الأقباط متحدون - نظرية «سوف» التى يحكم بها الرئيس!
  • ٢٢:٥٩
  • الاربعاء , ١ فبراير ٢٠١٧
English version

نظرية «سوف» التى يحكم بها الرئيس!

مقالات مختارة | إبراهيم عيسى

٠٧: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ١ فبراير ٢٠١٧

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى

لماذا عادت الدولة إلى شعار مبارك والإخوان: أنا أو الفوضى!

بقيت خمسة أشهر على وعد الرئيس بتحسُّن الوضع الاقتصادى، حيث طلب من المصريين الصبر ستة أشهر وكل شىء سوف يتغيَّر.

وبصرف النظر عن سر الأشهر الستة وما الذى يمكن أن يحدث كى تتحسَّن الأمور، إلا أن الرئيس وضعها لنفسه هدفًا وقدمها للناس وعدًا، صحيح أنه وعدٌ لم يكرره إطلاقًا ولا أكده بعدها أبدًا، إلا أنه فى بال كثيرين كما تناساه كثيرون، فقد سبق ووعد الرئيس بانخفاض الأسعار خلال شهرَين فقط ونظر بقوة وبحسم يومها إلى المسؤولين عن يمينه ويساره كأنما يأمرهم بالتحسُّن، ثم انقضى الشهران وبعدهما شهران فشهران فشهران والأسعار تنفجر فى زيادتها وارتفاعها عكس وعد الرئيس تمامًا!

المفاجأة بعد واحد وثلاثين شهرًا من حكم الرئيس السيسى أن الناس لا تزال تسأل السؤال نفسه:
البلد رايحة على فين؟

لم تنجح قرارات السيسى ومواقفه، وتصريحات السيسى وخطبه، وعواطف الرئيس وحلفاناته المفرطة، وشخط الرئيس ودموعه فى أن تبثّ فى الناس الثقة فى الغد، الاطمئنان لبكرة، لم ينجح فى تهدئة توتر المصريين وقلقهم من المستقبل.

لقد بذل السيسى محاولات هائلة فى أن يعطى المصريين هذه الحالة من الثقة فيه وفى ما يفعله، ولكنها لم تصمد عدة أشهر مع تدهور حياة المصريين الاقتصادية إلى درجة غير مسبوقة لم تصل إليها لا فى عهد مبارك ولا فى سنة الإخوان المشؤومة.

والمثير للشفقة أن الرئيس أطلق التصريحات التى تعِد الشعب بانخفاض الأسعار فزادت حتى الجنون، ومنها أسعار السلع الغذائية التى سمع المصريون عشرات المرات عن انخفاضها وطرح السلع المدعمة فى الميادين وعربات الجيش ومنافذ التموين، فانتفخت الأسعار ولم تنخفض قط رغم كل تعليمات السيد الرئيس، ثم إذا بالشعب يرى انهيارًا فى الخدمات الصحية إلى درجة عدم وجود الأدوية أصلًا، فضلًا عن ارتفاع أسعارها بطريقة مخبولة، ثم كذلك أسعار الخدمات فى النقل والمواصلات وجميع شؤون الحياة اليومية التى يفتخر الرئيس أنها لن تكون إلا بمقابل مادى وغير مجانية، حتى الطرق الجديدة الذى صار السائقون يدفعون مقابل المرور بها رسومًا يفوق بعضها الحد الطبيعى، ثم يرى ويسمع المصريون وعد الرئيس بتراجع سعر الدولار فإذا به يرتفع حتى الهوس، وبتوفُّر الوظائف فزادت نسبة البطالة، ثم إن الرئيس دائم الحديث عن الفقراء والغلابة الذين يضعهم فى قلبه وعقله ونور عينه، فإذا بنسبة الفقر ترتفع ويزيد عدد الفقراء بمعدل قياسى فى شهور ولايته، بل تنضم الطبقة المتوسطة بكل ثبات وقوة لتسقط فى هاوية الفقر.

من هنا فقد المواطن ثقته فى كل ما يُقال، خصوصًا أن كل ما قيل لم يحدث وكل ما تم الوعد به لم يتحقق، حتى استعادة الكهرباء التى شهدت عامًا معتمًا فى بداية ولاية السيسى جاءت بثمن غالٍ على فواتير المصريين.

ما الذى تفعله الدولة وأجهزتها أمام حالة تراجع ثقة المصريين فى حكمهم وحاكمهم؟

تفعل شيئَين.

الأول، التخويف وبثّ الذعر والرعب فى قلوب الناس وتهديدهم بأن بديل هذا الفشل الاقتصادى المريع هو الفوضى. الخلاصة أن النظام برئاسة السيسى عاد إلى شعار النظام برئاسة مبارك وشعار جماعة الإخوان فى رئاسة مرسى، شعار (أنا أو الفوضى).

الثانى، الإغداق فى الوعود والإغراق فى (السَوْفيات)، سوف نعمل وسوف نسوِّى وسوف نقوم وسوف نقعد وسوف نزرع وسوف نصنع وسوف نفعل.. وسوف وسوف وسوف!
نقلا عن المقال

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع