الأقباط متحدون - القضاء المتحزب لايصنع وطنا
  • ١٨:٠٦
  • الثلاثاء , ٣١ يناير ٢٠١٧
English version

القضاء المتحزب لايصنع وطنا

لطيف شاكر

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لطيف شاكر
أطلقت "ناشيونال جيوغرافيك" عام 2005 مشروع "جينوغرافيك" الذي يستخدم العلم للإجابة عن أسئلة عديدة حول العرق وأصل البشر واوضحت ان جينات المصريين تشمل  17  % اصلهم عرب   .

 والعرب المصريون نزحوا مع الاحتلالات العربية والبعض الاخر استقدمهم  الاحتلال الاموي من ارض الحجاز   في البداية لزيادة عددهم عن الاقباط حينذاك  وتسموا بالقبائل العربية وعددها يزيد عن 150 قبيلة’  في حين ان مصر لم تكن قبيلية البتة   فضلا عن تسميتهم بالعربية وهم يعيشون ارض مصر .
 ويتسم العرب بالاستعلاء  وكراهية الاخر  واضطهاد الغير مسلم  واكالوا عليهم  كل صنوف العذاب  والالام  ومحاولة تعريب  الهوية المصرية واحتقار التاريخ المصري ولو طالت ايديهم لهدموا كل الاثار والتراث المصري  وهدفهم الايكون دينان في اي دولة يعيشون فيها حتي ولو لاجئين, كما نري الان  في البلاد التي هجروا اليها , اضافة الي ممارسة العنف مع الاخرين  وشعارهم اما الذبح او اعتناق الاسلام   .

والعرب في مصر هم السلفيون والاخوان والاسلاميون بانواعهم المتعددة حتي الازهريون فهم  وهابيون فكرا وعملا والسعودية تقوم  بمدهم   بمبالغ هائلة امام سمع  ونظر الدولة .

وللاسف تغلغل هؤلاء العرب في كل اجهزة الدولة وسيطروا علي القضاء فصار قضاء متحزبا وعلي الامن فبات امنا اسلاميا...

ومتى تحزب   القضاء ،  واصبح يتحدث  باسم الحزب الواحد والدين الواحد والقائد الواحد، فستجد البلاد تعيش في شريعة الغاب، يأكل القوي فيها الضعيف، ولا يكون للقضاء دورٌ حينها، إلا التصديق على قرارات الفساد والظلم والطغيان .   
 
 يقول ابن خلدون عن العرب فصل  25
  أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب والسبب في ذلك أنهم امة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم وعندهم ملذوذ لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد لسياسة وهذه الطبيعة منافية للعمران و العرب لا يتغلبون إلا على البسائط .
 
يقول المؤرخ عبد العزيز جمال الدين : فمنذ الاحتلال  الاسيوي البدوي (العربي) عمل العرب علي حصر المصريون  الاقباط   في مفهوم ديني هدفه  ابعادهم عن وطنهم وحصروه في فكرة انهم  اقل ودون المستوي لانهم يدينون  بالمسيحية  ومن حاول منهم  المناداة باحياء الجذور المصرية الوطنية بعيدا عن الدين او اللسان العربي يتهم فورا بالخيانة للوطن  لانه ومن جهة نظر المحتل العربي يطالب بتغيير عربنة مصر والرجوع بها الي عصر ماقبل الاحتلال العربي وكأن العرب المحتلون اصبحوا هم اصحاب البلد وويل لمن يخالفهم
 
في مقابلة أجرتها وكالات الاعلام  الامريكية  مع  برنارد لويس  قال  :
 إن العرب  قوم فاسدون  مـُفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم .. وإذا تـُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية ارهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ..  ولذلك فان الحل السليم للتعامل معهم هو اعادة احتلالهم واستعمارهم   ولذلك فإنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية .. ولا داعي لمـراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم…. ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك :   إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا  ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المـُعلنة “هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية
 
سأل  تشرشل   وزيري العدل والتعليم: ماوضع القضاء والتعليم، فأجابوه: أن القضاء والتعليم على خير مايرام، فقال تشرشل: مازال القضاء والتعليم بخير فإننا بخير ولم نخسر المعركة بعد ... وبالفعل خرج تشرشل وحلفائه من الحرب العالمية الثانية منتصرين على ألمانيا النازية وأصدقائها

  ولا يصدق أحد أن هناك بلد متطورة في العالم لايكون لقضائها النزيه اليد العليا في هذا التطور، فمتى كان جميع المواطنين على اختلاف درجاتهم ومناصبهم سواسية أمام القانون فلن تجد أحد قادر على سرقة حق الضيف أو اغتصاب ماله أو التعدي على شرفه.

يقول   الكاهن  المصري نفرياهو في بردية له  موجودة في متحف ليننجراد وعمرها اكثر من 4000 سنة .. اذرف الدمع ياقلبي فقد اصبحت البلاد خرابا وكأن اهلها ليسوا باهلها اصبحت الوجوه غريبة

لقد حلت اللعنة  علينا وولي كل ماهو طيب ان ارض بتاح المقدسة بتسلل البدو من الشرق    الذين وطئت اقدامهم  ارض مصر واصبح المصري غريبا في ارضه واملاكه تنزع منه ةتعطي للغر يب ... رحلت العدالة عن بلادنا فرحل الخير والبركة

واورع ما يميز الحضارة المصرية القديمة هو قيامها على أسس الـ "ماعت" التى كانت تجسيداً يعبر عن جوهر الحق والصدق والعدل والنظام.. واعتبرت القانون الإلهى الكونى الذى يرسى قواعد الخير والحق في مواجهة قوى الشر والظلم
 
 وفي مسألة سيدة الكرم  والاتجاه الي القضاء ورفض المجالس العربقية الظالمة  .كنا نظن انها بداية على طريق دولة القانون أو ميلاد لدولة القانون والبعد عن المجالس العرفية لكن خاب ظننا .

لكن جاء قر ار الحفظ  بمثابة تعرية السيدة سعاد   مرة اخري  بل وتعرية سيدات مصر كلها  
ومابين الجلسات العرفية لظلم الاقباط  وبين  القضاء وحفظ التحقيق... ياقلبي احزن
 
وقرار الحفظ لم يكن مفاجأة بالنسبة لي  فكما ان الشوك  لاينتج عنبا   هكذا القضاء المصري  لا ينصف  قبطيا ,منذ الاحتلال العربي حتي اليوم وغدا  ,    لحين يأتي قضاء الرب المحتوم.
 
والعجب ان الرئيس  اعتذر 3 مرات للسيدة سعاد واعتذر كثير من الشعب المصري  لها وكانت عبارات الاعتذار تحمل مشاعر طيبة ولكن للاسف فوجئنا على خلاف ذلك مامعناه ؟
 
  والسؤال الآن هل الرئيس اعتذر عن واقعة لم تحدث؟
هل أجهزة الدولة التي أبلغت الرئيس شيئًا مخالفًا للحقيقة أم هى حقيقة بالفعل استاء منها الجميع؟..
 وهل معني هذا  هناك اتجاه لإسقاط دولة القانون؟،
هل الذمية عادت تطل برأسها  من جديد في هذا العهد ؟
هل لامفر من  المجالس العرفية في العصر الحالي ؟
 
لقد هاجر من قرية الكرم   ابان تعرية  السيدة سعاد   11 أسرة قبطية    خوفا من التهديد  والوعيد من جيرانهم المسلمين  وهذا  هدف السلفيين  تهجير الاقباط  اصحاب البلد من قراهم    حتي لايكون دينان اسوة بالجزيرة العربية , وذلك بمساندة الامن  والدولة  وبتحفيز  شيوخ الوهابية السعودية . في حين ان التهجير  ضد  الدستور وحقوق الانسان  كما اسلفنا في مقال العدد السابق .
 
ان تعرية سيدة الكرم وحفظ التحقيق هو بمثابة ناقوس خطر لكل الاقباط  في مصر وانها
قضية المراة المصرية
وقضية وطن
وقضية رأي عام
وقضية ضمير
وقضية عدالة
 
لكن وسط الحصي توجد لالئ  : تقدم عدد من المحامين المسلمين والمسيحيين بقيادة سامح عاشور  وايضا قدم  رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، موقعة من 50 ناشطًا سياسيًا، وعدد من الشخصيات العامة، للمطالبة بإعادة التحقيقات في واقعة تعرية القبطية 
 
اننا نحكم  الان في مصر بالعقيدة الدينية , يقول صموئيل هنتجتون  : العقيدة  وحدها لاتصنع أمة , فالأمة التي يتم تعريفها علي اساس العقيدة هي أمة هشة الي زوال .
 
وكتب الفيلسوف القبطي اثينا غوراس رسالة  الي الامبراطور الروماني عام 176 م  وكأنه  يخاطب  اليوم الحكومة المصرية يقول :
"ايتوني بمسيحي سارق او قاتل اوفاسد  .. اننا شعب نعبد الله الواحد ونتخذ زوجة واحدة ونعيش بالامانة والعفة دون ان نؤذي احدا فلماذا تقتلونا ؟!"
 
يقول اللورد كرومر عام 1908 في كتابه مصر الحديثة يقول :  من المحتمل ان يقوم الاقباط بدور ليس بقليل في ميدان تاريخ مصر المستقبلي فيجب ان يكونوا اقوياء ولكنهم فعلا ضعفاء  ومن الناحية الاخري قان انحدار الاقباط منذ الغزو العربي كان من المفهوم ان يؤدي بهم الان الي فقدان شخصيتهم وهويتهم واختفائهم من وادي النيل ولكنهم بدلا من ذلك فهناك الان علامات علي حدوث ميلاد جديد قبطي  وقوة الاقباط ذات الامكانيات الكبيرة واضحة في تغلغلهم في كل مظاهر الحياة المصرية وكذلك في الدافع القوي للتعلم ولقدراتهم العقلية الطبيعية 
 
وفي ضوء الاضطهادات المستمرة للاقباط  واسقاط حقوقهم كلية, اختم المقال   بنبؤة  هيرمس  الحكيم المصري من القرن الثاني  لكي نعتبر   : بعد ان كانت مصر صورة للسموات ويسكن الكون هنا في قدس معبدها ...ستصبح مصر مهجورة موحشة محرومة من وجود الاله يحتلها الدخلاء سيتنكرون لتقاليدنا المقدسة , ان هذا البلد الزاخر بالمعابد والاضرحة سيضحي مليئا بالجثث والمآتم , و النيل المقدس سوف تخضبه الدماء وستفيض مياهه محملة بالقيح .
سؤال اخير: ازاء مايحدث بمصر  من  اضطهاد واسلمة  الاقباط  واختفاء  المسيحيات,  هل ترامب هو العنصري ؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع