الأقباط متحدون - قالوا عن نجيب محفوظ تلميذ سلامة موسى: نرى فيه مصر.. أخترق التابوهات والمسلمات
أخر تحديث ٠٥:١٩ | الثلاثاء ٣٠ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٢٤ | العدد ٤٠٣٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

قالوا عن نجيب محفوظ تلميذ سلامة موسى: نرى فيه مصر.. أخترق التابوهات والمسلمات

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

كتبت – أماني موسى
يوافق اليوم ذكرى رحيل أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي رحل عن دنيانا تاركًا وراءه إرث ثقافي وفكري اتفق أو اختلف معه الناس.. نورد بالسطور المقبلة أبرز ما قيل عن نجيب محفوظ.

علاقة محفوظ بسلامة موسى وتأثره به
أثر سلامة موسى تأثير كبير على أفكار نجيب محفوظ، وكان موسى مفكر مستنير ينادي بالحرية والتقدم وكان يؤمن بالحضارة الغربية إيمانًا كبيرًا ويعتبرها بعلومها وفنونها وصناعاتها أساس للتمدين والتقدم.

كان موسى أيضًا يؤمن بحضارة مصر القديمة كحافز مهم وضروري للمصريين للتقدم والنهضة، وتحمس محفوظ للحضارة المصرية القديمة تأثرًا بأستاذه وكتب ثلاث روايات عن مصر الفرعونية وهي "عبث الأقدار" و "رادوبيس" و "كفاح طيبة".

نجيب محفوظ أخذ من موسى النزعة التجديدية والتطلع للحضارة الحديثة والعدالة الاجتماعية وحب مصر والافتخار والاعتزاز بأمجادها القديمة.

تعود تلك العلاقة حين كان محفوظ طالب بالجامعة ذو 19 عامًا وظهرت أولى مقالاته في عدد أكتوبر 1930 لمجلة "المجلة الجديدة" التي كان يصدرها سلامة موسى وكان عنوان المقالة "احتضار معتقدات وتولد معتقدات"، وبعدما تخرج قام موسى بنشر أولى قصص محفوظ في المجلة والتي جاءت تحت عنوان "ثمن الضعف".

الكاتب الفلسطيني د. نبيه القاسم: كلما سمعت اسم مصر كان نجيب محفوظ ينتصب هرَمًا
قال عنه د. نبيه القاسم الكاتب الفلسطيني، نجيب محفوظ كان واحدًا من الأحلام الكبيرة التي رافقتني سنوات وسنوات، منذ أتقنت القراءة وتعرّفتُ على الكتاب كانت رواياته رفيقتي، وغدًا الحلم الذي يراودني وأتمنى لو أحققه بلقائي به.

كما يقول عنه "كلما سمعت اسم مصر كان نجيب محفوظ ينتصب هرَمًا كبيرًا مرددًا: هِيَ دي مصر"، فتتناسل وتتوالد مئات وآلاف الشخصيات التي تنتشر وتتوزع على كل أحياء وحواري القاهرة، فتدبّ الحركة وتنبض الحياة.

ويضيف، روايات نجيب محفوظ وقصصه القصيرة كانت التي نقلت القاهرة بأحيائها وسكانها إلى بيت كل قارئ فيتوحّد معهم ويصبح مصريًا متعصبًا، وتغدو مصر أمّه التي لا يخذلها، كنت أتنقل بين شخصيات روايات نجيب محفوظ وأرافقها في أحياء وحواري القاهرة، وأتحرّى عن سرّ هذا الشعب الذي أنجب العظماء منذ فجر التاريخ، ونجيب محفوظ أحد هؤلاء العظماء، وإذا زرتُ مصر سيكون من الأوائل الذين أتذكرهم  بعد جمال عبد الناصر.

الشاعرة نجاة علي: اخترق التابوهات والمسلمات
تقول الشاعرة المصرية نجاة علي في كتابها "الراوي لدى نجيب محفوظ" وهي رسالتها التي حصلت بها على درجة الدكتوراه، أن لغة محفوظ رصينة رغم كل شيء، فمثلاً الراوي في "زقاق المدق" رغم أنه لا يحمل قدرًا من التعليم إلا أنه يتحدث بلغة أعلى منه، وقد تميز محفوظ بالجرأة في خرق التابوهات (المسلّمات) وبالأخص "التابو الجمالي" وإنطاق المسكوت عنه في الرواية العربية، إذ يبدو راوي محفوظ أشبه بالجراح الذي لا يتورع عن التعامل بكل قسوة مع شخصياته.

نظرته للمرأة: تقليدية لكن ليست متخلفة
تقول نجاة علي في كتابها، أن نظرته للمرأة كانت تقليدية لكنها لم تكن متخلفة، وعندما أنظر إلى نماذج المرأة في كتاباته، بعيدًا عن الرؤية التي تقول أن أغلب شخصياته النسائية من العاهرات، كانت هناك شخصيات قدمها بشكل جميل مثل "زهرة" في رواية "ميرامار" التي رأى فيها مصر البريئة التي تحلم بالثورة ولم تستطع تحقيقها، لكنها كانت نظرة تقليدية ومحافظة.

محفوظ والتاريخ: الباحث الذي يريد قراءة تاريخ مصر لا بد أن يقرأ محفوظ
تقول علي، أن الباحث الذي يريد قراءة تاريخ مصر لابد أن يقرأ محفوظ لأنه مؤرخ تحوّل إلى صوت الجماعة في التعبير عنها، كما أنه كاتب مديني بأكثر من معنى لأنه ابن مدينة يؤمن بقيمها من التنوع والتعدد، كتب عن القاهرة تحديدًا حتى رواية "ميرامار" التي تدور في الإسكندرية إلا أنها كانت خلفية يعود بعدها إلى القاهرة التي شكلت وعيه.

وتضيف، أتصور أنه كان يؤمن أن تاريخ مصر هو تاريخ العاصمة فكل الأحداث السياسية التي تصنع الأحداث في القاهرة ولم يستطع الخروج من هذه الدائرة بل كان يعترف بذلك لأنه ليس لديه خبرة عن عالم الريف كما أنه يكتب عما يعرف.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter