الأقباط متحدون - مؤتمر الشباب.. إيه اللي لم الشامي على المغربي؟
أخر تحديث ٠٣:٠٢ | الجمعة ٢٨ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٨ | العدد ٤٠٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مؤتمر الشباب.. إيه اللي لم الشامي على المغربي؟

د.شيماء سراج
د.شيماء سراج

من يعرفني يعلم تمامًا أنني بعيدة كل البعد عن التيارات المعارضة، لا أحب الانتقاد بهدف الانتقاد والسلام، أو التقليل من شأن أي شيء إيجابي، أتمنى لمصر السير على خطى الدول المتقدمة، والخير والسلامة للجميع، أعجبت بفكرة مؤتمر الشباب، على الرغم من احساسي المسبق بأنه استنساخ لمؤتمرات الحزب الوطني، التي لا انتقدها أيضًا بالمرة، فقد نجحت في تجميع قاعدة شعبية كبيرة في تلك الفترة من كل محافظات مصر.

إلا إنه يوجد بعض المواقف تدفع الإنسان إلى التفكير بشكل مختلف، يجد نفسه مضطر لأن يفصح عما يجول بخاطره.

ما سأقوله لاحقًا هو ليس انتقاد بالمرة، وإنما يمكن إدراجه تحت بند فضفضة، لكن بصوت عالي شوية.

تابعت فعاليات المؤتمر الأول للشباب في مصر، سعدت جدًا لإقدام الحكومة نحو اتخاذ تلك الخطوة، فهي خطوة نحو الطريق الصحيح التي تستهدف من خلالها التفاعل مع الشباب، بدأت أبحث عن البث المباشر لجلسات المؤتمر، لمتابعة ما يتم عرضه بدقة.

حقيقةً استطاع المؤتمر أن يغطي كافة الجوانب والقضايا المطروحة، وتنقل ما بين قضايا تمس التجارة، والصناعة، والاستثمار، والزراعة والتصنيع الزراعي، وتحقيق التنمية المستدامة، ولم يغفل الأزمات المحلية، وقضية سعر الصرف، حقيقةً مجهود كبير ومُشرف.

لاحظت عددًا من النقاط، قد تكون غير مهمة بالمرة، لكنها تركت لدي انطباعات، أستطيع أن أقول أنها سيطرت على تفكيري، حتى دفعتني لكتابة هذا المقال.

أحد هذه الانطباعات هو أن الشباب المشارك في المؤتمر، بصراحة حاجة تفرح، عدد من المتحدثين يعلمون جيدًا ما يقولون، نقدر نقول حافظين كويس، وعدد آخر منهم، وللأسف اعتلى منصات المؤتمر لم يصل إلى درجة القدرة على قراءة الورقة التي في يده، مما يضع العديد من علامات الاستفهام والتعجب حول وجوده فوق المنصة من الأساس.

شيء آخر أثار انتباهي أن أغلب المتحدثين من الشباب فخورين أنهم قد التقوا بسيادة الرئيس لمرات مسبقة قد تصل لثلاث مرات وأكثر، ويذكرون مواقف، وهذا دليل على أن الدولة ترعى الشباب، وديه حاجة كويسة، لكن المؤتمر تم الإعلان أنه سيتم عقده سنويًا، فهل هؤلاء المحظوظون سيكونون هم أنفسهم قائمة الحضور المثبتة كل عام، وهم أنفسهم المكرر حضورهم كافة الاحتفاليات؟.

استمعت إلى تصريح سيادة الرئيس بأنه لا يوجد في مصر آلية لفرز الكفاءات، بصراحة هذا التصريح أبكاني، أبكاني على نفسي لافتراضين، أولهما أنه إذا اعتبرت نفسي من الكفاءات لا قدر الله يعني، فأحلامي ستصبح وهم، لأنه لا يوجد آلية لتقدير الكفاءات أو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، أما ثاني افتراض أنه إذا كنت أيضًا ممن لم يتمتعوا بكفاءات، وبرضه لا قدر الله، فمن أين سيأتيني الحافز للسعي نحو الارتقاء، خاصةً أن شخص الرئيس هو من أكد تلك المعلومة.

سيادة الرئيس، أثق تمامًا في وطنية سيادتكم، ورغبتكم في الارتقاء بهذا الوطن، لكن من خلال خبرتي العملية المتواضعة، أستطيع أن أؤكد لسيادتكم أن الكفاءات تكون معروفة بالاسم للجميع، كل حسب مجاله، ومعروف أيضًا مدى انتمائهم ووطنيتهم، ومن السهل أن يتم الوصول إليهم، فلا شيء يخفى.

سيادة الرئيس، الامر الآخر الذي أود أن أشير إليه أيضًا أن موضوع الكفاءة نفسه قد تطور الآن، آه والله تطور، وتم فتح المجال أمام تعيين الشخص الأنسب للمكان، وليس الأكفأ، حيث يتم تفضيل الشخص الأنسب عن الشخص الأكفأ، وهو الأمر الذي قد يفتح المجال على مصراعيه أمام الأهواء الشخصية ومن ثم الفساد المؤسسي، الذي نحاول محاربته.

نرجع تاني لموضوع المؤتمر، موضوعنا الأصلي، لاحظت تواجد أشخاص معروف عنهم الهجوم اللاذع لتوجهات الحكومة، ويتم التشكيك في وطنيتهم بصورة مستمرة، وكان التساؤل الشخصي بيني وبين نفسي، ليه يعزموهم؟، وسارعت بالإجابة على نفسي برضه، أكيد فيه مخزى، يمكن عايزين يجمعوا الرأي والرأي الآخر مثلًا، والوصول لتوافق وطني، وهذا يمكن أن يكون سبب في توجيه الدعوة، الله أعلم، ففوق كل ذي علمٍ عليم، لكن هل تلك الدعوة كفيلة بتغيير وجهة نظر الطرف المضاد، خاصةً أن وجهة نظره هذه هي مصدر رزقه، ووجدت نفسي أتساءل مرة أخرى إيه إللي لم الشامي على المغربي؟، وللأسف فشلت في الإجابة على نفسي.

نقلا عن صدي البلد


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع