الأقباط متحدون - أنا أمضى لأعد لكم مكانا
  • ١٦:١٠
  • الثلاثاء , ١٣ ديسمبر ٢٠١٦
English version

أنا أمضى لأعد لكم مكانا

سامية عياد

مع الكرازة

٥٠: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

13/12/2016

عرض/ سامية عياد
قدم السيد المسيح أمثال توضح حقيقة الملكوت من ضمنها مثل بسيط يشبه ملكوت السموات بشبكة صيد طرحت فى البحر ، وامتلأت بسمك من أنواع وأشكال مختلفة ، لكن السمك نوعان جيد وردىء وابتدأ الصيادون يفرزون السمك ..

يقول قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "ملكوت السموات" لو تأملنا تفاصيل هذا المثل نجد أن الشبكة ترمز الى أمور كثيرة فى حياتنا فمن الممكن أن ترمز للكتاب المقدس وكلماته التى تصطاد الناس ، وقد ترمز الى الكنيسة باعتبار أنها تجمع من كل الأمم ومن كل الشعوب ومن كل القبائل ، وأيضا ترمز الشبكة للسيد المسيح باعتباره الصياد الأول للنفوس ، أما البحر فيعنى الزمان والضيقات ، ولأنك تؤمن بالسيد المسيح فهو يستطيع أن يصنع معك معجزة كل يوم وأن يسكت أمواج البحر أو ضيقات العالم "فى العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" ، والشاطىء يمثل نهاية العالم أو انقضاء الدهر ، حيث يجلس الصياد على الأرض يفحص السمك ، السمكة الجيدة يضعها فى أوعية للكرامة ، والسمكة الرديئة يطرحها خارجا هكذا يوم الدينونة العادل يحدث الفرز للبشرية ويتم الكشف والفرز بين الجيد والردىء منهما .

أما السمك قيل فى الكتابات المسيحية المبكرة أننا السمك الصغير بحسب سمكتنا الكبيرة ربنا يسوع المسيح ، شاء فولدنا فى الماء نحن السمك الصغير ، ورمزية السمكة تعنى إيمانى أن يسوع المسيح هو ابن الله المخلص ، وهناك الكثير من قصص السمك فى الكتاب المقدس أشهرها سمكة يونان النبى (الحوت) والسمكة فى سفر طوبيا التى أخرجت شياطين ، ومعجزة إشباع الجموع من خمسة أرغفة وسمكتين ، والسمك الجيد يرمز للأنقياء والأتقياء الذين عاشوا التقوى وعاشوا الوصية ويرمز أيضا الى الشهداء ، والسمك الردىء يرمز الى أصحاب الشر والخبث والذين يعيشون بالرياء والخداع والهرطقات ، فليس سبيل أمامهم غير التحول الى سمك جيد من خلال التوبة ، القديس أغسطينوس يقول عبارة جميلة "كثيرون يكونون زوانا فى البداية ، ولكنهم يصبحون حنطة بالتوبة والرجوع" ، وأخيرا الصيادون يقصد بهم الملائكة الذين سيصاحبون السيد المسيح فى مجيئه الثانى وهم الذين عهد إليهم بفرز الأشرار من الأبرار .

قد يعاتب البعض الله متسائلين : ألا توجد نهاية للألم والضيقات التى فى العالم؟ .. نحن فى زمن امتلاء الشبكة ، فى عالم الغربة والذى لا يمكن أن نميز فيه الجياد من الأردياء مثل الحنطة والزوان ، لذلك قال السيد المسيح "دعوهما ينميان كلاهما معا الى الحصاد" وفى مجىء المسيح يحدث الفصل والتمييز بين الاثنين