الأقباط متحدون - أنك تستطيع كل شىء و لا يعسر عليك أمر
  • ٠٤:٢٩
  • الثلاثاء , ٨ نوفمبر ٢٠١٦
English version

أنك تستطيع كل شىء و لا يعسر عليك أمر

سامية عياد

مع الكرازة

٢٧: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٨ نوفمبر ٢٠١٦

الأنبا شنودة الثالث
الأنبا شنودة الثالث

عرض/ سامية عياد
كم من معونات إلهية تحاط بنا وتأتينا أكثر بكثير مما نطلبها ، كم من قوات خفية كثيرة تعمل من أجل خلاصنا دون أن ندرى ، لو علم الإنسان ما يعده الله لمستقبله لاطمئن قلبه وقال مع أيوب الصديق "قد علمت أنك تستطيع كل شىء ، ولا يعسر عليك أمر" ..

 نياحة الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "لا يعسر عليك أمر" حدثنا عن ما تحمله هذه الآية من معانى تؤكد عمل الله معنا ، لا يمكننا أن ننظر الى الأمور مجردة من يد الله وإلا بدت أمامنا مظلمة ، فالله قادر أن يحول الظلمة الى نور ، والشر الى خير ، هو قادر أن يغير جميع مجريات الأمور ، قادر أن يغير النفس البشرية ، وما أعظم المعجزات التى عملها الله بأن يضع قلبا جديدا وروحا جديدا فى نفس الإنسان ، فمن كان يظن أن شاول الطرسوسى مضطهد المسيحية يتحول الى بولس الرسول الكارز العظيم.

من كان يظن أن بطرس الذى انكر الرب يسوع يقف أمام رؤساء الكهنة والشيوخ يدافع عن المسيحية ، من كان يظن أن شخصيات عرفت القسوة والعنف مثل أريانوس والى أنصنا ، ولنجينوس الجندى الذى طعن يسوع بالحربة تتحول الى شهداء المسيحية ، من كان يظن أن أوغسطينوس الذى عاش فترة طويلة فى الفساد يصير قديسا عظيما وينبوعا من التأملات الروحية لأجيال وأجيال؟! ، وكم من أناس تحولوا بفضل عمل الله الى قديسين وسبب بركة للآخرين أمثال موسى الأسود وبيلاجية ومريم القبطية!!

بالإيمان ندرك أن الله قادر أن يغير كل شىء وبالإيمان لا نعترف أبدا باليأس ، بل يكون لنا رجاء باستمرار وثقة بأن الله يعمل للخير ، والذى لا تستطيعه حكمة الناس ، تستطيعه حكمة الله ، والذى لا يستطيعه الضعف البشرى ، تقدر عليه قوة الله ، من يظن أن دواد الفتى الضعيف يقدر على جليات الجبار ،  من كان يظن أن المسيحية العزلاء تقف أمام اضطهاد الدولة الرومانية بكل جبروتها أ أمام كل وسائل التعذيب المتوحشة ، وكل وسائل الإغراء ؟!

الله يمنحنا المعونة دون أن نطلبها ، يسرع ملائكته لخدمتنا ونتذكر عندما قال إشعياء "ويل لى قد هلكت لأنى إنسان غلف الشفتين" اسرع إليه ملاك الرب وأمسك جمرة من على المذبح ومس بها شفتى اشعياء فتطهر ، فمعونة الله وملائكته لا تتركنا .

لننظر الى الصورة البهيجة التى أعدها الله للمستقبل ويطمئن قلوبنا ونردد قائلين "لا يعسر عليك أمرا" ..