CET 00:00:00 - 28/11/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

 - القس رفعت فكري: التسامح ليس هو الغفران كما يفهم البعض، ولكن التسامح هو عدم التعصب وقبول التعددية الفكرية والثقافية والدينية، وعدم التوهم بأن شخصًا أو مجموعة ما تمتلك الحقيقة المطلقة وحدها، حيث أن التسامح من وجهة نظره ضد المُطلق.
- د. عصام عبد الله: إن اللغة العربية لم تسعف العرب في فهم المعنى الحقيقي للتسامح، مشيرًا إلى أن الفعل "سمح" في مُعجم لسان العرب لابن منظور تعني أن التسامح معناه التساهُل، أي التفضُل!
- د. بسمة موسى: التسامح لا يعني أن يتنازل الإنسان حقوقه.
- د. نادية حليم: العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون مبنية على أسس ومبادئ سليمة من وقت الخطوبة ومن أهم هذه المبادئ الصراحة وقبول الآخر كما هو والإستعداد للتضحية المتبادلة.
كتب: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون

انتقد حقوقيون ورجال دين ومفكرون غياب قيمة التسامح عن المُجتمع المصري، وكانت صحيفة "الطريق والحق المصرية المُستقلة" في عددها الصادر في نوفمبر الجاري قد أجرت تحقيقًا صحفيًا مطولاً بعنوان "العالم يحتفل بيوم التسامح العالمي.. فلماذا غابت قيم التسامُح عن المُجتمع المصري؟" وقد تطرق التحقيق إلى أسباب غياب قيمة التسامح وآثارها وكيفية تفعيل هذه القيمة.

القس رفعت فكري سعيدأكد القس رفعت فكري سعيد في التحقيق المُشار إليه على أن التسامح ليس هو الغفران كما يفهم البعض، ولكن التسامح هو عدم التعصب وقبول التعددية الفكرية والثقافية والدينية وعدم التوهم بأن شخصًا أو مجموعة ما تمتلك الحقيقة المطلقة وحدها، حيث أن التسامح من وجهة نظره ضد المُطلق، ومن يزعم أن يمتلك المُطلق وحده ليس بمتسامح.
وطالب فكري في التحقيق بوجود ودعم قيم التسامح بين الطوائف المسيحية المختلفة بعيدًا عن التعصب وزعم إمتلاك طائفة وحدها دون غيرها الرأي المستقيم، مؤكدًا على أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بين الطوائف المسيحية يجب التأكيد عليها، وأن الطوائف تجتمع جميعها للحوار في مجلس كنائس الشرق الأوسط أو مجلس الكنائس العالمي تخرج بتوصيات تحض على الوحدة بين الكنائس، إلا أن التوصيات التي تخرج عن هذه المجالس لا تصل إلى الشخص العادي ولا يتم تطبيقها.
وطالب فكري كافة الطوائف المسيحية بضرورة العمل على نشر قيمة التسامح عبر الإتفاق على القواسم المشتركة الكثيرة بينها، مؤكدًا على أن الطوائف المسيحية الثلاث تؤمن بالعقائد الأساسية في المسيحية كالتجسد والصلب والفداء والقيامة، مؤكدًا على أن التعددية والإختلاف تصب في النهاية في صالح وحدة الكنيسة.

دكتور عصام عبد اللهوفي سياق متصل أكد د. عصام عبد الله "الناشط الحقوقي وأستاذ الفلسفة" أن اللغة العربية لم تسعف العرب في فهم المعنى الحقيقي للتسامح، مشيرًا إلى أن الفعل "سمح" في مُعجم لسان العرب لابن منظور تعني أن التسامح معناه التساهُل، أي التفضُل، وبالتالي فاللغة العربية لا تعطي معنى ومدلول حقيقي للتسامح.
كما أكد عبد الله في التحقيق المُشار اليه على أن التسامح يُعد من أهم المكونات االفكرية للبشرية وأن التسامح هو أساس الديمقراطية، ولولا التسامح ما ظهرت الديمقراطية بل أنه الذي أوجد الديمقراطية، الأمر الذي يجعل من التسامح أحد أهم المهام الرئيسية للديمقراطية، وأضاف أنه لولا التسامح ما ظهرت المواطنة وفكرة العقد الإجتماعي.
وعن هل يوجد تسامح على المستوى الدستوري في مصر في ظل وجود المادة الثانية من الدستور قال عبد الله: إن الدستوري المصري متناقض، وأن الدولة لا يجب أن يكون لها دين لأنها كائن اعتباري، ولكي تحكم الدولة بالعدل والمساواة فلا يجب أن تشير إلى الدين في الدستور، كما يجب أن يقوم الدستور على المادة الأولى الخاصة بالمواطنة، كما يجب أن يكون الدستور محايدًا مع كافة الأطراف، ووقتها يظهر التسامح سياسيًا وفكريًا وعقليًا ويصبح من القيم الأساسية في المجتمع كالعدل والمساواة.

الناشطة بسمة موسىوأكدت الناشطة المصرية البهائية د. بسمة موسى على أم التسامح يعني قبول الآخر كما هو مهما كان مختلفًا، لأنه يؤدي إلى إثراء المجتمع ونهضته حيث يؤدي التسامح إلى وجود تناغم وقبول بين أفراد المجتمع وإتفاقهم على هدف واحد وهو خدمة وطنهم.
كما أوضحت موسى أن التسامح لا يعني أن يتنازل الإنسان حقوقه، وقالت لكي يتم نشر قيمة التسامح في المجتمع المصري لا بد من قيام وسائل الإعلام والمناهج التعليمية والدراما بنشر قيمة التسامح في المجتمع وخاصة بين أتباع الديانات المُختلفة.
كما أشارت إلى أن التسامح لا يعني أن يعتقد شخص أو طرفًا معينًا الحقيقة المطلقة وحدهم، لأن الحقيقة المُطلقة يمتلكها الله وحده سبحانه وتعالى.
وحذرت موسى من مغبة غياب قيمة التسامح في المجتمع المصري، مؤكدة على أن غياب هذه القيمة سيؤدي إلى زيادة مساحة التباعد والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وأن هذه الفـُرقة ستؤدي إلى الإنفجار والتناحر الذي يضر بوحدة مصر.

وعن أهمية التسامح على مستوى العلاقة بين الزوجين أكدت د. نادية حليم في ذات التحقيق على أهمية قيمة التسامح في استمرار العلاقة بين الزوجين، مؤكدة في ذات الوقت على أن التسامح بين الزوجين يجب أن يكون بلا حدود، كما أكدت على أن يكون لدى الزوجين الإستعداد للتسامح ليصبح التسامح بين الزوجين منهج حياة.
وقالت أنه يجب أن يكون التسامح مبنيًا على الحب والعطاء والتضحية وإعطاء الفرصة للطرف المُخطئ للعدول عن خطئه لكي ترجع المياة إلى مجاريها.
كما أوضحت أن العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون مبنية على أسس ومبادئ سليمة من وقت الخطوبة ومن أهم هذه المبادئ الصراحة وقبول الآخر كما هو والإستعداد للتضحية المتبادلة.
كما أوضحت أن تضحية أحد الأطراف لأبد أن تـُقابل بتضحية من الطرف الآخر، وفي حالة وجود تضحيات من طرف دون وجود تضحيات مقابلة من الطرف الآخر فإن ذلك يدل على وجود خلل في العلاقة، وأنه عندما يتسامح أحد طرفي العلاقة ويستمر في هذا التسامح دون وجود تسامح من الطرف الآخر فأنه ستأتي لحظة يصل فيها الطرف المتسامح إلى مرحلة يجد نفسه فيها لديه إحساسًا بالشفقة على نفسه والرغبة في التوقف وإعادة حساباته من جديد.
وأضافت: ليس من المعقول أن طرفًا يبادر دائمًا بالإيجابيات ويوجد في المقابل طرفًا آخر مصمم على المُضي في سلبياته، فمن الصعب أن تستقيم مثل هذه العلاقة، الأمر الذي يجعل هناك حاجة للبحث في أسباب الخلل ومحاولة التوصل إلى علاج لها عن طريق متخصصين كمكاتب المشورة الزوجية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق