وسوريا ، والتقدم بحذر نحو ايران عبر عون في لبنان والعبادي في العراق ، وعدم الموافقة علي الدخول في احلاف اقليمية او دولية ، والاستمرار في رفض القواعد العسكرية ، والاستفادة من الكنائس القبطية الانجيلية مع الولايات المتحدة والارثوزكسية مع روسيا والكاثوليكية مع الفاتيكان ، وأعادة النظر في للكنيسة الارثوزكسية في الفصل بين العقيدي والسياسي في العلاقة مع الكنيسة الروسية والعائلة الارثوزكسية من أجل تثبيت مكتنة الكنيسة اقليميا ودوليا .