10 معلومات عن "النوبة" ذات التاريخ القديم والثقافة المتميزة والـ 4 تهجيرات

لنهر النيل الفضل في وجود الحياة في مصر منذ فجر التاريخ واستقر في واديه الإنسان القديم، بعدما تخلى عن مهنة الرعية ولجأ لمهنة الزراعة وصيد الأسماك من النهر، وفي جنوب مصر استقر النوبيين في منطقة النوبة السفلى الواقعة في مصر والتي تشكلت في بفعل الجغرافيا من شلال أسوان وحتى الشلال الثاني، لتكون وعاء عاش فيه النوبيين لآلاف السنوات في قرى ملاصقة للنهر الذي قدسوه وشكل شريان الحياة لديهم، وما أن حدثت تهجيرات النوبة بداية من أواخر القرن العشرين وحتى تهجير السد العالي وابتعد على أثر ذلك النوبيون من واديهم إلى مناطق التهجير وغيرها من الأماكن والمحافظات في  أرجاء مصر. في هذا التقرير نبرز أهم 10 معلومات حول النوبة.

 

- عرفت النوبة باسم بلاد الذهب، ومن الذهب اشتق اسمها أيضًا، حيث معنى كلمة "نوب" في اللغة المصرية القديمة الذهب، وعرفت النوبة منذ العهود القديمة بامتلاكها مناجم الذهب، واحتوت منطقة وادي العلاقي على العديد من تلك المناجم.

 

- ترجع حضارة بلاد النوبة إلى ألاف الأعوام، حيث قامت حضارة منذ 10 آلاف سنة في منطقة خور بهان الواقعة شرق مدينة أسوان بمصر، وكان مركزها في منطقة قسطل ووادي العلاقي، واعتمد سكانها على تربية الماشية وفيما بعد نزحت إلى الشلال الثاني واحترفت الزراعة البسيطة واستقرت عند الشلال.

 

- كانت في النوبة عبر المراحل التاريخية العديد من الممالك، ومنها مملكة كوش التي سطع نجمها وقوتها، وفي ذلك الوقت شهدت مصر العديد من التدخلات الخارجية من الفرس والأشوريين وأخرهم الرومان، فخاض الملك الأرا النوبي الحروب ضدهم، وانتصر على الفرس والأشوريين في حروب ضروس، وأمن حدود مصر حتى جنوب تركيا،  وأسس الأسرة الخامسة والعشرين في مصر، لكن في الأخير تعرض النوبيون للهزيمة من الأشوريين.

 

- عقب احتلال مصر من الرومان عندما احتل قيصر مصر بعد هزيمة كليوباترا في العام 30 بعد الميلاد، عندما أرسل قائده بترونيوس لمنطقة النوبة بهدف السيطرة على مناجم الذهب في عام 24 ميلادية، حدثت معارك بين النوبيون والرومان، وتصدت الملكة النوبية أماني ري ناس له وتمكنت من إلحاق هزائم متلاحقة بجيشه في أسوان وألفنتين. 

 

-  تنقسيم النوبة سكانيًا إلى ثلاث مناطق جغرافية كل منطقة بها قرى، مناطق قسم الفادجيكا ويتحدثون اللغة النوبية باللهجة الفادجيكية، منطقة قسم الكنوز ويتحدثون النوبية باللهجة الكنزية، ومنطقة القسم العربي ويتحدثون باللغة العربية.

 

- تتميز النوبة بأشكال فنية متميزة عن باقي الألوان الفنية في مصر، فأبدع النوبين في الأغاني والإيقاعات النوبية المميزة مثل "كونبنكاش" و"سكي" و"نجرشاد" و"تندك" و"بلونش"، كما استخدموا آلات موسيقية مثل الطار "الدف"، وابتكروا أخرى مثل آلة  "الكيسر" ويمثل رمز الموسيقى النوبية، وتميز أيضًا النوبيون برقصاتهم التي  تعد جزء من الشخصية النوبية ومعبرة عن بيئتهم ومستوحاة منها، وأشهر الرقصات النوبية "الآراجيد" .

 

- تعد أكبر تحول في تاريخ النوبة هو ما حدث من تهجيرات من أهالي النوبة من مناطقهم الأصلية حول النيل، "كان نكبة تسببت في ثلاثة فيضانات أغرقت النوبة بأهلها ومن نجا واجه موتًا أشد قسوة". هكذا يصف الشيخ السبعيني خزان أسوان الذي تسبب في غرق قرى النوبة ثلاث مرات. 

 

- تسبب خزان أسوان في حدوث ثلاث تهجيرات للنوبين  الأولى افتتاحه عام 1902، حيث زاد منسوب النيل 106 أمتار. ثم بعد تعليته الأولى عام 1912 بعدما ارتفع المنسوب 114 مترًا لتغرق ثماني قرى. فالتعلية الثانية عام 1933 والتي نتج عنها ارتفاع المياه 122 مترا واختفاء عشر قرى أخرى.

 

- تسبب بناء السد العالي في تهجير النوبيين من قراهم، لغمر مياه السد التي ستتكون لتلك القرى،وبدأت الهجرة من 18 أكتوبر 1963م إلى 22 يونيه 1964م، بينما بلغ عدد الذين نقلوا 55 ألفًا و968 نسمة كونوا 15 ألفًا و17 أسرة، وتم النقل عن طريق بواخر إلى مدينة أسوان ثم إلى القرى النوبية عبر حافلات كبيرة. وتم خلال الرحلة توزيع المأكولات والمشروبات على الأهالي، وكانت عملية منظمة ومدروسة.

 

- منذ التهجير في صحراء وادي كوم أمبو ولم يتلقى النوبيون التعويضات الملائمة لهم، وأيضًا لم يعودوا إلى مناطقهم حول ضفاف بحيرة السد بعد استقرار المنسوب، بحسب ما وعده لهم الرئيس الراجل جمال عبد الناصر، وإلى اليوم يطالب النوبيون بالعودة إلى تلك المناطق، بجانب الاهتمام الثقافي لهم من جانب الدولة.