الأقباط متحدون - أمن الوطن بين جبن الإرهابيين وخيبة رجل الأمن
  • ١٩:٤٤
  • الاثنين , ١٢ ديسمبر ٢٠١٦
English version

أمن الوطن بين جبن الإرهابيين وخيبة رجل الأمن

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك  عازر
لم تكن جريمة كنيسة القديسين بإيعاز من وزيرالداخلية، ولا مخطط لها من الأمن المصري، لأن الأمن المصري ببساطة لا يعرف كيف يخطط؟ فقط يعرف كيف يعذب ويقتل تعذيباً، لأنه ببساطة لا يعرف كيف يستجوب؟ ولا يحلل المعلومات، ولا يتتبع الجناة؟ فقط يعرف كيف يضيق على الحقوقيين والنشطاء وأصحاب الرأي، ويتتبع أكونتاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، يقبض على المحامية المطالبة بحق القتيل مجدي مكين، ويهذي متشدقاً بجبنالإرهابيين، أشك حتى في كلما يصدروه من بيانات لأنهم ببساطة فشلة وخايبين، لا يستطيعوا مواجهة إلا العزل من السلاح، كل هذا كشفه حادثالبطريركية، ترهل أمني، خيبة بالويبة، وفشل من كمين الهرم وكل أمثاله من الأكمنة، ومن كنيسة القديسين إلى هذه اللحظة.

لكن يبقى السؤال، هل يحمي كنائس مصر من لا يؤمنوا بأهميتها؟ هل يؤمنهامن يتعاملون مع تأمينهم للكنائس على انه واجب ثقيل متى ينتهي؟ لا أتهمهم بالتقصير لأنهم يكرهون الكنائس، لكنهم لأنهمقليلي الحيلة، وعديمي القدرة على تأمين أنفسهم، بل هم صيد سهل لكل أعدائهم، لأنهم فقراء في التجهيزات، مغرورين في تعاملهم معالأحداث، مترهلين في قدراتهم التحليلية، فلذا هذه هي النتيجة، سلاسل من التفجيرات وسط ادعاءات بنجاحات أمنية لا تنبئ إلا عن كذب أمني يقلقني أن يكون المقبوض عليهم من الأبرياء لكنهم فقط يسددوا خانة النشاط الأمنيليطمئنوا الرياسة.


الفشل الأمني والتقاعس في أداء الواجب ليس مقصور على الأمن، لكن أيضاً على الشعب الذيبلا حث أمني، لا يقلق من وجود  حقيبة بلا صاحبتها أو بلا صاحبها، استهتار ولا مبالات، ولا تحدثني عن الاتكال على الله الذي دعانا إلى أن نعمل عقولنا وإلا نكون فشلة.

لا وقت لألوم شعب يسقط من بينه شهداء ومصابين لكن اللوم كل اللوم على من عليه واجب التأمين، فيكتفي باللهو والتفنن فيإيجاد وسائل جديدةللتعذيب لإجبار الواقعين بين أيديه على الاعتراف دون مجهود منه سوى استخدام آلة التعذيب.

لا أطالب بإقالة وزير الداخلية لأن من سيأتي بعده مثله وربما أقل منه، لكن أطالب بتطويرمنظومة التأمين كلها،أطالب بالتأهب المستمر، أطالب بالاستنفار وباستخدام الاجهزة المساعدة على كشف الجريمة وتتبعها، أطالب بأن يشوفوا شغلهم لعلهم يرحمونا من جرعات متكررة من الخيبةوادعاء جبن الإرهابيين.
الشرطة المصرية ليست متهمة بالتواطؤ لتفجير الكنيسة لكنها متهمة بالتواطؤ والتراخي لإجبارنا على الحوجة لها ومساندتهم في فشلهم في التعامل مع المستجوبين، لكن هيهات، فأول من يقع عليه اللوم أنتم والعبء أنتم ولذا ستساءلوا.

ليس عظم الجرم هو الوصول للكاتدرائية، فكل الكنائس واحد لكن عظمه يكمن في أن مكان كهذا من المفترض أن يكون أكثر تأميناً يصاب بهذا الحجم من القوةالتفجيرية ما يعني أنكم خايبين، نعم خايبين.

أخيراً، كم من مرة دخلت الكاتدرائية بالسيارة، ولم يفتشها أحد، ولم يفحصها جهاز متخصص، وأذكر أن سيادة اللواء العسكري صالح محمد صالح روى لي أنه لام مدير أمن الكاتدرائية على هذا التقاعس الأمني، لكن هيهات، فسيبقى الفشلة يحكمون بأفكارهم الفاشلة التي تستنفر للحظات ثم تسترخي لسنوات إلى أن يصفعهم الإرهاب مرة أخرى على قفاهم ولا مؤاخذة.

المخصر المفيد الله يلعن كل من تمتد يده على مصر، وكل من قصر في حمايتها.