الأقباط متحدون - الشاعر شعبان يوسف : سيد قطب كلن متحولاً و الشاطر ماركسى
  • ٠٦:٢٨
  • الثلاثاء , ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣
English version

الشاعر شعبان يوسف : سيد قطب كلن متحولاً و الشاطر " ماركسى"

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣

جانب من البرنامج
جانب من البرنامج

 إعداد وتقديم: مدحت بشاي

قال الشاعر والناقد شعبان يوسف إنه لا يجب أن تقتصر محاكمة الدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة السابق، بتهمة الـ"CD" الأخلاقى، وإنه يجب أن تتم مساءلته قانونياً حول المخلفات التى قام بارتكابها أثناء توليه للوزارة فى عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين، و الذى سقط بثورة الثلاثين من يونيه 2013. 

و أضاف: "سيد قطب" من أكبر المثقفين المتحولين..و"الشاطر" كان ماركسى! المثقفون ضد الفاشية الدينية على طول الخط و ضد العسكر عندما يصبحوا فاشيين فقط - محمد عمارة يمارس التحريض ويخفي تاريخه النخبة تتأثر بالأحداث بشكل كبير خاصة المعارضة ، و أن التحولات التى يتعرض لها المثقفون بعد الثورات تنقسم لتحولات فكرية ، و تحولات انتهازية .

 و استعرض شعبان أمثلة من التاريخ و حتى الآن بالرجوع لثورة 19 ، نجد أن قيادة الثورة انقلبت على نفسها و فى ذلك الوقت نشأ الحزب الشيوعى المصرى و السلطة كسرت هذا الحزب ، و قائده محمود حسنى العرابى و معه سلامة موسى و محمد عبد الله ، و الثلاثة حدث لهم تراجع فكرى ، فسلامة موسى ارتعب من انتمائه لحزب شيوعى لدرجة أنه عندما قرأ كتاب رأس المال كان يقطع كل صفحة عقب قرائتها . 

وتابع: هؤلاء المثقفون تحولوا فكريا و ليس بشكل انتهازى و منهم محمد حسين هيكل ، و أكد الناقد أنه يحترم من يتغيرون أيديولوجيا ، و ليس حسب الموجة ، و ضرب مثال ب د. محمد عمارة احد قيادات الحزب الشيوعى المصرى ، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة الأزهر ، و ارتكب فيها عمارة كافة انواع التحريض على المجتمع المدنى ، وحين كان طالبا أصدر كتاب " القومية العربية " و اصدر منه عدة طبعات كل طبعة حملت تغيرات ،ووصف شعبان ذلك بأنه محاولة لإخفاء تاريخه . لكن على الجانب الآخر المستشار طارق البشرى فى الثمانينات كتب " تاريخ الحركة السياسية " ، و عندما تغيرت افكاره لم يغير من الكتاب و تركه كما هو ، و أضاف ملاحظاته فى المقدمة التى وصلت الى 68 صفحة ظهر فيها تعاطفه مع الأخوان و اخذ موقف من الحركة الشيوعية و اتهمها بانها حركة يهودية . و ربط شعبان أن تغير طارق البشرى ارتبط بصعود للتيارات الإسلامية مجددا فى السبعينات ، و أن خيرت الشاطر نفسه بدء حياته ماركسى . 

و عن سيد قطب وصفه الناقد بأنه من أكبر المتحولين فكان أديب و شاعر و له رواياتان أشواك و المدينة المسحورة و طفل من القرية التى تعد سيرة ذاتية اهداها لطه حسين ، و عندما سافر لأمريكا فى 48 تحول بعدها من مفكر حر لقائد إسلامى كبير ، و يظل حتى الآن ما حدث له فى أمريكا غير معلوم . كما وصف سيد قطب بأنه المفكر الأنظف فى الأخوان المسلمين لأنه ضد العمالة ، و كان عاشق لتراب مصر و كتب مقال عن كفاح طيبة و هوامش على التاريخ المصرى القديم ، و لم يستنكر تاريخه القديم فى حين قامت زينب الغزالى ببعث رسالة فى عام 1957 تستنقذ ملك السعودية لإنقاذ الأخوان .

 بعض من انشق عن الأخوان " مخبرين " مثل مختار نوح و ثروت الخرباوى لأنهم انشقوا و اخبروا عن أخوانهم ، فى حين أن د. كمال الهلباوى يتميز ببعض الاعتدال ، و أضاف ان جماعة الأخوان كانت مخترقة من الأجهزة المخابراتية المصرية و الأجنبية . 

و بعد حل الجماعة للمرة الثانية فى عام 1954 ، نشأ متحولون عن الأخوان سميت بـ "حركة احرار الأخوان " ووصفها بأنها كانت مجرد لعبة كما يحدث الآن و فى النهاية يظلوا أخوان ، و شبههم بمرض السرطان المستشرى صعب الاستئصال . أما عن مثقفى العصر الحالى الذين وصفوا ما حدث بالانقلاب العسكرى كالكاتب فهمى هويدى ، اتضح أنهم لم يعصروا على أنفسهم ليمون كما قالوا ، بل كان اختيارهم لمرسى أمر من المجلس العسكرى .

 و أن الفجيعة الكبرى عندما قام بعض المثقفين بحلف و دعموا مرسى ، منهم د. محمد الجوادى ، كما لام المثقفين الذين عملوا مستشارين لدى مرسى كمعتز عبد الفتاح و سكينة فؤاد و سمير مرقص و سيف عبد الفتاح ، الذى مازال يصر حتى الان على دعمهم ، و استنكر أن من استقالوا لم يكن سبب استقالتهم لأن الحكم غير ديمقراطى لكن لأن مرسي لم يكن يسمع لهم . و عن الاشتراكيين الثوريين قال أن رئيس الحزب " سامح نجيب " كتب كتابا عن الأخوان و امتدحهم ،و أكد أنه لا يريد أن يتهمهم بالعمالة و الخيانة لكن قال أن الحس الوطنى لديهم ضعيف ، و أنهم غضبوا لأن تمرد أخذ منهم المشهد ، و أن تمرد صناعة محلية ، و لكن الاشتراكيين الثوريين ليسوا صناعة محلية و الاوراق ستكشف ، كما وصف مواقفهم بالمتغيرة . 

و فى الختام قال أن التحول المنشود من الأخوان أن ينبذوا فكرة العنف ،و أن الاشتراكيين استطاعوا من قبل فى قمتهم أن يتخلوا عن شعار الديكتاتورية . المثقفون ضد الفاشية الدينية طوال الوقت ، و لكن لم يكونوا ضد العسكر طوال الوقت . فمن بداية ثورة يوليو 1952 و حتى الآن ، لم يحدث صدام سوى بين المثقفين الليبراليين و سلطة يوليو ، و الصدام مع المجلس العسكرى تحت قيادة المشير طنطاوى ، فالصدام مرتبط فقط بتحول العسكر لفاشية ، فالجيش و القوات المسلحة فصيل وطنى يراه المثقفون خط الدفاع عن البلاد .