الأقباط متحدون - السراج والأسطورة
أخر تحديث ١٦:٠٠ | الأحد ٣ يوليو ٢٠١٦ | ٢٦ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

السراج والأسطورة

السراج والأسطورة
السراج والأسطورة

 كتب : د. مينا ملاك عازر

ها قد فعلتها الداخلية المصرية، وأغلقت صفحة السراج لأعمال البلطجة واستخلاص الحقوق، ها قد استطاعت الداخلية أن تلاحق إلكترونياً أعدائها وأعداء الوطن من مثيري الشغب والمروجين للبلطجة وأعمال العنف، وبينما تفعل الداخلية هذا العمل العظيم تركت نجم تليفزيوني وسينمائي مرموق يروج لنفس الفكرة للبلطجة العادلة التي تدعيها صفحة البلطجة المغلقة على أيدي الداخلية.
 
فأنه تحت ستار من حقوق الفن، واستدعاء النجاحات القديمة، يقوم النجم المرموق بتقديم مسلسل أسطوري هو الأسطورة،يدعي فيه أنه يمكن أن يكون البلطجي عادل وأن في البلطجة بديل للقانون، ولأنه مشي قانوني وأذاع مسلسله على القنوات التليفزيونية، ولأنه له مشاهدين، وتأتيه إعلانات ووراءه شركات إنتاجية تركته الداخلية وأغلقت الصفحة المفترية.
 
أنا لا أدافع عن الصفحة، ولا أهاجم المسلسل لأن المسلسل في مضمونه استدعاء لنجاح مسلسل قدمه نفس النجم سابقاًوهو ابن حلال، وقام فيه بنفس الفكرة تقريباً بإقامة إمبراطورية العدل المستندة على البلطجة وكأنها البديل والوريث الشرعي لدولة القانون اعتباراً على أننا نعيش في شبه دولة.
وانتقالاً من السراج ووصولاً للأسطورة، تعيش مصر بلا قانون وتحت ستار من الأمل الزائف في أن يستقر القانون ويسري على الجميع دون تفريق، لكن القانون منهمك في ترحيل البعض وسجن المعارضين، وتغريم متظاهري الأرض، فخرجت الأسطورة للنور ورآه الكل في العلن، وأغلقت الداخلية صفحة السراج لأعمال البلطجة وأعمال استخلاص الحقوق.
 
وعندما تمرض الدولة، ويعيش الشعب في شبه الدولة، يلجأ المواطنون للبلطجي ليقر القانون وكأننا في زمن قديم وقت أن كان الفتوة في الحارة هو السيد، وفي هذه الآونة مصر شبه دولة فيكرس الفن لأعمال البلطجة المتسترة بالعدل لتبريرها وكأنه الطبيعي، فيتعاطف المتعاطفون مع الأسطورة، ويهللون لإغلاق صفحة السراج لأن اللي مالوش ضهر في هذه البلد يتضرب على بطنه.
 
عزيزي القارئ، لأني أحترم الفن وأقدره، لا أدعو لمنع عرض المسلسل لكني أدعو لمراجعة مواقفنا من القانون الذي بات منتهك ويسري على الدواق، لذا صار الأمل للجميع في البلطجي العادل، وأمل المستضعفين في المستبد المستنير،وكأنه المخلص، فنقبل استبداده لأنه المنقذ، ونقبل عنف أجهزته لأنه المخلص، وننسى أننا من عزلنا الإخوان بأعمال القانون وبثورة كسرت كل ما هو ظنه الإخوان حاجز لمنع حريتنا.
 
أخيراً، لا أمل في بلد تعتمد البلطجي بديل لدولة القانون، ولا أمل لشعب يعيش على أمل نجاح المستبد المستنير في تجربته، ولا أمل في غد يحلم به فرد بشكل فردي لشعب بأكمله يعرف كيف يختار؟ وعليه أن يختار بين القانون على الجميع وبعدل أو استمرار الدوقان في القانون حتى يتفسخ المجتمع بين السراج للبلطجة وبين الأسطورة للبلطجي العادل.
المختصر المفيد أفيقوا يرحمكم الله.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter