الأقباط متحدون - سيادة الرئيس عفواً ساقف معك ولكن
أخر تحديث ٢١:٥٦ | السبت ٢٩ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٩ | العدد ٤٠٩٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

سيادة الرئيس عفواً ساقف معك ولكن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
حضور الرئيس السيسي المؤتمر الذي انعقد بشرم الشيخ، أمر يعبر عن اهتمام كبير بالشباب، بيد أن الرئيس في هذا المؤتمر أثار عدة أفكار علينا أن نقف معه لنناقشها، لن أناقش مسألة الثلاجة التي بقت لعشر سنوات لا تعمل إلا للمية، فبعيداً عن ما يراه البعض أنه تبذير أن يشغل تلاجة بحالها لأجل حبة ميه، وكان يكفي قلة، ونبقى وفرنا طاقة، وبعيداً عن عجب البعض من أين الأكل في هذه السنوات؟ ألم يتبقى منه شيء كنتم تشترونه طازة في طازة، لكن مسألة الميه نفسها الآن سيادة الرئيس باتت أمر مشكوك فيه بعد بناء أثيوبيا سد النهضة كباكورة لمجموعة من السدود، فلما سنشغل حينها الثلاجة؟

مسألة عزة النفس التي أثارها الرئيس السيسي في إطار طرحه لقصته مع الثلاجة مسألة لا تحتاج دعم من الرئيس، فالرئيس أكثر من يعرف أن الشعب المصري يمتلك عزة نفس وقادر على إبقاء رأسه مرفوعة دائماً، وستبق بإذن الله.

وبناءً على ما أشار إليه الرئيس من مجهودات القوات المسلحة فأود أن أشكر هذه المؤسسة العريقة لكن مع هذا الشكر أؤكد على أنه من الضروري أن نتخلص من البيروقراطية والفساد اللذان تحدثت عنهما سيادتك كتبرير لانخراط القوات المسلحة في هذه المشروعات للقفز من فوق هذين الحاجزين اللعينين الموجودين في الدولة. ومن ثمة، وعد التخلص منهما،لتعود القوات المسلحة لقواعدها وتضطلع الدولة بدورها، وأظن هذا أولى وأههم من كل المشاريع لأن المستثمرين الذين نرنو لجلب استثماراتهم في مصر لن يتعاملوا مع القوات المسلحة، ولكن سيتعاملون مع حكومة ببيروقراطيتها وبفسادها اللذان حكيت عنهما سيادة الرئيس، فكيف سيأتون بهذا الواقع المفجع؟

سيادة الرئيس، أثق في سيادتك لكن قل لي بالله عليك كيف أثق في مستشاريك الذين دفعوك لتوعدنا منذ سنتين بأننا حانشوف مصر بعد سنتين من الآن عندما قلت تعالوا شوفوا مصر بعد سنتين، وها السنتين مرتا، وها هي مصر، الجنيه في الحضيض، والقروض تتزايد، والأسعار تشتعل، وشباب في السجون، ومجلس النواب خانع راكع في معظمه، وحرية النشر مهددة، والإعلام يقع تحت سيطرة قلة من رجال الأعمال، قد يستطيعون بهذا السيطرة على الحكومة للضغط عليها لتلبية طلباتهم ورغباتهم، وقانون الاستثمار لم يصدر، والمؤتمر الاقتصادي منذ أكثر من سنتين لم نرى له ثمار، والبطالة تتزايد، والفقر ينمو، والتعليم والصحة يتراجعان، فهل هذه مصر التي كنت تمنينا بها، أكيد لا، إذن من الواضح أن المستشارين الذين يحيطون بسيادتك، والمنفذون يفعلون شيء ما خطأ، بل هو ليس خطأ إذ هو في نظري كارثي، إذ نحن حقاً محدقين بكارثة اقتصادية دعتك لأن تطالبنا، بأن نقف معك، ونضغط على أنفسنا.

وهنا أختم مقالي، بسؤال سيادتك، واقفاً معك كما طلبت، ولكن على طريقتي، لماذا وصلنا لهذا الحال؟ ومن المسؤول؟ ولماذا لا يحاسب للآن؟ اسمح لي سيادة الرئيس، أقف معك كما طلبت، ولكن لتكن وقفة مع الصديق ومع النفس، هل حالنا هذا كنت تحلم به. ثم أن يا سيادة الرئيس، حين وقفت معنا كنا على حق، وكان من الضروري الوقوف لجوارنا لإزاحة الإخوان، ولا أظنك تعايرنا باتخاذك القرار السليم، وقيامك بواجبك نحو شعبك، أما والآن تريدنا أن نقف معك، ألا يحق لنا أن تفهمنا، كيف ولماذا وصلنا لهذا الحد الذي تطالبنا فيه بضرورة الوقوف لجوارك؟ وألا ترى في وقفة كهذه التي أقفها معك ضرورة لكي يقفها كثيرين، حتى نصحح المسار إن وُجِد به خطأ.

المختصر المفيد حساب النفس للنفس أفضل من تركها لشماتة الأعداء.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter