الأقباط متحدون - من وراء تصعيد الأحداث ؟
أخر تحديث ٠١:٠١ | الاثنين ٣٠ مايو ٢٠١٦ | ٢٢بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

من وراء تصعيد الأحداث ؟

حبس الأطفال اصحاب
حبس الأطفال اصحاب
من حبس الأطفال إلي تعرية النساء مرورا لحبس نقيب الصحفيين !! 
كتب : سليمان شفيق
فجأة وبدون مقدمات تشهد بلادنا حالة من التصعيد المتواتر والمنظم ، حبس الأطفال اصحاب فيديو "أطفال الشوارع" ، وإنكار كل المسئولين الأمنيين والتنفيذيين لواقعة تعرية سيدة مسنة في قرية الكرم بابي قرقاص بالمنيا ، وافتعال ازمة مع نواب البرلمان حول حديثهم في الموازنة العامة في محافل قريبة الصلة بالدولة (مركز دراسات الاهرام) وصولا لحبس نقيب الصحفيين والزملاء في المجلس ، دون الدخول في تفاصيل ، هناك ضربا من قلة الخبرة احيانا و"الفجور" احيانا اخري في افتعال وادرارة تلك الازمات ، لست من هواة نظرية المؤامرات ولكني بدأت افكر انة لو هناك ازمة فهي صناعة محلية ، القاسم المشترك الاعظم وراء كل تلك الازمات (التقارير الامنية) وغياب السياسة ، وفي كل الاحوال لم يفكر احد في : لماذا تطالب كل الاطراف بتدخل سيادة الرئيس ؟
هذا المطالب يؤكد علي ان الجميع يثقون بالرئيس ولا يثقون في سلطات النظام السياسي ؟!!
 
نحن وبحق في أزمة هيكلية ، ولعل الازمة الاكثر "عارا" هي ما حدث في قرية الكرم ، فأن كان تعرية السيدة سقوط مدوي للحداثة و لممثلي النظام في المنيا ، من الجمعة 20 مايو وحتي الثلاثاء 24 مايو وقعت الواقعة ، ولم يتحرك احد من ممثلي الدولة المدنية ، الامر الذي دفع بالسيدة التي وقع عليها هذة الجريمة "الفاجرة" بالذهاب الي قسم الشرطة لتحرير محضر ولكن احد رجال الشرطة رفض وعمل محضر اخر لايذكر فية الواقعة (راجع شهادة الانبا مكاريوس بصحيفة الشروق 29 مايو) ، لذلك تقدم نيافة الانبا مكاريوس لقيادة الموقف (وهوقيادة دينية بعد فشل الاجهزة في معالجة الامر) ولمزيد من الدهشة سيادة المحافظ ومدير الامن ومركز شرطة ابو قرقاص وعمدة القرية خرجوا الي كل اجهزة الاعلام يكذبون الواقعة ، تري ما موقفهم الان بعد ان نوة سيادة الرئيس بالتأكيد علي الواقعة في تصريحة صباح الاثنين 30 مايو؟!!
 
بالطبع اسرع بعض المعنيين بمحاولة ترتيب الاوراق لتضليل العدالة بوضع اسماء موتي ومصاب بشلل في التحريات والقبض ، ناهيك عن حاولات التدليس علي طريقة فيلم الزوجة الثانية "الدفاتر دفاترنا واورق ورقنا " !!
الاكثر دهشة وكأننا في القرون الوسطي ـ واثناء وجود الامام الاكبر في الفاتيكان ـ يوصي بأرسال 40 داعية الي القرية للمصالحة ، والمثير  للدهشة حتي البكاء ان "بيت العائلة " ارسل ايضا كهنة موقرين مما يجسد الانقسام بين الكنائس وعدم وجود روح التضامن الانساني ( كهنة من ايبارشيات كفر الشيخ وأسيوط وملوي وايبارشية المنيا للاقباط الكاثوليك وقساوسة انجيليين ، لا اريد ان اشرح ماذا يعني هذا ، ولكني سألت نيافة الاسقف العام الانبا مكاريوس اكد لي "ان احد من هؤلاء لم يتصل بي للتنسيق " !!(بصراحة عيب يا ابائي) ، مهما كانت علاقاتكم ومصالحكم لايجب ان تحولوا بيت العائلة الي أداة لتصفية الحسابات او لتحقيق مصالح ، وهذا اقل ما يقال .
 
بالطبع أفخر بأننى من المنيا التى شهدت حوالى %70 من خسائر مصر بعد فض الاعتصامات الإرهابية فى رابعة والنهضة، وكان الأنبا مكاريوس قد كتب شهادة فى كتاب عنوانه «رحيق الاستشهاد» يوثق لحرق 12 كنيسة ومنشأة مسيحية بالمنيا، وسلب ونهب 4 كنائس، وبلغت الخسائر أكثر من 80 منشأة مملوكة للأقباط، وقتل 6، منهم شابان حرقا فى باخرة، وكيف عبر قداسة البابا تواضروس الثانى عن تلك الملحمة بقوله: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، وحمى الأنبا مكاريوس الوطن بتعليماته بعدم رد الشر بالشر، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، لم تسكت الخلايا النائمة للإرهابيين الإخوان، وتعرض المواطنون المصريون الأقباط فى المنيا من 2014 وحتى الآن، إلى 24 حادثا متنوعا، منها تصدى المتطرفين لبناء كنائس، وحرق كنائس وهجوم على ممتلكات، وعقاب جماعى، بواقع حادث تقريبا كل شهرين، وللأسف عقدت فى هذه الفترة 6 جلسات عرفية، ولم تنته قضية بشكل قانونى حتى الآن، إضافة إلى أن هناك ميراثا من زمن نظام مبارك، وهو إغلاق «أمن الدولة السابق» لبعض أماكن الصلاة (شبه الكنائس) لأسباب أمنية!! ومن المعروف أن هناك 13 قرية من غرب مغاغة، وحتى غرب دير مواس تكررت فيها هذه الظواهر، مثل (ميانة، الجلاء، العور، أسمنت وعرب أسمنت والكرم، وأبو قرقاص، وصولا لدلجا والبدرمان، غرب ملوى ودير مواس) هذه القرى يتبعها حوالى 42 نجعا وتابعا، ليس بها كنائس، وتتواتر بها المشاكل، ومع احترامى وتقديرى لأهلى من سكان هذه القرى، فكانت الأكثر تصويتا للإسلام السياسى فى انتخابات برلمان 2012 ، والرئاسية فى 2013، ومن يدرس الضحايا فى اعتصامى رابعة والنهضة سيجد وجودا واضحا من قرى المنياا إلى حد أنه كانت هناك رحلات أسبوعية إلى هناك، وهى أيضا الأكثر فقرا، ويزداد بها بيزنس الآثار والسلاح، ورغم وضوح الرؤية لا يوجد أى جهد من الحكومة للتنمية، ومع احترامى للشرطة وشهدائها، إلا أن هناك شعورا متزايدا بأن المسؤولين الأمنيين فى أبو قرقاص وملوى ودير مواس، ليسوا على مستوى الكفاءة، من حيث المعلومات أو الرؤية، وليس أدل على ذلك من عدم إحباط الشرطة لأى مشكلة حدثت، بما فى ذلك مشكلة قرية الكرم التى تركت من الجمعة 20 مايو وحتى الثلاثاء 24 مايو، الأمر الذى استدعى أن تمارَس ضغوط على نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام، الذى اضطر لأن يسبق الدولة «المدنية» فى إصدار بيان «كنسى»، وتواترت الأحداث وتحول جميع المسؤولين إلى أطراف فى الأزمة!! حتى أنقذ الرئيس السيسى الموقف ببيانه الشهير، كما أننا لم نلحظ تحرك نواب أبو قرقاص، ولا الأحزاب السياسية لا مبكرا ولا متأخرا سوى ببيانات «هزيلة» أو دعوة للحلول العرفية البغيضة! الوطن فى خطر، والأعداء يتربصون من جميع الجهات، ولا المجتمع المدنى ولا الحكومة تهتم بدراسة مشاكل المنيا.والان علمت ان نقيب المحامين سامح عاشور ونقيب المنيا محمد نجيب يشكلون مع بالقي الاساتذة فريق دفاع ، وابدا لن تمروا وستسقط الفاشية ان أجلا او عاجلا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter