الأقباط متحدون - بتوقيت 25 يناير!
أخر تحديث ١٤:٤٧ | السبت ١٦ يوليو ٢٠١٦ | ٩ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بتوقيت 25 يناير!

ارشيفية 25 يناير
ارشيفية 25 يناير

 لايزال الكثير من النشطاء الذين لعبوا دورا مهما فى ثورة يناير، يعيشون اسرى ذلك الحدث الذى هز مصر والعالم، ولم يستطيعوا هضم ما تلاه من أحداث، كانت فارقة أيضا فى تاريخ هذا البلد، مثل ثورة 30 يونيو، وكأنهم ضبطوا توقيتهم السياسى على يوم 25 يناير 2011، ولم يغيروه رغم مرور نحو خمس سنوات على تلك الثورة.

 
فى كل عام، وبالتحديد عندما يحل شهر يوليو الذى شهد فى 2013، آخر يوم لجماعة الإخوان فى حكم مصر، تظهر لدى هؤلاء النشطاء، عوارض ما يمكن أن نسميه بـ«نوستالجيا يناير» أو الحنين إلى ماضى تلك الفترة، التى تمت فيها ازاحة نظام مبارك، ثم يبدأون على الفور فى اجترار الذكريات التى حدثت، منذ خروج أول مظاهرة وحتى بيان التنحى، ليصلوا فى النهاية إلى نتيجة مفادها ان«25 يناير» هى الثورة الوحيدة فى تاريخ مصر، وان «30 يونيو» لم تكن أكثر من مجرد «نزهة شعبية لمدة 3 ساعات!!».
 
قبل يومين كتب المحامى الحقوقى جمال عيد، مقالا بعنوان «ثورة بلا ذاكرة.. أو ذكريات»، قال فيه عن ثورة يناير: «لدى ذكريات عن كل يوم، ومواقف فى كل ركن بالميدان، وحكاية مع كل رفيق، وقصة مع كل قنبلة غاز، وخطوة قدم على كل شبر من أرض الميدان، وإصابة ضاعت ملامحها ولم تمح ذكراها».
 
ينتقل عيد بعد ذلك فى جانب من مقاله للحديث عن ثورة 30 يونيو، ليقول: «لا أتذكر أيا من أحداث أو مجريات الثورة، هل حدث ما يستحق التذكر؟ هل تذكر أنت ماذا حدث خلال ساعات الثورة؟ رجاء ذكرنى، فلم اشاهد الثورة سوى فى اليوم التالى، أمام شاشة التليفزيون، عبر مشاهد تم تصويرها من طائرة تتبع احدى مؤسسات الدولة، لمخرج صديق الدولة، لكنى لا أعرف من وفر الكاميرا؟».
 
ربما يكون موقف عيد، الذى يرأس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مفهوما من «30 يونيو» نظرا لغضبه وحنقه الشديدين على الحكومة، بسبب التحفظ على أمواله وأموال أسرته، على خلفية التحقيقات بشأن تلقيه تمويلا أجنبيا من جهات خارجية بالمخالفة لأحكام القانون، لكن الشىء غير المبرر، هو ان كثيرا من الناشطين ــ غير المنتمين للتيارات الإسلامية – يجاهرون بمثل هذا الموقف يوميا، ومنهم طبيبة مثقفة كانت ناشطة بارزة فى ثورة يناير، إلى درجة جعلت قناة الجزيزة تستضيفها فى برنامج وثائقى طويل يورخ للثورة، ثم انتهى بها الحال الآن إلى الهجوم بضراوة وتطاول وتجاوز مهين لثورة يونيو.
 
السؤال الآن.. لماذا كل هذه الكراهية لـ«30 يونيو» من جانب بعض نشطاء يناير؟. الإجابة ان العديد منهم تحولوا وقتها إلى ايقونات وكانوا ملء السمع والبصر.. هذا الوضع أصاب بعضهم بتضخم فى الذات، وشعروا انهم يستطيعون فعل كل شىء، بدءا من اغلاق الميادين، إلى تحديد من يجلس على «كرسى الحكم»، لكن عندما جاءت ثورة يونيو، انتهى زمنهم وتقدم آخرون، وهو ما لم يستوعبوه حتى الآن.
 
ليس عيبا ان يتم اجترار الذكريات أو الاستغراق فى الماضى، أو حتى البكاء على اطلال «25 يناير»، فهذا حق أصيل لاصحابه لا يمكن لاحد ان ينازعهم فيه، لكن الخطأ الجسيم هو ان تتحول تلك الـ«نوستالجيا» من جانب نشطاء يناير، إلى منصات قصف لـ«30 يونيو»، والتشكيك فى كونها ثورة من الأساس.
 
هذا التشكيك المستمر يتماهى مع مواقف الإخوان، ويباعد المسافات بين ناشطى يناير، وبين الغالبية العظمى من المصريين، الذين يرون ان «25 يناير» و«30 يونيو» ثورتين.. الأولى اخطأت بالسماح للإخوان باختطافها، والثانية صححت ذلك لكن حكومتها تحاول احياء «جمهورية الخوف»، بالتغول على الحريات وحقوق الإنسان، وتتنازل بشكل مهين عن أرض مصرية، وهو ما لا يمكن للشعب، القبول به مهما كانت الظروف.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع