الأقباط متحدون - مجرد عتاب ناعم!
  • ٠٦:٣١
  • الاثنين , ٦ فبراير ٢٠١٧
English version

مجرد عتاب ناعم!

مقالات مختارة | مكرم محمد أحمد

٠٧: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٧

مكرم محمد أحمد
مكرم محمد أحمد

نقطة نور
حذر الرئيس الامريكى ترامب على لسان متحدثه الرسمى إسرائيل من نشر المزيد من المستوطنات فى الضفة والقدس، ليس باعتبارها عملا غير قانونى يخالف الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن ويشكل عقبة رئيسية امام جهود التسوية السلمية تغلق الطريق على حل الدولتين، ولكن باعتبارها مجرد خطر محتمل على استمرار عملية السلام!.

وكان سبايسر المتحدث الرسمى باسم البيت الأبيض قد أعلن فى بيان مهم ان الولايات المتحدة رغبت على امتداد 50عاما فى اقامة علاقات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولا تزال تأمل فى عودة الجانبين إلى مائدة التفاوض، لكن سبايسر تجنب الادانة الواضحة والمباشرة لعمليات الاستيطان، بما جعل معظم الصحف الامريكية تصف موقف الادارة الجديدة بأنه مجرد عتاب ناعم! بعد ان أعلنت حكومة إسرائيل قرارها ببناء 5500مسكن جديد فى أكبر عملية توسع شهدتها عملية الاستيطان فى القدس والضفة !.

وداخل إسرائيل يشتد الجدل حول مغزى وطبيعة التحذير الامريكى وهل يشكل نوعا من تخفيف الموقف الامريكى الذى ادان المستوطنات على امتداد السنوات الثمانى الاخيرة، ام انه فى جوهره وحقيقته يمثل اشارة خضراء تؤكد للاسرائيليين ان الولايات المتحدة لن تتخذ اية إجراءات محددة إزاء قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير، ام ان الهدف من البيان الامريكى ان يكون طلقة تحذير تلزم نيتانياهو مراجعة مواقفه؟!. وبرغم تضارب التفسيرات يجمع كل المعلقين الاسرائيليين على ان بيان المتحدث الامريكى لن يكون له اى اثر عملى على مواقف رئيس الوزراء نيتانياهو الذى يزور البيت الابيض فى منتصف فبراير الحالي، ومن الصعوبة بمكان اعتبار البيان الامريكى تحذيرا حقيقيا يلزم نيتانياهو وقف عمليات الاستيطان فى ظل سياسات ترامب التى لا تخفى انحيازها وتعاطفها الشديد مع إسرائيل، وثقته الشديدة فى معاونيه المعنيين بقضية الشرق الاوسط وأولهم كبير مستشاريه جراد كوشنير زوج ابنته اليهودى المحافظ الذى يفتقد اية خبرة سياسية ومع ذلك يؤكد ترامب ان عدم نجاحه فى انجاز تسوية سياسية للصراع العربى الاسرائيلى يعنى ان احدا آخر لن يستطيع إنجاز المهمة!،ولا يعنى ذلك ان الطرق معبدة امام ترامب بما يمكنه من نقل السفارة الامريكية إلى القدس فى ظل مؤشرات مهمة تؤكد الاحتمالات المتزايدة لتصاعد أعمال العنف فى الشرق الاوسط وتقويض جهود ترامب فى الحرب على الارهاب، وان كان من المؤكد ان الكثير من ردود افعال ترامب سوف يتوقف على مدى إمكان توحيد الجهود العربية فى موقف واضح وحاسم.
نقلا عن الأهرام

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع