الأقباط متحدون - بالصور..رحلة 150 عام تبدلت فيها ترام الإسكندرية من الأزرق والأصفر إلى الأحمر والأخضر
  • ١١:٣٦
  • الثلاثاء , ١٧ يناير ٢٠١٧
English version

بالصور..رحلة 150 عام تبدلت فيها ترام الإسكندرية من الأزرق والأصفر إلى الأحمر والأخضر

إيهاب رشدي

محافظات

٣٦: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٧

 ترام الإسكندرية
ترام الإسكندرية

الاسكندرية – ايهاب رشدى
يتهادى صوتها من بعيد وهى تختال فى شوارع الاسكندرية كبنات بحرى ، جرسها لا تخطئه إذن الاسكندرانية ، فهو جزء من وجدانهم ، أزيزها يشق صمت الليل وهى تهز الأرض من تحتها مخترقة طريقها من محطة الرمل إلى فيكتوريا .. مَن من السكندريين لا يحتفظ بذكريات جميلة معها ، فى الطفولة والصبا مع سكة المدرسة ، أو فى الجامعة مع محطة " سوتر " .. إنها ليست مجرد وسيلة مواصلات .
إنها ترام الإسكندرية أول وسيلة نقل جماعية في مصر وأقدم ترام عرفتها أفريقيا كلها .. سبقت القاهرة التى عرفت الترام بعدها بنحو 30 عاما
 
الترام الازرق
فى أغسطس عام 1860  و في عهد الوالي محمد سعيد باشا منحت الحكومة المصرية تاجر إنجليزي يدعى « إدوارد فيرمان «  إمتيازا لإنشاء خط سكك حديدية يصل ما بين وسط الإسكندرية ومنطقة الرمل، وبعد عامين، تأسست شركة مساهمة برأس مال قدره 12 ألف جنيه لتدق أول قضبان حديدية في منطقة محطة الرمل الحالية .

ومع تولي الخديوي إسماعيل زاد الاهتمام برعاية الخط الحديدي خاصة مع إقامة القصور بضاحية الرمل ، و كانت الترام تستخدم القاطرة البخارية حتى عام 1904 حين بدأت فى استعمال  العربات الكهربائية لأول مرة في نقل الركاب من ميدان محطة الرمل إلى محطة سراي رأس التين .
وبحسب تصريحات هيئة النقل بالاسكندرية فانه  وحتى قيام ثورة يوليو  عام 1952، كان سائقو الترام من الإيطاليين، وكان محصلو التذاكر (الكمساري) من المالطيين، وكانت تلحق بالترام عربة لنقل الموتى ذات لون أسود وبدون أبواب أو نوافذ، وكانت تستغل لنقل الموتى من مختلف الديانات على السواء.

 وتشق الترام الأزرق طريقها من محطة الرمل وصولا إلى فيكتوريا ( النصر ) فى خطين هما « باكوس والنصر ، حيث تمر على الأحياء التى تسمى بالراقية مثل  جناكليس وزيزينيا ورشدي وباكوس وصفر وشوتس وغيرها من المحطات التي استمدت أسماءها من البارونات والباشوات الأجانب الذين عاشوا فى الإسكندرية فى عهد الملكية .
 
الترام الاصفر
أما ترام المدينة - الترام الأصفر- فقد أنشأتها شركة بلجيكية فى عام 1897، باسم شركة « ترامواي الإسكندرية «  حيث قامت مع ظهور الترام الكهربائي وكانت السبّاقة إلى استخدامه قبل ترام الرمل  وقد بدأت هذه الشركة أعمالها حين ظهرت ضرورة ربط أجزاء المدينة القديمة بشبكة من الخطوط . 

وفى سبتمبر عام   1897أقيم الاحتفال بتسيير العربات الأولى لترام المدينة بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني وكانت المحطة الرئيسية لها في مينا البصل أمام مبنى بورصة القطن، حيث يتفرع منها ثلاثة خطوط، يصل أحدها إلى ميدان المنشية الصغرى « ميدان سانت كاترين حالياً « ، و الثاني إلى منطقة المكس، والثالث يبدأ من شارع الميدان بميدان المنشية، ومنه يصل خط رابع إلى منطقة الجمرك ( الأنفوشي ورأس التين حالياً )
ويمر الترام الأصفر المكون من عربتين ، فى عدة أحياء بقلب المدينة منها كرموز ومحرم بك والنزهة والقبارى والورديان و محطة قصر رأس التين المجاورة للقصر الملكي ، ومحطة الرمل حيث يلتقى الترام الأصفر بالترام الأرزق
 
ويختلف أهالى الاسكندرية ، حول جدوى الترام الأصفر  ، فكثير من الشباب يطالبون بالغائه حيث يسبب اختناقا للشوارع الضيقة التى يمر بها ، وأيضا مع وجود الميكروباص والأتوبيس اللذان يقوما بمهمته ولكن بكفاءة وسرعة ، خاصة بعد أن تهالكت عرباته التى تجاوز عمرها أربعون عاما وأكلها الصدأ برغم المحاولات المستميتة لابقائها على قيد الحياة ببعض أشغال الصيانة والطلاء ، ولكن الاجيال القديمة ترى فى الترام الاصفر ،  وسيلة مواصلات رخيصة ، لا يشكون من بطئها ، وجزءا من تراث الإسكندرية القديم شاهدة على زمن جميل . راق عاشته المدينة العريقة .
 
ترام كافيه وليموناتا والترام الاحمر
لم تسلم الترام بالاسكندرية من التردى والتشويه الذى طال كل شئ فى المدينة العريقة ، وبعد أن كانت الاسكندرية مشهورة بالترام الازرق والاصفر ، جاء المحافظ الاسبق هانى المسيرى منذ عامين  وفتح بابا جعل  من ألوان الترام ، بانوراما صاخبة حيث قام بتطوير وتغيير لون بعض عربات الترام لتتعدى كونها وسيلة نقل ، فانطلقت  الترام كافيه والجاردن كافيه وليمون كافيه  ، باللون الازرق القاتم والأخضروالليمون  وكلها تقدم المشروبات كمقهى ، ويمكن تأجيرها لإقامة الحفلات وأعياد الميلاد .
وفى وسط المدينة قامت هيئة النقل بطلاء  بعض عربات الترام الاصفر باللون الاخضر والأحمر بهدف اطلاق البهجة على أهالى الاسكندرية كما قال رئيس الهيئة العامة لنقل الركاب بالاسكندرية بينما كان هناك هدفا أخر يعرفه راكبى الترام بصفة يومية وهو رفع قيمة التذكرة من 50 قرشا إلى جنيه .  
 
 
 

الكلمات المتعلقة