الأقباط متحدون - نتنياهو والكلبة المغتصبة
  • ٠٣:٢٨
  • السبت , ١٠ ديسمبر ٢٠١٦
English version

نتنياهو والكلبة المغتصبة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ١٠ ديسمبر ٢٠١٦

نتنياهو
نتنياهو

د. مينا ملاك عازر
قرأت ما تم تناقله، من أن ثمة كلبة تم اغتصابها، وهالني حجم الصدمة التي اتضحت من ردود أفعال الناس. يا سادة، ليست هي أولى المغتصبات من البهائم وارجعوا لفيلم الأرض، ثمة مشهد معبر لست أذكر أبطاله لكن أذكر أن أحدهم دخل على الآخر في الزريبة فوجده يضاجع بهيمة، فقال له "مع البهيمة يا نجس" إذن هي ليست فكرة مفاجئة واتت أحد الموتورين جنسياً والمكبوتين فكرياً وعاطفياً لكنها شائعة، وأقر أن أحدهم روي لي أن أحد العمال قال له منذ أكثر من عشرين عاماً أنه اعتاد على مضاجعة الخرفان في البيوت المهجورة، إذن يا سادة ليست المسألة مسألة مضاجعة بهيمة كلبة أو خروف إلخ...

القضية هي ردود أفعالنا، ادعاءنا الفضيلة ونحن نتمنى كسرها، ولست بحاجة لأن أنفي عن مجتمعنا المصري تفرده بهذه الحالة التي نرصدها الآن بكل وضوح فهؤلاء الذين أخذوا يصرخون بأن المجتمع بات في حالة سيئة، أكدت لكم أنها حالة قديمة ومتأصلة للأسف، لكننا لم نعالجها العلاج الصحيح بداعي أننا لا يجب أن نعلن عن مساوئنا، ولا أريد أن أسمع أن الحالة المادية هي الدافع لأن يقضي الموتور ووتره الجنسي مع أنثى أياً كانت آدمية أو غيرها، فهذا ليس صحيح فلم يكن كلينتون حين أخطأ مع مونيكا فقيراً، وغيره من الأثرياء الكثير، لكن الانفلات الأخلاقي وادعاء التدين ما يعجزنا عن مصارحة أنفسنا بأمراضها، وقد قال لي منذ أيام قليلة أحد الشباب الصغير عن أحد العفيفين الكبار أنه ساذج، وأنه لو كان مطرحه لفعل ما لم يفعله، هو قالها بكل جراءة، قل ببجاحة لكنه قالها مصارحاً نفسه بما لا نصارح أنفسنا به للأسف.

دعني أخذك من أمريكا ومصر حيث التناقض الاقتصادي، والتناقض في المفهوم الذي يقود علاقتنا بالدين، فقد ترى أمريكا منحلة، وترى مصر شعبها متدين كما تدعون، إلى إسرائيل حيث شهد الأسبوع الماضي موجة من الاتهامات بالتحرش والاعتداءات الجنسية ضد ثلاث شخصيات بارزة من المجتمع المتدين: ضابط كبير، وعضو كنيست حالي، وموظف عمومى كبير سابق في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. حقاً إن بعضها مازال في طور الشائعات، ويخضع للتحقيق بمستويات مختلفة، إلا أنه لا يمكن تجاهل هذه الظاهرة أو التساؤل عن أهميتها، فهذه الظاهرة ببساطة لا تعم مصر ولا المجتمعات العربية إذن بل هي داء استشرى في الإنسانية جمعاء، والملاحظ أن مصر وإسرائيل مجتمعات يمكنك وصفها بالمجتمعات المتدينة، بل في إسرائيل وفي هذه الحالات المذكورة يمكنك أن تطمئن وأنت تقول أن التشدد متوافر، والتشدد الديني هنا هو السبب الذي لخص المرأة في كونها أنثى، وجعل النظرة لها نظرة جنسية فحسب، وهنا أضع يدي مرتجفة للأسف على دائنا، وهو التشدد الديني الذي أساء للمرأة فأساء للمجتمع، وسفه الرجل، فانتقلت العدوى للجميع، ولا أستطيع أن أقول أن التشدد الديني هو السبب في أمريكا لكن لكل مجتمع عيوبه، والتي لا يمكن تعميمها على باقي المجتمعات لكنني أرفض أن يرتبط الانحلال والرغبات الجنسية المنفلتة في غير صوابها بالفقر ولا الغنى في مجتمعنا لأن أكم من أثرياء في بلادي منحلين، وأكم من فقراء صالحين، لكن الفكر الديني في العالم كله أقول الفكر الديني الذي يبتعد عن جوهر الدين ويتجه لفسافس الأمور ولتشويه الدين وتحقير الأنثى هو السبب الأعم في منطقتنا "الشرق الأوسط" على الأقل، ودعوني أسأل مندهشاً عن كيف يحدث التصاق بين التدين والانفلات الخلقي، حتى يأتي المتدينين أفعالاً يندى لها الجبين إلا إذا كانوا في واقع الأمر مدعي التدين.

المختصر المفيد التطرف آفة وعلينا القضاء عليها.