الأقباط متحدون - الأزمة الاقتصادية تجفف منابع الخير
  • ٢٢:٥٢
  • الاثنين , ١٣ فبراير ٢٠١٧
English version

الأزمة الاقتصادية تجفف منابع الخير

اقتصاد | الوطن

١٤: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٧

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

 «قُطعت أيادى الخير من منابعها».. بهذه العبارة يمكن وصف ما يحدث حالياً، فمع تفاقم الأوضاع المادية للمصريين فى ظل الأزمة الاقتصادية التى

 
امتدت أذرعها إلى كل مناحى الحياة، قلّت التبرعات وجفت مصادرها، فجيوب المصريين خاوية إلا من جنيهات قليلة لم تعد تكفيهم.. فمن أين يأتون
 
بأموال للصدقة؟! إشكالية كبيرة حالياً تواجه العاملين فى الجمعيات الخيرية والمتطوعين، فعدد كبير من الأنشطة الخيرية التى كانت تستهدف الفقراء
 
توقفت إما بسبب قلة التبرعات أو ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الجمعيات على توفير الاحتياجات الأساسية للفقراء. «أرز، سكر، مكرونة، فول، صلصة،
 
سمن».. عدة كيلوجرامات من السلع الغذائية كانت تحتويها «شنط الخير» التى كانت توزع على الفقراء فى رمضان وفى غيره من الأشهر الحالكة التى
 
تمر على الفقراء بصعوبة، الآن لم تعد هناك «شنط» ولا «خير»، لكن الفقير ما زال موجوداً ينازع الفقر من أجل الاستمرار. لم يُضَر الفقير فى السلع
 
الغذائية فقط بل فى الأدوية أيضاً فبعض الأنشطة التى كانت تستهدف جمع الأدوية وتوزيعها على المرضى الفقراء بالمجان توقفت هى الأخرى ولم يبقَ
 
سوى «شريط برشام» تمنحه الجمعيات لكل مريض من أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا تتحمل أجسادهم ألم المرض.. حتى العرائس الأيتام اللاتى
 
كان لهن نصيب من الأجهزة الكهربائية وحفلات الزفاف الجماعية التى ترسم الفرحة على وجوههن لم تعد موجودة وعلى العروس الانتظار حتى إشعار
 
آخر. كل الجمعيات الخيرية تأثرت، حتى الدينية، سواء كانت إسلامية أو مسيحية، الكل على خط الفقر سواء، ورغم الاستغاثات التى سطرتها بعض
 
الجمعيات على مواقع التواصل الاجتماعى لإنقاذ الحالات التى ترعاها، خاصة المرضية، فإنها لم تجد العون، وهذا ما دفع الخبير فى التنمية الاقتصادية
 
الدكتور عبدالمعطى لطفى إلى التحذير من الأمراض الاجتماعية الناجمة عن «العوز»، والتى لخصها فى الحقد والغل على الأغنياء بما يهدد الأمن
 
القومى، فنوم الفقراء بدون عشاء ربما يزيد من حنقهم على المجتمع ويدفعهم إلى الانقلاب عليه، ليظفروا بثلاث وجبات، لا يطلبون غيرها. داخل
 
الجمعيات الخيرية وفى دروب الفقراء تجولت «الوطن» ورصدت الحال الذى وصل إليه الجميع، صناديق التبرعات داخل الجمعيات خالية كجيوب
 
المصريين، لكن طوابير الفقراء أمامها أول كل شهر لا تتوقف، كل منهم يحمل «الكارت» الذى اعتاد أن يحصل بموجبه على نصيبه من الخير، سواء
 
كان هذا النصيب شنطة أو علبة دواء أو «كيلو لحمة».