الأقباط متحدون - ما بعد مؤتمر الشباب!!
أخر تحديث ٢٣:٢٢ | السبت ٢٩ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٩ | العدد ٤٠٩٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ما بعد مؤتمر الشباب!!

لميس الحديدى
لميس الحديدى

 سألتنى الإعلامية القديرة لميس الحديدى عبر مداخلة تليفونية ليلة افتتاح المؤتمر الوطنى الأول للشباب: هل تتفاءل بالمؤتمر؟ فقلت: لقد اطلعت على الأجندة وشاهدت بعض الضيوف؛ من حيث الشكل متفائل، فالموضوعات تتعرّض لجميع مشكلات الدولة وطموحاتها من أول المشروعات القومية والأزمة الاقتصادية، حتى الأزياء والسينما والرياضة، كما أن مشاركة بعض الرموز، مثل د. حسام بدراوى والكاتب إبراهيم عيسى تؤكد أن هناك طيفاً واسعاً سيحضر، وأن المناقشات هى التى ستُحدد درجة التفاؤل من حيث درجة الصراحة ومنح الفرصة للجميع.

 
على مدى ثلاثة أيام شاهدت وتابعت الجلسات والمناقشات وتأكدت أن المؤتمر يمثل إضافة جديدة إلى الدولة المصرية، فقد عبر الشباب عن انطباعاتهم ومشكلاتهم دون وصاية. حتى إن بعضهم خرج عن الموضوعات المطروحة.. وانشغلت مصر كلها بمتابعة المناقشات، وأعتقد أنه لأول مرة بعد ثورة 30 يونيو تجتمع السلطة التنفيذية والنواب والشباب والخبراء فى مكان واحد، ليناقشوا ويختلفوا ويتفقوا على حاضر ومستقبل الدولة، ومما لا شك فيه أن وجود من اختلفوا مع النظام مثل د. أسامة الغزالى حرب، والكاتب إبراهيم عيسى، ومحمد عبدالعزيز أحد أعضاء حملة حمدين صباحى، والأهم مشاركتهم فى الجلسات على المنصة، مثّل إضافة قوية إلى المؤتمر، خصوصاً أن الجميع نسى أو تناسى أنهم وغيرهم من رموز تحالف 30 يونيو، ولديهم حد أدنى من الثوابت مع الدولة، بل ومع الرئيس السيسى نفسه، بالإضافة إلى خروج المؤتمر بتوجهات محدّدة بمدة زمنية تعالج أهم قضايا المجتمع «التعليم - محو الأمية - التدريب - الخطاب الدينى - الإعلام»، مما يجعل المؤتمر بحق يمثل نقلة نوعية ومتميزة فى الحياة السياسية والتواصل مع الشباب.
 
لقد أثبتت التجربة أن الحوار هو الطريق الأمثل والوحيد للخروج من الأزمة، بشرط أن تكون النية هى الاستفادة، وليس الاحتواء، وأن شق صف تحالف 30 يونيو هو أخطر ما يواجه الدولة، خاصة فى ظل التحديات والمؤامرات الخارجية، وفى ظل ظروف اقتصادية صعبة، لذا يجب استكمال نجاح مؤتمر الشباب فى استيعاب درس الحوار وفتح قنوات مع الجميع، طالما اعترف بثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو، فالدولة لا تملك ترف الاختلاف، ويجب على النظام المبادرة، فالرئيس فى أمس الحاجة إلى خبراء يضيفون علمهم وتجاربهم فى شرايين التنمية، وللأسف فإن تجربة المجالس الاستشارية لم تكن حتى الآن على المستوى المأمول، وبالتالى البديل تشكيل لجان عمل فى المجالات المختلفة تمثل ظهيراً علمياً وفنياً للحكومة، خاصة أن الوزراء مغرقون فى الأعمال اليومية، وليس لديهم وقت ما يستطيعون فيه التفكير فى الغد، وهنا أتحدث عن الأكفاء منهم أما الفاشلون فلن يفلح معهم سوى التغيير.
 
لعل السلطة قد أدركت خلال المؤتمر أن الانفتاح والحوار أفضل بكثير من العتاب والشكوى، وأن الاستفادة القصوى من الجميع والتفاف الكل حول الرئيس ليتشاوروا ويطرحوا أفكارهم سيصب فى مصلحة الدولة والرئيس الذى يحتاج إلى مزيد من اللقاءات والحوارات المتخصصة المعلنة، خاصة أن مؤتمر الشباب، وإن أحسن التعبير عن نبض الشارع، لكنه لم يقدم حلولاً جذرية للمشكلات، وهذا يحتاج إلى خبراء يتم اختيارهم بعناية وعلى نطاق واسع، وأن يتم دعوة العقول المختلفة للاستفادة من خبراتهم، وليس للظهور فى الصور فقط.
 
مصر تملك كفاءات عديدة، والمهمة الأخطر لـ«السيسى» ونظامه هى البحث عنهم ومنحهم الثقة بدلاً من تدوير أغنية أو حجة «مفيش كفاءات»، بدليل أن الحكومة ذاتها التى تضم وزراء عديمى الكفاءة لم يكن يحلم بعضهم بالمرور أمام شارع مجلس الوزراء، تتضمن أيضاً عناصر ناجحة من وجهة نظرى مثل د. مصطفى مدبولى، سامح شكرى، م. خالد عبدالعزيز، د. مختار جمعة، م. ياسر القاضى، محمد شاكر، شريف فتحى، وغيرهم، وبالتالى المطلوب هو البحث ومنح الثقة لمن يستحق، وتوسيع الحوار لأن مصر فى أمس الحاجة إلى جهد وخبرات أبنائها دون تصنيف سياسى أو فتوى، وأعتقد أنها المهمة الأولى لـ«السيسى» بعد نجاح مؤتمر الشباب، حتى لا يذهب هذا النجاح هباءً كما حدث فى المؤتمر الاقتصادى.
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع