الأقباط متحدون - قفزات نوعية
أخر تحديث ٢١:٢٠ | الجمعة ٢٨ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٨ | العدد ٤٠٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

قفزات نوعية

د. عماد جاد
د. عماد جاد

حقق المؤتمر القومى الأول للشباب، الذى عُقد فى شرم الشيخ من الثلاثاء حتى الخميس الماضى، نجاحات باهرة على مختلف المستويات، فمن ناحية شارك فى المؤتمر ثلاثة آلاف شاب وشابة من مختلف أنحاء الجمهورية، منهم خمسمائة من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وقد تم اختيارهم بطرق موضوعية، فقد كشفت مداخلاتهم عن تمثيلهم شرائح مجتمعية مختلفة جاءت من شتى أنحاء الجمهورية. أيضاً فقد وُجهت الدعوات للأحزاب السياسية على مختلف توجهاتها الفكرية، بعض الأحزاب ذات المرجعية اليسارية والقومية رفضت تلبية دعوة رئاسة الجمهورية للمشاركة فى جلسات المؤتمر وحرمت شبابها من الوجود والمشاركة وطرح الرؤى فى حضور رئيس الجمهورية ومعظم أعضاء الحكومة. صحيح أن هناك عدداً محدوداً من الشابات والشبان قرروا الحضور والمشاركة رغم مقاطعة الأحزاب التى ينتمون إليها ورغم أنهم حرصوا على تأكيد أن قرار المشاركة شخصى،

لكن من فضّلوا المقاطعة شنّوا عليهم حملات على مواقع التواصل الاجتماعى واتهموهم بالخيانة!!! الخيانة لأنهم قبلوا دعوة موجهة من رئاسة الجمهورية للمشاركة فى المؤتمر الوطنى الأول للشباب والتحاور مع أقرانهم من الاتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة، وسنعود لتناول منطق من قاطعوا فى مقالات لاحقة. عموماً عُقد المؤتمر تحت رعاية رئيس الجمهورية الذى شارك بنفسه فى عدد كبير من حلقات النقاش وورش العمل، وكان يتداخل مع المشاركين من وقت إلى آخر، وهذا فى حد ذاته مثّل قفزة نوعية فى الثقافة السياسية المصرية، فصورة رئيس الجمهورية كانت صورة نمطية، يحافظ على مسافة عن العامة، وغير مسموح بأن يناقشه أحد أو أن يدخل فى حوار دون ترتيب مسبق وتلقين للمشاركين من كافة الجوانب، وحضوره يكون للجلسة الافتتاحية فقط. الرئيس عبدالفتاح السيسى وُجد طوال أيام المؤتمر الثلاثة، وحضر عديداً من الندوات وورش العمل. أيضاً حرص الرئيس على التداخل من حين إلى آخر للرد على تساؤلات مباشرة من الشباب،

أو لإبداء رأيه فى القضية محل النقاش. وعلى مدار جلسات المؤتمر وورش العمل تم كسر الحاجز الهائل الذى كان يفصل شخص الرئيس عن القاعدة الشعبية، فقد طرح الشباب أفكاراً رائعة بكل حرية وكل صراحة ووضوح، لم يهابوا الحديث فى حضرة رئيس الجمهورية، طرحوا أفكارهم وعبّروا عن مطالبهم، وجّهوا الانتقاد للحكومة، عبّروا عن هموم شرائحهم الاجتماعية وتحدّثوا فى قضايا لم تكن تُطرح للنقاش العلنى فى حضور مسئول فما بالك بطرحها فى حضور الرئيس، طُرحت قضايا الإفراج عن الشباب غير المتورط فى جرائم عنف، وردّ الرئيس بأنه لا يمكن للأب أن تكون لديه رغبة فى سجن أو حبس أولاده، وطالب الشباب بتشكيل لجنة من أجل معالجة هذه القضية وسوف يتابع عملها بنفسه، ناقشوا قضية: هل يفضل أن يكون هناك حزب سياسى للرئيس أم لا، وكان الاتجاه العام من الشباب هو ألا يشكل الرئيس حزباً سياسياً، ولم يستجب الرئيس لمحاولات بعض من لم يستوعبوا التغيرات الجارية فى مصر، تملق الرئيس ودعوته لتشكيل حزب سياسى. كان ذلك يحدث والحوار يتواصل والرئيس يستمع ويتابع ويدون الملاحظات بنفسه. طرحوا قضية الحريات العامة، قانون التظاهر،

حماية الفئات الضعيفة فى المجتمع، قضية المشاركة السياسية وقضية حرية الرأى والتعبير، كانوا يدخلون فى حوار مباشر مع الرئيس، وهنا تم كسر الحاجز النفسى الذى بُنى على مدار سنوات وعقود، وربما قرون، عن آليات الحوار وشكله ومحتواه فى حضور الرئيس، وهى شهادة أجمع عليها الحضور وذكروها فى وجود الرئيس، قال ذلك د. رفعت السعيد ود. أسامة الغزالى حرب، وهذه لبنات فى بناء نموذج مصرى فى التحول الديمقراطى الذى بدأ بالفعل وانطلقت شرارته الأولى من مدينة شرم الشيخ وفى المؤتمر الوطنى الأول للشباب الذى قرر الرئيس عقده فى نوفمبر من كل عام مع تغيير المشاركين حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الشباب المصرى من المشاركة فى التجربة الفريدة من نوعها والتى لا يمكن أن تحدث فى منطقتنا سوى فى مصر وبعد ثورتَى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وللحديث بقية
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع