الأقباط متحدون - حكايات إخوانية للذكرى
أخر تحديث ٢٣:٣٧ | السبت ٢٩ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٩ | العدد ٤٠٩٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

حكايات إخوانية للذكرى

خالد منتصر
خالد منتصر

نحن أقدم حضارة وأضعف ذاكرة، فنحن لدينا ذاكرة السمك، لا نتذكر إلا ما يحدث الآن واليوم، بل لا نتذكر إلا ما حدث منذ ساعة، لذلك لا بد من فتح صفحات التاريخ كلما تحدث شخص من باعة مبادرات المصالحة، لذلك قمت باستفزاز ذاكرة الأستاذ ثروت الخرباوى المنشق عن الإخوان ليحكى ما خفى عن الناس، أدهشنى الأستاذ ثروت بالحكايات والقصص التى لم تنشر والتى ليست متداولة وغير مكتوبة فى الكتب المؤرخة للإخوان ومن بعدهم حركات الإسلام السياسى التى خرجت من رحمهم، كل حكاية لها دلالة لا بد أن نستوعبها، الحكاية الأولى حتى لا نندهش لماذا يستبيح الداعشيون أجساد أعدائهم ويلعبون بجماجمهم الكرة، حكى الخرباوى أن طلبة الطب من الإخوان، الذين كانوا يحرمون التشريح، لكنهم كانوا مضطرين من أجل اجتياز الامتحانات أن يدرسوا التشريح، لذلك كانوا يوصون نباشى القبور أن يأتوا لهم بجثث المسيحيين حتى يشرحوها ولا يحسوا بالذنب، ففى رأيهم أن تشريح جثث المسيحيين حلال وأجساد المسلمين تشريحها حرام، لكن بالطبع بتعريف المسلمين الطبعة الإخوانية سيصير تشريح جثة المسلم غير الإخوانى حلالاً ولا يظل مستعصياً على التشريح إلا الإخوانى عضو الجماعة ويمكن أن يقصروها على أعضاء مكتب الإرشاد فقط!!

الحكاية الثانية لكى نفهم كيف يشجع الإخوان منتخب كرة منافساً لمنتخبنا الوطنى ويرقصون فى الشوارع عندما ينهزم منتخبنا الوطنى!! قصة قديمة منذ زمن سجون عبدالناصر وقصة حديثة من زمن آخر كأس عالم وصلنا إليه، عندما طلب اليساريون فى السجن أن يعملوا دورى كرة قدم واقترحوا أن تكون أولى المباريات مع الإخوان، رفض الإخوان وقالوا لهم أنتم لستم أهل كتاب، فضحك رفعت السعيد كما روى الخرباوى وقال له ما ماركس ألف كتاب!! على سبيل الهزار، لكن المأساوى فى القصة هو أن الإخوان شجعوا فريق اليهود الذى لعب معه الماركسيون الذين هُزموا بتسعة أهداف مقابل هدف واحد!! وعلى هامش القصة كان سبب الهزيمة الراحل الجميل سعد هجرس الذى كان حارس المرمى الذى لم يصد ولم يرد، أما القصة الثانية المتعلقة بالكرة فهى أن الإخوان كانوا يوصون شبابهم بعدم تشجيع منتخبنا فى كأس العالم بحجة أن هذا يقوى النظام ويجب أن نشجع الخصم حتى يسقط النظام غير الإسلامى وتقوم الخلافة!!

الحكاية الثالثة على لسان الخرباوى هى عن الكذب بما يسمى المعاريض، وهى الكلمة التى تحتمل معنيين، على سبيل المثال ولأن الجمارك حرام من وجهة نظرهم، فقد كان سليم العوا عندما يسأله موظف الجمرك عما معه مما يستحق الجمارك كان رده مافيش معايا حاجة دى أشيائى!

حكايات الإخوان لا تنتهى وذاكرتنا السمكية التى يتبخر فيها فعل القتلة ويتم نسيان أطفال تم إلقاؤهم من فوق السطوح وجنود قتلوا وهم يستعدون للصلاة أو وهم يبدأون إفطار المغرب فى رمضان، ينسى الضباط الذين تم حرق أجوافهم بماء النار حين طلبوا إرواء ظمئهم، ينسى العمال المسيحيون الذين ذُبحوا بدم بارد فى ليبيا، إنهم قوم يستعصون على التوبة وتستعصى التوبة عليهم.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع