الأقباط متحدون - القوة الناعمة .. الحل الثاني لوأد الفتنة ..!!
أخر تحديث ١٠:١٣ | الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ١٩ | العدد ٤٠٠١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

القوة الناعمة .. الحل الثاني لوأد الفتنة ..!!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نبيل المقدس
          كنت قد كتبت في مقالي الأخير والذي اعتبره  حلقة من سلسلة مقالات حول تقديم فكرة في وأد الفتنة الطائفية .. والتي تركزت في قيام كيان مسيحي وأتمني ان يكون وصلت فكرته إلي كل مَنْ يهمه الأمر,  فأكون أرضيت ضميري أمام الله والوطن وإخوتي الأقباط ..

        بعد القضاء علي العنصرية في  الولايات المتحدة الأمريكية بين البيض والسود .. صدر قانون غريب , لكنه كان أحد العوامل في تقريب البيض والسود بعضهما لبعض .. حتي اننا نجد الأن الكثيرين من الزوجات البيض رجالهن من السود , كذلك نجد الكثير من الرجال السود زوجاتهم من النساء البيض. هذا القانون كان يختص بصناعة السينما الذي ينص علي وقف بقدر الإمكان إظهار السود علي شاشات السينما علي انهم من الدرجة الثانية , ويقومون بأدوار الخدام والعبيد أو مجرمين أو سكارا في بار .. أو يقومون بعمل الدوبلير لو كان المشهد فيه خطورة , علي الممثل الأصلي ذات البشرة البيضاء.. وأجبروا صناع السينما بهوليود  أن يعطوا الفرصة للسود أن يقوموا بأدوار اساسية ,

     بهذه الطريقة تم القضاء تماما علي العنصرية إلا القليل في بعض الولايات , حتي اننا تعرفنا وأحببنا الكثير من الممثلات والممثلين السود , واصبحوا مشاهير محبوبة لمشاهدي العالم مثلما عشقوا الكثير من الممثلين البيض ..  ومن الممثلات الشهيرات  Oprah Winfrey " أوبرا وينفيري " . كذلك الممثلة Naomi Campbell  " ناعوم كامبل " و التي حازت الكثير من الجوائز العظيمة .. أما بالنسبة للرجال فمنهم الممثل ذات الشخصية المحبوبة Morgan Freeman " مورجان فريمان " الحاصل علي جائزة الأوسكار .. كذلك الممثل ذات الصوت المميز James Earl Jones " جيمس ايرل جونس " . هؤلاء عينات قليلة من الممثلين .. لكنهم زادوا جدا في السبعين سنة الأخيرة والتي فيها تم قتل مناهض العنصرية مارتن لوثر كينج في منتصف الستينات .

     كذلك في النواحي الرياضية , نجد أن جميع دول العالم الأوروبي والأمريكي يهتمون بالرياضيين غير آخذين في إعتبارهم , ملتهم أو ديانتهم أو لون بشرتهم ... كذلك جميع الوفود التي ترسلها الحكومات إلي الدول الأخري للتشاور أو للمباحثات في امور لها صلة بالعلاقات فيما بينهم نجد أن أعضاء هذه الوفود غالبا تكون متباينة في كثير من الأشياء لكن يربطهم شيء واحد هو الوطن .

     تعالوا معنا إلي ما يحدث في مصر ذات دستور تم وضعه بعد ثورتين عظيمتين الذي ينص علي تكافء الفرص لجميع أطياف الشعب , وان لا فرق بين مسلم ومسيحي .. وبالرغم من هذا نجد من النادر جدا يظهر ممثل مسيحي في أدوار صغيرة , ويتعمدون إبعاد كل مَنْ هو مسيحي موهوب أن يحتل حتي الفتي المساعد للبطل الرئيسي أو البطلة الرئيسية . وما يؤسفني أن الممثل الذي يشتهر ويصبح الفتي الأول هو هذا الشخص الذي يمتلك الإمكانيات المادية لكي ينتج الفيلم علي حسابه الخاص . كثير من المواهب المسيحية لهم ابداعات عظيمة ليس في فن السينما فقط , لكن ايضا في جميع باقي الفنون مثل الرسم والنحت.. إلخ .. لكنهم مطمورين في التراب عمدا ولا يتم تسليط الأضواء عليه.

    عندما نرجع بقطار الذاكرة إلي الأربعينات القرن الماضي .. نجد أن كلمة فتنة لم تكن معروفة , وغير متداولة بين الشعب المصري .. لأن العلاقات بين المسلم والمسيحي كانت تثبت بإستمرار مشاهداتهم السينما ’ فكانت هذه العلاقة علاقة عادية لا تخطر علي بالهم إن كان هو مسيحيا او مسلما.

   من قرآتي وجدت أن اعظم عهد كانت العلاقة بين المسيحيين والمسلمين علي مايرام , هو العهد المملوكي . وقتها حدث حدثين : الحدث الأول جلست شجر الدر على عرش مصر بعد ماقادت مصر لنصر كبير . أما الحدث التانى هو تعيين اول (مصرى مسيحي) وزيرا لحاكم مصر وهو " شرف الدين ابو سعيد هبة الله صاعد الفائزى " الذي تعين وزيرا للسلطان عز الدين أيبك . فى عصر الدوله المملوكيه ( 1250 -1517 ) مصر بقت دوله مستقله في هذا العصر, و كل المواطنين المصريين بغض النظر عن دياناتهم مسلمين او مسيحيين او يهود بقوا رعايا للدوله ، المسيحيون كانوا اقليه دينيه لكن لم يكونوا أقليه إجتماعية ، و لم يكن في هذا العصر حاجه إلي تجميع الجزيه التي كانت تتنهب من الطوائف الأخري بسبب دينها , كما كان يحدث قبل هذا العصر , لملىء خزانة خليفه يعيش فى بلد أخري ، و بقى للكل حق إمتلاك الاراضى و العقارات بدون تفرقة و أصبح الكثير من المسيحيين و اليهود اغنياء جداً .

      في هذا العصر اشتغل المسيحيون فى دواوين الدوله و وصلوا لمراكز عالية , ومنهم العائلة المسيحية " أولاد العسال " ، التي اشتهرت بالعلم و الثقافة , فعاشت مصر نهضه ثقافيه و عمرانيه كبيره فى العصر المملوكى و ظهر علماء و كتاب و لغويين و مؤرخين مسيحيين عظماء ’ شاركوا فى هذه النهضه  و خرج منهم مؤرخون و كتاب كبار أمثال المؤرخ "المكين كاتب ديوان الجيش المصرى ".وهو من عائلة العسال المسيحية,

      لماذا لم يتم إدراج هذه المعلومة في مواد التاريخ ؟؟!! لكي  نغرز روح الوحدة الوطنية في أجساد ابنائنا حتي حين ينموا ويكبروا , يرون أن التباين في الأديان امر طبيعي وليس غريبا. وبناء عليه وإستكمالا للقوة الناعمة أتمني إلغاء مادة الديانة بالمدارس .. ويأتي محلها دروس في الوطنية والمواطنة شاملا تاريخنا القديم بعد إختيار كل ما يتعلق بوحدة المسيحيين والمسلمين  و ما يفيد الوحدة الوطنية .. فتاريخ مصر مملوء بأحداث تعلم الوحدة وتغرز في الأبناء قيم مصر الفرعونية والذي لم يضاهيها حتي الأن مثلها .

 هذه الكلمات تصير غير مجدية إن لم يتواجد كل من القانون و الكيان المسيحي لكي يتابعا الأحداث ومجرياتها وإعطاء الحق للمظلومين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع